كيفما أقبلتِ أحبّكِ
---
مِنْ أينَ تنبعثُ القصيدةُ نجمةً مرغوبةً
لا يختفي إشراقُها
وتصيرُ دنيا
لا تشيخُ شفاهُها وعيونُها وخدودُها
وفراشةً تغدو
تطيرُ بحقلِ نشوتِنا العتيدهْ؟
مِنْ أينَ تأتي موجةً
لتهدِّمَ الأسوارَ حول قصورِنا
وتهزَّنا هزًّا بإصبعِها
وترميَ فوقنا جمرًا
وتأخذَنا إلى منفى الكلامِ
بهِ نضيعُ
ونكتوي بحريقِهِ
مع كلِّ قافيةٍ وليدهْ؟
مِنْ أينَ جاءتنا كعاصفةٍ
تطاردُنا
وتصفعُ وجهَنا
وتجرُّنا أسرى إليها طائعينَ
فلا نحطِّمُ قيدَها
بل ننحني في سجنِها كعبيدِها
ونجدِّدُ التّصفيقَ
حينَ تقولُ كلْمتَها
وتنفخُ روحَها فينا
وتُلبسُنا بهيَّ ردائِها
وتنامُ فوق سريرِنا
كأميرةٍ حسناءَ
بسمتُها فريدهْ
ونحبُّها وتحبُّنا
ونبوسُها وتبوسُنا
ومعًا
نسيرُ إلى عوالمَ مِنْ خيالاتٍ بعيدهْ
ننسى قبائحَ لغوِنا
ومزابلَ الماضي
ورقصةَ حاضرٍ عرجاءَ متعَبةً
رفيقةَ رحلتي
منكِ النّبيذُ أذوقُهُ حلوًا شهيًّا
فاصنعي عرسي
وجيئي مثلما تبغينَ
ثائرةً أحبُّكِ أو بليدهْ
وعنيفةً ورقيقةً
وعفيفةً وبذيئةً
وبسيطةً وعسيرةً
وجميلةً وقبيحةً
وطويلةً وقصيرةً
مطواعةً وكذا عنيدهْ
وكسيحةً جيئي بعكّازٍ
أحبُّكِ
حُرّةً وسجينةً
وسمينةً وضعيفةً
وثقيلةً وخفيفةً
وعتيقةً جيئي إلى شطّي
وجيئيني جديدهْ
فأنا أحبُّكِ
كيفما أقبلتِ أيّتها القصيدهْ
----
القس جوزيف إيليا
٤ - ١ - ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق