الأحد، 24 مارس 2019

بقلم الشاعرة فاطمة لعبدي

الى شعراء الأرض في يومهم العالمي ♥️

 الاحتفال باليوم العالمي للشعر هل هو عبث ؟؟هل هو مسالة تفاخر وتباهي أم هي مسالة إجرائية وضرورية خاصة بالنسبة لنا شعوب ترفل عواطفها قحطا من الماء الى الماء ؟
لست عالمة انتروبولوجيا ولا التاريخ والفيلولوجيا لأحدد بالظبط كيف تحولنا الى كائنات بأنياب بارزة وأيادي ملطخة بالدم ،فلربما خلقنا هكذا ،ولكن لي اليقين الثابت أننا فقدنا الجمال وأنبتنا العوسج والقبح في كلماتنا وفي عواطفنا .
تحولنا الى كائنات هجينة ،خليط بين الانسان والحيوان هدا حسب ما لقنونا إياه من معلومات ان الحيوان هو كائن مفترس ربما هي دريعة لجرائمنا اتجاه هذه الكائنات العاجزة امام جبروت الانسان والا فاننا نقف امام مواقف كثيرة غاية في الحب والوفاء والحنان للحيوانات .
ماذا تبقى لنا لنستعيد وجهنا العابس وقلبنا المنفطر ؟؟
الكلمة هي طوق نجاتنا ،طريقنا الى الحب سبيلنا الى المحبة .وهؤلاء القيمين على شؤوننا الذين يبخسون الفعل الثقافي في مقابل الإعلاء  لكل ماهو اقتصادي ومالي اقول لكم : انتم تقترفون اكبر فعل اجرامي عندما تغيبون وتحتقرون مفعول الكلمة . 
فيا أيها الشعراء ،أيها الحالمون ايها المبجلون لا تقفوا امام الة التبخيس هذه اكتبوا واغزلو الكلام بدم القلب انسجوه في وجه الظلام والظلم والاحتقار .
علمونا كيف نحب وليس فقط بل علمونا بهاء الكلمات ،وبهاء التعبير فقلوبنا ارض قاحلة ومستودع للموت .
علمونا اننا ادا تكلمنا عن الحب بكلمات جميلة ونفس طيب وصادق فإننا نعني مانقول وليس لمجاراة الموضة والتبهاي او  النصب لغرض في نفوس مريضة .
علمونا أنه فقط بالكلمات المنتقاة بجمالية وحب سنشق طريقنا الى العلم والاقتصاد والسياسة .
ايها الشعراء يا طريقنا الى الحب إشحنو قصائدكم بالسلم والسلام والحب والمحبة .


كل عام وانتم القدوة والجمال
فاطمة لعبدي 

الثلاثاء، 5 مارس 2019

قراءة نقدية بقلم بكري جابر في قصيدة (اوقدي) للشاعر عماد على قطري


طفل الندي وترانيم الغياب

استخدام أسلوب المفارقات


لكل مغنٍ نايُه الخاص الذي يعزف به، وقيثارته المحببة لقلبه، فكل زفرة داخل النفس البشرية تنتقي آلتها التي تعزفها شجنا وآهات، تحملّها ما يهيج داخلها طربا ولوعة، رسالة حب وثورة تعري ما بالنفس من هموم، وعند الشاعر الحق نجد القصيدة تختار نايها وقيثارتها التي تعزفها، حروفا وثورة ورؤى، وهذا ما نراه في قصيدة (أوقدي) للشاعر عماد علي قطري، فقد اختارت قصيدته ثوب التفعيلة رداءا لها وإزارا، لما بنفسه من طوفان مشاعر، وهيجان داخلي، وثورة وجدانية لا يقوي ثوب الخليل العمودي علي احتوائها، فعمد عن قصد إلي إطار التفعيلة واختار بحرا من أرقي بحور الشعر العربي (الطويل) بتفعيلاته الهادرة الثائرة، ليتفق وحالة الثورة والتمرد عنده، فهذا البحر الهائج المائج الأمواج والمضطرب دوما، يلائم تلك الحالة الشجنية والثورة الوطنية لحالة (عماد قطري) الذي يتشظي في ثنايا قصيدته يِمنةً ويسرةً، عروجا وهبوطا بين مشاعر مضطربة ومتباينة، لا يقوي علي تلجيمها أو الحد منها، فيضمنها بحره التفعيلي (الطويل) علِّه يحوي بعض ما به، من شجن وألم وحب واغتراب.
و مفتاح القصيدة عند عماد قطري، مفتاح لا يُجهد القارئ أو يرهقه في البحث عنه داخل محيط النص، فنجده يعتمد منذ اللحظة الأولي علي اللفظة المباشرة، دون افتعال أو التخفي وراء أيقونة الرمز المفتعل، فتطالعك لفظة (أوقدي) لتضعك بذلك الأسلوب الطلبي (الأمر) ملتمسا منها أن تضيء له ولبني وطنه وجيله معالم الطريق، ورغم مباشرة اللفظة، نجده متضمنة ضمير الغائب الحاضر (هي)، فهي ذلك الوطن الظاهر الخفي، دون تصريح ممجوج ، فلا يمكن أن ينصرف الذهن إلي غيرها ؛ ولنقف برهة عند ما نسميه (اللفظة القصيدة) أو (القصيدة اللفظ) فذلك اللفظ وحده قادر تفجير مضامين ومضامين عدة، أو كما يقول نقاد القصة القصيرة (القصة الومضة).
يلجأ الشاعر عماد قطري إلي أسلوب (الإجمال الذي يعقبه تفصيل)،ثم يرتحل بنا علي جناح قصيده وبحره الصاخب الثائر، سابحا بنا في أمواج وأشجان الوطن، بين أمواج غربته وأحلامه المؤجلة والتياعه، ليرصد لنا تفاصيل حقبة زمنية قد اعتري ضبابها وجه الوطن وغربت طيوره، إنْ غربة داخلية، أو غربة خارجية سفرا وارتحالا، يقول عماد قطري :
 أوقدي شمعة في ظلام الفؤاد
لا تقولي :
لماذا الفتي القروي استحل البعاد؟
أوقديها لعل الذي سطّرته المنافي يذوب
عاند القلب ريح التشظي
ولكن أيجدي مع الريح همس النسيم؟
فها هو الأسلوب الإنشائي يطالعك منذ الجملة الأولى، ما بين الأمر الإلتماسي (أوقدي) والنهي التمنيّ (لا تقولي)، ثم يعقبه الإستفهام الثائر المعاتب (لماذا الفتي القروي استحل البعا ؟)
ويضعك الشاعر منذ البدايات،أمام استخدام أسلوب التضاد ليكون التئكة التي سيعتمد عليها في قصيدته، ليميط اللثام عن لحظتين، الحلم واليأس (شمعة ظلام الفؤاد) وبين حالتين لهذا الفتي القروي، الذي من سماته التمسك بالأرض ورفض الهجرة والسفر والإغتراب، وبين المنافي المفروضة عليه قهرا وقسرا (الفتي القروي، المنافي، عاند القلب، ريح التشظي) ثم المواجهة بين نسيم الوداعة والسلام الفطري، وبين ريح الاغتراب (الريح، همس النسيم) ؛ فمذ الدفقة الأولي لميلاد القصيدة، تأتيك الدفقة الشعورية ثائرة هادرة صاخبة بين متناقضات عِدة، واصفة بدقة حال الشاعر وما يعتريه من حب ورفض وثورة، ومن خلال تلك الدفقة الشعورية، يشحن الشاعر قصيدته منذ البدايات بكم من الأساليب الإنشائية، تستطيع من خلالها أن تتعرف علي أمواج النص والمناحي التي سيعرج بنا فيها؛ ولنقف أمام بعض الألفاظ الدالة علي ثورة الوجدان في جملة (ولكن أيجدي مع الريح همس النسيم ؟) نجد لفظتي (الريح) ثم (همس النسيم) فنجد الشاعر بثقافته القرآنية الواسعة يعي المدلول الجيد للفظة (الريح) وليست (الرياح) فالريح تكون مدمرة وعاصفة ومهلكة، أما الرياح فدوما تأتي بالسحب والخير والري والنماء ؛ وكذلك المفارقة النفسية والمعبرة جدا في استخدامه لـ (همس النسيم) بعد كلمة الريح، ليبين مدي قسوتها علي أبنائها والقهر والجبرت.
ثم ينتقل بنا الشاعر إلي ما أصابه من جراحات وهموم، واغتراب ووجع وهلع، فهو ذلك الفارس المثخن بالوطن والحب والإنتماء، وكثيرا ما عاودته طبيعته البشرية، كغيره من البشر، من وهن ووضعف، وأن يبيع الوجد ويركن إلي الهدوء والراحة أو ما يظنه راحة وهدوءا واطمئنان، لكن هيهات لمثله أن يبيعها ويشتري لنفسه لحظة هدوء، فنلحظ وهو يركن إلي لحظة هدوء (هدوء المحارب) نجده يحارب القبح والطغيان البشري والتوحش والتغول الإنساني، فعندما يترك سيف الثورة والنضال، يركن إلي سيف الإنسانية والحب في محاربة الجمود والجحود والبرد، فهو كله فارس ، إن لم يكن بسيف النزال السياسي، فبسيف النبل والإنسانية، وكلاهما وطن، يقول :
 فالفتي مثخن بالوطن
بالجراح التي علمتنا الرحيل
بالدموع التي لوثت وجه أم البلاد
مثخن والخيول التي أسرجتها الشموس
اعتراها الهوى
واستقال الصباح
مرة تلو مرة
يقسم القلب أن يستريح
يشتري خبزه والجريدة
يشرب الشاي في ركن مقهي بلا لافتة
يمنح البحر عند العصاري نسيما
يكور صدر البنات
يمسح الحزن عن طفلة في رصيف وحيد
يسكب الفرح في خطوة مستحيلة
يسكب الصمت زهوا أمام الجمال
ما أصعب ما يحمله الشعراء من هموم وأحلام فوق كواهلهم، فعندما يتعب المحارب ويلجأ إلي صخرة، كي يستريح من عناء الوطن والنضال، وتعتريه لحظة يأس واستسلام أمام ريح التشظي والإغتراب، لا يتخلي عن مهمته الإنسانية كفيلسوف وقديس صوفي، فيمارس إنسانيته كمصلح اجتماعي ومتصوف إنساني، ليجلّي الحزن عن وجه الطفولة، ويمنح الفرح لخطوة حيرى؛ فهل تلك الطفلة الحزينة التي يمسح عن صدرها الحزن، ويمنح خطوتها لحظة فرح، ومن تلك، غير ذلك الوطن الذي هو مُسخنٌ به؟
ثم تسكتين النفس الشاعرة برهة، فيُيُمم وجهه نحو الماضي، في قداسة وخشوع، يهيم في النور الذي أضاءته سلفا، فيهيم كقديس في معبد الأمس ليمنح روحه رشفة من حياة من وحي وعبق الأمس،و كأنه الراهب يتماهي مع ترانيم معبدها المقدس ، يقول عماد قطري :
أوقدي شمعة
أمس أوقدتها ما سري الضوء
أو عادني طعم فرح قديم
ربما في الترانيم يهوي الفتي والدعاء
ثم سرعان ما تثور داخل ذاته بعد لحظة صمت واستراحة محارب متأمل ريح الثورة، وكأنه قد شحذ روحه من سراج الأمس، فيهب ثائرا علي جناح القصيدة قائلا :
أوقدي...
لا تبالي بما أرسلت سكة الآه
من عاديات الغواية
مثقل بالبلاد التي شردتنا
بالحنين الذي يسرق الوقت
من ساعة لا تجيد الكذب
جاء صوت المذيع استعدوا
وما قال هذا الغبي الطريقة
وما قال كيف استطعنا اجتياز المضيق
ويجيد عماد قطري العزف علي لغة المفارقات الدالة، والتناقضات الموحية، ولنقف أمام لوحتين الأولي تشكلها حروف (سكة الآه، عاديات الغواية، شردتنا، يسرق الوقت) وبين لوحة أخري تشكلها تلك كلمات (لا تبالي، مثقل بالبلاد، الحنين) لوحتان في ظاهرها التناقض والتضاد، وفي باطنهما الحب والوجد والعشق والسهاد، فرغم عاديات الغواية وسكة الآه إلا أنه مثقل بها ، ينبض بالتحنان والحنين ؛ ثم بين ثنايا حروفه يؤصل للحظة الثورة ، وكهنة الإعلام الغبي، للذين قد غمّوا الأعين وضللوا الطريق (جاء صوت المذيع استعدوا / وما قال هذا الغبي الطريق) وإن كنا نعاتبه بحب وهو العليم أنهم ما قالوا يوما، ما الطريق، ولن يقولوا أيها الفارس النبيل.
 ونسير مع العزف علي لغة المفارقات وبكل لون، فهي مزمار الشاعر الشجي والناي الثائر الذي يعزف به، إنْ عن طريق التضاد الإيجابي بين الألفاظ كما سبق، أو عن طريق المقابلات في الصورة التشكيلية المتقابلة، ليرسم لوحة درامية وهادرة علي أمواج الثورة والعتاب، والعزف الروحي والفكري، ولنتأمل رسم تلك اللوح التصويرية في ذلك المقطع :
كنت ذاك الفتي المنتمي للبلاد الوطن
والبلاد استراحت من الفجر
والشمس
والمتعبين
لا يفيد البكاء اللعين
لم تعد هذه الأرض حبلي بغير الوداع
والغزاة اللذين امتطوا صهوة النيل
قالوا : لنا المجد
قلنا : آمين
فالعيون التي أدمنت جوعنا
لم تزل مقفلة
قال طفل الندي : ربما مثقلة
قال ذاك الذي عنده بعض علم
عيون المدي من حجر
فافقئي كل حين عيون الوشاة
وافقئي كل صبح
عيون اللذين ارتدوا وجهنا
كي يبيعوا البنات
اصرخي في وجوه الملاعين باعوا البياض
واضربي الظلم بالنيل حتي اخضرار الوريد
وامنحي الوقت وقتا ليمحو الزبد
ربما لا تجيء النبوءات لكن
هي الأرض شوقا تتوق المياه
فنحن هنا في هذا المقطع أمام أربع لوحات شعرية ، وهي مقاطع موحية لصور تعبيرية، ومشاهد حركية تأتي متقاطعة ومتوازية، لتبرز الصراع الداخلي للشاعر، والواقع الراهن .
 اللوحة الأولي : كنت ذلك الفتي المنتهي .... فتي منتمي كلية للبلاد الوطن، متغرب وماهجرن وتلك البلاد قد استراحت، انتابها السكون والصمت، واستراحت من الفجر والشمس، فصار متعبا دامع العينين حزينا، يائسا فاقدا للأمل وإنْ تحبل الأرض بجنين الحرية والشمس .
اللوحة الثانية : ترسم هؤلاء الغزاة، الذي الجموا فرسانها الجمود والصمت، واحتلوا وجه النيل وسرقوا المجد، وقالوا لنا المجد، والكل قال بعجز وقهر، آمين .
اللوحة الثالثة :
مايزال فتي الندي يحلم ويلتمس لها الأعذار، رافضا فكرة الموت، فهو عنده عِلم بحقيقة التاريخ، وديدن الحياة ودورتها، فيري ما هي إلا كبوة وستعود، وسيزول الزيد وتنبت الأرض مرة آخي بالحياة
اللوحة الرابعة : فتي ثائر، يستصرخها أن تصرخ وتثور، وأن تفقئ أعين الليل والوشاة، الذين تحدثوا باسم النيل وسرقوا وجوههم، طالبا منها أن تخلع رداءها العذر، فما هو إلا الوقت وستتحقق النبوءات .
أربع لوحات شعرية متقابلة ومتوازية في آن واحد، تعبر بمشهدية الصورة والتعبير الحركي النابض، عن الثورة الداخلية والإضطرابات النفسية من صراع داخلي، ليرصد ما يعترك النفس، ويرصد تلك المرحلة الآنية من عمر الوطن، فأجاد استخدام الصورة الكلية في لوحات شعرية منسوجة بعناية .
وفي نهاية القصيدة، يعود الموج الثائر إلي الهدوء والسير الهامس، فكأنه البحر يتجه نحو المصب هادئا، رغم ما يعتريه بعض النوات في تكرار كلمة المفتتح (أوقدي) فهي أيقونة النص وجوهره، فهو ذلك الفارس الذي قد أُجهد وبُح صوته علي أمواج الثورة والوجد والعتاب،، فلم يعد لديه إلا حفنة من دماء الحُر الأبيّ، وبعض ضلوع من شوق وانتماء، يصلحون ليكونوا سيفا وإن ضعف في رمال الغربة لتحارب به الليل والظلم والإغتراب ، يقول عماد قطري المجهد علي راحتي قصيدته هامسا قبل الختام:
أوقدي شمعة من دمي
أوقديها
فلا شيء عندي سوي قبضة من دماء
حفنة من ضلوع
تصلح الآن سيفي قصاص
مزقة من شرايين قلبي
وهذا الحنين
أوقدي إنّني طفلك المستحيل
أ
و
ق
د
ي
نحن إذاً أمام قصيدة شكلتها لغة المفارقات بعناية ؛ مفارقات لغوية، وأسلوبية، وتصويرية، وحالات نفسية متضاربة، ولكن تلك المفارقات البلاغية،رسمت لنا لوحة شعرية تمتلئ بزخم تصويري من كافة النواحي، بداية من الأساليب الإنشائية والتضاد والمقابلة والتصوير الإستعاري،والتصويري الكلي، والبحر الشعري الهادر، واللغة الحية النابضة، والبناء الدرامي المتماسك الذي يتصاعد ويتهامس، متماشيا مع أمواج الحالة النفسية، والصراع الداخلي بدقة واعية، ناهيك عن الموسيقي الداخلية والخارجية التي تتفق ورح القصيدة وماهية الصراع

بقلم بكري جابر

البحر بقلم حسن هادي الكاظم

البَحـْـــــرُ

يَغرَقُ فِي عِيُونكْ
وَالصُبـْـحُ
لَنْ يَأتِي بِدُونكْ
وَضَجِيجُ كُلِ الكَونِ
يُسْكِتُهُ سُكْونكْ
حَتْى النُجْومِ جَمْيعُها
وَالبَدرُ صَارْوُا
يَحْسِدُونكْ
مْاذا تَقولِين لِصُحْبَتِي
لَوْ جَاءْوُا . .
عَنِي يَسْألونكْ ؟
وَأنْا الَذْي جِئْتُ
إلَيكِ مِنَ البَعْيدِ
أحجُكِ . .
وَرَجوْتك ِأنْ تَمْنَحي
قَلْبِي جُنونكْ
أوْ تَأسَريْنِي
فِي شِبْاكِ رُموشْكِ
كَيْ تُطْبقْي سِجْنَاً
عَليّ جُفْونكْ
أدْرِي السِجُونَ
مُخْيفَةً
لَكِنَ مْا أَحْلى
سِجْونكْ
هَلْ تَعْلَمِين يا حُلْوَتي
كُلَ الَذْي فِي الأرْضِ
مَوتَاً يَعْشَقُونكْ
وَأنْا أمْوُتُ جَمْيعَهُمْ
نَذْرَاً فِدْاءَ الِى
سِنْينكْ
لِنسْاءِ كُلِ الأرَضِ
نُونُ النِسوَةِ
لكِنَنِي لَمْ أحْتَرِقْ
إلا بِنُونكْ

من رائعة حسن هادي الكاظم 
 نون النسوة _________

ملاك بقلم بكري دباس

ملاك

يا مَلاكي لا تُواري ما ظَهَرْ
أنتِ في حُسنكِ أخجَلتِ القَمَرْ 

عَجَباً للحُسنِ يوري أضلُعي  
ولَهيبٌ في الشَّرايينِ اسْتَعَرْ 

حَدِّثيني واسْمَعي ماحَلَّ بي
أقبِلي نَحوي لِكَي أجلو النَّظَرْ 

خَبِّريني بَعدَ أن طالَ النَّوى
وافترقنا هَلْ لعَهدي منْ أثَرْ

وإذا ما حَلَّ ذِكري مَرَّةً  
هَلْ عَلى بالِ المُحِبّينَ خَطَرْ 

نَظْرَةٌ في الدَّربِ أضحى وَقْعُها 
في صَميمِ القلبِ أدهى وَأمَرْ 

ﻣﺎ التِقاءُ ﺍلخِلِّ بالخِلِّ ﻋَﻠﻰ
صُدفَةٍ إلاّ بتَرتيبِ القَدَرْ 

عِندَ لُقيانا ذَكَرنا ما مَضى 
أُمسِياتٍ مِن أَﺣﺎﺩﻳﺚِ ﺍﻟﺴَﻤَﺮْ

أطلُبُ الوَصلَ لِتُروى مُهجَتي 
جَدِّدي العَهدَ لمَلهوفٍ ﺻَﺒَﺮْ 

فَشِفائي مِن رُضابٍ عَذبُهُ
تَرتَوي الأرواحُ مِنهُ وَتُسَرْ 

رَصَّعَتْ للجيدِ ﻋِﻘﺪﺍً ﺯﺍﻫِﻴﺎً
كَثرةُ التَّقبيلِ خَلَّتهُ انْتَثَرْ

وَرُقادي بَينَ دُرّاقٍ غَدا 
ناعِمَ المَلمَسِ مِن أحلى الثَّمَرْ 

وَمَراقي مَسَّ كَشْحاً ضامِراً
فَشَكَتْ أردافُهُ  مِمّا غَمَرْ 

أهِ ما أحلى وَأهنا عَيشَنا 
فَهُنا قُرب الحَبيبِ المُستَقَرْ  

ما ألذَّ النَّومَ في أحضانِها
مَن يَذُقهُ طابَ عَيشاً بالظَّفَرْ 

أسكَرَتْني خَمرَةٌ مِن ثَغرِها   
وَدِنانُ الخَمرِ عِطراً تُعتَصَرْ

والْتِقاءُ الرّوحِ بالرّوحِ غَدا
سِرُّ صَفوي بالمُفيدِ المُختَصَرْ 

لا تَكوني ﻛَﺨَﻴﺎﻝٍ عابِرٍ 
ﺷَﻐَﻞَ ﺍﻟﻔِﻜﺮَ ﻭَﺧَﻠّﺎني ﻭَمَرْ 

وَجُروحُ القلبِ يُشفيها الهَوى
يُنقِذُ المَلهوفَ حَتّى لَو عَسَرْ

وانْقَضى اللَّيلُ وَلَمْ أرْوِ الظَّما
كيفَ أُروى طالَما الشَّوقُ اسْتَمَرْ 

بكري دباس.

هيلال هيلا بقلم احمد شاهين

هيلا هيلا

إرضى بعِيشتك. عيش
واياك تشكى فى يوم
ومعاك ولا مفيش
بس الصحه تدوم
هيلا هيلا . هيلا . يلا
كله يهون إن شاالله
ربك عمره ما خلا
حد يبات محروم
عرقك خليه نازل
وإسعى بكل ضمير
خليك طالع . نازل
بكرا تلاقى الخير
هيلا هيلا. هيلا . يلا
كله يهون إن شاالله
ربك عمره ما خلا
حد يبات محروم
طول ما الرزق حلال
الدنيا وما فيها
تِشغل ليه البال؟
ربك هيكفيها
هيلا هيلا . هيلا. يلا
كله يهون إن شاالله
ربك عمره ما خلا
حد يبات محروم
دا الإيد الشغاله
ربك. أعلم بيها
تحت وع السقاله
العافيه هيعطيها
هيلا هيلا . هيلا . يلا
كله يهون إن شاالله
ربك عمره ما خلا
حد يبات محروم
إرضى بعِيشتك عيش
وإياك
تشكى
فى
يوم.

كلمات  أحمد شاهين
5 \ 3 \ 2019

بقلم الأستاذ مجد الدين سعودي

الدكتور الشرقي نصراوي: أستاذ السيمولوجيا والمناهج الحديثة والابداع الجميل
____ _ _ _ _ _ __ _ _._ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _




1
_ _ _ 
هو صديق حميم منذ التسعينات من القرن الماضي...
منذ عرفته والكتاب لا يفارقه...
يقرأ بنهم وحب...
كنا نلتقي ونناقش...
كانت تستهويني تدخلاته ومناقشاته ومحاضراته في اللقاءات الجمعوية والثقافية...
يحلل النصوص ويغوص في أعماقها بتحليلاته السيموطيقية.... 
__ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 
2
_ _ _  _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 
الشرقي نصراوي...
أستاذ السيمولوجيا والمناهج الحديثة بالكلية المتعددة التخصصات خريبكة...
أستاذ التعليم العالي المؤهل...
حصل على الدكتوراه حول (مكونات الخطاب في –لعبة النسيان – و – الضوء الهارب –تحليل سيموطيقي) ...
له كتاب حول السينما...
وكتاب حول اعبيدات الرمى – منشورات وزارة الثقافة...
له العديد من الكتب المشتركة والمقالات العلمية المؤهلة...
_ _ _ _ _ _ _ _ 
3 وادي زم : ذاكرة ووجود
_ _ _ _ _ _ _ _  _ _ _ _ 
وادي زم ، المدينة الشهيدة،بالنسبة للشرقي نصراوي،ذاكرة ممتدة في التاريخ وهي شجرة انتماء ومدرسة حقيقية تعلم فيها أبجديات العمل السياسي والجمعوي...
أمكنة حميمية تبدو مألوفة للشرقي نصراوي: فالشوارع والبحيرة والأحياء ووجوه الناس تسكنه ويسكنها...
دوما يتواجد بمدينة الشهداء لأنه يشم من خلالها عبق الوجود...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
4 بئر مزوي: مسقط الروح والقلب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
بئر مزوي هذه القرية الجميلة والتي كبرت، هي أرض الماء والتربة النقية والجذور الطيبة...
هي لغة الأم...
هي مسقط الروح...
هي بسمة وحنان الأم...
هي كفاح الأب...
هي لغة الحبو والتحدي...
حين يوجد بها الشرقي نصراوي، فهو يستمتع ويتذكر لحظات طفولته ومراهقته وشبابه...
بئر مزوي هي المفرد المتعدد والأصل..
هي مدرسة الحياة وجمال الروح...
هي امتدادات وعمق...
فيها حضور الأب والأم وصور الأعمام والأخوال وكل ما هو انساني جميل...
فيها ذكرى الأخ الأكبر الذي كان صديقا له وسندا قويا له...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

5 الكتابة والشرقي نصراوي
_ _ _ _ _ _ _ _ _ 
الكتابة بالنسبة للدكتور الشرقي نصراوي هي عبور من النسيان الى التذكر ، وخريطة محو وبداية خلق جديدة...وكلما كتب كلمة كلما أيقن أن اللغة تنسرب منها المعاني أكثر وتزهر ابداعا...
الكتابة بوح وجنون...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _  _ _ _ _  _ _ _ _ 

(يتبع )



مجدالدين سعودي – المغرب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

 ·

بقلم الدكتور رمضان الحضري

رؤية العالم 
في المتوالية السردية ( وسن )
للكاتبة هبة بنداري


إن الأفعال التي أقوم بها ويتألم منها غيري ويصفها بأنها غريبة ، لو كانت في صالحه هو لشعر بالسعادة وأُعجب بها وأثنى عليها ، ولكنني على يقين تام أن كل شيء في الحياة مهم للغاية ، حتى الشعور بالوجع في عضو من أعضاء الجسم ينبه إلى ضرورة العلاج ، فاللصوص ينبهون الناس للحرص ، والأغبياء ينبهون الناس لضرورة الفهم والوعي ، والجاهلون ينبهون العلماء لأهمية العلوم ، حتى الحشرات الضارة تنبه الناس إلى ضرورة الوقاية من أخطارها .
أنا مؤمن جدا بأن الكاتب الحقيقي جراح ماهر ، يعرف أين يضع مشرطه ، ونص الكاتب هو المريض الذي لابد أن يكون في غرفة العناية المركزة حتى تمام المعالجة ، ثم يخرج لأهله وقرائه ، كما أؤمن بأن الناقد هو المساعد الأول للجراح ، الذي يشرح لأهل المريض كيف تم العلاج ؟ ! وكيف نحافظ على هذا المنتج ليظل عضوا فاعلا في المجتمع ، حيث إن تصور البعض للنص الأدبي بأنه مجموعة متراصة من المفردات _ التي تنتج كلاما أو حديثا في متوالية ، تتبعها متواليات أخرى _ إنما هو تصور يجعل النص دون قيمة اجتماعية ، على الرغم أن دعوات الأنبياء والرسل لم تبق منها سوى الكتب التي تقدم للناس القيمة الاجتماعية التي تحافظ على توازن المجتمعات البشرية صحيحة .
ولذا لم يصف الله كتابه بأنه كلام أبدا ، لكنه يصفه بالهدى والكتاب والذكر والبينات والشفاء وغيرها من الصفات الدالة 
على الوظيفة والماهية ، ولذلك لم ينتبه النقاد أن الحديث عن القرآن جاء حديثا ماديا محسوسا ، ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا  ) سورة الإسراء ( الآية 88 ) .
فعلينا أن نلاحظ ( أن يأتوا _ لا يأتون ) ، فالفعل ( أتى ) بمعنى ( جلب وأحضر وأبدع وأغنى وغيرها ) وليس من معناها القراءة ولا الكتابة ولا الكلام ، فالقرآن هدى وذكر ورحمة وشفاء وبينات وحُكْمُ مابين الناس ، أما اللغة فهي وسيلة جاءت بكل هذه الوظائف والماهيات .
وحينما فرّق البنيويون بين اللغة والكلام على منهج البنيوية اللسانية الذي جاء به دوسوسير وجاكبسون ، فرقوا بين المفردة في المعجم ، وبين اكتسابها لمقومات جديدة تجعلها كلمة داخل نص ، فالمفردة في المعجم أجير لكل من يستطيع أن يدفع أجره ، ويتمكن من استعماله ، أو مادة خام لكل من يستطيع أن يكسبها تشكيلا جديدا بموهبة وصناعة حقيقية ، تؤثر في المجتمع .
وجاء تطور البنيوية من خلال ربط النص بالمجتمع وبالعالم ، حينما ظهرت البنيوية التوليدية أو التكوينية على يد الفيلسوف الفرنسي لوسيان جولدمان والذي وضّح مصطلح ( رؤية العالم ) ، على الرغم أن هذا المصطلح كان كثير الاستخدام قبل لوسيان جولدمان ولوكاتش إلا أن استخدامه السابق لم يكن واضحا أو يقدم أفكارا جلية ومجتمعية يمكنها أن تفيد الناس .

حيث قدمت البنيوية التكوينية تفسيرا ماديا ومجتمعيا للفكر والثقافة والأدب الروائي والقصصي ، وفي تفسيرها للأدب القصصي تتكامل مع البنيوية السردية التي أسسها بقوة رولان بارت وجيرار جنيت وكلود بريمون .
دوما يجرجرني التنظير بعيدا عن النص الذي أبغي التطبيق عليه ، لربما هو قصد مني لاستجلاء النص أمام القاريء ، وإبراز المشرط الذي يمكنني أن أعالج به النص .
ومن أهم المصطلحات التي استخدمها أصحاب البنيوية التكوينية مصطلح ( رؤية العالم ) ، ومصطلح ( الوعي القائم والوعي الممكن ) .
ويمكنني أن أقدم تعريفا لكل منهما كما رآهما جولدمان ، فقد رأى جولدمان أن مصطلح ( رؤية العالم ) يعني به تطلعات مجموعة أو جماعة أو مجتمع لموقعها وموقع غيرها من الجماعات أو المجتمعات التي تختلف معها سلوكا وفكرا وربما وصلت إلى حد المعارضة ، فليست ( رؤية العالم ) عنده رؤية فردية بقدر ماهي رؤية مجتمعية .
أما مصطلح ( الوعي القائم والوعي الممكن ) فيقصد به رصد مظهر السلوك الإنساني ، بمعنى أن لكل إنسان سلوكا وهذا السلوك يستتبع العمل به ، حيث يمتلك الإنسان معرفة ما ، فيصبح الفرد في المجتمع ذاتا عارفة ، ويحمل موضوعا لهذه المعرفة ، وبناء على هذين ( الذات العارفة وموضوع المعرفة ) يستطيع أن يقدم للقاريء وعيا جديدا ، فالوعي فردي وجماعي .
وتأتي المتوالية القصصية ( وسن ) للكاتبة المصرية / هبة بنداري كنموذج مهم في السردية العربية ، فالمتوالية تحتوي على ثلاثين قصة قصيرة ، كل قصة تقدم فكرة مجتمعية مختلفة ، وتبدأ المتوالية بشكل مقصود بقصة ( صرخة ميلاد ) ، وتنتهي بقصة ( اليقين ) ، هناك وعي تام تمتلكه هذه الكاتبة ، فالمتوالية تبدأ بجملة ( عندما فتح الباب وبدأ يناقشني بصوت عال ، جاوبته بلا مبالاة ) ، وتنتهي المتوالية بآيات من كتاب الله العظيم حيث يقول جل في علاه ( إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) ، سورة القصص ( آية 56 ) .
فقصة ( صرخة ميلاد ) وهي الأولى في هذه المتوالية يصور فيها السرد كيف تنفك العقدة الاجتماعية بين رجل مسيطر وسيدة تحلم بالحرية ، هذا على المستوى الفردي والأسري ، وهي ذات العلاقة بين فرد وجماعة ، ومواطن ودولة ، وفكرة جديدة وقانون قديم ، فالولادة في السرد ولادة معنوية ، والمولود هو الحرية .
فالنص السردي يطرح ( رؤية العالم ) من خلال تحطيم القيود على الفكر وعلى الجسد وعلى الشعور ، وأجمل صرخات اللذة والألم هي صرخة من رجل أو امرأة تنجب الحرية ، فالحرية خير ، والشر هو القوة التي تساعد على الاستعباد ، ويساند العقم ضد الإنجاب ، و( الوعي القائم ) هو ذلك السلوك الفردي أو الجماعي الذي يرتضي بالاستعباد ، بينما يمكن للفرد أو الجماعة أن تتحول من الواقع إلى مساحات ( الوعي الممكن ) أو ما أحب أن أسميه أنا ( الوعي الواجب ) فهو أقرب لفهمنا العربي وأكثر ثورية وتحضرا ، فقدرة الفرد أو الجماعة على الوصول لسلوك أفضل يجعلها ملتزمة بالوصول إليه . 
ولا توجد في الرواية قصة بعنوان ( وسن ) ، فالكاتبة ترمي بكل فكرة قديمة يظنها البعض واجبا ، ولكنها تطرح فكرتها دون قيود ، تطرح العلاقات الاجتماعية بين الزوجة وزوجها سواء كان شابا أم كهلا ، ذكيا أم غبيا ، محبا أم مستعبدا ، كما تقدم علاقة المرأة بمفردات المجتمع في البيت وخارجه ، فهناك علاقة المرأة بالسينما والتلفزيون والسيارة والمال والفساتين ، علاقتها بحب جديد أو قديم ، وتظل المتوالية تعلو في طرح الرؤية حتى تصل في النهاية إلى علاقة المرأة المتمردة بربها ، فتطرح أسئلة وجودية ، وأفكارا ماركسية ، في محاولة لفهم الدين من خارجه ، ثم تعود مؤمنة رائعة ، حيث إن الإيمان ماوقر في القلب ، واليقين موضعه القلب ولا غير القلب ، فتصل للإيمان في منبعه ، وذلك في مسرودتها الباذخة ( اليقين ) ، فالشابة التي درست جراحات أورام المخ باستخدام الإنسان الآلي ، وهي أحدث أنواع دراسات جراحة المخ في العالم ، ترى أن السيطرة للعلم والعقل والفكر والمنطق ، لكنها حينما ترى غرابا يعلم ابنه ، وقطة تحفر حفرة ثم تهيل التراب لتواري ما أحدثته ، هذا خارج العلم والمنطق ، فمن علم الحيوانات ؟!
  ( ربما نحن كبشر نمتلك العقول التي تفكر ، ولكن هذه الطيور وتلك الحيوانات إنها نظم مبرمجة بدقة عالية .
صوت لا أدري ماهو ؟ هائل ومدمر ، لا أستطيع أن أتحرك أو أن أقوم من مكاني ، لا أستطيع حتى أن أتكلم ، ولا أرى ، ولا أسمع ) ، وسن ، صـ 168 .
أدركت الكاتبة أن العلم مجموعة من القوانين النافعة ، لكن الضرر في الوقوع في ربقة القوانين هذه ، حيث لا يمكننا أن نفهم مالا نرى ، ومهما بلغنا من العلوم ، فإن الإيمان لن تنبت أشجاره إلا في مساحات القلب الواسعة ، فالذي خلق الحواس لايمكننا أن ندركه بالحواس ، وأن الهداية تأتي من الله جل في علاه ، وأن تجربة الحيوانت التي لاتملك عقلا ولا معرفة ولا علوما يمكنها أن تقدم لنا فكرا جديدا وإيمانا يقينيا ، ولذا تختتم هذه المسرودة بختام غاية في الروعة بآيات الله جل في علاه ( إنك لاتهدي من أحببت ) .
متوالية سردية تقدم لنا مثقفة بعمق المحيط ، ومفكرة برفعة النجوم ، ولو حاولت أن أمر على كل مسرودة بمفردها ما وسعتني مقالات عديدة ، فلم تمنعني قدرتي على إشعال شمعة أن أشعلها ، فلربما استطاع غيري أن يضيء شموعا عديدة .

بقلم الدكتور رمضان الحضري

الاثنين، 4 مارس 2019

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي

لنتحدث قليلا عن العالم القروي.



-1-
ان الحديث الجاري اليوم عن الإصلاح، يفرض علينا أن نرتب قائمة الإصلاحات المطلوبة لمغرب يريد السير نحو التطور والتقدم والرفاهية، على أساس الأولويات الملحة والمستحيلة.
في وضع المغرب الحالي الذي يمثل على القرن القادم سلسلة من الأزمات المترابطة وبتعداد سكاني يقرب من ثلاثين مليون، غالبيتهم أميون / عاطلون / فقراء، ينتمون ويعيشون بالعالم القروي، يشكل نموذجا بارزا للتخلف والفقر .

هكذا...وعندما يبدأ الحديث عن التغيير والإصلاح، في إدارتنا واقتصادنا ومجتمعنا ودستورنا. يقضي الواجب علينا تركيز هذا الحديث على البادية المغربية وعالمها القروي، لأن  وضعيتهما الراهنة صعبة للغاية ومحرجة للغاية، وهو ما يدعو إلى جعل كل الإصلاحات تبدأ بهذه الوضعية، وبالانكباب الفوري والعاجل عليها قبل أن تصبح مستعصية، وخارجة عن أي تخطيط أو برنامج أو إصلاح.
إن العالم القروي، ونتيجة لتراكمات مشاكله وقضاياه، أصبح بلا وضعية، فهو عالم للفقر وللبطالة وللجهل وللأمية والتخلف في صورته الشاملة. وهو من جانب آخر، عالم للتجارب الفاشلة، وللابتزاز والقهر. فلاحو الصغار أصبحوا عاجزين عن تلبية أبسط حاجياتهم اليومية في غياب الإدارة الحكيمة. وفي غياب التخطيط والإرادة والإمكانيات التي من شانها إعادة الاعتبار للعالم القروي ولساكنته ولموقعه وعطائه.
إن العالم القروي، لم يصل إلى هذا التدهور، نتيجة سنوات الجفاف التي ضربت "الزرع والضرع" ولكنه وصلها في الحقيقة نتيجة للتهميش المتواصل الذي تسلط عليه وعلى فلاحة الفقراء، وهم أغلبيته المطلقة بلا منازع.
ولعل المسؤولين عن هذا التهميش، وعن تدهور الفلاحين وعالمهم القروي، أصبحوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن الانعكاسات السلبية لوضعية العالم القروي، خطيرة وعظيمة على الاقتصاد الوطني عامة، وعلى سوق الشغل بصفة خاصة، نظرا لعمق دور الفلاحة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
الفلاحة، كما أكد ذلك جلالة الملك لعدة مرات، ركيزة أساسية من ركائز اقتصادنا الوطني، عليها ينبني صرح نمائنا وتطورنا، وعليها تنبني قلاع تقدمنا.
ومن قال الفلاحة، قال العالم القروي، لأجل ذلك نكرر القول، أن الإصلاح الأساسي يجب أن يتجه إلى الفلاحة وعالمها القروي، على أن يكون هذا الإصلاح شاملا وكاملا، يغطي مختلف المناحي الفلاحية والبشرية، ومختلف القطاعات ذات الصلة بها.

أمامنا كمثال على هذا التوجه دولة اليابان :
إن قصة نجاح اليابان في هذا المجال، تكمن في الإصلاحات التي اعتمدت على إنعاش العالم القروي، باعتباره محطة الانطلاق نحو المستقبل، وثمة مثالان آخران احدث عهدا هما مثال كوريا ، مثال الصين اللذان خرجا من أزماتهما في التشغيل والإنتاج بفضل المكانة البارزة التي أعطيت للزراعة في سياستهما التنموية وفي إصلاحاتها الاقتصادية. 
إن الأمر يتعلق في عمق الإصلاحات الزراعية في العالم اليوم، بتحقيق الاكتفاء الذاتي في التغذية وإقامة صناعات زراعية وتحويلية في مستوى مطامح السوق العالمي التنافسي وفي مستوى الإمكانات التي تتيحها الأرض المغربية...وعصرنة الفلاح ومحيطه / العالم القروي.

-2-
في الإحصاءات الرسمية، يحتضن العالم القروي مل يقارب 65% من سكان البلاد، يعيش اغلبهم على الزراعة والمهن الفلاحية.
وفي الأرقام الرسمية، لا يستفيد العالم القروي المغربي، إلا من 35% من الدخل القومي، في حين تزيد نسبة نموه السكاني على 3.13%.
من أجل ذلك أولت أدبيات الحركات السياسية المغربية، ومنذ بداية عهد الاستقلال، اهتمامات خاصة لمشاكل وقضايا وأوضاع العالم القروي، باعتباره ساحة تكرس عليه التهميش منذ العهد الاستعماري (1956-1912)ن تفاقم تخلفها، كما تفاقمت حاجياتها الأساسية من التجهيز وكل البنيات التحتية، سواء في المرافق العامة أو في الصحة والتعليم والنقل والتشغيل والسكن.
العالم القروي قاعدة أساسية لكل تنمية فاعلة،ولكن إقلاع حضاري جديد، ومن ثمة طالبت الحركات الوطنية بمخطط اقتصادي/ اجتماعي / ثقافي، مستعجل للإنقاذ هذا العالم والدفع به إلى الإسهام الفعلي في التنمية الوطنية. معتبرة أن تهميش الأسلوب الديمقراطي في تسيير الإدارة المحلية للعالم القروي كما في التجهيزات والدعم المادي، إلى المزيد من التخلف والتهميش والتسلط والطغيان... وبالتالي أدى إلى التدهور والتراجع والفقر والأمية، حيث تعرض إلى حالة استنزاف قصوى بسبب الكوارث الطبيعية التي ألمت به خلال السنوات الأخيرة، الجفاف والفياضانات والعواصف وزحف الرمال، وبسبب الهجرة والتفقير وضعف البنيات الأساسية من طرق وإنارة وخدمات صحية وتربوية ورياضية وغيرها... وهو ما أدى إلى ما يشبه الانهيار.
أن مؤشر النمو الديمغرافي في العالم القروي،سيبقى من أعلى المؤشرات وطنيا وربما عالميا، ومؤشر الفقر والأمية والتخلف بهذا العالم سيبقى أيضا، من أعلى المؤشرات وطنيا وربما عالميا.
ما هي البدائل الممكنة لإخراج العالم القروي من حالة يأسه وبؤسه ؟
تقول الأدبيات السياسية للعديد من الأحزاب المغربية، أن تقدم وتنمية العالم القروي يقتضي الاستخدام الكلي لثرواته البشرية والطبيعية والثقافية وتشجيع المبادرات الخاصة للفلاحين والمشاركة النشيطة لعناصره، لتحقيق تنمية حقيقية، تضمن العيش والتكافل لسكان هذا العالم.
أن الرفاهية الاجتماعية، أو ما يمكن ترجمته ب"الكرامة" التي رددها السيد محجوبي احرضان، وهو زعيم يستمد مكانته في العالم القروي

 هي الهدف الأساسي لهذه الرؤية، بل هي المرتكز الذي تقوم عليه فلسفتها، وهي تتطلب سلسلة من الإجراءات الأولية، كالقضاء على الأمية والفقر والبطالة والظلم والاستغلال. والارتقاء بالمستوى المادي والروحي للمواطنين...وهو ما عجزت عنه العديد من السياسات والحكومات التي سجلت اسمها على تاريخ المغرب الحديث.
"الكرامة" هي أن يضمن الوطن لمواطنيه ما يصون "كرامتهم" من الولادة الى الموت، بالارتكاز على الحق الأكبر الذي وهبه الله للإنسان / المواطن.
وتقول الأدبيات أيضا، أن كرامة الفلاح وعالمه القروي تتوقف  بالدرجة الأولى على التعبئة القصوى لجميع ثروات العالم القروي واستخدامها الاستخدام الفعال والرشيد، مع اتخاذ تدابير للإسراع بإلحاق العالم القروي بالعالم الحضري، وبتصنيع العالم الزراعي وإعداد برامج تكاملية للتنمية القروية، وهي نفسها البدائل الممكنة لإخراج العالم القروي من حالة بؤسه ويأسه ومحنته.

-3-
يرتبط العالم القروي ، بسلسلة من القضايا أهمها قضية الأمن الغذائي، الدعامة الأساسية هنا وفي كل العالم للبقاء، حيث تستمر الجهود الدولية من اجل الابتعاد عن فاجعة الجوع، لتصبح قضية إنتاج واستهلاك الغذاء من أعقد القضايا المستحوذة على التفكير الإنساني، فهي مدار بحث مختلف المؤشرات العربية، سواء في نطاق المنظمات المتخصصة، أو المؤسسات الإنمائية، بحيث بات هاجس توفير الغذاء يشغل حيزا كبيرا في المخططات الإنمائية، بمختلف الأقطار، منذ أوائل السبعينات حيث برزت أزمة الغذاء في العالم.
إن انفجار أزمة الغذاء في العالم قبل حوالي عشر سنوات، والتي تضافرت عليها العديد من العوامل المتشابكة في مقدمتها ارتفاع استعار مختلف أنواع الحبوب، ومستلزمات الإنتاج الزراعي. الأمر الذي ترتب عليه وقوع معظم الدول النامية، ذات الإمكانيات المالية المحدودة فريسة مصيدة الغذاء، وأصبحت هذه المشكلة تستحوذ على أية موارد يمكن توجيهها نحو التنمية الاقتصادية، وهذا ما أدى إلى انخفاض معدلات النمو الإنتاجي، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب الاستهلاكي بمعدلات كبيرة، مما زاد المشكلة تعقيدان بحيث أصبح إيجاد الحل المناسب لها يشكل حجز الزاوية في السياسات الإنمائية لمختلف البلدان النامية.
ولا شك أن مشكلة إنتاج الغذاء في المغرب لم تكن لتقل حالة عما هي عليه في مناطق العالم النامي، فقد عانى المغرب وما يزال في هذا المجال، باعتباره منطقة عجز غذائي، ثم لأن تأثره بالأزمة كان أكثر عمقا وحدة من غيره في بعض المناطق المماثلة.
ومما يزيد المشكلة خطورة على المستوى المغربي، أن حجم الفجوة الغذائية خاصة من سلع الغذاء الرئيسية تزداد اتساعا سنة بعد أخرى، فقد تصاعد حجم العجز في مجموعة الحبوب، ومنها القمح  والروز والشعير والذرة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العجز في السنوات القادمة، إذا لم نسارع بخطة إصلاح ناجعة. أما بالنسبة إلى القمح فباعتباره أهم سلع الحبوب الغذائية فإن عجزه الغذائي قد يتصاعد إلى جانب السلع الغذائية الأخرى، خاصة الزيوت والمنتجات الحيوانية ذات الأصل المتجذر بالعالم القروي.
وبالرغم من الجهود التي تبذل في هذا المجال، فإن الفجوة لا تزال في تزايد مستمر، تبين أن الفارق بين نمو الإنتاج الزراعي والطلب على السلع الزراعية، وخاصة سلع الغذاء الرئيسية، أخذ يتنامى منذ أوائل السبعينات...ومرشح لمزيد من "النمو" في المستقبل. وهو ما يعكس تخلف القطاعات الإنتاجية الزراعية مقابل النمو السريع في الطلب الاستهلاكي، ويكفي للدلالة على مدى ما تعانيه القطاعات الزراعية من تخلف، أن الإنتاجية الهكتارية للحبوب لا تتجاوز 1.1 طن، أي نصف نظيرتها في العالم البالغة 1.9 طن، كما تنخفض كثيرا عن إنتاجية القمح في العالم، حيث تبلغ 1.65 طن بالمقارنة مع 4.8 طن في الدول المتقدمة.
أما بالنسبة للإنتاج الحيواني، فهو أكثر تخلفا من نظيره النباتي، إذ لا يقوم على اسس صناعية...ولا على أسس استثمارية.

-4-
إذن، في أي قراءة أفقية أو عمودية لحالة ّ "الأمن الغذائي" في المغرب يتأكد للباحث أن حالة العالم القروي مصدر هذا "الأمن" جد سيئة، ولا تستطيع في الوقت الراهن، وبالإمكانات المتاحة أن تذهب في توجه تحقيقه.
فقراء البنك الدولي لحالتنا الاقتصادية جاءت واضحة كل الوضوح وصريحة كل الصراحة، في هذا الموضوع وأكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن المغرب سيعرف تقهقرا محققا في المجال القروي / الزراعي. كما سيعرف تراجعا في كافة المجالات الاجتماعية والثقافية المرتبطة به، إذا لم تتخذ الإجراءات الضرورية باستعجال، لضمان وتيرة نمو محددة تضمن العيش والاستمرار.
من جانب آخر، أكدت هذه " القراءة" أن إنقاذ العالم القروي وإنتاجيته، تلزمنا بالانتباه إلى الوقت الضائع، فالوقت لا يرحم وكل يوم بل كل ساعة تمر دون إيقاف "النزيف" المتواصل، تعد خسارة لا يمكن تعويضها.
فقد، أصبح للوقت أهمية قصوى، وبذلك أصبح إيقاف النزيف، يتخذ موقع الأولوية في حسابات الوقت والمعالجة لوضعيتنا الاقتصادية / الاجتماعية المتداخلة مع العالم القروي وإنتاجيته.
إن الأحزاب الوطنية، والهيئات الحقوقية والمهنية والجامعات والمعاهد العليا، أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بتشخيص حالة النزيف الذي يضرب العالم القروي في الأعماق وتحديد الأولويات التي يجب القيام بها في أفق العقد القادم...وترى أن الإجراءات الأساسية لإيقاف هذا النزيف، وبدأ العلاج لا يحتاج إلى زمان أو مكان، بل ولا يحتاج إلى إمكانيات أو اعتمادات، بقدر ما يحتاج إلى الإرادة القوية والنزاهة والقناعة والحس الوطني الصادق.
وفي اعتقادنا إن معالجة الوضعية الراهنة يتوقف بالدرجة الأولى على وضع أسس جديدة وحديثة وعقلانية لإنقاذ العالم القروي من تخلفه ونزيفه، أن تنمية قروية قائمة على تجديد دماء الاستثمار المنتج، وتشجيع المقاولات القروية بما فيها العلاجية من شانهما إعطاء دفعة جديدة لمستقبل الفلاحة والفلاحين ووضع حد للفوارق بين سكان البادية وسكان الحاضرة، وهما أساس معالجة النزيف الذي أدى إلى "هزال " العالم القروي وضعفه وفقره.
ولاشك أن إعادة النظر في مفهوم الإنتاج الفلاحي، في بلادنا سيدفع حتما إلى تصنيف الفلاحة كمهن لا كحالات اجتماعية، وهو ما يعني ربط الإنتاج بالمردودية والمنافسة الداخلية والخارجية.
فضعف قطاعنا الفلاحي، لا يكمن في كونه ما زال رهن التساقطات أو دون توظيف وسائل التكنولوجيا المتوفرة أو ارتباطه بالنهج التقليدي، الذي أصبح تأثيره على الإنتاج والمردودية الفلاحية والتنموية متعاظما، بل يكمن في الحس الحاد بالتخلف تخلف الزراعة وأهلها، الأرض وأصحابها.
ان فلاحتنا اليوم في ظل أوضاع الفلاحين تستغيث، تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التقييم والمراجعة والى التحديث والتجديد والى الإنقاذ.
وفي إطار ذلك تحتاج هذه الفلاحة إلى مفاهيم جديدة ومباشرة للرفع من مستوى الفلاحين – سكان العالم القروي وكذلك لطرق الإنتاج والتموين، ولطرق القرض والتمويل، فنحن مطالبون بابتكار وسائل جديدة، وأساليب جديدة للتعامل مع هذا القطاع لإنقاذه وتطويره.
بمعنى آخر، أن الإصلاحات المطلوبة للعالم القروي ما زالت في حاجة إلى رؤية فلاحية، لا تفصل العالم القروي عن فلاحته ن عن مجتمعه وتربيته وثقافته وهويته، لا تفصل عصرنة الفلاحة وتحديثها وتصنيعها عن عصرنة مواطن العالم القروي وتربيته وإعداده ومساعدته على الارتقاء وعلى الإنتاج والمردودية.
إن اعتماد إستراتيجية إنمائية ريفية متوازنة، تقوم على أساس الزراعة الدينامية المستوعبة لليد العاملة وعلى الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في إنتاجيتها من شأنها إعطاء نفس جديد للعالم القروي، وانتشاله من رداءته التي وصلت حد البؤس واليأس، شريطة اعتماد نفس الإستراتيجية لتطوير المواطن، بالعالم القروي وإخراجه من عزلته وتخلفه.
إن كل إصلاح لا يتجه إلى هذه الناحية، سيكون في نظرنا بلا فائدة، لأن الأمر يتعلق بالعالم الذي نعيش ونتنفس من خلاله الهواء والهوية.

أفلا تنظرون...؟

بقلم الآديب محمد اديب السلاوي

بقلم الشاعر حسن هادي الكاظم

هَيّا اشطبينّـــي
منْ دَفاتر ِ حُبك ِ

خطأ ً كَتبتينّي
معَ العُشـّــــــــاق ِ
أنا لَستُ رَقما ً
قدْ يُضافُ لغيره ِ
أو أَحْرُفا ً
تُكتبُ على الأوراق ِ
أنا أبْجدّياتُ الهَوى
 وَطقوسه ِ
والعَهــــدُ والآيات ِ 
في مِيثاقي
أنا منْ أحبُ أجنُ 
بِحبها
أَو قدْ تُشطرُني
لَها أَشواقــّــــــــي
أو قد أصيّرها
حُلما ً بلونِ حَدائِقي
تَغفو مَدى الأيام ِ
في أحْداقـّـــــي
أنا لستُ مَملّوكا ًيُباعُ 
ويُشترى
أنا مثل الريحِ حرٌ
يَملأُُ ُالآفــــــــــاق ِ
أنا فارسُ الهيجاء ِ
عذريُّ الهوُى
ما بِعتُ يَوما ً قلبي 
بالأسْواق ِ
أنا عاشقٌ لَيلى
ولَيلى حَبيبتي
لا ما غَمدتُ بساحَة
 ِحُبِها سَيفّا ً
ولا خَلعتُ نِطــــــاقي
أنا قَيسُها المَجنونُ
منْ عشقّي لَها
يا فَرحَتي لَو يُسقِني
كأسَ الجنون ِ السّاقِي

من قصيدة عاشق ليلــى _______

بقلم حسن هادي الكاظم 
____________________