الخميس، 27 يونيو 2019

بقلم جميلة محمد



ازرع الامل 

عندما تكبر احلامنا  تشرق بحجم الكون شمس الأمل ..لتنير الدرب لنا،، لتحفزنا على الوقوف رغم التعب، لتقول لنا لا استسلام ،رغم العياء  ..والارهاق  الذي ينتبنا ..رغم المرض والالم ونوبات الاحباط القادمة من محيط ملغم بكل ما يكسر الارادة ويفلق العزيمة ...ليس علينا اقناعهم بافكارنا ولا من حقنا السماح للانهزاميين منهم بان يعيدوننا الى نقطة الصفر ..التي اشتغلنا على انفسنا كثيرا لمبارحتها والابتعاد عنها لبناء صرح امان على مقاس روحنا الجياشة بطاقة الحب والحياة والرغبة والايمان ...والابداع . مجرد تحديهم و  الانتصار على  ضعفنا  ..انجاز يستحق من انفسنا  التقدير اولا قبل ان يقدرنا غيرنا ..تقدير الذات ..والثقة بالنفس و الثبات امام الضغوطات والاستفزازات والمحاولات المستمرة ..لهدمنا ..سواء النابعة .من داخلنا المهزوز تارة اومن خارجنا  ..محيطنا ..اما عن جهل منه او عن غباء  او عن حقد غير مبرر في كثير من الاحيان ..لهو قمة القوة و القدرة  والصمود والتمسك بسبل البناء بدل الكسر و بالامل بدل الياس والتمسك بفرص الحياة ..التي تتحيها لنا رؤيتنا المختلفة للاشياء وفهمنا الايجابي للامور و قراءتنا المتفائلة لكل رسائل القدر وتاويلانا كل ابتلاء الى خير وكل مرحلة عصيبة الى امتحان نخرج منه اشد واقوى واصلب على الكسر ..واقدر على الاستمرار ..نحو تحقيق اهذافنا المأمولة  باصرار وعزيمة والى اخر نفس وجهد ورمق ...رسالة الى كل انهزامي ..يكرس وقته لهدم من حوله واطفاء كل بوتقة نور وكسر كل شعاع امل ..حان الوقت ان تتغير ..لايغير الله ما بقوم حتى يغييروا ما بانفسهم ..وان لم تستطع ان تغيير نفسك فعلى الاقل لاتقف حجر عترة في طريق من يحاول تغير نفسه . ربما طاقته الايجابية تكون مصدر نور يدخل حياتك فيزيدها اشراقا وبهجة ويحول مناطق الظلمة فيها الى فوانيس تشع امل وحب وتفاؤل .  كل شيء  يبدا برغبة بارادة بنية طيبة و محاولة ... لا مستحيل . 

جميلة محمد 

محمد اديب السلاوي

لماذا جعل الله" اقرأ" أمرا إلاهيا.... ؟



-1-

في المغرب الراهن، تعاني التنمية الثقافية / التنمية البشرية، و يعاني التعليم، كما يعاني كل المجتمع، من أزمة حادة اسمها "القراءة".

الصناعة الثقافية ،صناعة الكتاب،إبداعات المسرح والسينما والفنون التشكيلية والتكنولوجيا ،لا يمكنها أن تؤدي دورها في التنمية خارج شرط القراءة والكتابة

اجتماعيا وتربويا  وعلميا وثقافيا، مازلنا هنا نعتبر مفهوم القراءة أمرا بسيطا، لا حاجة لنا للبحث في أغواره، علما أننا في مراتب متأخرة حضاريا وثقافيا وعلميا وتربويا بسبب القراءة.

الأمة التي لا تقرا، امة غير نافعة لا لنفسها ولا للحضارة الإنسانية، لا تجد الحلول لمشاكلها، تعتمد باستمرار على العقل الآخر من اجل عيشها وحضورها وتواصلها مع العالم.

الإحصاءات الدولية في موضوع القراءة تقول أننا  نقرأ في أحسن الحالات  ساعة  واحدة في السنة، مقابل عشرات و مئات الساعات من القراءة في الغرب واسيا، وهو ما يعنى أن القراءة في البلاد المتحضرة، هي باب المعرفة، هي باب التقدم الحضاري والعلمي.

-2-

لماذا تحتل القراءة كل هذه الأهمية... ؟

إنها أول أمر إلاهي انزله الله جلت قدرته على رسوله محمد ا(ص). قال له سبحانه بصيغة الأمر،" اقرأ " وهو ما جعل/ يجعل القراءة في مقام رفيع

القراءة تعني تنمية المهارات العقلية والفكرية، تعني الصحة العقلية وغداء العقل، هي محفز الدماغ للقيام بمهامه وتطوير قدراته.

القِـرَاءة تعني أيضا تراكم الأفكار، تعلم الخبرات، القدرة على التعبير، بناء الشخصية على أسس صحيحة

القِـرَاءة أيضا، هي تحفيز العقل على العمل الايجابي، على بقاء الدماغ نشطا، متفاعلا، قادرا على التركيز والتحليل، على تحيين الذاكرة وتطويرها.

والقراءة أولا وأخيرا هي أهم أدوات التربية والتعليم، هي واحدة من المهارات التي تجعل القارئ داخل دائرة المعرفة.

-3-

يقول خبراء القراءة أن القارئ عالم بماضيه وحاضره وأمين على مستقبله، دلك لان القراءة ليست فقط عملية لاسترجاع المعلومات المخزنة بالعقل، إنها أبعد من دلك، عملية تفكيرية،تشتمل على فك الرموز المخزنة للوصول إلى المعاني، المعلومات، الأفكار التي يحتاجها القارئ للاندماج في ثقافته وعاداته وقيمه.

مع الأسف الشديد ،تسود في مجتمعنا نسبة كبيرة من الأمية، لدلك يصعب علينا الاستفادة من إمكانات القراءة وقيمها، وتبعا لذلك يصعب علينا تحقيق التنمية البشرية وأهدافها المرجوة، وهو  ما يتطلب منا.

 جعل درس القراءة شرطا أساسيا في مناهجنا التعليمية، من التعليم الأولي إلى التعليم الجامعي، إنها، أي القراءة طريقنا الوحيد لجعل مواردنا البشرية قادرة على السير، /على تحقيق أهداف التنمية البشرية التي نحلم بها،دون تحقيقها.

أفلا تنظرون.... ؟. 
محمد اديب السلاوي

نزار الفراوي


المرأة المغربية في مغامرة اللون والضوء

لئن كان التشكيل المغربي يحتل مكانة هامة في طليعة التجارب التشكيلية العربية المفتوحة على الحداثة والإبداعية، فإن إسهام المرأة في التراكم الفني الذي تحقق حتى اليوم ظل مغمورا، لم تلتفت إليه بالقدر اللازم أقلام مؤرخي الفن والنقاد المتخصصين.
على هذه الخلفية، تبرز أهمية الجهد التاريخي والنقدي الذي يقدمه الكاتب والناقد الفني محمد أديب السلاوي من خلال إصداره الذي يحمل عنوان "التشكيل المغربي بصيغة المؤنث" بوصفه حفرا في الذاكرة الفنية المغربية النسائية.
الكتاب الذي صدر مؤخرا ضمن منشورات نقابة الأدباء والباحثين المغاربة في 128 صفحة يعد في نظر الناشر ندير عبد اللطيف أول دراسة فنية مرجعية تنبش في ذاكرة المغرب وتحتفي بتاريخية الفن التشكيلي النسائي عبر حقب ومراحل عرفت مخاضات لإثبات الذات، وبصمت بعمق تجربتها بصيغة بصرية مغايرة، وبولادات فنية متعددة، بعضها استثنائي منفلت، وبعضها الآخر لم يراوح مكانه وبقي يستنسخ تجارب إنسانية من هنا وهناك.
                 
· في البدء كان المؤنث
   يحرص محمد أديب السلاوي في كتابه على ربط التجربة التشكيلية النسائية بالرصيد التراثي من المهارات والفنون التقليدية التي أبدعت فيها أنامل المرأة المغربية عبر التاريخ.
وتنطق بذلك فنون الحياكة والنسيح والتطريز والنقش والتزويق والزخرفة والخزف، وغيرها من الفنون التي ترجم الخوية الحضارية للمغرب بصيغة المؤنث.
إن نسيج الزرابي والتطريز على القماش والجلد والخزف، والوشم ونقش الحناء والتلوين والتطعيم وتصميم الملابس فنون تشكيلية نسائية بامتياز، توزع على مساحة واسعة من الإبداع، وساهمت إلى حد بعيد في صياغة المنظومة الإبداعية في ماضي المغرب كما في حاضره، وهو ما يؤكد الحضور الدائم لصيغة المؤنث في المشهد الجمالي المغربي.
ورغم هذا العمق التاريخي للإبداع النسائي، واتصاله بإبداع تشكيلي واصل المغامرة في مدار التشكيل التلقائي أو تجاوزه من داخل التيارات الفنية الأكثر حداثة، يسجل الكاتب بأسف أن إسهامات المرأة لم تحظ بقراءة موضوعية توازي عطاءها في هذا الباب، مع أن المتأمل في الحركة التشكيلية المغربية يلاحظ بسهولة تعدد أساليبها واتجاهاتها وطروحاتها الفنية. 
وبقراءة شاملة لجدارية التشكيل المغربي النسائي في أجياله الممتدة عبر أربعة عقود، يستخلص الكاتب أن الوجه الذي قاد إبداعاتهن يتوزع بين عنوانين كبيرين، الأصالة والحداثة.
· أجيال التشكيل النسائي
   يرى السلاوي أن حركة التشكيل المغربي بصيغة المؤنث تتنوع بين ثلاثة أجيال مترابطة ومتماسكة، هي جيل الرائدات وتمثلة فنانات من قبيل مريم أمزيان والشعيبية طلال وفاطمة حسن ومليكة أكزناي وجيل المخضرمات وتمثله جماعة من أبرز أسمائها فاطمة الكبوري ونفيسة بنجلون ونجاة الخطيب وخديجة طنانة وريم اللعبي، بينما تميز الجيل الثالث بظهور أسماء جديدة من قبيل إكرام القباج وعزيزة جمال ونادية خيالي وليلى الشرقاوي ومريم بلمقدم.
وفي مقابل هذا التصنيف التاريخي الزمني، يقترح الكاتب تصنيفا آخر من وحي المرجعية الفنية والإنسانية للفنانة، مما يسمح بالحديث في المقام الأول عن مجموعة الاتجاه الفطري (الساذج) الذي استقطب جانبا مهما من رائدات الحركة التشكيلية انطلاقا من ستينيات القرن الماضي. إنها أعمال تستوحي في الغالب مشاهد الطفولة وبيئة التنشئة خارج أي انشغال بالقواعد الفنية.
في مقابل هذا الاتجاه، برز تيار العصاميات اللاتي لم يسعفهن حظ متابعة الدراسة الأكاديمية لكنهن استفدن من تكوينات فنية في مراسم خاصة أو مراكز بيداغوجية. أما المجموعة الثالثة فتضم الفنانات ذوات التكوين الأكاديمي الذي أتاح لهن إتقان فن الرسم وفق القواعد العلمية.
هذا التعدد في الاتجاهات ومصادر التكوين أفرز حركة تشكيلية نسائية وجدت صدى لها على الصعيد العربي والدولي، ووطدت وجودها عبر مختلف مدارس التعبير الفني، من فطرية إلى واقعية ومن تجريدية إلى انطباعية، ومن الفن الغريزي إلى الحروفية.
كتاب "التشكيل المغربي بصيغة المؤنث" يعد من هذا المنطلق مشروعا تأسيسيا في دائرة البحث والتوثيق للإبداع الفني النسائي في المغرب، والعالم العربي عموما، جاء ثمرة مجهود ضخم في جمع المادة وضبط الموضوع وتحليل المعطيات الفنية والبيوغرافية وتصنيفها، زمنيا وموضوعاتيا وفنيا.



حوار عبده حقي عن مجلة كتاب الانترنيت المغاربة مع الآديب محمد اديب السلاوي

 بمناسبة تأسيس "مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون" .




العديد من الكتاب والباحثين طالبوا ويطالبون برد الاعتبار لكاتب أعطى كل شيء، ولم يأخذ أي شيء.

•       إننا نحلم بالحرية والكرامة ودولة الحق والقانون، كما نحلم بحق الكاتب والمبدع والباحث بحقه في التفرغ
النشر الالكتروني يتطلب من الدولة إيجاد قوانين جديدة للقراءة والنشر

•       على وزير الثقافة أن يبادر بتأسيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون، وأن يكلفه بوضع إستراتيجية جديدة للثقافة في المغرب.

قبل سنة من الآن، أنجز ذ. عبده حقي هذا الحوار لمجلة كتاب الانترنيت المغاربة مع الكاتب والصحفي ذ محمد أديب السلاوي، ويتضمن أسئلة محورية هامة حول مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون، وحول وضعيته المادية المتردية وإصدارته الثقافية، وعلاقته بالنشر الالكتروني، وحول الكاتب المغربي وسؤال التفرغ، وغيرها من الأسئلة ذات العلاقة بالوضعية الثقافية الراهنة ببلادنا.

•        وفيما يلي نص هذا الحوار:

س : أستاذ محمد أديب السلاوي لنبدأ حوارنا هذا من آخر جديدك فقد تم  إطلاق مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون . حدثنا كيف انبثقت هذه الفكرة ومن وراء هذا المشروع المغربي الثقافي والفكري الهام ؟.

ج : أود أن أشير بداية، قبل الحديث عن هذه المؤسسة، إلى أن الصحافة الوطنية و الدولية، نشرت خلال السنتين الماضيتين سلسلة رسائل ومقالات لباحثين وكتاب وأدباء بعضها يتعلق بما أنتجته مؤخرا من مؤلفات ودراسات في الفنون المسرحية و التشكيلية، وفي القضايا السياسية والاجتماعية، وبعضها يتعلق بوضعيتي المادية المتردية، فالعديد من هؤلاء الكتاب والباحثين، طالبوا برد الاعتبار لمواطن أعطى خلال الخمسين سنة الماضية كل شيء، ولم يأخذ أي شيء.

هكذا بعث بعضهم برسائل خاصة إلى الديوان الملكي وإلى الوزير الأول ووزير الثقافة، تخبرهم أن محمد أديب السلاوي، الذي دخل عقده الثامن، وأعطى حوالي أربعين مؤلفا في مختلف الفنون و القضايا، يعيش في أرذل العمر بلا راتب، بلا تقاعد، وأنه يتهيأ لبيع مكتبته ومنزله من أجل مواصلة الحياة الكريمة، وبعضهم حملوا هذه الجهات مسؤولية ما يمكن أن يحدث لي بعد ذلك.

         طبعا، لم تتحرك حتى الآن أية جهة، لمنحي"منحة" شهرية للعيش الكريم،أو لإنقاذي من هذه الحالة، وعندما استقبلني السيد وزير الثقافة(السابق) أخبرني أن الديوان الملكي طلب من وزارته البحث في حالتي المادية، وأن الوزارة أجابت الديوان الملكي بتقرير مفصل عن الموضوع...و أنه بدوره ينتظر من الديوان الملكي أن يتخذ المبادرة.

         في هذه الأجواء، طرحت فكرة خلق مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون بالوسط الثقافي في غيابي، فلم أعلم عنها إلا في الحفل الذي نظمه لي مسرح محمد الخامس، خلال شهر نوفمبر من سنة2018 لتوقيع كتابي" السياسة الثقافية في المغرب الراهن" حيث أعلن عنها صديقي الدكتور عبد اللطيف ندير مدير مجلة الحياة الفنية ومجلة النبوغ المغربي، مؤكدا أن المثقف الذي لم تمنحه الدولة حقه في العيش الكريم، على مجتمعه الثقافي أن يمنحه هذا الحق ولو بطريقة رمزية.

         وخلال المؤتمر الاستثنائي لنقابة المسرحيين المغاربة تم الإعلان عن ميلاد المرصد الوطني لنقابة المسرحيين المغاربة، بقيادة الدكتور عبد اللطيف ندير، وعن تأسيس مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون،، لرد الاعتبار لصاحبها الذي يعود إليه الفضل حسب المرصد الوطني، في بلورة تاريخ المسرح المغربي والتشكيل المغربي داخل المغرب وخارجه.

. طبعا، فان أهداف هذا الصنف  من المؤسسات الثقافية، ليس فقط المحافظة على ثرات صاحبها ورغباته الثقافية عن طريق إنتاج الخدمات الثقافية المختلفة، ولكن شخصيا
ما أتمناه لهده المؤسسة هو :

- الارتقاء بالثقافة المسرحية والتشكيلية والإبداعية عموما، لتكون حلقة إبداعية حقيقية، في حياتنا الفكرية.
- الإسهام في اغتناء الثقافة بمعناها العام.
- الحرص على وظيفة الثقافة النقدية.
- العمل من أجل أن تصبح الثقافة، ضمير الأمة وهويتها.
- خلخلة المظاهر التي تكرس التخلف الثقافي القديم و الحديث على ساحتنا الثقافية الوطنية.
- تحرير الثقافة من هيمنة السلطة الحاكمة والنافدة والعمل من أجل الاستقلال الثقافي عن مصالح السلطة وهيمنتها.
- العمل على إرساء ثقافة حديثة، قائمة على حريات الفكر والرأي والتعبير و الإبداع
تلك هي أمنيتي...ولا شك ستكون تلك هي أمنية أصدقائي الأعزاء الذين عملوا على تأسيس هذه المؤسسة.

س : تجمع أراء العديد من  المثقفين والإعلاميين على ضرورة ان تنصفك الدولة على القدر من العطاء الذي قدمته للثقافة والإعلام للمغرب الراهن.

ج :    نعم إن العديد من المثقفين  والفنانين،  طالبوا  الحكومة بإنصافي،ولكنها لم تنصفني حتى هذه اللحظة. أما الوطن الذي تمثله جمعيات المجتمع المدني والأحزاب و المنظمات الإعلامية والثقافية والإبداعية، وجماهير القراء والمتعلمين والطلبة، فإنه يكرمني باستمرار/ ويعانقني بحرارة، ويطالب برد الاعتبار إلي، وينظم لي في كل مناسبة حفلات تكريمية وازنة، وهو ما يجعلني قادرا على الاستمرار، وعلى العمل والعطاء، و لابد لي أن أعترف بأني لا أعرف اليأس، إني متفائل، لربما أشعر بالعياء، ولكني أنتظر الفرج، وفرج الله قريب.

س: لنعد إلى الملف الذي أنجزته مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة حول الكاتب المغربي وسؤال التفرغ والذي شاركت فيه بمقال هام ، ألا ترى أننا في المغرب قد يحلم الكتاب بكل شيء إلا تمتيعهم بالتفرغ ؟.

ج : في حقيقة الأمر،إننا نحلم بكل شيء، نحلم بالحرية والكرامة وبدولة الحق والقانون..كما نحلم بحق الكاتب و المبدع والباحث بحقه في التفرغ.

ولا أدري، كيف للذين يتحدثون عن التنمية الوطنية في المؤسسات الحكومية،لا يفكرون في التنمية الثقافية، التي يشكل " التفرغ" آلية من آلياتها، والتي يعتبرها علماء الاقتصاد في العالم الحديث،البوابة الأولى والأساسية للتنمية الوطنية الشاملة، فبدون هذا الصنف من التنمية لا يمكن للتنمية الوطنية أن يكون لها وجود. ومن أجل تحقيق التنمية الثقافية الشاملة، لا بد للدولة أن تمنح للكتاب والمفكرين و الأدباء و الفنانين و الباحثين حق التفرغ للعمل الثقافي، لإعطاء التنمية الثقافية موقعها على الأرض.

في سنة 1976، سألت أديبا سوفياتيا بموسكو، بعد أن أخبرني أن هذه السنة (1976) منحت الدولة السوفياتية ألف شاعر حق التفرغ...لماذا ذلك، قال: من أجل دعم التنمية الوطنية في الاتحاد السوفياتي.

في سنة 1980،أعلن المجلس الأعلى للثقافة والفنون بجمهورية مصر العربية، أن مصر منحت خلال هذه السنة (1980) ثلاثمائة كاتب و باحث و فنان حق التفرغ...والهدف هو بلورة التنمية الثقافية بالبلاد.
إذن، عندما أثار اتحاد كتاب الانترنيت المغاربة هذا الموضوع، الذي ما زال غائبا عنا،/ ما زال حلما ضبابيا، يخالجنا، كان ذلك من أجل إثارة الانتباه لمفاهيم وقيم التنمية الثقافية، التي بدأ الحديث عنها يمتد من الخطاب السياسي إلى الخطاب الثقافي...و لكن بلا فائدة.

س : أصدرت على مدى خمسين سنة ما يناهز أربعين كتابا تختلف مواضيعها بين أسئلة التشكيل والسياسة والثقافة والإعلام كما دخلت في تجربة النشر الإلكتروني بإصدارك أربعة كتب رقمية ، كيف تقيم درجات الربح والخسارة في السندين معا الورقي والإلكتروني.؟

ج : أعتقد أنك لا تسألني عن الربح المادي، فهذا الأخير منعدم. فإذا جمعت ما حصدته ماليا من أربعين كتابا، أصدرتها على مدى نصف قرن، لا يكفيني لنفقات شهرين آو ثلاثة من حياتي، و هذا موضوع لا يحتاج إلى تفسير أو تعليق، فهو معروف لدى كل من يؤلف الكتب في بلد متخلف ثقافيا، لا يقرأ،ليس له سياسة ثقافية تتصل بالنشر والقراءة، لا يعتمد في عمله على إستراتيجية و لا منهجية ثقافية.

أما إذا كان سؤالك يتجه نحو الربح المعنوي، فأؤكد لك أن خزائن الدنيا لا تكفيني لخزن أرصدتي المعنوية، إن الأربعين كتابا، جعلتني صديقا محترما محبوبا لدى ملايين الناس في المغرب و العالم العربي، جعلتني سعيدا بعلاقاتي الإنسانية، جعلتني معززا مكرما من طرف شرائح من الناس لم أعرفهم مباشرة، و لم ألتق بهم مباشرة... وهو شيء لا يقدر بثمن.

وعندما دخلت معكم إلى مجال النشر الالكتروني، قلت لكم، إني أريد أن أؤسس معكم مستقبلا افتراضيا بالمغرب والعالم،وإني على يقين أني سأعانق في المدى القريب، ملايين القراء الجدد، الذين يتخذون من الانترنيت مدرستهم...ووجهتهم الثقافية.

وعلى أن أخبركم بهذه المناسبة، بأني أهيئ لمجلتكم الالكترونية الغراء خلال السنة الجديدة .
ما أتمناه، هو أن يتضاعف التواصل مع موقع مجلتكم الرائدة، حتى تصبح هذه المجلة منبرا لكل الأدباء والفنانين والباحثين المغاربة، الذين يرغبون الانخراط، في فضاءات الحداثة..

س: ألا ترى أن النشر الإلكتروني قد قوض هيبة الكتاب والصحافة الورقية بشكل عام ؟.

ج : سيحدث ذلك بكل تأكيد في المستقبل القريب، وهو ما يتطلب إيجاد قوانين للنشر...وللقراءة الالكترونية، كما هو موجود في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، هناك قوانين للنشر الالكتروني، وهناك للقراءة الالكترونية ثمنها، وهو ما يجعل الثقافة حية/ نشطة/ فعالة على كل الواجهات.

س : أليس جيلك محظوظا اليوم بتجريبه لشتى وسائل التواصل من زمن الورق حتى زمن الفيسبوك والإمايل ؟..

ج : إن جيلي محظوظ بكل تأكيد عاش كل التطورات التي عرفتها وسائل الإعلام والتواصل خلال القرن الماضي...وبداية القرن الحالي، شخصيا عملت في الصحافة التي كانت تعتمد على حروف الرصاص، وعلى الصور الحديدية، وعلى طباعة اللون الواحد، وعملت في الصحافة التي تطبع بالأقمار الاصطناعية في خمس عواصم ي لحظة واحدة.

وإذاعيا، عملت في الاستوديوهات التقليدية الخشبية، كما عملت في الاستوديوهات الالكترونية التي تعتمد الحاسوب، وتلفزيا عملت في الأبيض والأسود/ الاستوديوهات الأرضية المحدودة، وعملت في الملونة ذات البارابول الدولي المفتوح، والتي تلتقط رسائلها المرئية من أقصى أنحاء العالم، بلمسة أصبع. 

وافتراضيا، ها هم الأحياء من جيلي، يعيشون ثقافة الفيسبوك وثقافة البريد الالكتروني/ والموقع
لالكتروني، وثقافة الهاتف النقال/ الهاتف الذكي الذي يفتح لك آفاق التواصل بالصوت والصورة ويزودك بكل المعلومات الجغرافية عن المتكلمين معك من أنحاء الدنيا المختلفة.

         عندما كنت أعمل رئيسا للتحرير في منظمة الطيران والفضاء (1984-1990) بالمملكة العربية السعودية، شاهدت كيف يتلقى الحاسوب الأرضي، الرسائل الكتابية و المصورة عن 'بعد عشرة آلاف كلم) من طيران المراقبة العسكرية، كما شاهدت الحواسب المتخصصة وهي تتلقى تقارير الاستعلامات العسكرية العابرة للقارات، إنها الوسائل التي لم تكن متاحة للجيوش قبل سنوات ، والتي كتب لي أن أعيشها على أرض الواقع.

نعم، يمكن القول أن جيلي محظوظ لأنه عاش منجزات القرن التاسع عشر، وتطوراته التكنولوجية في الإعلام والاتصال، كما عاش/ يعيش- في ذات الوقت- تطلعات الألفية الثالثة في هذا المجال.

س : من دون شك أنه كان بوسعك أن تكون ملحنا أو مذيعا أو ممثلا على غرار العديد من أقرانك وأصدقائك مثل أحمد الطيب لعلج و عبد الوهاب الدكالي وعبد الرحيم السقاط وغيرهم، ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها الآن من موقعك كصحفي وكاتب ؟.

ج : نعم، جربت حظي مع المسرح، في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي، حيث انخرطت سنة 1958 في فرقة عبد القادر البدوي بمدينة الدر البيضاء، وتعرفت من خلالها على النصوص المسرحية العالمية والعربية، وعلى تقنيات الخشبة وشروطها وثقافتها، وعلى أعلام المسرح المغربي في تلك الفترة وكنت أسعى أن أصبح ممثلا ولكن الظروف الحياتية، جرتني إلى الصحافة، التي جعلتني أتعرف أكثر من خلالها على فنون الخشبة وفنون الموسيقى والتشكيل والسينما، بل جعلتني انخرط في هذه الفنون من خلال المتابعة و النقد و القراءة و التحليل اليومي و المباشر.

هكذا وبعد نصف قرن من معايشة هذه المجالات والتساكن معها إعلاميا و ثقافيا، وجدت نفسي جزء لا يتجزأ منها، فأنا صديق لكل الفنانين، في كل المجالات و القطاعات، وأنا أيضا ناقد ومؤرخ و باحث، أعمل في فضاءاتها جنبا إلى جنب مع أعلامها و الفاعلين بها.

ما أتمناه للمجالات الفنية، وهي تنتقل إلى الألفية الثالثة، أن تنخرط بفعالية في ثقافة القرن الواحد والعشرين/ أن تستفيد ليس قط من أساليبها ومناهجها في الإنتاج، ولكن في أساليبها التسويقية والتنظيمية أيضا.

ما أتمناه أولا وأخيرا، أن تستطيع وزرة الشؤون الثقافية التي ترعى وتؤطر المجالات الفنية المغربية إداريا، أن تحافظ على هوية الفنون المغربية، وأن تدعم فاعليتها على أرض الواقع، بما تملكه من إمكانات ووسائل وسياسات.

س : صدر لك جزأين من مذكراتك الإلكترونية كيف كانت أصداؤها في أوساط المثقفين ومتى سنرى الأجزاء المتبقية ؟

ج : الأصداء التي وصلتني حتى الآن، تتمنى أن تستفيد المعاهد الإعلامية في المغرب من هذه المذكرات، بما تحمله من تجارب و نضالات في سبيل مهنة نظيفة، بعيدة عن المزايدات السياسية.

        وفي هذا الموضوع، أخبرني طالب بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط ( محمد بن عبد الله السملالي) بأنه سيجعلها موضوعا لدبلوم الماستر، في التاريخ الإعلامي بالمغرب.
أما عن باقي أجزاء هذه المذكرات، فستكون جاهزة للنشر بحول الله في ربيع السنة الجديدة 2014، إن أطال الله عمرنا.

س : كلمة أخيرة إلى كل الفاعلين في الحقل الثقافي المغربي الراهن وإلى وزير الثقافة الذي سيأتي بعد الأستاذ محمد أمين الصبيحي ؟

ج : كلمتي للفاعلين في الحقل الثقافي، هي أن يعترف بعضهم ببعض، لأن الاعتراف بالآخر فضيلة أخلاقية لا مثيل لها.

أما كلمتي للسيد وزير الثقافة القادم، بعد الأستاذ محمد أمين الصبيحي، أن لا يقبل بشروط السياسات الحكومية الفاشلة،/ أن يجعل من وزرائه مؤسسة وطنية للدفاع عن الهوية المغربية / أن يبادر بتأسيس المجلس الأعلى للثقافة و الفنون، من كل الفعاليات الثقافية، وأن يكلفه بوضع إستراتيجية ثقافية قوية،/ أن يجعل من " تفرغ الكتاب والأدباء والباحثين والفنانين، القادرين على الإنتاج قراره الأول، ذلك لأن التفرغ هو بوابة أولى للتنمية الوطنية المستدامة".

الأحد، 23 يونيو 2019

بقلم جميلة محمد


مولود جديد  يشرق بسماء تمارة/الرباط :

افتتاح جمعية اصدقاء الحرف للثقافة والتنمية والابداع لانشطتها بتوقيع ديوان البراح للزجال التهامي امنصور




احتفلت   جمعية  أصدقاء  الحرف  للثقافة والتنمية  والابداع  بتمارة.  بافتتاح انشطتها يوم السبت 22-  6- 2019  في دورتها الاولى و ذلك  بتنظيم حفل  فني وثقافي متنوع  تم على اثره   توقيع   ديوان : لسان  البراح  للزجال  المتميز《 التهامي  امنصور 》 في جو من الرقي  و

وسط حضور كثيف  لثلة من اجود المبدعين والشعراء وشخصيات من المجتمع المدني  والشباب الموهوبين  قدموا من مختلف مدن المملكة  لدعم الجمعية والاحتفاء بالشاعر الزجال التهامي امنصور  اسهاما منهم في تثمين الحراك الثقافي وتعزيزه ...

التقرير 
بايات بينات من الذكر الحكيم تلاها  المقريءعثمان طاه اعلن  افتتاح الحفل السيد  عبدالله فكاك  الذي اشرف على تقديم  وسير فقرات الامسية  كالتالي :
بداية كانت كلمة لرئيسة الجمعية التي رحبت من خالها باصدقاء الجمعية ،رواد الحرف  وقدمت للحضور ورقة تعريفية بالجمعية واهذافها وانشطتها واعضائها   .
.تلتها  قراءة نقدية قام بقراءتها على مسامع الحضور الكريم   الناقد محمد اخريف  إضاءة لديوان: لسان البراح بعدها كانت استراحة غنائية لمجموعه لرفاگ  من الدار البيضاء ثم توالت القراءات ب قراءة  للزجالين من مختلف المدن المغربية
والمصاحبة كانت للعازف على آلة العود مولاي احمد الطبري.
اسهم في اغناء  الحفل واثراء الامسية  اسماء من مختلف المدن المغربية  وعلى سبيل الذكر :
…..….....…..…..........
1) الزجال والشاعر والناقد 
نور أبو شامة حنيف
2) الزجال والشاعر ابراهيم منتصر
3) الشاعرة الكبيرة فاطنة جليدي 
4) الزجال والشاعر حسن خيرت
5) الزجال القدير  التهامي امنصور
6) الزجال والشاعر ماجد الفدراني
   بعد الاستمتاع بالقراءات المتنوعة التي هزت جنبات  القاعة  مشنفة اذان الجمهور ب  مختارات من ترانيم وهمسات جادت بها قريحتهم  ..شرع في تقديم الشواهد للمشاركين الذين عرضت عليهم   لوحة من إبداع الخطاط رشيد السهامينقشت عليها كل اسماء الحضور مع توقيعاتهم و اكبارا  بالاباء الحاضرين وتقديرا لأبناءهم   الذين  نجحوا في اجتياز امتحانات  الباكالوريا هده السنة توخت الجمعية مشاركتهم  بتقديم شهادات  لهم عربون  تقدير وتثمين  لجهودهم  .
اختتم الحفل بوصلة  صور  للذكرى و حفلة  شاي  ...


  و في جو من السعادة الغامرة والمشاعر الجياشة   عبر  جميع  أعضاء  الجمعية  عن تقديرهم و امتنانهم  للحضور    .شاكرين دورهم البارز في انجاح  الحفل  بامتياز ...





















السبت، 22 يونيو 2019

بقلم نجوى سالم

 " سرطان الحب "
_______________
 🦋🦋🦋🦋
 هكذا ترى  روحها ، و يراها الأقربون ، فكيف لها أن تستعيدها بنفس الخفة و اللياقة ؟
أصوات متداخلة و خيالات لوجوه  لا تكاد تعرفها
كلهم يقولون : ألف مبروك " يا ماجي حمدا لله على سلامتك
ما كانش حد مصدق إنها هتعدي المرة دي على خير . .   بس انتي اتأخرتي قوي 
تنظر إليهم بعين نصف مفتوحة ، تضع كلتا يديها على رأسها التى هشمها الصداع 
تهمس بصوت غير مسموع :  آ ا ا ا ا ا ا ه
حاسه كأني كنت في كابوس
منهكة بشكل غير عادي
عاوزه أفضل نايمه طول الوقت
انا بحاسب نفسي ليه كده بقسوة ؟!
مش مصدقة إن عمري اتسرق مني
موجوعة من الأذية ، و الإهمال و السفالة اللي اتعاملت بيها ، و حزينة على عمري اللي راح هدر  . . .
تنتبه إليها ليلى ( زوجة أخيها ) :  بتقولي إيه 
يا ماجي ؟  عاوزه حاجه ؟
لا . . لا . . انا فين؟!
_ انت هنا . . .  و سط حبايبك اللي بيحبوك بجد و بيخافوا عليكي زي عيونهم
_ ليه أنا تعبانه قوي كده ؟!
  محتاجة فترة نقاهة طويلة كاني عوفيت من سرطان عاطفى بمعجزة إلاهية بحق
 تنظر في كفيها ، ترى أثر لون أزرق على إبهامها كأنها كانت تبصم على وراق  ما . .تنظر متعجبة تسأل هالة : ما هذا ؟
تجيبها هالة مبتسمة كان عم الشيخ  سعيد
بياخد بصمتك على صك الحرية 
يدخل د/ باسم متهللا قائلا : خلاص ياستي 
كتبنا لك خروج  . . مبروك قضينا على سلطان الحب نهائيا   و الباقي عليكي انتي

بقلم نجوى سالم        🦋🦋🦋🦋

الخميس، 20 يونيو 2019

أحمد طلبة

لسه الحنين موجود

لسه الحنين موجود
لسه الفراق بيوجع
رغم انه مش موجود
افتكره عيني تدمع

رغم اني مش فارقه معاه
مرتاحه ولا صحيح ضحيه
هعتبره ماضي من الحياه
ماعرفش معني المسؤليه

ماعرفش معني الأحتواء
لقلب كان صابر عشانه
أظن إن من الغباء
أشحت واتحايل حنانه

رغم إني مش فارقه معاه
بسكت وأكتم وجعي فيا
سوء إختيار متقبلاه
ولا حد له دعوه بيا

رغم اني مش فارقه معاه
مرتاحه ولا صحيح ضحيه
هعتبره ماضي من الحياه
ماعرفش معني المسؤليه
==================

أوقات بيبقالي السكوت
أحسنلي من وجع الكلام
بهرب من اللي أنا فيه بموت
واكتم أنا فيا وانام

علشان احس بإن روحي
قدرت تداوي الجرح فيا
ياخساره صبحتلي طموحي
إن انسا حد عزيز عليا

محتاجه وقت عشان أفوق
وأحس إني حد تاني
محتاجه فتره من الهدوء
أبدء معاها عمر تاني

وكفايا ضاع عمري لرضاه
كفايه وجع  الصدمة ديا
غلطه بإني مشيت وراه
غلطه دي كل الطيبه فيا

رغم اني مش فارقه معاه
مرتاحه ولا صحيح ضحيه
هعتبره ماضي من الحياه
ماعرفش معني المسؤليه
===============

احمد طلبه

عبد الجبار الفياض

خارج خيمة المربد

فلسفة الشعر والإبداع
 الزمن الشاقولي الذي يخترق القصائد في صراعها الدرامي  .
 تجليات الشاعر الجليل  عبد الجبار الفياض ..
 قصيدة : (( أمير من أور )) مهداة لروح الشاعر البصري حسين عبد اللطيف إنموذجاّ :

تقديم :
 الشاعر والناقد المغترب  نعمة يوسف السوداني – هولندا

في كل قراءة جديدة  لنصوص  الشاعر (( عبد الجبار الفياض )) نجد بأنها تحمل في طياتها  فلسفة خاصة تعبر عن صراع الماضي بحاضر اليوم عبر سفر مضنٍ مع كل الأزمنة والعصور القديمة , يوظف فيها الشاعر من خلال الرموز التاريخية والدينية  والأساطير  وسائله للتعبير عن رؤاه الفياضة , وتضمينها  بكل ما حدث واسقاطها على الواقع  المعيش , وهي وسيلة تسطيح الأعماق ومحاولة تغيير لابد منها لواقع تشابكت أحداثه إلى حدّ التّأزم .
 شاعر كأنه لاينتمي لزمن معين , إنما هو يعيش كل الأزمنة  بمتغيراتها  : الفوضى , الجوع , الظلم , القلق,مروراً بالغيبيات التي أقلقت وتقلق حال الأنسان وترسم أمامه تساؤلات أعيت عقول الفلاسفة  ,  ينسج  خيوط صوره الشعرية  ببراعة وبمعرفة  كي تحفر بالذاكرة الجمعية , ثم يعيد  ترتيبها  بطريقته الفنية كأنها معلقة شعرية  سردية من نوع خاص  تعتمد على  حبكة  متعددة العقد تسير بالأحداث منذ القدم لليوم بصناعة  فريدة  متميزة ترتكز على تداعيات كثيرة  تجمع بين اطراف الأزمنة وهذا هو الأصعب في تناول الأحداث في القصائد الشعرية ..

في هذه القصيدة (( أمير من أور )) المهداة لروح الشاعر البصري حسين عبد اللطيف  نرى بأن شكل القصيدة هو جزء رئيس واضح  يعبر عن المتون والتنقلات والسرد  التي جاءت عبر كل تداعيات الأحداث ,وعليه  يقع العبء والتأثير الجمالي  الذي يتناوله الشاعر في القصيدة  على القاريء , أنطلاقا من أن المضمون  يصنع شكله الخاص
 (( كمعلقة تأريخية )) ..
هكذا نتعامل مع  قصائد الشاعر في تحليل ما يكتب من رؤية جمالية  موضوعية  يقدم لنا فيها معطيات القصيدة بقصدية لا غبار عليها ولا لبس !
كل الأزمان التي جاءت في هذه القصيدة هي ما يورق فيها الرماد  والموت  والطوفانات المتعددة والمآسي مجتمعة بألم سومري لتصل زمن الموت المجاني في حاضرنا المختنق بزيفه  . . .
فالشاعر  الفياض  يقدم مرثية أوجاع  لكل حي وميت لقبور لا تجمعها مقبرة ,  كانها من مرثية سومرية توالدت بعسرة في تاريخ البشرية , هي الملامح نفسها تلك  التي عاشها الانسان العراقي في امسه لمّا تزل شاخصة ليومنا هذا . .

                    ( أمير من أور )

    الى روح الشاعر حسين عبد اللطيف

الزّمنُ
أُنثى حينَ يولدُ الكبار
تَكتِمُ آلامَ طَلْق
تقرّ عيْناً . . .
مَنْ هذا الملفوفُ بخرقةِ حُزنٍ بصريّ ؟
لم يكنْ مُسودّاً وجهُ أبيه . . .
عن بسمةٍ غامضة
انفرجتْ شِفاه
كأنَّها عرّافٌ
يُنبئُ أنْ قادمٌ
يعصرُ في كأسِ العشّارِ شعراً . . .١
أهو النّواسيُّ
يولدُ صفراءَهُ دواءً 
يخنقُ النّظّامَ بحبلِ فلسفتِه ؟ ٢
. . . . .
أيّتُها الحُسنُ المطمورُ تحتَ رُكامِ النّسيان
يا نفسَ ابن بحرٍ في تبيانِه . . .
استودعَكِ عينَهُ الخليل٢ . . .
أبنُ قريبٍ
صوتَ صفيرِ بلبلِه . . .
كُلَّ ما رسمَهُ السّيابُ على وجهِ صباحاتِكِ النّديّة . . .
يتهاوى في سمائِكِ اليومَ نَجم
فلَتَ من مدارِه
ليبدأََ رحلةَ ملكٍ بابليّ عن عُشبةِ البَقاء . . .
إنّكِ الآنَ أوسعُ قليلاً من قبْر . . .
هذا أميرٌ من أُور ٣
ليس في العالمِ ما يُشبُهُ زقورتَه . . .
يُورقُ في رماد . . .
فهل كتبَ الطّوفانُ انشودةً لشمسٍ بثوبٍ من أوروك ؟
أيُنكرُ طينةَ ولادتِهِ ما تدلّى من قطاف؟
بنجومِها
تتباهى السّماء
لكنَّها تغازلُ الأرضَ برسائلِ المَطر . . .
أليسَ للثّرى نجومُهُ كذلك ؟
. . . . .
إبنُ الرّيب
يشكُّ رمحَهُ في خاصرةِ موتِه
يهزءُ بكفنٍ يتوعّدُه . . .
كذاكَ أنتَ
ترسمُ داءَكَ لحداً . . .
تنادمُه
مَديناً
ثُقبتْ كُلُّ جيوبِه . . .
لكنّهُ لا يمدُّ يداً تتسوّل . . .
لتطحنْ دنيا
شاحتْ بوجهٍ أرضاً غيرَ ذاتِ حَرْث 
ما تبقّى من بقايا
سأمَ منها فِراشٌ
كرهتْها ملاعقُ الدّواء . . .
غيرَ أنّكَ
وعقاربَ السّاعةِ
تمضغُ وجعَكَ بهدوء
رفضتَ أنْ تبتلعَ أقراصَ المواساة  . . .
. . . . .
حروفُ رثاءٍ صدفيّة
تُدافُ بمَا لا يُشبعُ جوعاً لزغبٍ تحت هاجرةِ قيْظ . . .
بجزعٍ باهت
كما لو أنَّ صوتاً في قاع جبٍّ
يُخنق . . .
همهماتٌ خافتة
على روحهِ
الفاتحةُ
قعوداً . . .
وهل تستقيمُ قامةٌ في زمنِ الإنحناءِ إلآ ما تجذرَّ لنقاء؟
. . . . .
أيُّها ذا المنحوتُ من ألمٍ سومريّ
كيفَ توسدْتَ الموتَ في زمنهِ المجاني ؟
نازلَتَ قَدَراً معصوباً بوعيد ؟
سائراً نحوَ الشّمسِ حافياً بقميصِ نبيّ
أتعبتْهُ متاريسُ يأجوجَ ومأجوج . . .
أقدامٌ متورّمة
عبرتْ بؤسَ التّعساء . . .
لم تُوقفْها سلاسلُ
شرِبَتْ صبرَ ثائرٍ في قطارِ الموتِ جُرحاً لدواء . . .
. . . . .
أُمسيةٌ
تصدّعتْ بما لم تألفْهُ أذنٌ من قبل . . .
هذا شارعٌ طويل
استعبدَ قدميْكَ طفلاً
سخرَ من خطوِكَ شيخاً
يحملُ بؤسَ مدينتهِ همّاً في قلبِ أمِّ موسى   . . .
أُعطيةٌ لكَ من أُجَراء
يلبسونَ عُريَهم بلا استحياء !
حسين عبد اللطيف
مدرسةٌ ابتدائيةٌ بحروفٍ داكنة
ستُطبعُ آلامُكَ الكاملةُ في موسوعةِ الرّاحلينَ بلا حطامٍ من وَطن !
أوَ تحزنُ بعدَ هذا الثّراءِ المُحيط ؟
كذا
تنتهي القصائدُ قيْحاً في بيوتِ صفيحٍ جاثيةٍ على ذهبٍ أسود . . .
لا أحدَ يدفعُ عنها ضريبةَ النّسيان . . .
. . . . .
بعيداً عن سنواتِ قراقوش الخُنثى
حيثُ لا يعرفُ اليومُ اسمَ أبيه
ولا السّاعةُ في أيَّ رحمٍ تستقرّ . . .
لترقدْ بسلام
لم ترَ عيوناً
هامشاً
كانتْ تراك  . . .
محظوظٌ أنت
إذْ لم ترَها بعدَ الآن . . . !
حلّقْ بأجنحةِ النّوارس
دعِ الغربانَ تقتسمُ الخَراب . . .
عشتَ صديقاً للحُفاة
ليدٍ تصنعُ رغيفَ الكفافِ من وجعِ النّهار
للعائدينَ مِنْ حربٍ ببطنِ حرب . . .
غادرتَ
بحقائبَ لم تُفتَح
إلى محاق . . .
ما من عينٍ صافحتْ ملامحَك يوماً إلآ دمعتْ . . .
قد يعني الغروبُ شروقاً جديداً . . .
الموتُ
يستبدلُ هويتَهُ في سومر !
. . . . .


عبد الجبار الفياض
 نوفمبر/2018

١ - قلب مدينة البصرة .
٢- هو إبراهيم بن سيّار بن هانئ النظّام البصري، وُلد فيالبصرة، واختُلِف في عام ولادته اختلافا كبيرا، واشهرها ما بين عام 160هـ و185  تتلمذ في الاعتزال على يد أبي الهذيل العلّاف، ثم انفرد عنه وكوّن له مذهباً خاصاً ، وكان أستاذ الجاحظ. توفي في بغداد،
وقول ابي نؤاس فيه :
فقل لمَنْ يدّعي في العلمِ فلسفةً 
حفظتَ شيئاً وغابتْ عنكَ أشياءُ
٣_ كتاب العين الشهير الفراهيدي.

٤ - ديوان للشاعر حسين عبد اللطيف بهذا الإسم( أمير من
اور) .

عبد الجبار فياض

ابن جلا في منامِهِ الأخير


ساعاتٌ 
أُخفيتُها في غيابةِ نفسٍ 
مالَ نجمُها نحو الغروب . . .
تخطّاها
على دفَّةِ أرقٍ
ما كنتُ أنا بالأمسِ فاعلُه . . .  
ألقى على جَسدٍ مُثقّبٍ بعيونِ الضّحايا 
خطايا بسخونةِ ما انتهتْ . . .
أنكرتُها . . .
لكنَّها 
تجرّدتْ أمامي من ثيابِ زمانِها ومكانِها . . .
عُريٌ 
لا تسترُهُ خِرقةُ ندَم . . .
لا اختباءَ خلفَ ضَعْفٍ 
كانَ بطشاً . . .
. . . . .
لستُ كذلك
لم أكنْ بقبحِ ما انتهيتُ إليه . . .
لولا أنَّهم 
نحتوني من طينةِ خوفِهم . . .
برعوا في تجميلِ عيوبي إلى حدِّ لم تكنْ !
حتى أُلقيَ في مُخيّلتيَ
أنّي ما رجمتُ للهِ بيتاً . . .
سفكتُ دمَاً 
ولو لشاة . . .   
أبدلتُ وعداً بوعيد . . .
ما أتيتُ قبيحةً 
اسودَّ لها وجهُ يوم !
. . . . .
علَّموا كفّي 
كيفَ يتبرعمُ فيها الموتُ سيْفاً 
هجرَ غِمدَه . . . 
مَنْ أكون ؟
لأمتطيَ بتراءَ من دونِ وجَل . . . 
لو تجاوزتِ الأنفاسُ مجراها بعيداً
فهي في قبضةِ يدي . . .
غلّقتْ زليخةُ الأبوابَ للعشق . . . 
غلّقتُها أنا للموت ! 
حظيتْ بنبيّ 
حظيتُ بثمارٍ حانتْ لقِطاف . . .
قدّتِ القميصَ من دُبرٍ
قددْتُهُ من كُلِّ الجّهات . . .
كنتُ مُتردّداً 
لكنَّ السّهمَ مَقتلاً أصاب 
الدَّمُ أساسُ الحُكم . . . 
. . . . .
أُفرغَ عليَّ ما أُفرغَ على ذي بَسطة . . .
ألقابٌ
نعوتٌ
ألبسونيها 
وإنْ جاءتْ فضفاضةً على بدني . . . 
عرّابٌ في جُبّةِ واعظ  
شمالاً يدعو
يميناً يؤمِّن . . .
إنَّها لحظاتُ صُنعِ إله 
تقتطعُ الزمنَ من نَفَسِ التّعساء . . .
يباركُها السّامريُّ عنِ رِضا . . .
عجلٌ بخوارٍ 
تأنسُهُ ما تشابهَ بينَ البقرِ من قرون . . .
تهتزُّ ذيولُ شبعٍ أعمى . . .
 . . . . .
لم أسمعْ غيرَ صداي في جماجمَ فارغة
لا يمرُّ بها إلآ أنا 
وحكايا 
بهُتتْ في فمِ التّكرار . . .
نُفخَ في جوفي 
ما يُوصلُ لنزعِ الخُفّين !
فكنتُ فوقَ ما تعرفُهُ عنّي ثقيف
ودونَ ما أعرفُهُ أنا . . .
انزعوا عيونَكم . . .
دعوني أتعرّى 
ليسَ بوسعِ نهارِكم أنْ يراني هكذا . . .
فماذا عن ليلِكم الذي شرِبَ كأساً من جوعٍ ونام ؟
. . . . .
هِتافٌ
 يختمُ يومي  . . .
يجرُّني لخطوطٍ حُمرٍ في نسيجِ المنايا 
حتى تصلّبَ ما في داخلي صلَفاً 
يُصعّرُ للنّاسِ خدّاً  . . .
آمنتِ الجّدرانُ قبلَ أنْ يمسَها صوتٌ . . .
ليسَ لِما يخطُّهُ قلمي بيْن بيْن . . . 
فبطشت 
لا رادَّ لسيفٍ فقيه . . .
دمُ الشّاةِ بدراهمَ 
دمُكمْ بشروى نقير . . .
لم أبخسِ الميزانَ قطْ 
مذْ أصبحتْ كفّتاهُ عندي !
فهل أطرقُ بابَ شِدادٍ غِلاظٍ وحدي؟ 
. . . . .
نُبّئتُ
أنَّي ما لا يُسمّى عندَ عُميانٍ 
يموتُ يومُهم تحتَ أقدامِهم ضارعين 
ما لَهم 
يذهبُ ودائعَ 
لا تُردّ . . .
أيُّها الشُّقاةُ بأحمالِ غيرِكم 
متى تهجرون متاحفَ الشّمعِ لمثاباتِ الشّمس ؟ 
حتامَ تحسبونَ السّرابَ بحراً ثقُلتْ شِباكُه؟
تعساً  . . .
أدمنتُ اللّونَ الأحمر
أدمنتمْ رفعَ اليديْن . . .
أتراكمْ تخلعونَ عاريةَ ما نسجتْهُ العصافيرُ من أحلام؟ 
. . . . . 
إنّي 
أراني أحملُ وزراً 
قد يقصمُ ظهرَ توبةٍ 
تعاليتُ أنْ أُمسكَ لها طرفاً . . .
يستعجلُني شقٌّ موعود
مكبولاً بما جنيْت . . .
بابٌ
يُفتحُ بألفِ لسانٍ 
طالما أغلقتُهُ بسبّابةٍ 
لا تعرفُ إلآ مُبرمَ موت . . .
لكنْ
دعوني أرثُ صالحةً
علّها ترقّعُ لي فجوةً يومَ الحساب . . .
إنْ أقبلَ سامريٌّ عليكمْ يوماً 
ولو بقناطيرَ من ذَهبٍ
ردّوهُ من حيثُ أتى 
أو افصلوهُ عن الحياةِ الدّنيا  . . .
لأكونَ أنا آخرَ ما صنعتْهُ أصابعُ خوفٍ 
طلاسمُ وعّاظٍ 
طاقيّةُ إخفاء . . .
وإنْ
فلاتَ عضٍّ على إصبعٍ بعد . . .
هُم . . .
ما لكمْ في مسارِ غدٍ من اسمٍ تُنادونَ به !!
. . . . .

عبد الجبار الفياض 
5/ آيار /2019

بقلم أحمد الكندودي

بعد وحنين
حبيبتي...
حبيسٌ همسي بين قضبان رموشك
ووحشةٌ ودًت إلتهامَ أفراحِه والحنين
فاطلقي سراح الحرف والغمزات
فُكي أغلالَ هذا الولهان السجين
خذي اللقاء قربَ الوادي مفتاحا
ظلالَ الصفصافة صباحا
كسري أقفال البعد...
بالهمسات والنبض والرنين
دعي نبضاته تحكي عن ثقل البعاد
ذكريات العشق ولكزات السنين
أصفاد الهجر أيقظت رعشات الأنفاس
طللُ الليالي ،شوق صان الوداد أمين
سلسبيل السواقي بالفؤاد فاض عبقه
وعلى اوتار القلب نقش عشقك...
مفعما بالأحاسيس وللصفاء مدين
فاجعلي الوصال حبيبتي لقاحا
ومن ريقك الزُلاَلِ عَمِدي العواطف...
بل باللمسات، داوي جراح الزهر الحزين
الاخيلة في حشاها حية صارخة
وعبر نسمات الشوق نادتكِ...
فاسألي الفراش عن مضاضة البعد والحنين
إطلقي سراح نبض القلب
فبين سندان البعد وحيدا سجين
بخري المكان...
بالزعتر واللبان
تتسع في نظراتك ألوان قزح....
ورغم نذوب المواسم فـأنت العرين
فاطلقي سراح الحرف والهمسات...
فالوصال خلاص، من ذاك الاَهٍ والأنين

*** الأديب والشاعر: أحمد الكندودي
المغرب

جميلة محمد

  بكاء 

تنهمر دموعي  حصاتا
   بصخر قلبك تصطدم 
 اوجاعي تهيج انهارا
 و قسوتك سيوف تموج
 تطوي  بجفاك  البحار 
تمزق الحشا تهزمني
تفتح فالقا في صدري 
ترديتي قتيلة ..تعدمني
اواه من هوى قفرك 
حفر قبري عميقا  على كفك 
قدري  مكتوب في اللوح 
الفظ انفاسي  بيديك 
برغم المسافات  تترصدني 
  رصاصتك عمياء   تقترب
  روحي  عنك  فراشة مهاجرة 
 تطالع المدى حائرة     تغترب
 بين أحضانك سفني  ترسو   
و على كتفك  احلامي  الجميلة  تسافر
 تسثغيت  
..رحماك ....
ياوطني ...
لا وقت لغروب الامنيات 
العمر افل.. 
وراءه   الليل  زاحفا  يقترب ..

جميلة محمد

بقلم جميلة محمد

كايلول الغادر أنت 

تفتح أبواب خريف عاصف
متخادل تكسر عزيمة الربيع بحبك الزائف 
تسيل دمعتي لكني لست بخائف
تحرق كبدي لهفتي عليك وغيرتي 
وانت قائم واقف
 تلاحق أطياف عشيقاتك 
في ساحات الوغى 
كما تروح ..تجيء ملوك الطوائف
تدمي دموعي بملحها وجنتاي 
بوارج الموت تتحداني 
أأنحني... للرياح العاتية ؟!!
لا لا وألف لا ياحبيبي
لن انحني لجلجلة العواصف الآتية
تهز ني من جذور ي 
تهز كياتي
تزلزل المعابد و العواصم 

تطوي ذكرياتنا القديمة 
تعلن الحرب على المأدن 
فلتعلم يا سيدي انه 
انتهى زمن الجوارح 
أنا كالنسر
كالصقر الداخل
على مشارف الاندلس
 اعيد صوغ فجري 
فرا  وكرا يبتسم زهري 
 إذا بعندك تنوي كسري 
قررت التمرد
قررت فك أسري 
سأواجهك بعيون مفتوحة 
متالمة... مجروحة 
أقبض على جمر فؤادي 
بإصراري أمشي 
مشروخة الخاطر
مرفوعة الرأس
أعود من حافة يأسي
انظر خيبتي فيك 
اعلنت عليك العصيان
يا انت
يا من باعني للهوان
أنت يا من جفى وخان
هجرت دوحي 
وانقلب طيفك على الوان طيفي
تقطعت اوثار قلبي ونزف الشريان 
 جف دمي ...

قومي لملمي روحي  
صفحات قلبي
 كما تشاء الأيام
تحدي ضعفك
 لا تتنازلي لهوى  اللئام
أكملي المشوار
 متماسكة 
الرحلة في بدايتها..
شهرزاد ثوري 
لاتستسلمي لهوى الهزيمة
سيري لبؤة.باحلامك .. 
الى الأمام

جميلة محمد

بقلم جميلة محمد


حزم    الحقائب  

هاجر  مدن الضباب
سافر نحو الشمال 
راح الحمام 
نحو بلاد الثلج والبياض 
يبحث عن دوح السلام 
ترك خلفه  غربان وخفافيش 
تسعى في النور ...
لابسة اقنعة دراويش  
تحتال على غصن الزيتون 
تطوي الليل تحت ابطها 
تلتف على شجر الغار 
تلتف  حول  زهر الرومان 
تبادل الحب   بالرصاص 
 تطرد عن فوانيسها  الفراشات 
تمزق الوسادات   والاماني 
تتطاير يا ريش  الطاووس 
ينفض الربيع ...
يسكت الكلام
.وتضيع الاحلام ...

لا تنتهي الحكاية ...
مازالت  على جدران بابل ...
مسماريات ...
تنقش  عميقا وعدا بالحياة 
تبعث من بين  الرماد اليرعات 
تنتفض  يا دجلة  تعانق الفرات 
تنساب  اغنيات التحدي ...
تغرد الغدران  لحن  السلام 
النصر  حتما  آت ..
جميلة محمد 

المغرب

بقلم الشاعر احمد بيطار ....سوريا

حماتي 
أغلقت فمها بالاقفال

قيدتها بسلاسل والأغلال المتينة
حرمتها من زيارة اهلها
ورمتها بغرفتها كأنها سجينة
أخذت لعبتها الصغيرة
وشتمتها بأبغض الكلمات المهينة
ياحماتي ان الليل زائل
لا انت باقية ولا تلك السلاسل
وغرفتي هذه ستمسي دار الفضائل
فعودي لربك لا تجعلي بينك وبينه حائل 
تذكر ربك فما اخبره ان كان عنك سائل 
أأقول انت ظالمة ام الحق عندك مائل 
انت افتعلت الاسباب والمسائل 
لتبعديني عن ابنك لانه لديك بدائل
ياحماتي كفاك عبثا كفاك رذائل
كماتعامليني تعامل ابنتك وبنفس الوسائل

بقلم أحمد  بيطار

بقلم جمال الدين الخنفري

رسالة إلى صديق 

    آه .. ياصديقي .
لك مني كل تقدير و امتنان على روعة الكلام الذي يسيل عذوبة و رقة ليستقر في سويداء القلب محتضنا لقاء الدفء مقربا بعد المسافات في ترنيمة الإنشاد لتلاقي الأرواح المجندة بتلاحم الوجد و الألفة .
   آه .. يا صديقي .
ها أنت تصنع مني ظلك الذي يلازمك و الدرب الذي يرافقك و الحلم الذي يراودك و النوم الذي ترتاح إليه و تستسلم له و النور الذي يضيء حواسك في ظلمة الليل و الشمس التي تشرق عليك كل صباح لتدغدغ إحساسك بالزمن و الليل الذي تبثه أشجانك أنت جعلتني محور هذا الكون . 
   آه .. ياصديقي .
حبك الجارف لا يقف في وجهه صد ولا منع فهو كالطوفان يأتي عل كل ما يعترض طريقه ليبقى هو ملك الملوك الوحيد يتربع على عرش القلب مسيطرا على كل الجوارح و الأوصال .
    آه .. يا صديقي .
صباحك .. صباح زغرودة الحياة على أنغام المنى و حضن الأفراح و يقظة الآتي على الغفوة .
صباحك .. صباح الخير مشرق بأنوار يوم سعيد .
ماهذه النسمات العطرة الصادرة من أنفاس مجنحة بصدق الوفاء و جميل الأخلاق و قوة المحبة .. نسمات تحوي كلمات معبرة عن نقاء السريرة و صفاء القلب بسبك رائع و أسلوب عظيم راق .
   آه .. يا صديقي .
أنت و الله متعة أدبية رائعة و لوحة فنية صادقة و مرآة عاكسة لروح الإبداع تسري في أوصالك .. سلامي على كلامك الذي كله يقطر عسلا ممزوجا برائحة عطر الإفتنان منتشيا أجواء الفضاء .
    آه .. يا صديقي .
كل الوفاء و كل المحبة و كل الأخوة و كل ما في هذه الدنيا من معان سامية هي لك تعطر أجواء حياتك و تنعش أيامك سعادة و هناء . 

جمال الدين خنفري
الجزائر

بقلم مهدي آدم الصليحاني

تتجاهلين

تتجاهلين وتنظرين لغيريا
وأنا المتيم في ربوعك باقيا

لطفاً أديري الجفن نحوي مرة
هذا حبيبك لم يجئْ متلاهيا

في قلبه من خالص الأشواق بل
في لبه صِرف الغرام تربَّيا

لا تجرحيني بالصدود فإنني
أخشى الممات إذا تكرر ما بيا

الليل أسهره وأهوى مرقدي
لأرى خيالك كي يزيلَ عذابيا

إن كان قربُ الوعيِ صار محالُ لي
بالطيف ألقى منْ أهانَ شبابيا

       مهدي آدم الصليحابي

بقلم محمد اديب السلاوي


الاختلاف الذي يعني  عندهم الموت المحقق.
















-1-
بغياب الدكتور محمد مرسي  رئيس مصر السابق  يوم الاثنين الماضي أمام محكمة القاهرة، يعود الحديث مجددا عن الرأي الذي يغتال الرأي الآخر/عن إشكالية السلطة التي تغتال خصومها في الرأي، منذ آلاف السنين، إذ كان سؤال السلطة ومشروعيتها الهاجس المسيطر زمن الفراعنة، زمن سقراط، زمن الخلافة الراشدية.... كما في الزمن الراهن.
يقول التاريخ، أن اغتيال السلطة لخصومها إشكالية باشرتها الدكتاتورية قديما وحديثا.
* عدموا سقراط بالسم ولكنه بقي حيا يصول ويجول في العقل البشري حتى الآن.
* نفوا الفيلسوف  الرواقي ابكتيتوس من روما، بنفس تهمة سقراط، ومات مهمشا، ولكنه مازال حيا في الوجدان الفكري.
* ضربوا ابن تيمية وساقوه إلى سجن القلعة ليموت هناك، ولكنه مازال في موقعه الثقافي.
* اغتالوا القائد ياسر عرفات ولكنه مازال هو الرئيس الفلسطيني الذي يرهب الصهيونية وإسرائيل.
* اغتالوا الزعيم الثوري المهدي بنبركة ونحتوا اسمه ليبقي زعيما ثوريا للعالم الثالث.
* اغتالوا اليوم رجلا اسمه محمد مرسي ولم يكن يحظى بالإجماع ولكن اغتياله خلق منه شهيدا، مفكرا، مطرز إسلاميا، وهي الصفات التي لم يكن يحلم بها في حياته.
-2-
في تاريخنا العربي الإسلامي، آلاف الضحايا الدين اغتيلوا أو عذبوا  أو سجنوا أو أحرقت كتبهم، على يد السلطة أو قادتها الذين كانوا وما زالوا يعملون بقوة من أجل أن نكون أمة خرساء، عمياء، لا تفكر، لا تعبر، ولا تبدع إلا بما يسمحون.
عرف تاريخنا العربي حالة من الانقسام الحاد، والاستقطاب المرضي، حيت كانت وما تزال بين الذين يفكرون والذين يرفضون التفكير، فانطبع هذا التاريخ بالرذيلة الحوارية إلى أن أصبحت أساسا للخلاف والاختلاف.
هكذا تحول اختلاف الرأي في ثقافتنا إلي جريمة، إلى عراك يؤدي أحيانا إلى الموت، وفي أحسن الحالات يؤدي إلى العزلة والتهميش والإحباط.
السبب، أن سلطاتنا العربية تربت مند البداية على الانتصار والغلبة والإقحام وليس علي فكرة التعددية والتشارك والتعايش بسلمية العقل والتفكير.
كانت  السلفية في العهد العربي  القديم  تسعى إلى استحضار مفاهيم الأمة بمعناها القراني، ولكنها اصطدمت حتى الآن بمفاهيم السلطة السلطانية، ففشلت المفاهيم الأولى  أمام  الثانية، ولكنها لم تختفي إذ مازالت تستقطب أنصارها بالليل والنهار.
-3-
السؤال الذي تطرحه هذه الإشكالية في زمن الألفية الثالثة، هل من الضروري أن تغتال السلطة خصومها،هل من الضروري أن تكون لهذه السلطة ،شرطة لا تسمح للتفكير المضاد أن يعبر عن نفسه، عن أرائه... ؟
في الزمن الراهن، العالم سيخاصمنا بقوة عن ما حدت بتاريخنا  من أحدات دامية من أجل أن تبقى السلطة سلطانا فوق العقل.
اليوم كل العالم يطالبنا  بالسماح لجميع الأفكار بالتواجد، بالتعبير، بالتنافس الايجابي/ الديمقراطي للوصول إلي السلطة، لم يعد مسموحا، اغتيال الخصوم،أو نفيهم ،ذلك لأن الحياة والفكر والتعبير عن الرأي والرأي المخالف هو حق للجميع.
من هنا نقول للدين اغتالوا أو شاركوا في اغتيال د. محمد مرسي، أنكم مجرمون في حق رجل يختلف معكم، بوجهة نظر في الحكم، لا يمكن للتاريخ أن يسامحكم، ولا يمكن للعقل أن ينساها لكم.... .
أفلا تعقلون..... ؟.

محمد اديب السلاوي 

بقلم محمد اديب السلاوي

التعاشق بين الحرف والتشكيل
في إبداعات محمد البوكيلي.


أدرك الفنان محمد البوكيلي مبكرا، أن الحرف العربي أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب، وأنه كان وما يزال وسيلة للمعرفة وللإبداع وللتشكيل.
وأدرك هذا الفنان أيضا في وقت مبكر من سيرته الإبداعية، أن الحرف العربي هو تشكيلي إبداعي في أصوله وقيمه ومقوماته وعناصره الجمالية، يجدب بصيرة المتلقي قبل بصره.

هكذا وجد الفنان البوكيلي نفسه، بعد تخرجه من معهد تطوان (سبعينيات القرن الماضي)، يطوف بالحرف العربي، يناوشه، يشاغبه، يخاطبه من حين لآخر إلى أن وجد نفسه منساقا إلى حمولته، يخط بأصنافه الجمالية لوحات صامتة، قبل أن يتفرغ إلى الأعمال الناطقة  بأسماء الله الحسنى وبآيات الرحمان.
في سلسلة لوحاته التي تحمل هذا العنوان " الرحمان" اشتغل على أصناف الحروف العربية، من الكوفي إلى الرقعي، ومن الديواني إلى الثلث والفارس، ليعطي للرحمان صيغتها التراثية والجمالية.

ومن أجل تأكيده، على أهمية الحضور الجمالي للكلمة المقدسة في التراث الإسلامي، أنجز موسوعة حروفية نادرة المثال، من خلال رسم سورة الرحمان،بدلالاتها اللغوية والروحية والتربوية.
وبالرجوع إلى هذا العمل المتميز، سنجد أن الخط العربي بزخاريفه وتداويره وحركاته الموسيقية، قد تحول إلى فن روحي دقيق الدلالة، ينقل العواطف الكامنة في النفس، ويفصح عنها للمتلقي بجاذبية روحية وإبداع تشكيلي.

وبعيدا عن لوحات الرحمان، سنجد أعماله الإبداعية الأخرى التي تسبح في الذات الإلهية، تؤكد أن الحرف العربي، هو من تشكيلي فن أصوله وقيمه ومقوماته وعناصره الجمالية، حيث يعطي المتلقي لوحات كتابية متعددة الألوان والمضامين الفكرية والجمالية والروحية، من ذات الحرف، ومن حمولته التشكيلية.

الفنان محمد البوكيلي في مسيرته التشكيلية، أصر على استخدام السمة الروحية الكامنة في الحرف العربي، إذ استطاع أن يعكس تماما حسه الفني المرهف، من مكونات الحرف العربي الصارمة في بنائها الهندسي وقدرتها على التشكيل، والتي تستطيع أن تتضمن معنى باطنيا يسمو على معناه اللغوي.

لاشك أن ما أنجزه الفنان البوكيلي خلال العقود الأربعة الماضية في المجال الحروفي، يعد انجازا إبداعيا متميزا بكل المواصفات، من أجل حفظه وصيانته على وزارة الثقافة، أن تضعه ضمن التراث الوطني / أن تعمل على نقله إلى المتحف الوطني / وأن تضعه أمام النقاد والباحثين وطلبة الفنون التشكيلية لقراءته ودراسته ووضعه في الموضع الفكري / الثقافي / الإبداعي الذي يستحقه.

إن انجازات الفنان محمد البوكيلي، التي تحتضنها اليوم مؤسسته بمدينة القنيطرة، عليها أن تخرج إلى الوجود وأن تضعها وزارة الثقافة أمام الجمهور الواسع ليس فقط من أجل التفرج عليها، ولكن أيضا من أجل استفادة الأجيال التشكيلية الصاعدة من حمولتها الفنية والجمالية والروحية...إنها تراث أصيل...

أفلا تنظرون...؟

محمد اديب السلاوي