الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

بقلم جميلة محمد

توفي  اليوم 21/08/2018 الروائي والآديب العربي
                           الكبير.. حنا منا ..
لمن قرا له ويعرف قوة الآديب السردية وتمكنه من أليات الكتابة الروائية وبراعته في الوصف والسرد والحكي والإنسيابية التي تشد القاريء لكتاباته  الغزيرة التي تميز بالواقعية أهمها رواية المستنقع وهي رواية  تغوص في تفاصيل الحياة الإجتماعية بحيتياتها الدقيقة ،،مايمكن القاريء  من فهم صحيح لمجتعه  ..وقراءة حتيتة لواقعه  الإقتصادي والسياسي  من خلال دراما مجتمعية البطل فيها الفقر والجهل والمرض ...والتخلف.
له إصدرات اخرى كثيرة ..،أهمها الشراع والعاصفة وعروس الموجة السوداء ...من مواليد اللاذقية في 9مارس 1924 ..من مؤسسي رابطة الكتاب السوريين وإتحاد الكتاب العرب ..يعتبر رائد تيار الواقعية الجديدة ،الخط الذي لزمه في معظم كتاباته.
رحم الله الفقيد ..الصحفي والكاتب .و الآديب ..الذي من خلال رواياته أعاد اكتشاف سوريا .
جميلة محمد قنوفي

الأحد، 19 أغسطس 2018

بقلم د .مهران ماعر عثمان

🐂   جواهر التاريخ    " 47 " 🐂




قال ابن كثير رحمه الله :"ذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه، سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا، فبشره الله تعالى بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام; لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل، وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل، أنه أول ولد وبكره. 
وقوله: {فلما بلغ معه السعي} : أي شب وصار يسعى في مصالحه، 
 أمره الله بذبح ولده هذا وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه، وامتثل أمره، وسارع إلى طاعته.
ثم عرض ذلك على ولده؛ ليكون أطيب لقلبه، وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا:{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى }؟
فبادر الغلام الحليم فقال: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}، قال الله تعالى: {فلما أسلما وتله للجبين}، قيل: انقادا وخضعا لأمر الله - تعالى - قال قتادة : أسلم إبراهيم ابنه وأسلم الابن نفسه ، ( وتله للجبين ) أي : صرعه على الأرض . قال ابن عباس : أضجعه على جبينه على الأرض والجبهة بين الجبينين ، قالوا : فقال له ابنه الذي أراد ذبحه : يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فينقص أجري وتراه أمي فتحزن ، واشحذ شفرتك ، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون علي فإن الموت شديد ، وإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل ، فإنه عسى أن يكون أسلى لها عني ، فقال له إبراهيم عليه السلام : نعم العون أنت يا بني على أمر الله ، ففعل إبراهيم ما أمر به ابنه ، ثم أقبل عليه فقبله وقد ربطه وهو يبكي والابن - أيضا - يبكي ثم إنه وضع السكين على حلقه فلم تحك السكين . ويروى أنه كان يجر الشفرة في حلقه فلا تقطع ، فشحذها مرتين أو ثلاثة بالحجر ، كل ذلك لا تستطيع . قال السدي : ضرب الله - تعالى - صفحة من نحاس على حلقه قالوا : فقال الابن عند ذلك : يا أبت كبني لوجهي على جبيني فإنك إذا نظرت في وجهي رحمتني وأدركتك رقة تحول بينك وبين أمر الله تعالى ، وإني لا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، ففعل ذلك إبراهيم ثم وضع الشفرة على قفاه فانقلبت السكين ونودي : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا . وروى أبو هريرة عن كعب الأحبار وابن إسحاق عن رجاله قال : لما رأى إبراهيم ذبح ابنه قال الشيطان : لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا ، فتمثل له الشيطان رجلا وأتى أم الغلام ، فقال لها : هل تدرين أين ذهب إبراهيم بابنك ؟ قالت : ذهب به يحتطبان من هذا الشعب ، قال : لا والله ما ذهب به إلا ليذبحه ، قالت : كلا هو أرحم به وأشد حبا له من ذلك ، قال : إنه يزعم أن الله قد أمره بذلك ، قالت : فإن كان ربه أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه ، فخرج الشيطان من عندها حتى أدرك الابن وهو يمشي على إثر أبيه ، فقال له : يا غلام هل تدري أين يذهب بك أبوك ؟ قال : نحتطب لأهلنا من هذا الشعب ، قال : والله ما يريد إلا أن يذبحك ، قال : ولم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذلك ، قال : فليفعل ما أمره به ربه فسمعا وطاعة ، فلما امتنع منه الغلام أقبل على إبراهيم - عليه السلام - فقال له : أين تريد أيها الشيخ ؟ قال : أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه ، قال : والله إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك هذا ، فعرفه إبراهيم - عليه السلام - فقال : إليك عني يا عدو الله فوالله لأمضين لأمر ربي ، فرجع إبليس بغيظه لم يصب من إبراهيم وآله شيئا مما أراد ، قد امتنعوا منه بعون الله تعالى . وروى أبو الطفيل عن ابن عباس : أن إبراهيم لما أمر بذبح ابنه عرض له الشيطان بهذا المشعر فسابقه فسبقه إبراهيم ، ثم ذهب إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم أدركه عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم مضى إبراهيم لأمر الله - عز وجل - . 
فعند ذلك نودي من الله عز وجل: {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤي} ، أي : قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك، ومبادرتك إلى أمر ربك، وبذلت ولدك للقربان، كما سمحت ببدنك للنيران، وكما مالك مبذول للضيفان، ولهذا قال تعالى: {إن هذا لهو البلاء المبين }، أي الاختبار الظاهر البين.
وقوله: {وفديناه بذبح عظيم}، أي : وجعلنا فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه، والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطا بسمرة في ثبير، وقيل : رعى في الجنة أربعين خريفا... وفى القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر، وأنه فدي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشا" [بتصرف 

المصادر
قصص الأنبياء لابن كثير 
تفسير البغوي
نفح الريح بفوائد قصة الذبيح " د.مهران ماهر عثمان

الخميس، 9 أغسطس 2018

مراسلةة جميلة محمد

الرباط .جميلة محمد
احتفلت جمعية تراثيات المغرب بذكرى عيد العرش المجيد تحت شعار تراثنا هويتنا يوم الأحد 30 يوليوز على الساعة  بدار الشباب سيدي معروف الأول بمقاطعة درب السلطان الفداء
تظمنت فقرات البرنامج،بداية الحفل، قراءة ماتيسر من الذكر الحكيم ،النشيد الوطني وكلمة افتتاحية لرئيسة الجمعية تراثيات الراقية زبيدةةالطويل تلاها  معرضا للصناعة التقليدية تحت إشراف الأستاذ عبدالله المدهوز رئيس جمعية أمل للصناع التقليديين وحرمه السيدة رشيدة مشرف الحائزة على الجائزة الوطنية لأمهر الصناع التقليديين الرتبة الأولى على مستوى الصعيد الوطني،ثم معرضا للطرز الزموري تحت إشراف الأستاذة فاطمة الزهراء خليلي المديرة الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة .
حضر الحفل ثلة من الشعراء المرموقين من مختلف مدن المملكة كالشاعر الزجال -ادريس بلعطار من اليوسفية -حسن العطاري الجديدة -احمد كابي الجديدة 5
احمد الرجواني مكناس -زكرياء جليط مكناس -يوسف الروصافي اورير
الأستاذ محمد بومهدي بركان-الشاعر العربي الحميدي بوزنيقة -الأستاذ محمد زغلال من مدينة سيدي سليمان -الزجال الغالي الخمخامي من مدينة العراءش وكذلك الشاعرة فوزية الفيلالي -والشاعرة اسيل الجناتي فريدة حداد جميلة قنوفي من الرباط
فريدة محداد من الجديدة فاطنة جليدي و من انزكان مصطفي الهومي من الجديدة رحال الإدريسي من المحمدية ماجد الفدراني حكيم بورشيدي -ناصر الجراري فاطمة بصور عزيز بن سعد شاعر العنق نائب رئيس المبدعين العرب محمد الكاسمي والشاعر محمد بوخريص وعدة أساتذة ودكاترة وازنين كالاستاذ الدكتور عبد الله الفكاك الأستاذ رضوان الأستاذ رحال الدارسي الأستاذة ليليان ادام والأستاذة حورية خرباش رجاء القباج فوزية الركراكي رئيسة جمعية الكرامة الأستاذة زهرة فكيري
ورئيسة رابطة كاتبات المغرب السيدة رشيدة فقري رئيسة جمعية كزابلانكا وعدة شخصيات من المجتمع الثقافي والمدني والرياضي -تخلل الحفل عدة قراءات شعرية وطنية وعدة فرق موسيقية فرقة أحواش لمحمد بوستة -فرقة عيساوة -فرقة الدقة المراكشي -فرقة طربية للمطرب سمير مجدي -كما تم تكريم الفنانة مليكة ارويس وزوجها احمد أولاد -وعبدالله المدهوز في صنف الصناعة التقليدية وحرمه رشيدة مشرف و تم تكريم الأستاذة فاطمة الزهراء خليلي المديرة الإقليمية للصناعة التقليدية بمدينة.الجديدة ثم تكريم الفنان عبد الرحمان برادي .
كانت ضيفة شرف هذا الحفل الشاعرة التونسية صالحة الجلاصي
وقامت بالتقديم والتنشيط الأستاذة المقتدرة مينة حسيم من مدينة مراكش
قراءة برقية الولاء من طرف الشاعرة وأمينة المال الأستاذة كريمة اهنين
في حدود الساعة 11 ليلا حفل عشاء سمر فني .وتوالت جلسات السمر ..
حتى صباح الغد ..حيث ابتدأ اليوم العاشرة صباحا  بفطور جماعي
وبعده  قام الحضور بجولة داخل المدينة القديمة وزيارة مسجد الحسن مع  أخذ صور هدايا للتذكاروهكذا تم اختتام الحفل  في اجواء من البهجة والرضا ..
رئيسة جمعية تراثيات المغرب زبيدة طويل


قراءة نقدية بقلم بوسلام حسن



القراءة لديوان لامة الحروف لعبدو سلطان گاسمي ،تلزمك على الحذر في اقتناص معانيه ،وذلك لعدة اسباب منها

1/نص فيه كثافة المعنى وعمق الرؤيا الشعرية
2/تعدد المرجعيات الثقافية التي يمتح منها الشاعر ،وتوزعها بين الثقافة المغربية الشعبية والارتباط الاجتماعي باللغة الاصيلة في بعدها البدوي ،والتي هيات له شروط البوح الشعري الجميل ،
ولا ننسى المرجعية الفكرية التي تؤطر فضاءه ،وتشكل معانيه من خلال لغة زجلية راقية ،وكذا البعد النفسي ،والوجداني المؤتث ،لصوره المنسابة بشكل ،تجعل القارئ يسترسل في متابعة المسك بالمعاني المتوارية خلف ظلال خيال النص.

ان القصيدة السلطانية ،قصيدة عالمة ،تنتج وعيا شعريا يتفاعل معه قارئ متمكن من المرجعيات السابقة ،ومدرك لخبايا الصور المتفقة من لغة قريبة من الوجدان الجمعي
سأحاول ان اقف عند ثلاث لحظات ،بشكل مختصر ،في انتظار قراءتي المتانية والمتاملة للديوان ،واللحظات سأسميها :

1/لحظة الكلام المفتول
2/لحظة العنوان المغزول
3/لحظة المعنى المسدول

**************************

-اللحظة الاولى قبل الكتابة واثناءها.

اقصد بهاته اللحظة عندما كان عبدو سلطان گاسمي يكتب نصه وكيف كانت عملية مخاضه ،وهاته النقطة مهمة لكي ابين لكم كيف انعث زجل عبدو بالزجل العالم ،
يجب ان نعرف ان عبدو سلطان اثناء كتابته مارس مهمتين ،الاولى كونه شاعر يختار جمله ،يستحضر مرجعياته ،يضع جمل في مخيلة خصبة ثم يبدا في عملية البناء الاولي يتوقف ،ليتحول ،الى مهمة ثانية يصبح ناقدا لمقاطعه الشعرية ينقحها ،يحذف..يزيد ويقوم البناء العام للنص،ثم يتحول الى شاعر وبعدها الى ناقد وهكذا دواليك ،لتستغرق الكتابة الشعرية والنقدية ،فيكون شاعر الصنعة بامتياز وهذا ماسميته قبل القصيدة ،اثناء القصيدة ،اللحظة النهائية ،حيث نجد القصيدة طويلة ذات شكل كاليگرافي متميز ،جمل قصيرة ومقاطع منفصلة لكنها مرتبطة في معانيها ،تنتهي بنفس القافية ،وتحافظ على بنية ايقاعية متوازنة
الى ان يصادفنا شكل آخر مخالف تميزت به: سم الحگرة ،وسادة الفراق ،دنيا غرارة ،من عندي ومن عندك ،كتبتنا لقدار ،جملها الشعرية طويلة وتخضع لوزن عروضي خاص بالقصيدة الزجلية ك : المبيت في اشارة الى (المثني والثلاثي والرباعي) ،وغيرها من البحور
انه كلام مفتول ،بقوة الحبل المفتول ومتانته ،،

***************************

-انتقل الآن الى اللحظة الثانية وعنونتها : بالعنوان المغزول
*العنوان المغزول ،مدخل اساسي للنص *

الغزل يتطلب الدقة والتركيز ،وتحويل الصوف الى غزيل دقيق ،اي تحويل معاني النص الى عنوان يطابق مضامين النص لانه يعتبر عتبة مهمة في الترحيب بالقارئ الى عوالم النص الخفية ،وهناك صنفان من العناوين ،العنوان الاصل ،الذي يرحب بك في الديوان ،والعناوين الفرعية والتي هي جزء من اللامة بل هي اللامة ،
نقف عند العنوان ولقد سبق للإخوة ان شرحوه في قراءتهم ،لكن سانظر اليه من جانب آخر باعتباره مؤسسا لمعاني النصوص،
اللامة : الجمع الذي فيه المحبة ،تقاسم الفرح ،مشاركة الكلام والحروف ،هي القصيدة التي تحمل المعاني ،ولقد حضر العنوان بدلالته في النص الاول *طريق الضحكة* حيث قال الشاعر
لاقي المحبة
ف لامة الحروف
نسگيو قصرية الكلام
كلا يلگم كليمة
لاحظوا لامة الحروف فيها قصرية الكلام ،هناك توليف جميل بين الكلام ،والكسكس باعتباره الاكلة الشعبية التي يجتمع عليها الاحباب ‘
كلا يلگم كليمة : يأخد من الحرف معنى
العناوين الاخرى والتي هي ستة عشر عنوانا ،تبدا بطريق الضحكة وآخرها جيتي اموخرة ،وبين الطريق والوصول مسافة عبور فكري ووجداني ،
الانطلاق فيه شك
وليت نشك ف شكي
وشكي عاد
يشك ف شكو
يوم شافتك
ودني العمية
بمومو الگروج...

الشك كمنطلق فلسفي ،لكنه شك من نوع آخر شك في الشك ،ليس بالعقل الديكارتي ولكن بالشوفة التي سمعتها الاذن ،اختراق رائع لنظامية الحواس
الوصول الى اليقين بقوله :
جيتي... اموخرة يا فرحة
جيتي... اموخرة بزاف

البداية بالضحكة. والوصول بالفرحة التي تاخرت عبر الزمن النفسي
عناوين تترجم مواقف وجدانية ،نفسية ،وفكرية نرسمها كالتالي
-الالم : منجم الكية،،،سم الحگرة ،،،وسادة الفراق ،،،
-الرغبة في التوحد : نترجاك تكونيني ،من عندي ومن عندك ،حكايتي معاك
-الالتزام : عاهد الحروف ،الوعد الخمري ،
-الكتابة كحكي لقصة القلب : كتبتنا لقدار ،كتبت قصة ،حكايتي معاك
-الفراق : وسادة الفراق ،جيتي امؤخرة
-الانفعال بالاخر : طريق الضحكة ،تهتهيت الگانة ،
وعنوانان اعتبرهما ركيزتا الديوان :
اولهما : سلطان الظلام ،ربما هو الشاعر الذي يعمل ليلا ويحب الظلام ،هو سلطانه وهو عبدو سلطان
حيث قال :
سلطان الظلام...
سلطان الظلام
ف النسا نتعجب
نحرث بالليل
حرث الفلاح...
(الحرث هو العمل في الليل)

العنوان الثاني له خصوصية عند الشاعر حيث تساءلت جميع العناوين ليس فيها اسم الا قصيدة واحدة هي : (امي خناتة) من هي ؟ قصيدة فيها تعبير عن معاناة ،رغبة في مواساة ،بعيدة عن ملمح العشق ،قريبة من الاخر الذي يريد ان يخفف عنه الامه ،اكيد انه عزيز عليه ،بل هو روحه وقلبه ،وحسب استنتاجي ان خناتة هي امه،
هاته هي ترسيمات العناوين المختارة بدقة وبوعي ،والتي تتبت ما قلناه سابقا بان الشاعر يصنع ديوانه بوعي الشاعر والناقد.

***************************

اللحظة الثالثة وهي :
*المعنى المسدول في حضرة الكلام المعقول*

اقول من لم يستوعب المرجعيات التي وجهت كتابة عبدو سلطان ،لن يتفاعل ايجابيا مع قصائده ،هي مرجعيات متعددة ،فيها الفكري ،النفسي ،الاجتماعي ،والسياسي ،ولاننسى الارتباط بالوجدان الشعبي ،الذي رسم خطوطا واضحة على طول قصائده ،

ساحاول ان اقف عند بعض المعاني بشكل مختصر لان المشروع النقدي لديوان عبدو سلطان يحتاج وقفة طويلة ،لاننا امام شعر عالم ،وامام توجه شعرية زجلي خلق لنفسه مدرسته وان كان بعض الاخوة لا يفضلون ان نحكم على ديوان واحد ،ونصنفه في مدرسة شعرية ،سأحاول مستقبلا ان ابين هذا الملمح

ان القارئ لديوان لامة الحروف ليقول ان الشاعر عبدو سلطان ،شاعر الغزل ،ذو توجه رومانسي ،لانه يركز على العشق ،في مقابل المعاناة ،لكن من يقرأ جيدا سيلاحظ ،ان الشاعر من خلالا العشق يستحضر قضايا اخرى ،وساحول ان اقف عند بعضها :
بناء الذات واعادة تكوينها :
الشاعر يعيد بناء ذاته وتكوينها بان يعطيها شحنة وجدانية او فكرية ،يحاول ان يتبت وجوده كذات فاعلة ساعطي بعض الشذرات من شعره لكي اتبت ما اقول :
جيت... نتفكرني
يوم نسيتني
جيت... نواسيني
ونسقيني بشويفة مسروقة
نحطني ف طبلة مجاجك
نربعني رجلية
فوق رجلية
لاحظوا معي الفعل الذي يبني ذات الشاعر ،نتفكرني ،نسيتني ،نسقيني ،نحطني ،هو الفاعل بذاته الباني لها في لحظة التفكير وفي لحظة المواساة ،وهكذا ،
وهي تجربة من الذات الى الذات ،اتقنها عبدو سلطان وأصبح يعرف بها ،وربما وجدت بعض الشعراء استلهموا منه هاته الرؤية الشعرية ،التي تعتبر الذات اساسية في البناء
لناخذ مقطعا آخرا من قصيدة اخرى :
نتهجاني بحروف المكتاب
المدگوگة ف لواح لقدار
انفركل..انعركل..نتعكل

اندخلني لبيت الحجبة
نسد عليا بابه
انشوفني بصورتك ف مرايتي
انسرحني كارطة امتيكة
هاته اللحظات الشعرية يجب فهمها فهما عميقا ،حتى نقترب من رؤيته الشعرية ،
ساضيف سطرين في بعد صوفي من احدى قصائده
مني تسيل حروفي
نكتبني صفحات

بينه وبين الحرف علاقة موحدة ،رابطها العشق ،ومن هنا يتبين ان الشاعر عندما يتحدث عن العشق فلا يذهب فكرنا الى المرأة بالضبط بل عشق في الاتجاهات المتعددة
لو سمحتم سامر على بعض القضايا التي تناولها الشاعر
كالمآسي الاجتماعية :
غرقت الفلوكة والفرشي مخشي هز راسو اطلع لفوق
سم الحگرة شربناه هذا شحال والهم على ظهرنا مرفود

قصيدة *سم الحگرة* صرخة في وجه المآسي والمشاكل الاجتماعية ،كذلك قصيدة *دنيا غرارة* ،طرح فيها الشاعر نقدا لاذعا للواقع ،عرى جوانب الفقر فيه بطريقة جميلة وباسلوب مازج بين الثقافة الشعبية والبعد الرمزي
اقول ان ديوان لامة الحروف للزجال عبدو سلطان غني في معانيه ،متعدد في مرجعياته ،المقام لا يسمح للتوسع في قضاياه ،لاني رايت بعض القراءات لم تقارب الصواب ،فهي اما قاسية عليه في اسقاط بعض التاويلات الخاطئة ،او تقوم بتلخيص لمعانيه ،
انه الشعر العالم الذي ينفلت عن كل تاويل متسرع او فهم خاطئ ،لم اتناول ابداع الشاعر في توظيفه للثقافة الشعرية ،والتي حققت غرضها في السياق الشعري ،ولم اتوقف عند المرجعيات الفكرية التي نهل منها الشاعر وكيف تم توظيفها.

الى حين القراءة المتانية والمتاملة،اشكر الشاعر الذي اسكنني خيالاته ،وطوقني بابداعه الجميل ،،،،،
بوسلام حسن

الجمعة، 3 أغسطس 2018

بقلم جميلة محمد

قف لشرطي الكرامة 

قف اعتزازا
 قف احتراما
انحني لهيبته 
 اجلالا واكبارا 
ذاك الشامخ الأبي 
 من وقف أمام المحتل بصلابة 
ذاك الذي فاق  الفوارس 
في ميادين الوغى شجاعة 
من خلف ظهرة 
يدا بيد 
قبض على جمرة نخوته 
لم يساوم على عروبته 
لم يحابي على مغربيته 
لم يبع يوما قضيته 
ثابت العهد للوطن 
ما مال ...
صموده بطولة 
بل  انتصارا 
موقفه نقطة 
أفاضت  كأسا ثقالا 
  عف عليها الزمن وطال
 صبرها
 فاق المحال 
ماعاد يستطيع مداهنة 
ماعاد يستطيع  احتمالا ..
قف لشرطي الكرامة 
قف اعتزازا 
قف احتراما .


جميلة محمد 

الخميس، 2 أغسطس 2018

بقلم جميلة محمد

ألا يا شمس   إرتفعي
 عاليا 
بسماء وطني

 وأشرقي  بأنوار الأمل 
اطردي 
  آنين صمت
 ليل طويل  وسواده ....
املائي الدنيا 
وهجا
سلاما ،حرية 
 سعادة وإبتهاجا 
ارقصي يا 
سنابل الخيرات
   فرحا ..
.وانقري  يا شمس
 بأشعتك 
ثمرا وبلحا 
فحبيب العمر 
  قادم ...
بباقات الورود 
يقطف لي
 من السماء 
نجمة وتفاحة 
يحمل لي 
بين أحضانه 
ملىء الكون
  حبا ومرحا 
جميلة محمد
 المغرب

بقلم الزجال أحمد الناصري

شرطي الحدود

بهيئة وفم مسدود
بزي الصمود
مغربي جلمود
ماغره معبود
ولو بسلام مردود
بعهد من عهود
بعين لفك القيود
عن سليبتين 
عن المغربيتين
عن المدينتين
سبتة العنيدة
ومليلية الفريدة
بعين ترى بعيد
عن رئيس عنيد
كأنه لم يره أمامه
عين راسية على الحدود
لمغربها تنظر بلا قيود
نلت منا احسن تكريم
ونلت منا الشهامة والتعظيم
يا شرطي الحدود
أصلك مغربي قح من الجدود

........أحمد الناصري/السهول.....