الثلاثاء، 5 مارس 2019

ملاك بقلم بكري دباس

ملاك

يا مَلاكي لا تُواري ما ظَهَرْ
أنتِ في حُسنكِ أخجَلتِ القَمَرْ 

عَجَباً للحُسنِ يوري أضلُعي  
ولَهيبٌ في الشَّرايينِ اسْتَعَرْ 

حَدِّثيني واسْمَعي ماحَلَّ بي
أقبِلي نَحوي لِكَي أجلو النَّظَرْ 

خَبِّريني بَعدَ أن طالَ النَّوى
وافترقنا هَلْ لعَهدي منْ أثَرْ

وإذا ما حَلَّ ذِكري مَرَّةً  
هَلْ عَلى بالِ المُحِبّينَ خَطَرْ 

نَظْرَةٌ في الدَّربِ أضحى وَقْعُها 
في صَميمِ القلبِ أدهى وَأمَرْ 

ﻣﺎ التِقاءُ ﺍلخِلِّ بالخِلِّ ﻋَﻠﻰ
صُدفَةٍ إلاّ بتَرتيبِ القَدَرْ 

عِندَ لُقيانا ذَكَرنا ما مَضى 
أُمسِياتٍ مِن أَﺣﺎﺩﻳﺚِ ﺍﻟﺴَﻤَﺮْ

أطلُبُ الوَصلَ لِتُروى مُهجَتي 
جَدِّدي العَهدَ لمَلهوفٍ ﺻَﺒَﺮْ 

فَشِفائي مِن رُضابٍ عَذبُهُ
تَرتَوي الأرواحُ مِنهُ وَتُسَرْ 

رَصَّعَتْ للجيدِ ﻋِﻘﺪﺍً ﺯﺍﻫِﻴﺎً
كَثرةُ التَّقبيلِ خَلَّتهُ انْتَثَرْ

وَرُقادي بَينَ دُرّاقٍ غَدا 
ناعِمَ المَلمَسِ مِن أحلى الثَّمَرْ 

وَمَراقي مَسَّ كَشْحاً ضامِراً
فَشَكَتْ أردافُهُ  مِمّا غَمَرْ 

أهِ ما أحلى وَأهنا عَيشَنا 
فَهُنا قُرب الحَبيبِ المُستَقَرْ  

ما ألذَّ النَّومَ في أحضانِها
مَن يَذُقهُ طابَ عَيشاً بالظَّفَرْ 

أسكَرَتْني خَمرَةٌ مِن ثَغرِها   
وَدِنانُ الخَمرِ عِطراً تُعتَصَرْ

والْتِقاءُ الرّوحِ بالرّوحِ غَدا
سِرُّ صَفوي بالمُفيدِ المُختَصَرْ 

لا تَكوني ﻛَﺨَﻴﺎﻝٍ عابِرٍ 
ﺷَﻐَﻞَ ﺍﻟﻔِﻜﺮَ ﻭَﺧَﻠّﺎني ﻭَمَرْ 

وَجُروحُ القلبِ يُشفيها الهَوى
يُنقِذُ المَلهوفَ حَتّى لَو عَسَرْ

وانْقَضى اللَّيلُ وَلَمْ أرْوِ الظَّما
كيفَ أُروى طالَما الشَّوقُ اسْتَمَرْ 

بكري دباس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق