الثلاثاء، 18 يونيو 2019

بقلم علال أب اشرف الجعدوني

  فسيفساء  بألوان الوجع 


انتظر رجوعك ... ؟ الشتاء آت  
ستتعرى الأفنان / الأشجار / الطبيعة  ...
سماءنا ستكون  ملبدة  بالسحوب  ،
رمادية  اللون  .
كل شيء سينكشف
وستمضي سنون الحياة تعانق الوجع  دون احتفالات 
**  حتى مغيب العمر   **  .

أنظر إلى أصابعي التي حملت
قلبي إلى قلبك و تلذذت بنعومة جسدك  .
أنظر إلى أصابعي التي لم تحتفظ 
ولو بما يروي ظمئي وقت غيابك  .
اريد أن ألقاك في حلتك القديمة 
لكن أرى الزمان غير وقع نظرتنا الرخامية 
والمركب تعفن لطول الانتظار  في المرسى  .
****
عندما  تعود ...
أشجار تفاحنا لن يورق 
الجدعان ستختفي بالمرة بين كثافة  أشجار الغابة 
معطف عشقنا  سينزعه الزمان في صمت 
أسماءنا لن تبقى إلا في لحاء  الذكريات 
موشومة على كاهل  الزمن ...
****
 في فمك ، رحيق الرماد  .    
أيادي الأتقياء على الربوة  تحفر لحد  الملاك 
ويدي امي تقبر قلبي  ... 
قنديلي انطفأ 
كل شيء تحت قدمي تمزق  .
****
الشمس تختفي وراء الظلام 
ينتحر الضياء 
اشتهي البكاء على هجرة البهجة والسرور 
بوحي جثث من الكلمات 
كل شيء  يغرق على مرأى جبروت الغيوم  
ما عادت الأوضاع  تغري بالبقاء  ...
****
أعلم يا أنت
أننا مجرد مخلوقات عابرة 
وأن أوطاننا مجرد مراسي مبعثرة على حبال الضياع  ...
آسف ... ! في زمننا تخلع الأشجار معطفها وتسير حيث لا تدري 
تود أن تضخ دما في روح الطبيعة  
بغية التمويه  ... 
آسف قفص صدري مثقل بالأحزان       
لا يمكنني أن أوغل أكثر في انتظار رجوعك ...   
****
ثمة حكايات  غير محبوكة في الأدراج 
ثمة كلام معتق في خزائن الأعماق 
ثمة أغاني في سراديب الجوف لم  يلحنها اللسان بعد  ...  
هكذا  انسج رموز حروفي رمزا ... رمزا ...
أغازل المعنى في غرفة خيالي * وحدي * ... بمشاركة عزلتي .
****
يا أيها  الغائب الحاضر  في 
طيفك لم يغادرن منذ أن لملمت حقائبك  
وأقفلت وراءك  كل المدارات
وصرت في عداد الميتين 
لم تعد تجمعنا بك إلا الذكريات  ...
****
يبللني الحنين 
لملامح غابت ، وأخرى مازالت في ضمير الغيب   .
فأمد يدي لطيف الزمان  لعلي أرمم ما انكسر      
لكن أجد الحلم الذي عشته على هذي شط الحقيقة قد اختفى واندثر . 
ما أسخف الفواجع حين تراودنا على غفلة  ،
و تتسلل ،  خفية دون مواعيد ، ولا سابق انذار .
****
عندما أقف لأتامل خيالي في المرآة 
تختلط علي الامور
حيث تتشابه  أمامي كل الصور       
فأحتار ، فلا أجد  ( لي ) أي مفر أو اختيار
سوى تسليم  أمري للقضاء والقدر .


بقلم الشاعر : علال اب اشرف الجعدوني 
المملكة المغربية  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق