‏إظهار الرسائل ذات التسميات بوراري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بوراري. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 25 فبراير 2020

ابراهيم سبتي في بورتري عبد الحليم مهودر

قاص عراقي معاصر (63)
عبد الحليم مهودر : السرد الساخر ببراعة

بالصدفة، وقع كتاب "حكايات مهودر الساخرة" بين يدي وعرفت بأن عبد الحليم مهودر صاغ حكاياته بقدرة وحنكة. اذن هي حكايات السخرية والالم والكوميديا السوداء التي التقطها من الشارع و مارلنا نعيش بين اقبيتها. ما ان تنتهى واحدة حتى استلم الاخرى كأنها نكتة او طرفة خفيفة الظل. كتبت ببراعة ودون مباشرة مكشوفة، بل كان السرد يحلق بها عاليا. ان هذا الفن السردي من اصعب الفنون لان على الكاتب استخدام السهل الممتنع لغة واسلوبا.. هي نقطة شروع بارعة في سردنا العراقي المعاصر. 

سيرة

البصرة _  المعقل ١٩٥١
بكلوريوس  لغة عربية /كلية الآداب / جامعة البصرة
عملت في الصحافة
الراصد /الإذاعة والتلفزيون/الزمان (طبعة البصرة) معاون مدير مكتب
مدير تحرير _مجلة فنارات
مستشار البيت الثقافي _ قصر الثقافة_ البصرة
عضو اتحاد الأدباء في البصرة
عضو اتحاد أدباء العراقيين
عضو اتحاد الأدباء العرب
احد مؤسسي مشغل البصرة السردي
مؤسس جماعة صمت للسينما
الأعمال الأدبية
ظل استثنائي /مجموعة قصصية _ عدة طبعات داخل العراق وخارجة
الصمت انه الصمت /مسرحيات (مايم  بانتومايم)
حكايات مهودر الساخرة /عدة طبعات داخل العراق وخارجة
آخر المتنبئين / نصوص
الذلول /رواية _عدة طبعات داخل العراق وخارجة
عابر استثنائي /مسرحيات _ مشترك
الكتب
المشهد الثقافي في البصرة
اهوارنا نص مفتوح _ مشترك
افلام  وثائقية
مجزرة النخيل
سونغرافية الشط
جمانة البحر
ذاكرة المدينة عشر حلقات عن البصرة  لحساب تلفزيون الحضارة
عرضت مسرحيات منها (دموع أسد طابوقي/ ابتلاء/الورقة والقلم /النقد)
كتابات في المسرح و كتابات في السرد
مسؤول عن طباعة الكتب في اتحاد أدباء البصرة

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

يحيى محمد سمونة

نحو علاقة طيبة  《 ٧ 》 

دخلت متجرا لشراء قطعة أساس منزلي، كان صاحب المتجر شابا مسيحيا خلوقا، أعرفه و يعرفني، كان الشاب - عند دخولي - مشدودا إلى برنامج تلفزيوني يتابعه، اقتربت منه، فوقف الشاب، و حياني و سألني عن طلبي، فأجبته و أنا أرنو بطرف عيني إلى البرنامج الذي يتابعه على الرائي، و فوجئت أنه - و هو المسيحي - يتابع درسا للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، و قد سارع الشاب إلى احتضان دهشتي بقوله: - مشيرا إلى الدكتور البوطي - هذا الرجل رائع بكل معنى الكلمة، إنه يخاطب عقلك بكل هدوء و أريحية .. تجاذبت مع الشاب أطراف الحديث في ذلك و أن الناس جميعا يتفقون على علمه و سلامة منهجه؛ ثم اتفقت معه على ثمن قطعة الأثاث التي أريد و عنوان التوصيل، و ودعته انصرفت 

قلت: 
لم يكن الدكتور البوطي - يرحمه الله - سوى الإنسان العالم الذي تقبله الناس جميعا بقبول حسن، و ذلك لما اتسم به منهجه من توازن و استقامة و سداد رأي
و هكذا في الأصل يجب أن يكون عموم علماء الدين على مستوى الأديان كافة 
لكن الشيطان لم يكن يدع الأمور تسير بهذه الإيجابية من غير أن يكون له دورا تخريبيا في حياة الإنسان! فكانت مسألة تسييس الناس واحدة من وسائله التخريبية في المجتمعات القوية منها أو الضعيفة
و قد كان له ذلك - أي بدأ الناس ينظرون إلى العلماء ليس وفقا لعلمهم و جلال قدرهم، بل وفقا لآرائهم و مواقفهم من المسائل العالقة! حتى لكأن الذي يحكم على عالم برفض له أو قبول إنما هو أعلم من العالم فيما وصل إليه - أي العالم - من اجتهاد في مسألة من المسائل !! -  

أيها الأحباب:
كنت قد وعدتكم في منشوري السابق أن أبين لكم أوجه الاختلاف بين سمات التفكير الديني و التفكير السياسي؛ و ها أنا ذا أسوق لكم بضعة بيان في ذلك:
1 - لقد اتسم نمط التفكير الديني ببراءة و فطرة و عفوية، فالفرد من الناس إذا حزبه أمر ما، أو واجهته مشكلة ما فإنه سرعان ما يتوجه إلى عالم من علماء الدين يستفسر منه عن حل لتلك  المشكلة، ثم لا يلبث ينصاع لمقولة ذلك العالم برضا و قبول و استسلام لما شرع له الله
- أي يصرح العالم بعلمه عن فهم سوي للدين و ليس عن مقتضيات السياسة التي تتطلب ذلك،
و بمقابل ذلك فإن الفرد من الناس إذ يستشير عالما فهو بذلك يروم وجه الحق فيما يود و يريد تسطيره من علاقات 
أي كان العلماء لا يجيب الواحد منهم في مسألة ما وفقا لأحابيل السياسة و دهاليزها المظلمة، بل كان يجيب وفقا لما يقتضيه الفهم الصحيح السوي الدقيق السليم لتعاليم الدين؛ و في ذات الوقت فإن الذين هم على الفطرة من الناس الذين يسألون علماءهم لا يتلقفون الإجابة وفقا لما تقتضيه و تمليه عليهم مصالحهم الشخصية و جحيم نزواتهم، بل كان  السائل منهم يسمع كلام العلماء وفقا لما تمليه عليه تعاليم الدين السوي، ثم لا يلبث يتحرى الصدق في تحقيق مقالة العالم في نفسه

و دائما أجد نفسي محرجا أن أشق عليكم بطول منشوري  -  تحيتي و الود  -

- و كتب : يحيى محمد سمونة -