الأحد، 11 يونيو 2023

 على حافة النقد


دراسة وتحليل هشام آل مصطفى




عاطفة اللفظة

في قصائد تقاوم اللغة الحاكمة ( )

هشام آل مصطفى الجاف.بغداد

                                                                

تأطير

حينما تحفر في خرائط الابداع المغترب تجد رموز الوعي في ذاكرة الشاعر عبر التقاطه لمعاناة جذوره المترسخة في وطنه .. بواسطة مجساته الواعية المرتبطة بنهاية اللاوعي.. من مجاهله التكوينية السابقة , المنسجمة مع اسقاطات المعاصرة تحت خيمة بلده الجديد.

ولعل قصيدة (مونولوج البصلة) للشاعرة سو كووك كيم تعطيك خلفية تاريخية لثمرة ذات معنى خاص في ـ كوريا ـ والتي جعلتها اطارا خاصاً للقصيدة , تحاول ترجمة صور الذاكرة الطافحة من شرفات الماضي ـ في الوطن ـ الى معادلات شعرية تستقي دواعي اشراقها من شروط اليومي المعاش (في غربتها الامريكية) , اليومي الذي يضج بنكهة الحياة اللاذعة حسب قول الشاعرة , لتفك طوق عزلتها ما بين اللسان والجذور واللغة الجديدة ـ (الانكليزية هنا) ـ وما بين أرشيف الكلمات الأُولى التي وضعتها في وطنها الأصلي , محاولة تصوير السلسلة الحاكمة (آنذاك) ابان الحرب , حيث يمنع جنود الاحتلال ـ الامريكي ـ , وحرس الحدود للدولتين الشقيقتين في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين , يمنعون المواطن الكوري الذي قسمت الحدودُ شطري عائلته , من اللحاق الى الجانب الآخر (المستحيل) بالنسبة إليه .

مرجعية البصلة

وهكذا يتم عزل الشمالي والجنوبي , بواسطة علم الأُمم المتحدة الذي يحرسه الامريكيون والجنود الكوريون (الجنوبيون والشيوعيون) للقيام بنفس الواجب للتعرف على ـ المواطن ـ الهارب من (بلاده) الى (موطنه) , من الشمال الى الجنوب , أو بالعكس من ذلك وذلك بالنبش عن لسانه والبحث عن لكنته الكورية بالنطق بكلمة (البصل) ليتم معرفة المواطن الأصلي وتمييزه عن المهاجر (التبعية) , حيث تختلف ـ اللفظة ـ بين البلدين كاختلاف (الشيوعية) عن (الرأسمالية) , اذ تُلفظ في الجنوب بلهجة أقرب الى ـ الفيتنامية ـ , اما في الشمال فتُلفظ بلهجة أقرب الى الصينية , فتتم معرفة (الخونة) المتسللين , وقد يصل الأمر الى اعدامه بتهمة التجسس او العمالة للعدو ـ الامبريالي ـ أو الشيوعي ـ حسب قيم الدولتين ..

الشاعرة

لنعد الى الشاعرة الهاربة من الجحيم الى المنفى الامريكي , لتكتسب لغة انكليزية جديدة , ولكن بلكنة كورية , وقصائدها الجديدة تركز على المقارنة بين الحضارات واستعمالها للجملة وترادف الكلمات بتداولية غريبة مثيرة تدفعك للتأويل , لتؤكد مرارة الضياع ما بين الصلة الأُولى وقلق عدم الانتماء . هذا الشعور السحري الذي يعانيه الشاعر المغترب, فتجد شعرها يتماوج ما بين اللهجة واللكنة , حالها حال الامريكيين من أصل صيني أو ياباني أو كوري فيتنامي .. ومحاولتها في الاندماج مع العالم الجديد بتقاليده الغريبة عنها , وانغماسها في (حتى الاسى) كما ورد في احدى قصائدها , بتشفير وطلسمة شعرها المتدفق رمزاً وانتماء , والمتموج (ذاكرة) بين الماضي الموجع , واللحظة الآنية ضمن الجو الآلي المدهش لأمريكيا والعولمة و .. الكونية .                          هذه هي القيم والرموز الايحائية التي تتسم بها قصائدها في ديوانها الأول                     (ملاحظات عن شاعر منقسم , في بلد منقسم) , الفائز بجائزة والت ويتمان العريقة لعام 2003 . 

والشاعرة (سو كووك كيم) تدرس الماجستير ضمن بعثة فولبرايت / واشنطن برسالة عن الشعر الكوري وأُصوله التاريخية . وقصيدتها (مونولوج البصلة) مترجمة من قبل                   مرح البقاعي عن مجلة ( Hiهاي) الامريكية في ت2 / 2005 ضمن العدد 29 .. ننشرها هنا لنؤكد تلك القيم التي تحدثنا عنها آنفاً. 

القصيدة

البصلة تخاطب الانسان الباحث عن وهم الحقيقة وهو يقطع أوهامه بسكين ذهنه , والدموع تملأ عينيه : (انا البصلة الحرة .. داخلي ينم عن خارجي) , (كما القشرة .. كما القلب) . 

يبدو ان الحقيقة واحدة .. كما في القشرة , هي في القلب , في الجوهر , وفي مظهرها الخارجي , لتصفع ـ السلطة الحاكمة التي تبحث عن اللهجات واللكنات وطريقة التلفظ , وحتى السلطة الكونية تدوس بعجلاتها (ذكريات) الإنسان وارتباطه بـ (سرة) الأرض..

قصيدة (مونولوج البصلة) شعر سو كووك كيم من ترجمة مرح البقاعي عن مجلة                    ( Hiهاي) الامريكية , عدد 29 في ت2/2005:

[لم يكن قصدي ان ابكيه

في الحقيقة لم أقصد شيئاً

لكن هذا أ لم يمنعهم من سلخ جسدي

طبقة إثر طبقة

الدموع تغشى عينيك

بينما تنوء المنضدة بالقشر وقطع اللحم

وكل لوازم الوجبة 

مسكين أيها الانسان المضلل 

انت تغور بسكينك

باحثاً عن قلبي

عمّق الشق ما شئت 

كلما فتحت جلدي , دائما ستجد جلداً آخر

أنا البصلة الحرة

داخلي  ينم عن خارجي

كما القشرة كما القلب 

انظر الى نفسك ألّا تبدو أبلهاً 

وأنت ماضٍ في القطع وماضٍ في الدمع

أ هذه طريقتك وأنت تمضي في الحياة؟؟]


بين البقدونس ..

تنبثق المعاناة مع السلطة الغاشمة( )


هشام ال مصطفى الجاف

                                                             بغداد

الادب الأسود

اثناء مطالعتي لقصائد أمريكية جديدة في الملحق الأدبي لمجلة نيويورك تايمس العريقة ـ عدد  8 لشهر .. ت2 /2005 ... صدمتني قصيدة "بقدونس" للشاعرة الامريكية                      ريتا دوف , وتحت باب الأدب الأسوَد ـ للأمريكيين الأفريقيين...جذبتني القصيدة لغرابتها وحداثة شكلها الفني , وتنوع محتواها الثري , وبعد التحري علمتُ بأنها جزء من جماعة ـ المتحف ـ التي أصلحت أرشيفا للنبش عن تاريخ السود في امريكا , فاستحقت لقب كبيرة الشعراء في امريكا , اذ أطلعتْ القارئ على حقائق مخيفة تصل حد الخرافة او الاسطورة كما وصفتها مُعدّة الملحق الناقدة أميلا سمث , التي اعتمدت كتاب ـ النقد الاسود ـ الصادر عام 2003 للكاتب الكندي ((الأفريقي الأصل)) جورج أليوت كلارك , والذي يقول : ((العبودية جردتنا من لغتنا , من ديانتنا , هم قالوا لا تعزف موسيقاك , ولكن بطريقة او بأخرى , استطاع السود استعادة الكثير من ثقافتهم الاصلية وقوتها .. ببساطة أنتَ                  لا تستطيع تدمير كل شيء في الانسان)) . وهكذا نستطيع فهم سيطرة الايقاعات الافريقية على موسيقى الجاز , والادب الاسود على بعض جوانب الابداع لتجاوز العقدة                            ـ الزنجية العبودية ـ التي أجبرت الملاكم العالمي محمد علي كلاي ((كاسيوس كلاي)) سابقاً , على الصراخ [ أنا حر ... أنا بطل العالم , الحر ] لإثبات وجوده ضد عقلية العبودية .. التي كانت مسيطرة سياسيا واجتماعيا على امريكا , سابقاً , في الستينيات ..

نبذة عن أوليات البقدونس

حسب الشاعرة جاكلين سلام ـ السورية المقيمة في كندا ـ ومقالتها المنشورة في ألف ياء الزمان الدولية للعدد2258 في 14 / ت2 / 2005 , تشرح لنا مرجعية كلمة البقدونس :  في الثاني من اكتوبر 1937 أعدم الحاكم الدكتاتوري تروجيلو أكثر من 20000 (عشرين ألف) زنجي بالساطور ـ الطريقة الخرافية للموت ـ ما بين هاييتي والدومينيكان, وذلك حين تم اجراء اختبار صوتي على تلك الجموع من العوائل بإجبارهم على نطق كلمة ـ البقدونس ـ ليتم التفريق ما بين زنوج الدومينيكان الأصليين , وزنوج هاييتي الذين سيعدمون , إذا نطقوا بلام " البقدونس" (بالاسبانية) , وقد يعيشوا اذا نطقوا (الراء) في الكلمة . هؤلاء ستشهد عليهم لهجتهم عند النطق وتحكم عليهم الكلمة بالموت او الحياة.

القصيدة 

[الشمس تعقم التاريخ / من أنت ـ نحن ـ أنا / لم أُضع طفولتي / قد يضيع كلامي/ الكلمات الحكاية ليست كفاية / أنا اخط الهوامش بدقة عالية ,/ كي لا يعرف أحد من أين اأتيت / من راء البقدونس في هاييتي أعيش / وبلام البقدونس في هاييتي اموت / من لام البقدونس والراء في دومينيكان أحيا     وأموت / انا احب لهجتي / انا السمكة التي عجز جدي عن امساكها / السمكة السوداء / وانا اعرف من اين أتيت / الراء واللام في بقدونس / حياة أو موت] . 

هكذا تصور " ريتا دوف " بقدونسها الخالد في ـ متحف ـ فقدانها للغتها السوداء الضائعة في ذكريات السلطة الغاشمة التي تقتل وتفتك بشعب ـ تبعية ـ بسبب حروف الشهادة الجنسية ( أ , ب , ج)( ).

ان وميض الغربة يلاحق الشاعرة كطفل رضيع أدمن حلمة أُمه , بيد ان ـ السلطات ـ الحاكمة الغاشمة تكبح ـ الروح ـ لتلامس العقل في ظل عولمة كونية .. 

قد يكون الحل مستقبلاً ان تسير الكونية نحو حوار الحضارات لا تصارع الحضارات.   


قصيدة معاصرة 

ذات ابعاد فوق قومية , ولغة كونية مغايرة


هشام آل مصطفى الجاف

الشاعرة

بين أيدينا قصيدة ذات إيقاعات ملونة , تتحدث بغرابة عن حدث اعتيادي بلغة فنية سامية لشاعرة بولندية الأصل .. أمريكية الجنسية هي " فرجيل بيالوسكي" . 

ـ ولدت الشاعرة في (أوهايو) ودرست بجامعتها حيث نالت ماجستير الفنون من جامعة     (ايوا) و(جونز) . 

ـ للشاعرة " فرجيل بيالوسكي" العديد من المجموعات الشعرية , منها : 

((نهاية الرغبة عام1997 , وما تحت الأرض عام 2001 ))

ـ نالت العديد من الجوائز آخرها جائزة اليوت كولمن للشعر.

ـ تعيش اليوم في نيويورك مع زوجها وابنها حيث تعمل محررة أدبية في مؤسسة                   (نورتن وكومباني) للنشر . 

ـ مصدر هذه المعلومات مجلة (Hi) هاي الأمريكية 28 لشهر كانون اول عام 2005 , ترجمة مرح البقاعي ..  

القصيدة

(موت التفاحة) هذه القصيدة تتحدث بلون شعري غير مألوف , وبصور ايقاعية مؤثرة مثلما في المقطع الآتي :

(" ثم يسقط ـ وهج الشمس ـ على الحديقة الصيقة").

(" فيسري ببطء في أوردة شجرة الكرز") .

لغة المقطعين لغة تلمع مع وهج أشعة الشمس . وبالرغم من ذلك فهي تفاجئك بالنقيض , إذ تصدمك بـ /

("زهرة العسل قد ذبلت والكروم تموت على مهل" " وقد ضاق بي المكان") .

هكذا تذبل الصورة وتتلاشى البهجة /

("نجمة ترتسم من بذور تفاحة" "قد شطرها سكين" "فتعرض لحمها لانعكاس العناصر").

بذلك تصف " موت التفاحة " وشطرها بالسكين ليتعرض لحمها لانعكاس عناصر الحياة والموت .. انها لوحة فنية متناسقة تشهق بالألم حيث تتمثلها , إذ تأتيك النهاية البائسة ..

("البارحة جمع ابني البذور السبع 

ونثرها على تراب الحديقة

دونما اكتراث بألمي") .

والبذور السبع رمز حياة " ثمرة " ذبحها الابن لينشر " بقاياها " على التراب وهو                           لا يكترث لألم الوالدة , التي كانت تتمنى رؤية (تفاحتها) معلقة وهي في أُوار نضجها تحت نور الشمس البهيجة , بيد ان "عالم الجريمة , قد حرمها من رؤية الضوء يتدلى على الثمرة المجروحة! , فشعرت بالخيبة من فعلة ابنها ..

اما لماذا سبع بذور؟

فهي كناية عن رموز الهيكل ذي الأعمدة السبعة , او تعبير عن الايام السبع للتوالد والتكاثر ومسيرة الحياة..

ولعل الشاعرة ارادت تصوير سوء سلوك وتصرف ابنها لتعلن نهاية حياة ـ الثمرة ـ كما يخطئ السياسيون لينهوا حياة البشر بتصرف أرعن من دون الاكتراث بالالم البشري.... ربما ـ رموز القصيدة ـ تخص عودة " وعيها للشغف " ببلدها الأصيل حيث                                ـ موت الكروم ـ وذبول الزهور ـ في بولندا ابان الدكتاتورية .. غير ان شقتها الحالية                     " بلدها الحالي " قد ضاقت بها , لعدم تحقق احلامها البسيطة في اكتشاف : 

(" معنى ان ترى الثمرة معلقة ... وقد قاربت النهاية") .        

فللشاعرة ـ في القصيدة ـ رغبة أكيدة لرؤية الثمرة :

)"حين تسقط عائدة الى سرير الأرض الدافئ  ـ الأرض الأُم") .

فهل هي في شوق ولهفة للعودة الى أرضها الأُم .. "وطنها الأصلي" , أم ان الكونية أخفت أحزانها بأبعاد فوق قومية .. 

الشاعرة " فرجيل بيالوسكي" , وبلغة عالمية تتحدث عن آلام التفاحة ـ الحياة  , وعن حقيقة كونية " العولمة الظالمة " واستمرارية الحياة بالرغم من المعاناة التي تحسها ببلدها الجديد.

الاثنين، 5 يونيو 2023

محمد الدليمي

 الاسم المشتق( المصدر الصناعي ) : أحب أن أفسر هذه اللغة العظيمة وما يجري على ألسنتنا إلا لتظهر ما في قلب الإنسان من نية أو فعلا يريد القيام به، وأخص بالذكر هنا ما كان مصدرا صناعيا، وما كان بقية من المشتق، وأيضا يشملها هذا الحديث ما جعلك تتوهم به؛ فالغتنا العظيمة فصيحة بائنة لا تقبل الغموض، بل لا ترضى بغير الفصيح البائن. 

وقد اشرقت الأرض بنور ربها وأنزلت اللغة العربية، بائنه على محتوى الحياة الدنيا ، فلا معنى يشاكل معنى ولا لفظ يعاضد لفظ أخر ولا يشتركا بالقسمة مع بعضيهما ، وحجتنا في قوله تعالى ( إنما أمره إذا أراده شيئا أن يقول له كن فيكون ) فلو اشتركا بأحد طرفيها لأختلط الأمر على المأمور . 

فلفظة ( جمهورية ، مظلومية  ) كلها لا تنبئ عن حقيقة وإنما تنبئ بعض من معناها؛ فيحتاج الإنسان إلى تأويل اللفظ حتى يظهر مبتغاه ولا يصل إلى معناه الحقيقي بالبته. 

وهذا ما يسمى بتحريف المعنى عن أصله كي نصل لمفهوم نتعامل به، فقولك جمهورية لا تنبئ إلى شيء تقصده من خلال اللفظ وإنما ستسقط عليه حجة الأشتراك بالأمر ، وهذا يقودنا إلى أمر الشورى الذي أمر الله به، والشورى تكون لمن لهم العلم والسلطة ( فهي نافعة لا ضارة ) أما الجمهورية فهي اشتراك الناس جميعا في الأمر  ( ضرها أكبر من نفعها )، هذا من وجه اللغة، وتقع المظلومية، بوقع الظلم على أخر فنقول مظلمة ومظلومية فلان ويراد بها تأويل اللفظ كي نفهم ما المقصود لأنها مشتقة من اسم المفعول مظلوم مضاف إليه ياء النسب، وهو مصدر صناعي،  وهذا ما يجعل الأمر أكثر اشتباكا وأكثر  جهلا لمن استفقد المعنى الذي لا يصل لقراره أو معناه الحقيقي. 

ولمفهوم المعنى عن اللفظ فلألفاظ التي كست المعاني فهي أما ثلاثي أو رباعي أو خماسي، وكلها حروف أصلية، أما المعاني الظاهرة على اللفظ وتسمى ألفاظ المعاني، كأخواتها التي يظهرها السياق من ألفاظ الحروف الأصلية ( الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي وهو قليل  كاستحوذ) ؛ فيظهر المعنى على اللفظ فينشئ فضاء خاص به، فكلما لحقته بالحقيقة المبتغاة ظهر إليك معنى أبعد وهكذا. ولنضرب مثالا كثير الأستخدام ( الجاهلية ) مصدر صناعي مشتق من اسم الفاعل ( جاهل ) ، فلو فتشنا عن معنى الجاهلية ما استقرت لمعنى بالبته ، ولكن لو فتشنا عن الاسم المشتق جهل لفهمنا إنه لا علم له، وفهم السامع ما تريد قوله عنه. ولكن قولك رجل يعيش في الجاهلية لن تستقر لمعنى ولن تجد لهذه الجملة من قرار.

لغتنا العظيمة لا تقبل الغموض ولا تقبل التأويل للوصول للحقيقة الجزئية، وإنما تقبل الفصيح الواضح البائن .

وقد جرت عادة الإنسان على تهويل ما يصوره للناس، فيبدأ باستخدام ألفاظ المصادر الصناعية المشتقة ، أو باستخدام اسم الألة الذي يحتاجه في تهويله؛ وهذا ما يسمى الكذب المبالغ فيه.

كانت العرب منذ القديم تنبئ بفراستها لمن علم اللغة وتعلم علومها فهي تلك الألفاظ نفسها التي نستخدمها اليوم، كان في القديم يستخدمونها، وبما إنها لغة الوحي فهي تنبئ عن صدق كلامك من كذبه ، بل الأكثر من ذلك فهي تنبئ عن شخصيتك التي تتحاور بها للأخرين كله من خلال الألفاظ التي يستخدمها الإنسان لأخيه الإنسان الأخر.



محمد الدليمي 

الأحد، 4 يونيو 2023

د. أمال بوحرب / الإمارات العربية المتحدة.

 مختارات نادي رؤى النقد والمسابقات 

                  * مقالة نقدية *

- الإبداع في الرواية بين الألم والخيال.



——————————————————

يقول "ثيودور أدورنو" (بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه).

الكتابة... من منا لم يسأل نفسه ذات يوم لم أكتب؟

ولم يستهويني هذا القلم؟

 لعل الكتابة تتدحرج إلىأقاصي المحن الوجودية بكشف التباسات الحياة وتقنّعات الموت الذي يُعَدّ ظِلًّا للحياة في لوحة يكتمل فيها التمثل يشبّه كينونتنا بوجود الليل والنهار، وأنها تكمن فقط في ذلك الشفق الغامض الوهمي والهارب بين ذكرى النهار وتوق الظلام نهاية الشمس واقتراب الشمس من النهاية، وأن اكتشاف متعة اللانهائي في حلقة حلزونية تستبعد فكرة التحديد أو النهاية، إذ إن السارد يحلم دومًا بالحصول على موطئ قدم شيء ثابت، و تنتابه كلّ تلك الكرب عندما يعي سجنه في الحياة بؤس الـمنفى في أسوأ معنى مـمكن له هو ما يدعو السارد إلى ألَّا يتوقّف أبدًا في أن يكون هناك حيث لا يتحقّق وجوده في مكان محدَّد، أو في أماكن أخرى نوع من الطوباوية في سعيه إلى التهرب من منفى العيش وقلق الحياة، لذلك تستتبّ فكرة الـموت عند “بلانشو” (لتكتمل الصورة الناقصة للوجود، وهذا شكل من أشكال الألم، فكيف به أن ينتج فكرة إبداعية في هذه العلاقة الجدلية بين المشاعر والواقع؟). 

يشكل "الألم" في نظرية الإبداع الأدبي القيمة الأشد توترًا تجربة ورؤيا لدى المبدع، وأداة إمتاع ومؤانسة لدى المتلقي، ويتضاعف تبئير "الألم" في الأعمال السردية والرواية خاصة من حيث إن لها طولًا معلوماً وزواياً نظر مختلفة، بيد أن تجربة هذا "الألم" وإن كانت منطلقًا لسرد الأحداث وتنامي مقومات المتون الروائية سرعان ما تزداد عمقًا، أو تخفت حسب كل تجربة إبداعية، لاسيما عندما يتناغم الكون التخيلي للروائي مع الأحداث الواقعية، وبالتالي تتعمق إشكالات التلقي وفواصله بين حدود إمتاع القارئ وممكنات عيش الألم.

إن القول أنه بالإمكان إمتاع القارئ بالحديث عن الألم نفسه تتفاوت فيه الرؤى، فالإبداع فضاء رحب يحتمل كل ما فيه من انزياح أو عدول، حتى لو تعلق الأمر بالألم ذاته، وعلى سبيل المثال لا الحصر فروايات فيكتور هوغو — وخاصة "البؤساء" — ما تزال تمتع القارئ رغم سوداويتها ومأساويتها.

كما أن الروائي الأميركي المشهور "ستيفن كينغ" ألف أروع روايات الرعب  وأوقعت المتعة لدى القارئ بالرغم من أنها مؤلمة ومخيفة، وكل من قرأ رواياته لن ينساها أبدًا، بل إنها تغري بإعادة قراءتها مرات ومرات، ذلك أن روايته "صمت الحملان" خير دليل على إمتاع ملايين القراء وبعدهم ملايين المشاهدين عقب تحويلها إلى فيلم رعب، والشيء نفسه ينطبق على روايات "دان براون" مثل "شفرة دافنشي"، و"الحصان الرقمي"، و"ملائكة وشياطين"، و"الرمز المفقود" واقعية، و"الجحيم"، وغيرها... لذا فالكاتب الحذق هو الذي يحول الواقع المؤلم إلى أعمال روائية تخيلية تجعل فعل القراءة مدخلًا ممتعًا لخلق الدهشة والغرابة لدى المتلقي.

إلا أن كل كاتب يؤمن بلحظة ولادة إنسان جديد شديدة الألم ومنتجة للحياة مع كل كتابة، وهو أيضًا جزء من مسار حياة لا ينفصل عنها، لذا فالأهم لديه ليس الألم في حد ذاته، وإنما المستويات السردية وتنوع صيغ الحكاية، فعندما تحضر مواضيع معينة في الرواية، مثل سلب الحرية أو الموت أو العنف، فإنما يتم استحضارها كقيمة جمالية وأنثولوجية خلال الكتابة.

إن ذات الروائي واعية ومدركة تتأثر وتؤثر في محيطها الاجتماعي، وهو بالتالي حامل ومعبر عن مشاعره أو مشاعر المجتمع الذي يعيش داخله، سواء أكانت مشاعر الحب أم الألم أم اللذة أم الوجع أم غيرها من المشاعر الحاملة لهموم الفضاء المعبر عنه.

 سأقول، ولأول مرة سأطرح نظرتي بكل تجرد وواقعية وتصريح، إن الرواية ليست هذيانًا كما قد يتوهم البعض، فأصالة الروائي أنه صاحب صنعة بديعة يوجه عبر آليات تواصلية معلومة رسالته إلى المتلقي قصد تطهيره والتأثير عليه بصفته كاتبًا مسؤولًا وواعيًا بما يكتب في ظرف معين هو زمن الكتابة، نحو قارئ واع ومسؤول في ظرف معين هو زمن القراءة، وتفاعل هذه الأزمنة داخل الرواية يجعل منها خطابًا ملتزمًا بمسؤولية ممكنات فعل الكتابة.


د. امال بوحرب

الإمارات العربية المتحدة.

الثلاثاء، 25 أبريل 2023

محمد زغلال

 * حوار الحضارات. *



 قد  أجري الحوار عن بعد ، (فرنسا # المغرب  ) 

 وهو  دليل على  التمازج الحاصل بين الثقافتين العربية والغربية على مستوى الرؤية والفهم . شكرا للأديبة  MZ على الاستضافة .  


سينشر الحوار في شكل مقاطع


*** الجزءالأول والثاني من الحوار .  ***

.


سؤال mz 

الاحترام لا يخاطب المؤكد الموثق ، لكن يخاطب المقترح المعروض ، الجملة وردت في سياق المعتقد الديني بين مايتوارثه الناس من مسلمات ، وما يفرضها عليهم الواقع الراهن . 


جواب .. محمد زغلال 

لا أود أن أتهم بالشبهة أمام عدالة ما يشرعه المؤكد من أفعال جبرية تتسم بالصدق في الخطاب على المستوى الأخلاقي أو العقائدي الذي يتجلى في الظاهر الموروث المنسجم وإنما مقصدي توضيح الأمور الغامضة في المعروض دون أن أشير إلى الجور الذي لحق المدركات بالحس من خلال تصور منشق عن الأقاويل المتعددة . 

 وهذا كاف على وجود تصورات بديهية للأمور المتداولة بين الناس ، أو المدركة بالتخيل المتولد عن الفطرة في وجه كل المغالطات التي يسهل بطلانها بمجرد الوقوف أمام الأوصاف التي يشرعها العقل .


سؤال mz :

طيب كيف لنا أن نتحدث عن احترام الناس لما يمكن أن يتوهمه البعض على أنه حقيقة ونحن نؤمن بالشيء والنقيض من خلال احترام اديولوجيات تقدم لنا كأمر  جاهز ووحيد.؟ 


 جواب.. محمد زغلال  :

إذا كنا نملك الإرادة الحقة المنحرفة عن كل سياق فلسفي فإن بحثنا سينصب وبشجاعة حول السياقات الجوهرية التي تحاصر مفهوم احترامنا للآخر ولمعتقداته في غياب منظومة الصدق والكذب  .لأن حسم الجدل حول حقيقة الشيء ونقيضه يدخل في سياق الفهم الذي أسسه العقل وتبناه الشرع كدليل يفضي إلى توحيد الحقائق حسب ما تقتضيه الحكمة . 

حين نتحدث عن الحقيقة فنحن نتحدث عن إنتاج موقف تتوحد فيه كل الأطراف المنفصلة بصريا مع مكون فرد متصل يتم الإجماع على امتلاكه لعلة الخطأ والصواب . وهذا يعني أننا نملك خاصية ، القدرة ،من خلال أساليب الإقناع ، على ٱكتساب مهارات فائقة نسعى إلى إمرارها على أنها اليقين الذي لا يمكن للحقيقة أن تستغني عنه . 


سؤال mz

وهل يكون للحقيقة مصداقية وهي حبيسة قيود غير مرئية ؟ 


جواب  ..محمد زغلال 

في الواقع تضيع الحقيقة حين نجافي بتصرفاتنا ما نزل بمنزلة الصدق لأن الأمر يتطلب منا الكشف عن زيف المنسوب إلينا ، فالنكران لم يكن أبدا بمنج لنا حين تعرض الحقائق بل ٱرتكابه يفسد الرأي المرئي الصالح للتطبيق . فعنايتنا بمفهوم الحقيقة لخير دليل على أن همنا هو البحث عن منفعة ما ، سواء في الظهور أو الإنتفاء . بمعيار الربح والخسارة ولا يمكنني أبدا أن أكف عن رصد حوادث لا تنتهي تثبت وجود (  المنفعة المغيبة ) بجلاء حين يتم خرق الجزئيات التي تتضمنها الحقيقة .


سؤال mz

الحقيقة في جوهرها مجردة من أي ٱرتباط، فلا يهم أن تكون لها علاقة بالمعتقد أو غيره .فكل حقيقة هي مشمولة بمعناها الحر لذا فهي حقيقة ولا غير ..


جواب .. محمد زغلال 

هذا رائع ، أي أن حقيقة الأمور توجد في طبيعتها وبالتالي فالمقصود هو أن يكون لكل المدارك المجردة ارتباط بتعدد الأدلة التي تثبت يقينية المعتقد بشكل مشترك عند العامة . وبالتالي ليس هناك سبب مقنع يجعلنا نجحد هيمنة المعارف الحرة ( من حيث الامتزاج بمعانيها ) على وجود حقائق لا ماهية  لها حتى وإن تميز ظاهرها بوجود صفاة يقينية زائدة .


محمد زغلال محمد 



المملكة المغربية .

الثلاثاء، 11 أبريل 2023

Peshawa kakayi

 

حديث مع ساعاتي، عن العشق والزمن

لـ بیشوا کاکائی/ پێشەوا کاکەیی

ترجمە: اژین باجلان

---------------------------------

كان هناك ساعاتي، يوقت ضربات قلقه

مع ثواني ساعته، 

كانوا اهل الشرق يزورونه بكثرة

لأن ضربات قلبهم تتوقف بإستمرار، 

يا ايها الوقت! انت الذي يأخذني ويرميني 

ولا تعيدني من بعدك،

انت الذي توقفني وتترك الصدأ بقلبي،

انت الذي لن اكونك،

في ركن الثواني، القلوب تنتظر بعضها، 

والوقت يقلق،

عندما يتقابلون، يُجرح الوقت بعمق

وتبدأ الثواني بالإبتهال.

.

انظرُ إلى الحدث، ونحن الحدث،

نبدأ بالمسير و نقتل الوقت به،

نريد ان نكون عشاق، صرنا عشاق 

ونلوم الوقت ويمكن ان نقتل أنفسنا في أيّ لحظة.

===

امریکانامە بطعم الشعر







This is the published product:


1. Residue of Breaths, Poetry Collection, 2008. 

2. I am, I guard flowers, poems, 2011.

3- Garden- Your Love, Poetry, 2015. 

4. From the house of aunt Khunche house, I went to Saeed's son-in-law. Open text. 2017

5. American letter with the taste of poetry, poetry novel, 2018. 

6. Africa and the earth with the taste of poetry, poetry, prose, narration. 2018.

7. Cosmology, Poetry, 2019.

8. Rebuilding the light on the return of Zoroastrian Ahmed Mala. Investigation. 2020

9. Immortal path. Poem-Book. 2021


Biography



The poet Peshwa Kakayi, was born in 19/4/1984 in Qaladze/ Kurdistan region of Iraq. He has graduated from the Political Science Department of the University of Sulaimaniyah. He writes in many literary appendixes in Kurdistan. He owns eight books of poetry.

I write poems in Kurdish. He has translated poetry into several languages.


This is the published product:


1. Residue of Breaths, Poetry Collection, 2008. 

2. I am, I guard flowers, poems, 2011.

3- Garden- Your Love, Poetry, 2015. 

4. From the house of aunt Khunche house, I went to Saeed's son-in-law. Open text. 2017

5. American letter with the taste of poetry, poetry novel, 2018. 

6. Africa and the earth with the taste of poetry, poetry, prose, narration. 2018.

7. Cosmology, Poetry, 2019.

8. Rebuilding the light on the return of Zoroastrian Ahmed Mala. Investigation. 2020

9. Immortal path. Poem-Book. 2021

10. Poetic thought and language imagination, about poetry, 2021.

11. Ocean and Antarctica with the flavor of poetry, Open text-Novel poem, 2022

12. Through the Window, I Look at Nali’s Donkey)  poem-prose, 2022.








الجمعة، 13 يناير 2023

المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي عن الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي

 كلية الآداب  // جامعة القاضي عياض 


                منارات القاضي عياض



فعل نبيل لا يدرك قيمته إلا من كان سعيدا في حياته


   نشر الزميل الأستاذ السعيد اخي مداخلة علمية رصينة ورزينة في شأن منجزات مختبر   تحليل الخطاب وأنساق المعارف، وضمنها عشرة عناوين للأساتذة الرواد المؤسسين للدرس الأدبي بجامعة القاضي عياض، وهي العناوين المدرجة تحت عنوان عريض: منارات القاضي عياض. وقد شكلت هذه المنارات تحديدا حدثا تاريخيا ومعرفيا وعلميا، محليا ووطنيا وعربيا. وهذه المنارات تحديدا أوجعت الكثير من الكلاب الضالة في الحقل الجامعي... كلاب تحتمي خلف وجار فظيع (الوجار= جحر الضبع) لتضبيع الضباع الذين هم ضباع أصلا أو قادتهم إخفاقاتهم العاطفية والمجتمعية إلى إلى التطبع بطبيعة الضباع.

لكن، لنترك الآن (الوجار الفظيع في تضبيع القطيع)، وهو عنوان يذكرنا بكتاب: الروض المريع في صناعة البديع؛ إذ سنعود لهذا الأمر في منشور لاحق ينشر غسيل الضباع؛ ولننظر بعين العقل ولننصت بأذن القلب إلى ما كتبه الزميل الأستاذ الدكتور يوسف الإدريسي في تعليقه على منشور الأستاذ الدكتور السعيد اخي:


    (كلية الآداب صديقي العزيز الدكتور السعيد اخي كانت فعلا كلية بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكونها لم تنحرف عن مهمتها الأساس بأن تكون منارة للعلم والتحصيل المعرفي، ولم تزغ محاضراتها عن ترسيخ مبدئها الثابت:  الذي يعد التحصيل مدخلا للعلم... والعلم شرطا أساسا للموقف... والموقف ترجمة طبيعية دائما للموقع... فكان ذلك سببا لتميز جيل بأكمله... جيل أحب الحياة حبا جنونيا، فأضحى يتغنى بكل اللغات بالأناشيد المحتفلة بها والمحرضة على الحلم والعمل أيضا على أن نعيشها بما ملك الفؤاد من حب وعزيمة... فكان أن استهوتنا فضاءات الكلية وخلبت خيالاتنا قصص التشرد الجميل في دروب المعرفة والحب والنضال... تلك الدروب التي افتننا بها وتغنينا بها وتجادلنا في ساحاتها وحلقاتها النقاشية... ورسمنا على جدرانها خلال العام المشهود ... عام 1991 كلمتنا التي ظلت توحدنا وقلعتنا الصامدة التي تشربنا منها طعم الحب والحرية والتصدي بصدور عارية وشعارات مزلزلة لعصي وسلائل انهالت علينا في ساحاتنا الحبلى بتباشير فرحنا الطفولي الذي كنا نراه قريبا... وكانوا يرونه مستحيلا... فكان بيننا وبينهم جدران الكلية بعد أن اكتسحنا ساحاتها... فتركنا هناك ورسمنا عليها أولى جدارياتنا التي غالبت إحداها تغير الزمن والأحوال والأهواء وظلت قائمة تعلن على رؤوس الأشهاد... وأمام كل المارين... أننا كنا هناك... نحلم وندرس ونبحث ونحب ونصارع الأواكس... وندين سياسة تلويث الحرم الجامعي به... وأننا الجيل الذي حظي  بفرصة التتلمذ على أيدي رجال حقيقيين وأساتذة مبرزين صنعوا التاريخ... والمجد... فصاروا حقا وصوابا منارات القاضي عياض... لسبب طبيعي، أي ضروري، أنهم جاؤوا من صلب الحركة الوطنية... وصدقوا ماعاهدوا عليه الوطن بكل قراه ومداشره ومدنه الإسمنتية والصفيحية... فكان لصدقهم أعظم الأثر في النفوس والأفئدة... ولذلك تم الاحتفاء بهم... وتخليد كلماتهم على هذا النحو... وفي هذا الوقت بالضبط... تعبيرا عن عميق الامتنان وخالص التقدير لجهودهم... وربطا لمحاضراتهم بجهود واجتهادات الرعيل الأول المؤسس للعلوم العربية الأصيلة الذين انتدبوا أنفسهم لتدوين علوم الأوائل وإتاحتها للناظرين والمتعلمين... وغيرهم... فتحية عالية لهم... أينما كانوا... تحية خلود وشموخ...

وتحية عالية لكل الأحبة والأصدقاء والرفاق الذين جمعتنا معهم سنوات التحصيل والبحث والشغب الطلابي الجميل... والذين مابدلوا تبديلا...

وتحية عالية لك دكتور السعيد أخي على وقوفك الجميل عند هذا الفعل النبيل...الذي لا يدرك قيمته إلا من كان سعيدا بإخوته وبحياته وإنجازاته التي زفت لنا قيمتها ونجاحاتها غير مرة من أرض الكنانة... والسراغنة... والحمراء... وهلم بلدان عظيمة...

     وتحية لعبد الجليل واسطة العقد الذي رافق أولئك الأساتذة الأجلاء وبنى معهم أمجاد كلية وطلبة في زمن استثنائي جميل... واستمر بشموخه وتشرده المعهود في احتضان الباحثين ورعايتهم وتحريضهم على نسج السؤال في دروب التشرد الحكيم...).


المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي عن الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

جميلة محمد القنوفي /_المملكة المغربية الشريفة

احتفت الأمس الاثنين 31 أكتوبر عاصمة الانوار * الرباط بالشاعر العراقي "صكر تريكو "..وسط حضور متميز وكثيف لاعلاميين وشعراء وشواعر وكتاب







 ونقاد وطلبة وجمعيات مجتمع مدني وشخصيات  ديبلوماسية من دول شقيقة .و مثقفون  مهتمون ،حلوا من جميع جهات المملكة.

 
الكل قدموا ضيوفا  على مدير  "دارالوطن" اهم دور الطباعة والنشر على صعيد الوطن العربي ورئيس جمعية رؤية للتنمية الاجتماعية والثقافية  "الصحفي المخضرم عبد النبي الحسيني الشراط " و وبدعوة منه.
جميعا توافدوا للاحتفاء بالضيف الكبير  الشاعر المهندس  العراقي   القادم من نيوزيلاندا إلى المغرب متكبدا  عناء 30 ساعة من الطيران من أجل معانقة حلمه  الابداعي على عتبات قمم الاطلس الشامخة   ..
كانت أمسية "حلم "بادخة بزخم  الضاد المعتقة ، العبقة بنكهة المبدع  الوطني ،تنساب فيضا من مشاعر الشاعر الجياشة بحشرجة صوته المتخنة بحب عميق لكل  ما له دلالة و صلة بوطنه الأم   "العراق"  الحبيب : "الجرح ،الألم والحزن والغضب  الى الوان الفرح المنتظر مستمسكا بالحلم و الاصرار على الامل  ...على وقع إيقاعات الخليل وبلغة عربية فصيحة ، متينة ، تحيلنا على ذاكرة  الزمن الجميل للقصيدة العربية ، المنظومة ، الموزونة ،الأصيلة .مع كل ما طرأ عليها من مقومات الحداثة والتجديد .
وقد تطرق النقاد على التوالي :

١_د. فايزة عليلو ، ذ. من الأكاديمية الجهوية للتعليم بفاس



٢_د. ابراهيم أيت بن حسين ، ذ. الأدب العربي الحديث ومناهج النقد الأدبي بجامعة القاضي عياض ، مراكش .



٣_د. ثريا بن الشيخ  ، ذ. بمركز التربية و التكوين الرباط. 

إلى خصائص شعر الشاعر  اللغوية والبلاغية و الجمالية والدلالية..كما لم يغفلوا محاميله  الرمزية القوية " المتمثل" لهموم وطنه وأمته..  في كل قصائده .حتى الغزلية منها .. مستحضرين لقامات عالية  في الأدب العربي في مقاربة نوعبة مقتضبة مع الرواد الكبار من شوقي إلى الجواهري إلى عبد الصبور وحتى السياب ،دارجين على سمات أهم المدارس التي تتقاطع مع توجه شاعرنا  . تمهيدا لقراءة تحليلية شاملة كان أهم نتائجها  ميلاد الشاعر، "صكرتريكو"المتفرذ بين شعراء عصره العولماتي بكل آلياته.و ووسائطه. وتناقضاته والذي بقي رغم كل ما طال الشعر العربي الحديث من تجديد و زلازل صامدا، محافظا على خطه في  القصيدة العربية  العريقة بكل تفاعيلها وبحورها وقواعدها وعروضها و قواميسها.
ولا يعني ابدا  اهتمام الشاعر وتمكنه من هندسة القصيدة وألوانها وبيانها  اغفاله  المضمون ،ابدا بل بالعكس ،
     وقد أكد ذلك الشاعر بنفسه بقوله ان كل قصيدة من قصائده كانت تعبيرا عن حدث من الأحداث التي عاشها الشاعر داخل وطنه   اوحصلت بإحدى  الدول العربية،
هو الوفي لهويته وقوميته و  الذي لم تزده غربته الا تأثرا بكل ما عاشته وتعيشه  أقطار الوطن العربي الكبير  من شرذمة وتردي.
اي لم تزده غربته وبعده إلا قربا وتفاعلا مع كل ألاحداث ..والوقائع التي سبقت الربيع العربي او التي نتجت عنه ..في مصر كما في سوريا كما في اليمن وليبيا وفلسطين والعراق إلى باقي المغرب العربي . ..الخ
اختتم الحفل البهيج بقراءة قمة في الشاعرية و البلاغة والبيان أثارت إعجاب وتفاعل الحضور . ..بعدها تم تقديم درع   دار الوطن وشهادة تقدير من مديرها قدمه إلى  الشاعر   المحتفى  به  "صكر تريكو "رئيس اتحاد المبدعين المغاربة السيد "احمد شاهدي"


 . كما قدمت للشاعر هدايا رمزية أخرى من السيدة امنة ازغارن..والشاعرة القادمة من تونس منيرة الحاج يونس



في الاخير اخد  الحضور الكريم صورا مع الشاعر القدير تخليدا للحدث ..الذي سيبقى راسخا في ذاكرتنا لما لقيه تنظيمه  من صعوبات..و عراقيل لم تثني عزم الحضور ولا الضيف ولا مدير دار الوطن على  إقامة الأمسية الشعرية التي اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لم تكن فقط حدثا ثقافيا  عاديا  بل تحديا كبيرا ساهم في انجاحه انه  موسوم ب معاني العزم والإصرار و الصمود .

ختاما نشكر دار الوطن وجمعية رؤية في شخص منظم الحدث  الذي أتاح للحضور  فرصة الاستمتاع بلقاء شعري راق جدا ،في حد ذاته  يعد النشاط الابرز الذي رج جنبات الركوض والميوعة التي تطال المشهد الثقافي برمته. فأعلى  سقف الاماني،  مجاوزا  الراداءة والاسفاف . منقبا عن  الريادة من وراء المحيطات والقارات  ..
(بماأن شاعرنا قادم من أستراليا)

استاذنا الفاضل عبد النبي الحسيني الشراط 















صور اللقاء عبدالكبير النافوري

توثيق اللقاء
جميلة محمد القنوفي
المملكة المغربية الشريفة