الاثنين، 30 سبتمبر 2019

صبري كامل

 الهدهد الرغاي



مالي أراك يا هدهد إلى ساعيا ----

أ بأخبار مصر إلي أنت أتيا

نظر إلى والدمع بعينيه جاريا ----

ألم يصلك خبرها أكنت لاهيا

ألم ترى الجوارح بسماها ساريا ----

تنهش أجساد علي الطريق ملقيا

ألم يصلك نحيب الشباب مولولا ----

والرجال من الإغتصاب باكيا

ألم تسمع لبطون الجياع تقيئا ----

من هواءها بديلا عن قديدها

أتعلم أهلها أكلوا من أجسادهم ----

حتي تراءت للكفيف عظامها

أتعلم إن الحلوق جف ريقها ----

حين جفت المياه من نيلها

قلت كلا يا هدهد فأنت باغيا ----

فأنا كسليمان أعرف خبرها

فمصر لو تكالبت عليها الجوارح ----

فيها رجال حق عنها يدفعا

الله قد أبلغنا عن أمنها و خيرها -------

فمصر تعلو سبا و خيرها جاريا

صبري كامل

الأحد، 29 سبتمبر 2019

عبد القادر زرنيخ

إن لم تعشقيني أيتها اللاذقية...... 
.
.

إن لم تعشقيني
 فمن يعشقني

هذه اللاذقية تنتظرني
 بكل المعاني
 هنا العيد 
هنا الوعد 
هنا الكلام

هذه اللاذقية 
بحر من الوفاء

أحبك والعشق يصغي
 كراهب بالأحلام

    على رصيف الآمال
 أكتب اللقاء بذاكرة الأيام

سأعود يا عاصمة الليمون
 والزيتون بيدي

لأتلو قصائد الرمان
 على مسامعك
 والثمار تصغي

إن لم تعشقيني ببحرك
 فمن يعشقني
 أيتها اللاذقية

عشقتني دمشق
 بضفاف بردى

ونثرت حبي بمرآتها
 لعلي أراك
 بحلم قاسيونها

لعلي أراك بآمال
 تشرينها وأمجادها

عشقتني حمص 
بحقولها
 أمام المدائن

أنشدت لأسوارها 
مراهنا على أمجادها

كلمتني حمص
 كفتاة
 أرهقت ذاكرتي
 أمام الحروف

قبلت هيامها
 تيقنا بأنها
 من روح اللاذقية

هواها معزوفة 
أرهقتني بأنغام البحر
 واللاذقية مرآتها

 إن لم تعشقيني 
فمن يعشقني
 أيتها الفيروزية

هذه الليمونة تنادي 
آهاتي وكبريائي

هذه سيمفونية البحر 
تعزف انتظاري

عشقتني حماة 
بضفاف العاصي

 همست على ضفافه 
وكأنك أمامي
 ترسمين محبتي

رسمت اللاذقية
 على نواعيرها
 وبأحلامها

 قلت والمقال 
يعي ألفاظ 
لوحتي الساحلية

  عشقتني كل المدائن
 أمام أرواحها

ورفضت الحب 
إلا لأسوارك 
أيتها اللاذقية 

 رفضت كل البحار 
والأشرعة

بحرك منبع
 لكل البحار
 فعلميني قيادة الأشرعة

تلوت الروايات
 بعينيك 
وكأنني أحيا 
بربيعها 
وخريفها 
هذه اللاذقية
 معشوقتي الأبدية

 معشوقتي السرمدية

ليس إلاك 
فاتنة
 كسرت أقلامي بحبها

ليس إلاك حورية
 أرهقتني ببحر عشقها
.
.
.
توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

بقلم محمد محجوبي

غيبوبة صمت الجدران
....

بعدما اشتمت من طالع الصدفة رائحة الليل . كان الشيخ الهرم على محطات عمره لا يستطيع فك طلاسم النهايات . والعالم محدودب على ارتجاج الغايات في سحنة الشيخ العجوز ترددات أصوات من خلال ملإ البنين والبنات . ليتعزز صندوق الميراث صديد حاجات تشابكت خيوطها الحمراء
في المساء . أسرت لأمها أن زوجها العجوز عقد مجلسا عائليا لتوزيع حصص الإرث .
كانت الزوجة اليافعة المسكينة تبوح لأمها حظ حياتها وكيف انتهى بها الى تلك الحصة التي احتفلت بها قبل أن يكون الليل وجهه الكابوس . قبل أن ينتهي شوطها من سنوات عانسة بائسة .
قبل هزيع الليل الأخير . كانت الأم قد عقدت عقدة الفرح لكي تنتشي في غدها القادم طقس ابنتها الجديد . بينما تجمدت خيوط الليل في لحظة وحشية حملت عاصفة حمراء . في بيت البنت يتكوم الشيخ العجوز ببكمه وصممه وعماه . تحت طائلة الداء . بينما يرتج السكون ارتجاجات قضيب من فولاذ يهشم رأس الزوجة المسكينة . بينما تتحرك عاصفة السطو على الصناديق في حين يتكثف المصير المهزوز شناعة وفضاعة .
في الصباح هاتفت الأم بنتها فلم تكن لزوايا البيت سوى صدى عابث في قدر حتمي . في ذالك الصباح تفحصت الأم رأس ابنتها المهشم وكان جسدها هو الآخر ينازع شبح الشيخ العجوز . بينما تخندق السؤال دما والجدران صمت موت جاثم عسير  .

محمد محجوبي
  الجزائر

بسام الرسام

تنقيط لشاعرنا الكبير الجواهري 

 الاسم الأدبي: شاعر العرب الأكبر
الاسم عند الولادة: محمد مهدي الجواهري
الجنسية: عراقي
الحركة الأدبية: الكلاسيكية
أظهر الجواهري ميلًا للأدب منذ صغره وبدأ في قراءة البلاغة والظاهرة والمقصدة ومجموعاتٍ من الشعر. في عام 1928، نشر الجواهري أول مجموعةٍ شعريةٍ كان قد أعدّها منذ عام 1924 وكانت تدعى “بين المشاعر والعواطف”، ولكنه وزّعها تحت مسمى “أخطار الشعر في الحب والأمة والقصيدة”.

د.غالب القرالة


الاتساق والانسجام في اللغة  :
استجابة لطلب بعض الطلبة سوف اتناول في هذه المقالة موضوع الاتساق والانسجام في اللغة :
  اللغة أداة اتصال بين البشر تحقق غرض التبليغ والتواصل ولذلك كانت محل دراسة وعناية وتحليل من اجل كشف أسرارها وسبر أغوارها ومعرفة مكنونها فحظيت  بنصيب وافر من الاهتمام من قبل المختصين في هذا المجال منذ القدم  فقد كانت الجملة في بداية هذا الدرس اللساني بؤرة الاهتمام ومركز الدوران واعتبرت الوحدة الأساسية للدراسة  خصوصا عند أصحاب النظريات اللسانية  لكن الاهتمام الشديد باللغة والتطور الحاصل في جميع العلوم أحدث قفزة نوعية في هذا الجانب ونقل محورية البحث اللساني إلى درجة اعلي مما كان عليه خصوصا قبل أربعة عقود من الزمن تقريبا فتجاوز محورية الجملة في الدراسة لما شملته هذه الأخيرة من نقائص إذ لا يمكن دراسة المعنى منفصلا عن سياقه اللساني المتمثل في البنية اللغوية الكبرى (النص) .
ويعني الاتّساق الكيفية التي يحدث بها التماسك النصي بترابط عناصره وهو مفهوم دلالي يحيل إلى العلاقات المعنوية القائمة داخل النص تمنحه صفة النَّص انية ويشمل مفهوم الاتِّساق هذا عدداً من المنسقات كالإحالات إلى
الضمائر والإشارة والحذف والاستبدال والوصل والاتِّساق المعجمي .
الانسجام في اللغة أصله مِن السيلان وصب الشيء من الماء والدمع ثم نُقِل بالمجاز لمعاني التوافق والتناسب والتلاؤم والتناسق والانتظام وقد أُضيفت هذه المعاني إلى الكلام فأصبح انسجام الكلام يعني توافُقَ أجزائه وعدم تعارُضِها فالكلام المنسجم هو الذي  انتظم ألفاظًا وعباراتٍ مِن غير تعقيد وكان سلسًا أنيقًا متوافقًا في الأفكار والشعور والميول و يكاد يسيل رِقةً لعدم تكلُّفه ... وقد أطلَق السيوطي هذا الاسم على النثر المقفَّى الذي يُشبه الشعر وإن لم يَقصِد كاتبُه ذلك .
أما في الاصطلاح فالانسجام له عدة ترجمات في اللغة العربية أشهرها الحَبْكُ والتماسك الدلالي والتنسيق كما نجد عند محمد مفتاح وهو يُعرِّفه  بالعلاقات المعنوية والمنطقية بين الجمل  حيث لا تكون هناك روابطُ ظاهرة بينها.
ومن أهم ما يحدد هل كانت مجموعة من الجمل تشكِّلُ نصاً متناسقاً هو الترابط النّصي لمكونات النص المتشكّل منها مما يسهم في خلق بنية النص الكلية عن طريق هذه العلاقات والروابط .
ويمثِّلُ هذا الإجراء منهج تحديد نصانية النص فما لم يحقق شروطاً محددةً  تجعل منه نصا مترابطاً دلالياً ونحوياً ومعجمياً فإنّه لا يعد نصاً أو أنَّه يفقد جزءاً من شروط النصانية لأنَّه لا بد من تحقيق الاتِّساق النحوي والمعجمي بالدرجة التي تتحقق بها عناصر الاتِّساق الدلالي فإذا افتقر النص إلى مثل هذه الشروط فإنّه يمكن الحكم عليه بالاختلال وعدم الاتِّساق وبهذا فإن الأمر يشبه الآليات المستعملة في نظرية الأفضلية التي تعد من آخر المسائل التي نادى بها علم اللغة الوصفي.
ومن هذا المنطلق نشأ علم جديد يهتم بدراسة النصوص وتحليلها وهذا ما يعرف اليوم بلسانيات النص هذا ما يبحث في تماسك النص  حتى يكون وحدة كلية تؤدي أغراض معينة في مقامات تبليغية محددة  وقد تميز هذا العلم بحداثته  وتنوع موضوعاته فتعددت المدارس اللسانية النصية وظهرت العديد من المصطلحات الخاصة به ومن أهم المفاهيم التي عنيت بها لسانيات النص مفهوما '' الاتساق والانسجام''
اللذان يحتلان موقعا مركزيا في الأبحاث والدراسات التي تندرج في مجال هذا العلم .
فمن أهم ملامح لسانيات النص دراسة الروابط مع التأكيد على ضرورة المزج بين المستويات اللغوية المختلفة وهذا بالاتساق الذي يتضح في تلك النظرة الكلية للنص برصد وسائل الترابط العميق بين الوحدات الجزئية، دون فصل بين هذه الأجزاء.
فلسانيات النص تراعي في وصفها وتحليلاتها عناصر لم توضع في الاعتبار من قبل، وتلجأ  في تفسيراتها إلى قواعد تركيبية  وقواعد دلالية ومنطقية بحيث تسعى إلى تحقيق هدف يتجاوز قواعد إنتاج الجملة إلى قواعد إنتاج النص إذ لم يعد الاهتمام مقتصرا على الأبعاد التركيبية للعناصر اللغوية في انفرادها وتركيبها، بل لزم أن تتداخل معها الأبعاد الدلالية والتداولية  حتى  يمكن أن تفرز نظاما من القيم والوظائف التي تشكل جوهر اللغة إذ ليس من المجدي الاهتمام بالوصف الظاهري للمفردات .
فالاتساق والانسجام من اهم المسائل التي تطرحها لسانيات ما بعد الجملة ومن أهم القضايا التي لقيت اهتماما كبيرا من علماء العرب والمسلمين في دراستهم النص القرآني او النصوص الأدبية .
ومفهوم الاتّساق من المفاهيم الجديدة التي دخلت مجال النقد الأدبي فهو يستند إلى المبادئ التي  وردت في علم اللغة منذ أن بدأت المدارس اللغوية الحديثة بالظهور وتبلورت على يد العالم السويسري دي سوسير ثم تبلورت نظريات تحليل الخطاب بعد أفول مجد المدرسة اللغوية الإنجليزية وتسلّم المدرسة اللغوية الأمريكية ريادة علم اللغة في العالم فكأن هاليداي ظن أن الإنجليز ما زالوا يقودون الحركة اللغوية الحديثة فجاء بنظرية لتحليل الخطاب ليقول إن العلماء الإنجليز ما زالوا موجودين
ومن الامثلة على الاتساق في القرآن الكريم :
الاحالة
ا-دور الضمائر في السور القرآنية استخدام الضمائر بانواعها الثلاث فتوظف ضمائر الغائب بكثرة في سورة الصافات مثلا ومنه ضمير الغائب-- والسموات والارض وما بينهما ورب المشارق –الاية 50 ونوعها (احالة قبلية ) المحال اليه هو الله
وان هذا لهو ( الفوز العظيم )  ونوعها (احالة قبلية ) والمحال اليه المؤمن
ونجد ضمير المخاطب بقوله تعالى :  قال هل (انتم مطلعون ) احالة قبلية
اما ضمير المتكلم بقوله تعالى : (وانا لنحن المسبحون ) احالة قبلية
ب-وفي الاسماء الموصولة بقوله تعالى : ( فأنكم وما تعبدون ) احالة قبلية
ج-واسماء الاشارة بقوله تعالى :  بعضهم ( على بعض يتساءلون ) احالة قبلية
د-الضمير المستتر بقوله تعالى :  قال هل ( انتم مطلعون ) احالة قبلية
2- الحذف ( التحليل النصي للسورة )
تحليل الايات التي حذف فيها الاسم
انا جعلناها (فتنة للظالمين )
من خلال التحليل نجد ان التماسك بين عناصر الاية الواحدة واضح بدليل مذكور فقد جاء المحذوف من لفظ المذكور ومعناه كما في الاية ( سمعا من يسمعون وقذفا من يقذفون ) فقد حقق الاتساق بين عناصر الاية الواحدة
ب – حذف الفعل : كما في قوله تعالى فالزاجرات ( زجرا ) هنا الحذف لم يقتصر على الفعل وحده بل تعداه الى حذف الفاعل لاننا من الصعب ان نفصل الفعل عن فاعله وهذا النوع من الحذف مع النوع اللاحق من الحذف وهو حذف الجملة وما يميزه الفعل الاظهر ويكون حذف جملة كاملة العناصر .
ج- حذف الجملة او اكثر
ومنه حدف الجملة حذف جملة القسم مثلا وجملة الشرط وجملة جواب الشرط وهناك حذف الكلام بجملته وحذف اكثر من جملة
كقوله تعالى :  الصافات (صفا)والتقدير (ورب الصافات ) وهذا الحذف حقق الاتساق في الاية بين كلمة القسم (ورب) وجملة الصافات صفا
3- العطف : التحليل
تتكون سورة الصافات من قصص وكل قصة تتحدث عن قضية معينة وتجتمع كلها في ان قضيتها الاساسية هي التوحيد والعقيدة
وبقوله تعالى : (الصافات صفا ) فالزاجرات زجرا احدث هذا العطف اتساقا بين الاية الاولى وما بعدها
4 – التكرار
ظاهرة التكرار في القرآن الكريم ظاهرة لافتة للنظر...تستريح لوجوده النفس و تتقبله الطبع و يحس المستمع باستجابة له يدرك عمقها وتتميز سورة الصافات ببعض التكرارات تمنح النص خصوصية و تسهم في اتساقه معجميا أفقيا ثم اتساقه معجميا كليا و مثل هذا التكرار بين الترابط و التلاحم  وبين عبارات و الآيات و كذلك وحدات السورة مؤكدة بذلك الهدف العام للسورة.

د.غالب القرالة
المراجع :

محمد اديب السلاوي

الى متى تظل المرأة على الشاشة العربية
جسدا للمتعة والاغراء.... ؟


انطلقت السينما العربية من مصر قبل قرن ونيف من الزمن، ومنها انطلقت صناعتها الى لبنان وسوريا وبلدان المغرب العربي ،لتندمج في الحياة الثقافية على يد نخبة من الكتاب والفنانين والمقاولين والفاعلين في الفن السابع. ومند انطلاقتها الاولى اصبحت السينما العربية تيارا يعكس حالة التغيير الحضاري بالمنطقة العربية، حيت تم تشييد استوديوهات وقاعات سينمائية وتاسيس شركات انتاج وتوزيع، لاعطاء هذه الصناعة موقعها الثقافي والاقتصادي على ارض الواقع.

وخلال هذه الفترة من التاريخ، ظلت السينما المصرية هي الاقدم في المنطقة العربية /هي الاكتر انتشارا وتاتيرا  باعتبارها ذات الصناعة القوية المكتملة  من حيت وسائل الانتاج والتوزيع والعرض والجمهور الضخم، اضافة الى عدد نجمومها في الساحة السينمائية، الدين يغطون كل احتياجات  واختصاصات فن التمتيل السينمائي.

وخلال هذه الفترة من التاريخ ايضا ،كانت المرأة وما زالت هي الموضوع الاساسي للفرجة السينمائية العربية في المشرق والمغرب، اذ شغلت صورتها بكل الصفات ،عاشقة ، زوجة ،مضطهدة،خائنة، متسلطة، عاهرة، راقصة، ام ومطلقة، العديد من كتاب السناريو  والمخرجين والمنتجين في مئات الافلام العربية، مند زمن الابيض والاسود الي زمن الالوان الطبيعية، كانعكاس واضح لنظرة المجتمع العربي اليها ، وهو ما حولها الى بضاعة لترويج الانتاج السينمائي، بمشاهد الاغراء، الجنس، الرقص، الاغتصاب، الاستهتار بالجسد الانتوي وبالتحرش الذي يداعب غرائز المشاهدين المراهقين والمكبوتين واتارتهم، وهي مشاهد تكاد تكون متشابهة في العشرات من الافلام العربية.

نعم اعتمدت السينما العربية طيلة القرن الماضي في اغلبية اعمالها على حكايات وقصص ذكورية، قدمت المرأة بادوار الحب والجنس والمتعةالجسدية،واحيانا خارج الموضوع الاساسي للشريط السينمائي، وهو ما يعني ثقافيا وفكريا واخلاقيا ،غياب المرأة وقضاياها الاجتماعية والحضارية والسياسية،وغياب طموحاتها وتطلعاتها،وكان الطموحات والتطلعات وجدت عربيا فقط للرجل.

هكذا بدت السينما العربية خلال القرن الماضي وحتى الان، في نظر العديد من النقاد والمفكرين، ظالمة للمرأة، قائمة على الذكورية،مع ان المرأة العربية في الزمن الراهن تتطلع الى قضايا كتيرة، لها عقل وطموحات، حققت تغيرات واضحة في حياة الاسرة العربية، ولها اليوم مواقع قيادية في الاحزاب والحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية، والجيوش وادارات الامن والسلطة ،انها اكتر من دلك منافسة  بقوة للرجل في كل المجالات والقطاعات، الا ان الفن السابع مازال مصرا على توظيفها اداة لجذب المشاهد  بجسدها الانتوي  كوسيلة للاغراء

في نهاية القرن الماضي شغلت قضايا المراة بالسينما العربية بعض المثقفين العرب، فانجزوا سيناريوهات وقصص تركز على تحرير المراة من المشاهد التقليدية، وتغيير صورتها السطحية، فتم انتاج بعض الافلام من اخراج فنانات عربيات، يرفضن صور البغي ،ولكنهن يركزن على الصورة التي تعطي المراة حقها الوجودي على الشاشة  /المراة الفاتنة،الانيقة الجميلة،ا،المتيرة، وهو ما جعل اعمالهن في نهاية المطاف شقيقة افلام الرجل، لم تخرج  عن قضايا الحب والرومانسية الانيقة والمتعة الجسدية،  في قضايا اجتماعية جديدة ،مع استخدام احاسيس المرأة وجمالها الانتوي ومشاعرها وانفعالاتها واناقتها،وهو ما اعاد الشاشة العربية الى مربعها الاول،بنسخة منقحة من سينما الرجل

بعد تاريخها الحافل بالتجارب والانجازات المتعددة الاصناف والاهداف، يبدو ان السينما العربية اصبحت في حاجة اكيدة الى تغيير جدري في عقليتها، في تعاملها مع صورة المرأة وقضاياها، والا ستظل هذه السينما متخلفة عن متيلاتها في الغرب، بل في العالم،لا ترقى الى الفن السابع الذي اصبح موجها اساسيا للصناعة الثقافية في زمن الالفية الثالثة ،

ان المراة في عالم اليوم تجاوزت النظرة السطحية /الجنسية اليها، لانها اضحت هي الفاعل المحرك لعقل التغيير في عالمنا الجديد.

افلا تنظرون... ؟


بقلم الآديب الكبير محمد اديب السلاوي 

بقلم الاديب والصحفي حسن بيريش

رسالة الى ضمير الامة وذاكرة الوطن، محمد اديب السلاوي.




  1 - كلما تعمقت أكثر في مسار محمد أديب السلاوي: 
يتنامى تعظيمي له.
يقوى اعتزازي به.
وأجدني، بصدق تام وكامل، أنحني أمام قيمته وقامته.أمام تاريخه الباذخ.أمام وطنيته السامقة.
  2 - أتساءل بحرقة: 
- أيوجد بيننا مثقف موسوعي من طرازه دون أن نحتفي به ونضعه في أعلى عليين..!!؟؟
  3 - ثم أجهش بمرارة: 
- هل يعقل أن يكون الوطن جاحدا حد العمى عن رؤية هرم بأمثاله تفتخر الأمم والأوطان..!!؟؟
 4 - أعود إلى خيبتي مرددا: 
تبا لأمة تتداعى إلى تكريم الجهلة، وتجازي الكتاب العباقرة بالنكران والتجاهل..!!
  5 - يوجعني السؤال الجارح: 
- أتراه أخطأ، هذا الرجل العظيم، حين جعل الوطن في عينيه لا في جيبه..!!؟؟
- أكان عليه، هذا المثقف الكبير، أن يبيع قلمه ولسانه ومواقفه للسلطة، حتى ينعم بما ينعم به كتبة الجهل المغربي..!!؟؟
  6 - أذهب إلى ألمي طوعا وكرها:
لطالما حمل محمد أديب السلاوي عناء الإعلاء من شأن ثقافة هذا البلد، وحضارة هذه المملكة.
وما بدل تبديلا.
لطالما وضع أمته المغربية، التي يعتز بها ويفخر، في حقيبة سفرياته نحو أصقاع العالم، ليعلن للعالم كله كم عظيمة هذه الأمة، وكم تليدة.
وما ازدهى يوما بفعله، وما جهر.
- فهل حمل هذا البلد قليلا من عناء الاعتراف بجميله..!؟
- وهل ردت هذه الأمة بعض غيض من فيض عطائه الثر..!؟
أعرف أن العظيم محمد أديب السلاوي سينبري ليقول لي ولنا جميعا، بصدق وثوقه:
- يا حسن، لا تقل ماذا أخذنا من الوطن.بل قل وردد عاليا ماذا أعطينا لهذا الوطن..!!
فأي اعتراف هو هذا الرجل (محمد أديب السلاوي)..!!؟؟
وأي جحود هو هذا الوطن (المغرب)..!!؟؟
  7 - في إحباطي سأظل مقيما: 
أترى لها قيمة هذه اللعينة التي نسميها الكتابة، حين نمارسها في بلد لا يعبأ سوى بالمحو / محونا..!!؟؟
لا أريد منك جوابا أستاذي محمد أديب السلاوي.
ما أرغب فيه، وألح عليه، هو أن تصدقني حين أقول لك على ملإ، وبعلانية اليقين:
- أنت في قامة وطن.
فواصل أنت الاحتفاء بالوطن.

بقلم عبد الله أيت احمد

كراكيز
فما عاد للعقل وطن
وما عاد للصدر رحب
والغيظ يتملك الألباب
والبصائر كلها عما
وما يحاك في الظلمة 
أشد مضاضة من القهر
ومن يتجرع المرارة
يكن لحمده غدا أمرا
يكفي ذي المروءة
 إخلاصا
ولا ينتظر   أجرا
إنما البكاء على أطلالهم
والركوع عند أقدامهم
 كفر
كفاك مفخرة
 أن ترفع هامتك
ولا تخشى من ساد  البتر
فالرجال  بشجاعتهم
 لا يهابون القبر
إن أسر  العقول
 أشد مهانة من الفقر
وإن بعض الابتسام
 خداع ومصلحة ومكر
إن بعض الصبر مذلة
وبعضه ضعف وانحطاط 
في هذا العصر
فأنفض الغبار وامتط جودك
ونق ثوبك من دنس الحقر
ودع الحاقدين في عكر مائهم
هائمين في واد الشؤم
يغرقون جميعا 
في نثانة الجرم
وأنا في غنا عنهم 
 لأن قناعتي ستر
وكنز وجودي كرامتي
 عزة وإباء و نصر
**************
عبدالله أيت أحمد

المغرب
السبت 28 شتتبر2019
تنقيح وتصحيح جميلة محمد 

الآدبب محمد اديب السلاوي

الى متى تظل المرأة على الشاشة العربية
جسدا للمتعة والاغراء.... ؟

محمد اديب السلاوي

انطلقت السينما العربية من مصر قبل قرن ونيف من الزمن، ومنها انطلقت صناعتها الى لبنان وسوريا وبلدان المغرب العربي ،لتندمج في الحياة الثقافية على يد نخبة من الكتاب والفنانين والمقاولين والفاعلين في الفن السابع. ومند انطلاقتها الاولى اصبحت السينما العربية تيارا يعكس حالة التغيير الحضاري بالمنطقة العربية، حيت تم تشييد استوديوهات وقاعات سينمائية وتاسيس شركات انتاج وتوزيع، لاعطاء هذه الصناعة موقعها الثقافي والاقتصادي على ارض الواقع.

وخلال هذه الفترة من التاريخ، ظلت السينما المصرية هي الاقدم في المنطقة العربية /هي الاكتر انتشارا وتاتيرا  باعتبارها ذات الصناعة القوية المكتملة  من حيت وسائل الانتاج والتوزيع والعرض والجمهور الضخم، اضافة الى عدد نجمومها في الساحة السينمائية، الدين يغطون كل احتياجات  واختصاصات فن التمتيل السينمائي.

وخلال هذه الفترة من التاريخ ايضا ،كانت المرأة وما زالت هي الموضوع الاساسي للفرجة السينمائية العربية في المشرق والمغرب، اذ شغلت صورتها بكل الصفات ،عاشقة ، زوجة ،مضطهدة،خائنة، متسلطة، عاهرة، راقصة، ام ومطلقة، العديد من كتاب السناريو  والمخرجين والمنتجين في مئات الافلام العربية، مند زمن الابيض والاسود الي زمن الالوان الطبيعية، كانعكاس واضح لنظرة المجتمع العربي اليها ، وهو ما حولها الى بضاعة لترويج الانتاج السينمائي، بمشاهد الاغراء، الجنس، الرقص، الاغتصاب، الاستهتار بالجسد الانتوي وبالتحرش الذي يداعب غرائز المشاهدين المراهقين والمكبوتين واتارتهم، وهي مشاهد تكاد تكون متشابهة في العشرات من الافلام العربية.

نعم اعتمدت السينما العربية طيلة القرن الماضي في اغلبية اعمالها على حكايات وقصص ذكورية، قدمت المرأة بادوار الحب والجنس والمتعةالجسدية،واحيانا خارج الموضوع الاساسي للشريط السينمائي، وهو ما يعني ثقافيا وفكريا واخلاقيا ،غياب المرأة وقضاياها الاجتماعية والحضارية والسياسية،وغياب طموحاتها وتطلعاتها،وكان الطموحات والتطلعات وجدت عربيا فقط للرجل.

هكذا بدت السينما العربية خلال القرن الماضي وحتى الان، في نظر العديد من النقاد والمفكرين، ظالمة للمرأة، قائمة على الذكورية،مع ان المرأة العربية في الزمن الراهن تتطلع الى قضايا كتيرة، لها عقل وطموحات، حققت تغيرات واضحة في حياة الاسرة العربية، ولها اليوم مواقع قيادية في الاحزاب والحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية، والجيوش وادارات الامن والسلطة ،انها اكتر من دلك منافسة  بقوة للرجل في كل المجالات والقطاعات، الا ان الفن السابع مازال مصرا على توظيفها اداة لجذب المشاهد  بجسدها الانتوي  كوسيلة للاغراء

في نهاية القرن الماضي شغلت قضايا المراة بالسينما العربية بعض المثقفين العرب، فانجزوا سيناريوهات وقصص تركز على تحرير المراة من المشاهد التقليدية، وتغيير صورتها السطحية، فتم انتاج بعض الافلام من اخراج فنانات عربيات، يرفضن صور البغي ،ولكنهن يركزن على الصورة التي تعطي المراة حقها الوجودي على الشاشة  /المراة الفاتنة،الانيقة الجميلة،ا،المتيرة، وهو ما جعل اعمالهن في نهاية المطاف شقيقة افلام الرجل، لم تخرج  عن قضايا الحب والرومانسية الانيقة والمتعة الجسدية،  في قضايا اجتماعية جديدة ،مع استخدام احاسيس المرأة وجمالها الانتوي ومشاعرها وانفعالاتها واناقتها،وهو ما اعاد الشاشة العربية الى مربعها الاول،بنسخة منقحة من سينما الرجل

بعد تاريخها الحافل بالتجارب والانجازات المتعددة الاصناف والاهداف، يبدو ان السينما العربية اصبحت في حاجة اكيدة الى تغيير جدري في عقليتها، في تعاملها مع صورة المرأة وقضاياها، والا ستظل هذه السينما متخلفة عن متيلاتها في الغرب، بل في العالم،لا ترقى الى الفن السابع الذي اصبح موجها اساسيا للصناعة الثقافية في زمن الالفية الثالثة ،

ان المراة في عالم اليوم تجاوزت النظرة السطحية /الجنسية اليها، لانها اضحت هي الفاعل المحرك لعقل التغيير في عالمنا الجديد.


افلا تنظرون... ؟

الآدبب محمد اديب السلاوي

الى متى تظل المرأة على الشاشة العربية
جسدا للمتعة والاغراء.... ؟

محمد اديب السلاوي

انطلقت السينما العربية من مصر قبل قرن ونيف من الزمن، ومنها انطلقت صناعتها الى لبنان وسوريا وبلدان المغرب العربي ،لتندمج في الحياة الثقافية على يد نخبة من الكتاب والفنانين والمقاولين والفاعلين في الفن السابع. ومند انطلاقتها الاولى اصبحت السينما العربية تيارا يعكس حالة التغيير الحضاري بالمنطقة العربية، حيت تم تشييد استوديوهات وقاعات سينمائية وتاسيس شركات انتاج وتوزيع، لاعطاء هذه الصناعة موقعها الثقافي والاقتصادي على ارض الواقع.

وخلال هذه الفترة من التاريخ، ظلت السينما المصرية هي الاقدم في المنطقة العربية /هي الاكتر انتشارا وتاتيرا  باعتبارها ذات الصناعة القوية المكتملة  من حيت وسائل الانتاج والتوزيع والعرض والجمهور الضخم، اضافة الى عدد نجمومها في الساحة السينمائية، الدين يغطون كل احتياجات  واختصاصات فن التمتيل السينمائي.

وخلال هذه الفترة من التاريخ ايضا ،كانت المرأة وما زالت هي الموضوع الاساسي للفرجة السينمائية العربية في المشرق والمغرب، اذ شغلت صورتها بكل الصفات ،عاشقة ، زوجة ،مضطهدة،خائنة، متسلطة، عاهرة، راقصة، ام ومطلقة، العديد من كتاب السناريو  والمخرجين والمنتجين في مئات الافلام العربية، مند زمن الابيض والاسود الي زمن الالوان الطبيعية، كانعكاس واضح لنظرة المجتمع العربي اليها ، وهو ما حولها الى بضاعة لترويج الانتاج السينمائي، بمشاهد الاغراء، الجنس، الرقص، الاغتصاب، الاستهتار بالجسد الانتوي وبالتحرش الذي يداعب غرائز المشاهدين المراهقين والمكبوتين واتارتهم، وهي مشاهد تكاد تكون متشابهة في العشرات من الافلام العربية.

نعم اعتمدت السينما العربية طيلة القرن الماضي في اغلبية اعمالها على حكايات وقصص ذكورية، قدمت المرأة بادوار الحب والجنس والمتعةالجسدية،واحيانا خارج الموضوع الاساسي للشريط السينمائي، وهو ما يعني ثقافيا وفكريا واخلاقيا ،غياب المرأة وقضاياها الاجتماعية والحضارية والسياسية،وغياب طموحاتها وتطلعاتها،وكان الطموحات والتطلعات وجدت عربيا فقط للرجل.

هكذا بدت السينما العربية خلال القرن الماضي وحتى الان، في نظر العديد من النقاد والمفكرين، ظالمة للمرأة، قائمة على الذكورية،مع ان المرأة العربية في الزمن الراهن تتطلع الى قضايا كتيرة، لها عقل وطموحات، حققت تغيرات واضحة في حياة الاسرة العربية، ولها اليوم مواقع قيادية في الاحزاب والحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية، والجيوش وادارات الامن والسلطة ،انها اكتر من دلك منافسة  بقوة للرجل في كل المجالات والقطاعات، الا ان الفن السابع مازال مصرا على توظيفها اداة لجذب المشاهد  بجسدها الانتوي  كوسيلة للاغراء

في نهاية القرن الماضي شغلت قضايا المراة بالسينما العربية بعض المثقفين العرب، فانجزوا سيناريوهات وقصص تركز على تحرير المراة من المشاهد التقليدية، وتغيير صورتها السطحية، فتم انتاج بعض الافلام من اخراج فنانات عربيات، يرفضن صور البغي ،ولكنهن يركزن على الصورة التي تعطي المراة حقها الوجودي على الشاشة  /المراة الفاتنة،الانيقة الجميلة،ا،المتيرة، وهو ما جعل اعمالهن في نهاية المطاف شقيقة افلام الرجل، لم تخرج  عن قضايا الحب والرومانسية الانيقة والمتعة الجسدية،  في قضايا اجتماعية جديدة ،مع استخدام احاسيس المرأة وجمالها الانتوي ومشاعرها وانفعالاتها واناقتها،وهو ما اعاد الشاشة العربية الى مربعها الاول،بنسخة منقحة من سينما الرجل

بعد تاريخها الحافل بالتجارب والانجازات المتعددة الاصناف والاهداف، يبدو ان السينما العربية اصبحت في حاجة اكيدة الى تغيير جدري في عقليتها، في تعاملها مع صورة المرأة وقضاياها، والا ستظل هذه السينما متخلفة عن متيلاتها في الغرب، بل في العالم،لا ترقى الى الفن السابع الذي اصبح موجها اساسيا للصناعة الثقافية في زمن الالفية الثالثة ،

ان المراة في عالم اليوم تجاوزت النظرة السطحية /الجنسية اليها، لانها اضحت هي الفاعل المحرك لعقل التغيير في عالمنا الجديد.


افلا تنظرون... ؟

احمد الجندي

''نفسي أتوب''

نفسي إيدي تدق بابك
بين إيديا ضعيف وعاجز
والطريق ناحية رحابك
كان طريق مليان حواجز 
نفسي أكون لك عبد صالح
مش أناني بتاع مصالح
بس ما قدرتش أصالح
بين إيماني وبين طموحي
قلبي تاه ف الدنيا مني
وابتديت أضعف ﻷني
عشت ف الدنيا وكأني 
مش هاييجي اليوم واسيبها 
يارب
يمكن العمر القصير
يوهم الناس إني طاهر
وإن قدرت إني أغير
نظرة الناس بالمظاهر
تفضل انته يارب عالم
باللي باطن واللي ظاهر
يارب
ياللي عمر ما حد جالك
يطلب الغفران وخاب
رحمتك فوق كل حاجة
والدعاء عندك مجاب
لو حسبناها بذنوبي
يبقي مكتوب لي العذاب
وان حسبناها بعظمتك
يبقي دا أرحم حساب
يارب بدعيلك واقولك
أرضي عني
يوم يارب ما ترضي عني
مش هفارق تاني بابك
يومها عمري ما هابقي عاجز
والطريق ناحيه رحابك
ها اعبره رغم الحواجز
ها اعبره رغم الحواجز

أحمد__الجندي

السبت، 28 سبتمبر 2019

محمد أبو العبادي

حبّي ليكي
...........
حبّي ليكي ..
مش يادوب حرفين كتابه
حبّي يشبه للسحابه
اللي ترمي الميّه تنزل
فوق خدود الأرض تحيي 
أي شئ من بعد موت
حبّي شجره ربيعها توت
طعمه عز المُر شهد
حب خلا الدم إسمك
حب خلا القلب صورتك
وامّا بالمح بس ضِلّك
روحي بالأشواق تمد
واما جزر الشوق يمد
قلبي يتحوّل لمركب
جوّه بحر الحب ياخدك
مجدافيني من وريدي
والشراع من غزل رمشك
تنتفض أمواج حناني
تيجي جري لحد عندك
يبقى قلبي أمير ولكن
عند عرشك ..
يبقى عبدك
حبّي ليكي ..
مش يدوب حرفين كتابه
يخلصوا على رُبع سطر
دانتي لمّا الليل يزورك
حبّي يبقى ف لحظه فجر
والنسيم يبدأ يهفهف
لو عليكي الدنيا حر
يبقى حرف الحاء حياتي
يبقى حرف الباء بدايه
تدخلي جوّه الروايه
تلقي صورتك فيّا طاقه
ع السما مفتوحه قدر
لو سنين العمر مهر
ح ادعي يبقوا ألف عام
لجل أفرشهم ف سكّه
تمشي فيها طول حياتك
وابقى وحياتك قصادك
فوق حصان الحب فارس
للأميره القاعده خادم
للأميره الماشيه حارس
وارسم الدقّات نوارس
تيجي وترفرف عليكي
بالجناح تبعت نسايم
واخده من رقّة عينيكي
وازرع الحنبين جناين
والورود من كل نوع
كل شوك الورد ليّا
والعطور تبقى ف إيديكي
صدّقيني حبّي ليكي
عدّى خط الإحتمال
حب أكبر م الحقيقه
حب أجمل م الخيال
وامّا يبقى الشوق جبال
فوق كتافي ح اشيلها وامشي
بين دروب الصحرا هايم
أعزفك أجمل أغاني
كُلّها بتقول ..
ب احبِك
..........................................

محمد ابو العبادى

الشاعر د.عبد الخالق العطار الموسوي



   المواويل  المشرقة 

   _ تذكير  إلى  بناتي وأولادي_

    مَواويلٌ

    تُنا غينا

    تَعجُّ  بها  شواطينا

    ه ه ه

    تَشُدُّ  الأمسَ بالحاضِرْ

    تَرِفُّ على الشفاهِ ظَماً

   وَ تُروينا

    ه ه ه

    تَباهى    سِربَ  آمالٍ

    تحومُ  على مرا سينا 

    ه ه ه

    تُصارعُ عاتياتِ الموجِ

    _ في   بحرِ    أمانينا

    تَشُعُّ    كواكباً    تَمتارُ

    _ مِن  فيحِ     مرامينا

    تَفَتَّقُ في رُبى الأحلامِ

    _   قِدّاحاً   وَ   نِسرِينا

    ه ه ه

    تُوا كِبُنا

   تُسا مِرُنا

      تُسَلِّينا

    ه ه ه

    تُهِزُّ  النَفسَ

    _ تُلهِبُ صَبوَةً  حَرّ ى

    تَشَبَّبُ في رموشِ النَجمِ

    _  تُغرِبنا

    وَ  تطفو    في    أمانينا

    ه ه ه

    تَغَزَّلُ   فَىءَ     أغصانٍ

    خُصَيلاتٌ

    تَميسُ على جبينِ البَدرِ

    _  تُروينا

    بقلم د.عبدالخالق العطار

يحيى الشيخ

«الأديب المغربي: مولاي الحسن بنسيدي عليّ» في ضيافة 

المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس
ــــــــــــ بقلم يحيى الشيخ ــــــــــــ

استقبل المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس، مساء يوم الخميس 26 سبتمبر 2019م، الأديب المغربي مولاي الحسن بنسيدي عليّ. وقد حضر هذا اللقاء ــ الذي تم نقله على المباشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي ــ عدد من الضيوف والمهتمين، من بينهم الأستاذة خديجة أميتي ممثلة رابطة كاتبات المغرب فرع باريس، نيابة عن الأديبة نجاة الكاظي رئيسة الرابطة بفرنسا، والشاعرة والفنانة التشكيلية السورية ريم السيد، والروائية المغربية المهندسة حياة اليماني، ووفد من مدينة بريتوريا (جنوب إفريقيا) ــ من أصول هندية ــ، وبعض أعضاء المركز (سمير الشيخ ونادية حايدة ونعيمة محضار)، وآخرون. 
كان هذا اللقاء فرصة للتعرف على تجربة السيد مولاي الحسن بنسيدي عليّ في مجال الإبداع الأدبي والقانون المغربي وقضايا الكتابة والنشر في المغرب وحوار الأديان والتعايش السلمي بين الشعوب وأواصر الأخوة الجزائرية المغربية ودور المجتمع المدني في بناء الدولة الحديثة وواقع الهجرة، وغيرها من المواضيع. تلا كل هذا نقاش مستفيض ومداخلة قيمة للسيدة أميتي حول «الكتابة النسائية وواقع النساء المهاجرات» وقراءات شعرية لضيف اللقاء وللشاعرة ريم السيد، وتبادلات فكرية وودية مع الحاضرين ومع ضيوف جنوب إفريقيا.
والجدير بالذكر أن السيد مولاي الحسن بنسيدي عليّ، الذي شرف المركز صحبة السيدة فاطمة بالعربي، محام سابق وفاعل في جمعية «ملتقى الفن والإبداع بالناظور»، وأحد أدباء مغاربة المنطقة الشرقية (وجدة)، كما أنه ينشط في المغرب وخارجه حيث ساهم خلال هذا الأسبوع في الندوة الدولية حول حوار الأديان بدعوة من السيد غالب بن الشيخ وفاطمة بالعربي. لقد كانت بداياته كفاعل جمعوي في «المقهى الأدبي» الذي يشرف عليه السيد عبد السلام بوسنينة، وإليه يرجع الفضل في تشجيع أديبنا على طبع كتبه الإبداعية المتنوعة بين الدراسات القانونية والقصة والرواية والنقد الأدبي والمسرح والشعر الزجلي والفصيح. 
من أعمال الأديب مولاي الحسن المطبوعة بالمنطقة الشرقية (وجدة/بركان)، رواياته: «غادة العامرية» و«ذاكرة الخيول» و«قلب بين نور ونار»؛ ومجموعاته القصصية: «أيلان .. حين ينزف الورد (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2016م)»؛ ومسرحياته: «عودة آريز (مطبعة الجسور، وجدة)» و«صهيل الجياد (مطبعة نجمة الشرق، أبركان)»؛ ودواوينه الزجلية: «جذبة المداح (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2018م)» و«خويا العربي (مطبعة الجسور، وجدة،)» و«لمّيمة (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2018م)». كما أن له دراسات نقدية حول مجموعة من المبدعين المغاربة، من بينهم الشعراء حسن الأمراني ومحمد علي الرباوي. أما اهتمامه بالمسرح فيرجع إلى سنة 1976م حيث لعب دورا في مسرحية حسن الأمراني الشعرية «البحر والرجال». أضف إلى هذا اهتمامه بالدراسات والإشكاليات القانونية إذ سيصدر له قريبا كتاب «الشهادة كدليل إثبات في المادة الجنائية».
يمكننا أن نعتبر تجربة الأديب مولاي الحسن بنسيدي عليّ شهادة حية على تطور الكتابة الأدبية والنقدية بالمغرب الشرقي، تضاف إلى تجارب كثيرة لجيل شعراء المنطقة الروّاد الذي ظهر مع بداية السبعينات، كمحمد بنعمارة وحسن الأمراني ومحمد علي الرباوي وعبد الرحمان بوعلي ومحمد فريد الرياحي وعبد السلام بوحجر ومحمد منيب البوريمي ولحسن كردوس وعبد القادر لقاح، هذه التجربة التي استمرت مع جيل الشباب وتطورت في مضامينها ومبانيها كما عند سامح درويش.
لقد تناولت عروض الأديب مولاي الحسن بنسيدي عليّ مواضيع شتى انصبت على تجربته الإبداعية والجمعوية والقانونية، أبان فيها كلها عن روح تشبعت بالمواقف الإنسانية التي عبّر عنها ــ هنا في باريس ــ خلال اللقاء الدولي حول تعايش الأديان والشعوب ومحاربة التطرف بكل أنواعه الدينية والسياسية. وفي نهاية اللقاء، ألقى السيد مولاي الحسن بعضا من قصائده الفصيحة، وهي: «بوح عاشق في الخمسين» و«من فرط جنوني» و«زوار منتصف الليل»، وهي تصوير للمأساة التي عاشها المغرب خلال سنوات الرصاص. أما الشاعرة ريم السيد فقد شنّفت أسماع الحاضرين بنصوص جميلة، منها قصيدة «تجليات» المنشورة في ديوانها الأخير «مقامات الوجد (دار الفارابي، بيروت، 2016م)».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باريس، بتاريخ 27 سبتمبر 2019م.


بقلم الآديب يحيى الشيخ 

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

من اختيار حسان الامين

المتهم بريء حتى تثبت إدانته
تزوج شاب بحبيبته ولم ينجبا أطفالا فقررا أن يربيا كلبا فاشترو كلبا صغيرا وبدأوا يعاملوه كأنه طفل وكلما كبر الكلب عاملوه
 بكل حب واحترام وبعد خمس سنوات أنجبت الأم طفلاً ففرحوا به فرحا شديداً وبطبيعة الحال قل اهتمامهم بالكلب لدرجة أنهم أحسو أن الكلب يغار من الطفل وبدأ الطفل يكبر وفي أحد الأيام قرر الآبوين أن يتركا الطفل ينام في غرفته لوحده حتى يتعلم الاعتماد على نفسه وذهبو لينامو في غرفتهم وفي منتصف الليل سمعو صوت الطفل يصرخ والكلب ينبح فذهبو مسرعين ليعرفو سبب صراخ الطفل . فرأي الأب رقبة طفله تسيل منها الدماء وقد فارق الحياة وتغطي الدماء فم واسنان الكلب فأسرع الأب إلي المطبخ وأخذ أكبر سكينة وطعن الكلب عدة طعنات والكلب صامت لم يحاول الدفاع عن نفسه لأن من صفاته الوفاء حتى الموت وبعد وفاة الكلب وجدت الأم بقايا أفعي علي السرير بالقرب من رقبة الطفل وتأكد الأب أن سبب وفاة الطفل هو لدغة الأفعى وإن الكلب آكل رأس الأفعى دفاعاً عن ابنه . صرخ الأب صرخة هزت أرجاء المنزل لأنه قتل أوفي صديق له ..... لا تتسرع بالحكم على الآخرين فالمتهم بريء
حتى تثبت إدانته .!!!!

بقلم حسن عبد الله

وتسألوني من أنا؟!
أما يكفيكُمُ علماً .. ويكفيني أنا شرفاً
أنا ابنُ أمي وكفى؟!

أنا ابنُ من في قبرِها
والنورُ منها في فؤادي ما انطفى
أنا ابنُ من في كلِّ أرضٍ
وأينما ولَّيتُ وجهي
سمعتُ نبضَ فؤادِها بحروفِ اسمي هاتفا

أنا ابنُ من إنْ تسألوا عن وصفِها
فلتعلموا ..
أوصافُ أمي كلُّ وصفٍ مصطفى
أمي حصادُ الخير مُذْ خلقَ الله البريةَ
توأمٌ هيَ والربيعُ
فلا جَفتْ أمي الربيعَ .. ولا الربيعُ فؤادَ أمي قد جفا

أنا ابن من كانت تُقبِّلُ وَجنَتي
أفلا ترونَ بوَجنَتي ماكانَ في وجناتِ أمي من صفا؟!

أنا ابنُ من كانت تُطبطبُ فوقَ كَتِفي
قبلَ صحوةِ شمسِنا
فإذا صحوتُ ..
رأيتُ سربَ النورِ منها على فؤادي مُرفرِفا

أنا ابنُ من قالت: بنيَّ ..
لاتبكي إذا مامتُّ .. لا تبكي وخُذْ
خُذْ عطرَ أمِّكَ يا بنيَّ وديعةً
وانثرهُ فوقَ الشمسِ .. فوقَ الزهرِّ .. فوقَ صحراءِ القلوبِ وقل سلاماً
قلت: يا أمَّاهُ .. نعمَ الكنزُ كنزي وكفى

أنا ابنُ أمي وكفى
وبهذه ..
أنا خيرُ من عن نفسِهِ قد عرَّفَ

#زخات_قلم حسين_عبدالله

الصورة: من أمسيتي في تونس العاصمة (4 سبتمبر2016) حيث كانت هذه أولى كلماتي لأتوشحَ بعطر أمي الذي كان ينبَجسُ من مسامات جبيني


أحمد الشاهدي

 بوح قلب 

الكثير .... الكثير
ذاك الذي يلزمني لأصل إليك
أيتها الساكنة ثنايا القلب
المتربعة على عرش الروح
بعز و أنفة
يسكنني طيفك
يحتل كل مساحات التفكير
يشغل من بالي الكثير .. الكثير
حين يعز الدفء
ولا يُعلى على الفراش الدافئ الوثير
حين تلبس الطبيعة ثوب البياض
كبياض قلبي المودع لديك
تداعبه نسماتك
تجدينه جواداً بكل الجمال فياض!!!

أنا الرحالة
أنا الجوال
محاطا بزرقة الموج العميق
فوقي زرقة السماء
وأمامي زرقة الماء
و بشموخ و كبرياء
أقاوم البعد المفروض
أُجابِه الواقع المعروض
ولا أستسلم بِيُسر
إلا بين يديك
و يبوح القلب إليك
بالسر المثير
و بالكثير .. الكثير
أيتها البدر المنير!!!

شعر مولاي لحسن بن سيدي علي

..       إليك عني 
لا حمرة الوجنين
لا  زرقة العينين 
لا  قوامك الفاتن  
لا بياض  جيدك  الأسيل 
كالثلج ذائب 
 على ربوتك منهمر 
يهزني 

أ تحت قوس النصر 
توشيحنني
حقا أحبك 
لكني  لست   بخائن
 فما تزال  صور أجدادي  
على مشانقك أمام العين 
كما المسيح  صلبوه هناك  وهنا
 بغير حق..


  سرقت  تاريخي  
توابت     الفراعنة  من خالص الذهب
مخطوطات  الكندي..
 و ابن سينافي الكمياء 
و ..في الطب 
  سومريات بابل 
 بقوانين حمو رابي 
والحدائق المعلقة ..
عود زرياب  
وأوتار انغامه المتدفقة 
تواشيح الأندلس
والتوربادور
ودواوين شعر الفطاحل
كل علوم  أجدادي
كل فنونهم 
بين أسوار اللوفر سجينة

وتدعي  أنك مدينة الأنوار  
إليك عني   يا كاذبة 

قد  جف  مداد  حبري 
 و نهر لاسين  بعروقي يجري  
يمحو حسرتي  
 على سالف العهود والعصر


دعيني باريز أهدأ و أصالحك 
 أتأمل مسحة الجمال فيك 
وأفتح صفحة جديدة 

مازلت أسترجع حلاوة المر 
صحيح لست بنفرتيتي 
ولا بشجرة الدر 
ولست أجمل  من بلقيس 
ولا من فاطمة الفهرية 
ولا من جوديت كهانا .
ولست أكثر تحررا 
من السيدة الحرة
 لكنك باريز  ...


باريز لا تبكيني أكثر 
لا تهيجي مواجعي أكثر  
وإليك عني 
كنا ومازلنا خير أجناد البشر 
أصحاب عز وإباء و فخر 
مسحت باريز دمعتي 
حضنتني بقوة 
وتحت أنوار عيونك الجميلة 
إرتشفت كاسات  اللاندم 
وأهديتها في حبك 
في صحة  إيديت بياف
في روح سيدة باريس 
Dame de paris
  قصيدة تسامح ونصر ..





...
مولاي الحسن بنسيدي علي 
تنقيح وتهديب الشاعرة جميلة محمد

الخميس، 26 سبتمبر 2019

د.رمضان الحضري

التشابه والاشتباه في الشعر
*************

أخذت كلمتا ( التشابه والاشتباه ) في لغتنا العربية عدة معان مختلفة ، ( فالتشابه ) قد يعني وجود شبه بين شيئين أو أكثر ، وفي الهندسة ( يتشابه المثلثان ) يعني تساوت الزوايا المتقابلة ، وفي الميكانيكا ( تشابه المحركان ) في الأجزاء أو الحركة ، وكذا في الأحياء وغيرها من العلوم ، ولكن الكلمة تحتمل تفسيرات أخرى مثل ( تشابه الأمر عليهم ) بمعنى اختلط وغمض ، وأصبحت هناك مشكلة إلتباس ، ( والاشتباه ) يعني الغموض واللبس وضبابية الرؤية وعدم الوضوح .
حاولت كثيرا أن أتجاوز هذه المقال لأسباب تخص معظم شعراء الوطن العربي في الوقت الحالي تقريبا ، فلربما هتكتُ أستارا بالية  ، وأوغرت صدورا خاوية ، فحينما نعلم أن اتحاد كتاب مصر يقدم جائزة باسم ( أمير الشعراء أحمد شوقي ) ، ومعروف منهاج شوقي في الشعر ، ولكن الجائزة تقدم لأحمد عبدالمعطي حجازي الذي هدم شعر شوقي ، وبالتالي هدم الشعر المصري ، بالإضافة أن كلمات حجازي لايمكن لناقد أن يعتبرها شعرا ، وحسبنا أن نقرأ له مجموعة من الكلمات وضع لها عنوان ( سلة ليمون ) : _
تحت شعاع الشمس المسنون
و الولد ينادي بالصوت المحزون
عشرون بقرش
بالقرش الواحد عشرون  
سلّة ليمون ، غادرت القرية في الفجر
كانت حتّى هذا الوقت الملعون ،
خضراء ، منداة بالطلّ
سابحة في أمواج الظلّ
كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير
أوّاه 
من روّعها ؟
أيّ يد جاعت ، قطفتها هذا الفجر 
حملتها في غبش الإصباح
لشوارع مختنقات ، مزدحمات ،
أقدام لا تتوقّف ، سيّارات ؟
تمشي بحريق البنزين 
مسكين 
لا أحد يشمّك يا ليمون 
و الشمس تجفف طلّك يا ليمون 
و الولد الأسمر يجري ، لا يلحق بالسيّارات
عشرون بقرش
بالقرش الواحد عشرون 
سلّة ليمون 
تحت شعاع الشمس المسنون
و قعت فيها عيني ،
فتذكّرت القرية
*******

هذه مجموعة الجمل التي كتبها الصحفي الأستاذ أحمد عبدالمعطي حجازي ، وأقسم على كل الكتب المنزلة من عند مولانا جل وعلا ، أن هذه الكلمات لاعلاقة لها بشعر العرب ، ولا شعر الغرب ، ولا أي شعر حتى لو كان الشاعر مبتدئا ، فإذا كان هذا هو الشعر فإن ماكتبه امريء القيس والمتنبي وشوقي ونزار وصلاح عبدالصبور والسياب والعظيم محمود درويش ليس شعرا ، وبالتالي فحجازي اشتبه عليه الأمر فظن أن ما يكتبه شعرا ، والأروع أنه لازال يخيف بعض النقاد القدامى ليعلنوا أنه شاعر ، وماهو بشاعر ، وماعلمه شعرا من أحد ، وهذا الدليل واضح مهيع ، فالنص 
مجموعة من الجمل الخبرية الإخبارية للعرض والخبر ، لاتقدم توجها ولا نوعا جماليا ولا صورة ولا رسما ، ويعطون صاحب القصيدة جائزة شوقي ، هذه سفاهة ما بعدها سفاهة ، واتحاد كتاب يستحق المحاسبة على طمس هوية الشعر المصري والشعر العربي ، وبعض النقدة سيقولون أن القصيدة تحمل فكرا لوجستيا وحبا مازوخيا ونمطا لسانيا بنيويا مهلبيا ، حيث إن الشاعر تذكر قريته ، وتذكر فيها شجرة ليمون ، خسيء من قال عن هذه الكلمات السوقيات أنها من شعر العرب .  
 هذا إلى جانب أن ما يقدم في برامج تعليمنا حتى اللحظة في دولنا العربية لايرقى للمشاركة في الحضارة العالمية القائمة ، فشطر من شعراء العرب لا يزال مقيماً في حقول تراثية غير قابلة لإنجاب الإبداع ، وشطر آخر اكتفى بما يمكنه وما تعلمه فأنتج ما يمكنه ، وترك ما يجب عليه .
  فالشطر التراثي استمر على رأي ابن منظور في الشعر حينما عرفه بقوله : ( الشعر منظوم القول غلب عليه لـشرفه بـالوزن
والقافيـة ، وقائلـه شـاعر لأنـه يـشعر بـه غـيره أي يعلـم بـه ) ، وهو ذات التعريف الذي قال به الفيروز آبادي ( أطلق العرب على علم شعرا، وإن غلب على الكلام المنظوم لشرفه بالوزن والقافية ) وقد رأي محمد بن سلام الجمحي أن ( المنطق على المتكلم أوسع منه على الشعر، والشعر يحتاج إلى البناء والعروض والقوافي والمتكلم مطلق يتخير الكلم ) . 
وقد عرّف المبرد الشاعر بقوله : ( أن صاحب الكلام الموصوف ـ الشاعر ـ أحمد لأنه أتى بمثل فالوزن والقافية هما ميزتان أساسيتان عند هؤلاء ) .
كما عرّف قدامة بن جعفر الشعر حينما قال : ( قول موزون مقفى يدل على معنى ) .
وهو نفس تعريف الحاتمي ( اللفظ والمعنى والوزن والقافية ) .
وقد جمع ابن فارس كل التعريفات السابقة فقال : ( الشعر كلام موزون مقفى دل على معنى ويكون أكثر من بيت لأنه جائز اتفاق سطر واحد بوزن يشبه وزن الشعر عن غير قصد ) .
يتضح من التعريفات النقدية للشعر أنها قمة في التشابه ، وكما بدأ النقد الأدبي بالتشابه ، بدأ كذلك الشعر العربي بالتشابه ، حتى ترى طرفة بن العبد يأخذ نفس مفردات امريء القيس .
يقول امرؤ القيس في معلقته : _
وقوفًا بي صحبي عليّ مطيَّهم
يقولون لا تهلِك، أسًى وتجمّلِ

ويقول طرفة بن العبد في معلقته : _
وقوفًا بي صحبي عليّ مطيَّهم
يقولون لا تهلِك، أسًى وتجلّد
ويقول عمرو بن الأهثم بعدهما : _
 وقوفا بها صحبي على مطيَّهم
يقولون لا تجهلْ ولست بجهّال
*********
ومن قول تأبّط شرًّا : _
ولستُ بمِفراحٍ إذا الدهر سرّني
ولا جازعٍ من صَرْفه المتحوِّلِ
يأتي بعده هُدْبة بن الخَشْرم ويقول : _
ولستُ بمِفراحٍ إذا الدهر سرّني
ولا جازعٍ من صَرْفه المتقلِّبِ
************

وقال الأبيرِد :
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
إذا السنة الشهباء أعوزها القطرُ
وقال الراعي النُّمَيْري من بعده
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
إذا ما اشترى المَخزاةَ بالمجد بيهسُ
وجاء أبو نواس بعدهما : _
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
ويعلم أن الدائرات تدور .
************
هذا التأثر القليل بشطر من قصيدة أو نقل بيت من قصيدة لا يعني سرقة في هذه الفترة بقدر ما يعني أن الشاعر قرأ أشعار من سبقوه ، وبعبارة أخرى هو مثقف تأثر بمن سبقه ، ونقل منه ما يصلح في نصه ، وهو يعرف ويعترف بذلك .
لكن الكارثة الكبرى التي يمر بها الشعر العربي في وقتنا الحالي أكبر من كل احتمال ، حيث تتشابه الطنطة في ظل فقدان التوجه وفقدان المعنى ، واكاد أقول فقدان الشعر لروحه ، وهذا ما سوف اتحدث عنه في اللقاء القادم بامر الله تعالى .


د.رمضان الحضري

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

جميلة محمد

نحلم بعالم افضل

 ..طالما رايناه في خيالنا ..عالم نقي ،سام .ترتفع فيها قيم الصداقة الحقة ..الوفاء والصدق والاثار ..وبعيدا عن المصالح .بعيدا عن الاستغلال بانواعه ..بعيدا عن الزيف والاقنعة ...
نحلم ومن حقنا ان نحلم بحياة اجمل وابسط من ان تغشاها  ستائر الكبر والعزة والعجرفة ..
نحلم بعالم  اكثر جمالا وقلوبا انصع بياضا واهدا ...في حضرة هذا الضجيج وهاته الدوامة التي تجرنا جرا في سواقيها ..
نرتفع قليلا عن سطحيات  رؤانا ..نقفز على ما يبكينا ويؤرقنا ويزعجنا ..ونبرمج انفسنا ..على الخير والجمال والحب والتسامح والتعايش ..والايجابية في كل تجلياتها ..
سنترك حساب المزيفين  للزمن ..
ستسقط اقنعتهم وسيكتشون ..
يظنون الحساب بعيدا 
ونعلم جميعا انه قريب ...
جميلة محمد

بقلم د.رمضان الحضري

النزعة الدرامية 
في شعر العامية المصرية
( درويش السيد _ عادل عبدالموجود _ محمد جمعة )

*************
الصراع هو أبسط تعريف لكلمة الدراما ، وهو يعني وجود متناقضات بين شيئين أو أكثر ، وهذا التناقض لايعني تناقضا في الشكل فقط ، فلا أعني التناقض بين الليل والنهار أو الخير والشر أو الأبيض والأسود أو غيرها ، ولكن هذا التناقض لابد أن يحمل أثرا نفسيا في عقل المبدع والمتلقي .
كان الشاعر العربي _ قديما _ غنائيا يسير في اتجاه واحد ، فإذا كان حزينا رأى الكون كله حزينا مثله ، والعكس صحيح ، يقول أبو فراس الحمداني :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة 
أيا جارتا هل تشعرين بحالي 
أيا جارتي ما أنصف الدهر بيننا
تعالي أقاسمك الهموم تعالي
فالشاعر لأنه حزين رأي الكون من حوله حزينا ، بينما الحزن الاكبر والمؤثر في النفوس أن يكون الإنسان حزينا والكون من حوله يكون فرحا ، كما يقول بدر شاكر السياب :
أجنحة أربعة تخفق 
أجنحة في دوحة تخفق 
وأنت لاحب ولا دار
فالشاعر هنا يرى أن هناك طيورا فرحة وبينهما حب ويمتلكان عشان ، بينما هو كإنسان لا يملك حبا ولا عشا ، ومن هنا تكون المأساة أكبر تأثيرا في النفس .
وقد انتبه شعراء العامية المصرية إلى أهمية ان يكون شعرهم العامي يحمل النزعة الدرامية حيث إن كل فنون القول تصبو للوصول إلى التعبير الدرامي ، فحينما تكون الصفحة بيضاء وأريد أن أزيد بياضها ، فلا أضع لونا أبيض أكثر ، بل يكفيني أن أضع خطا أسود على هذه الصفحة ليتضح لونها الأبيض أكثر بياضا .
فالمتناقضات يظهر بعضها البعض ، فلا يشعر بالعدل إلا من ذاق مرارة الظلم ، ولا يستعذب اللقاء إلا من شرب من بحار الغربة ، وهذا ما انتبه إليه المتنبي العظيم حينما وصف محبوبته بقوله :
الوجه مثل الصبح مبيض 
والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا 
والضد يظهر حسنه الضد
من هنا نرى حرص شعر العامية على مواكبة حركة التطور في الشعر ، وسوف أقدم ثلاثة نماذج مختلفة من شعراء العامية المصرية ، يتميز كل شاعر منهم بلونه الخاص في التناول وبناء النص ، وهم ( الشاعر درويش السيد والشاعر عادل عبد الموجود والشاعر محمد جمعة ) . 
*******************
يقول الشاعر درويش السيد
 في ديوانه ( تكعيبة عشق ) في قصيدة بعنوان ( مسحراتي ) :
مسحراتي وفارد ع البلد شوقي 
ترن الطبلة في عروقي
الحلوة صاحية 
وسامعة الندا ولا 
اصبر شوية عبال ياحلوة ماتروقي
ياحلوة صحي الولاد السمر وارقيهم 
هاتي الكتاب والقلم والحب مليهم
واحد دا يبقى الإله 
اتنين انا وانتي
ما انتي اللي حبك امل يكبر ويحميهم 
الف الف البلد ليله ورا ليله
والبه بحبك قوي ف الشمس ضليلة 
والته تلاته اربعة نتلم حواليكي
ألاقيكي فاردة بحنان طبلية العيلة 
مسحراتى وداير بصحى سابع جار
وصى عليه النبى
الصحبه بأستمرار
جبريل نزل له وقال له
ياأمين وصى
الجار لجاره يعيشوا
فى حب ليل ونهار
مدالادين بالسماح
شبكها تبقى بيوت
خلى الولاد الملاح
تتربى ع النبوت
فتح بيبان القلوب
الصحبه والجيره
شرط الاميره تكون
العشره بنت بنوت
مسحراتى وداير
بلعب فى القمر كوره
عشاق جوارى وحوارى
القلب مكسوره
لوكنتى عارف بأن
القلب ده عيل
ماكنت اليل ولا
أعشقها فى الصوره
يابنت يامودده
كيد كادنى
مين اللى قال الفدا
تقبق حروف ودنى
انااصلى عارف بأن
القلب مش خالص
لمى البوالص وخلى
المينا ترفضنى
مسحراتى وقلمى
مشرط العشاق
اكتب اهات القلم
تصبح فى يوم ترياق
واصبر على قفيتى
حبه ورا حبه
وأبدى بزور المحبه
تطرح على الأوراق
شمس الاصيل فتحت
شافت هموم الناس
والبنت اهى اتمرجحت
على ندهة الحراس
انا قرش ناحيه ملك
والناحيه دى كتابه
كدابه لو صدقت
انى هبيع الفاس
*******
كان إبداع فؤاد حداد في المسحراتي يفوق الوصف ، حيث كان يتناول مشكلات وطنه العربي من ماء المحيط إلى ماء الخليج ، بينما تأتي بناية درويش السيد تفوق الخيال في معالجته لموضوعات اجتماعية مهمة ، فالنص يحمل الصيغة التربوية الأخلاقية ، النص تذكرة بما كان وما آن ، هو لايقيم مقارنة بينهما ، لكنه يقيم حلما بأن يعود ما كان ليعيش معنا في حاضرنا ، وإقامة الحلم هو أساس إقامة الحياة ، فالمجتمع الذي لايحلم لا يتقدم ، يعني أنه بلغ السقف المطلوب ، فتوقف عن الحلم ، والدولة المحتلة التي لاتحلم لايمكنها أن تتحرر ، والمجتمع الذي فسدت أخلاقه بدون حلم لن تعود له أخلاقه .
ولهذا أصر الشاعر درويش السيد بأن يحلم ليمزج بين الحقيقة وبين الواقع لكي نحتمل هذا الواقع ، إن الحياة الجميلة في الماضي والحنين إليها يحقق توازنا نفسيا للكاتب والمجتمع ، فهو يحلم بجمال الفتاة النقي ، لا يحلم بجسم ولا جنس ولكن يحلم بجمال في عقله وخصال محبوبته ، يحلم بطبلية ولعب الصبية في الليلة القمراء ، يحلم بحب الجار ، يحلم بأن يتعلم الناس أن الواحد هو الله ، وليس قبل الواحد من أحد ولا بعده من واحد .
نعم الشاعر يفهم أن للشعر وظيفة اجتماعية تربوية وأخلاقية ، وهو يحاول أن يقوم بها ، وفي ظني انه نجح نجاحا مبهرا .
************
أما الشاعر عادل عبد الموجود
 فله نص بعنوان ( لو تفهمينى ) 
يقول فيه :
( قل ما تبقى من قاموسك فى الهوى
فاللغو لا يرفع ذليلا إن هوى
من هان عنده كل ود إن علا
هان  علينا واستحق   مانوى )
كل أول له نهاية
والنهاية شيء يقينى
وكان ضرورى إنك تقينى
شر أيام المطر
قبل السحاب مايجمعه
فى  المفردات الملحقات بالنافية
فى " المش باحبك" او فى " لا "
انا مش هاكمل فى الطريق للمنتهى
ما أصله باين مبتداه
من جحر واحد ألف لدغة معلمه
قلب الفؤاد
ومن الرشاد
اتجنب الجحر الرضى
فبكيفك انت اتمردى
واختارى من الأسباب ألوف
وابقى احفرينى فى جذع مكتوب فيه غياب
وجذوره عطشانه لحنين
فمنين يكون جواك أصلا فيه  جنين ؟
وان كان على العشق اللى كان
خلاص ده كان
مجنون بعبلة  ... وعبلة ..ايه ؟
شيفاه جنان
ماهو حتى عنتر  كان بطل
كمل حياته  بالف عبلة من زمان
لكنى فعلا باعشقك رغم  الخلاف
رغم المسافة الواسعة  بنا والاختلاف
فان كنت فاكرة بانى عايش فى الحياة
ونسيت ملامح ضحكتك  والقلب تاه
لا ياحبيبتى الدنيا من غيرك فلاة
باستنى طرح الصبر من ريح الزمن
وعشان خطايا الذنب لازم من تمن
فيظل جفنى يضل جفنى للقا
وانت البصيرة مشرنقة
فاعيد مشاهد من سيناريو كان ضرورى تتكتب
وكان ضرورى تكون مناسبة للبطل
أو انه لازم يعتزل من وقت فات
ماهو مش مهم يكون أمير
وبيان مزركش للخلايق بالحرير
ماهو دوره كان يادوب سند
كان دور حقير
واكمن دوره فى الرواية كان يعدى كالخيال
وماكانشى له تأثير كبير
يادوب يفوت عليه السهو
يلمس وحدته
فما تقبليش منه الصلاة
والسجدتين مش محتاجاهم فى الحياة
ماهو أدى دوره وحط فيك مش سند 
ألفين سند
وانا المقسوم
فى جوايا إلى شطرين
وجود فاعل بيتفاعل
مع الامرين
يكون ازوريس
بيزرع فى الشجر يطرح شيطان من  ست 
فتشقى  ازيس
وتزرف من الدموع  على الخير
وجود تانى فى بير يوسف
ومستنى
لوقت تمر سيارة
عشان يتباع
بكام لحلوح
يكون قدرى لأي عزيز
لكنى برضه باعشقك
لو تنصبي لى من الحيل
تمثال هبل
بيعيد زواقك ويا فستان الزفاف
لعريس جديد
مدهون دهب فتهمى عنى وتبعدى
زلزلى
زلزلى  أرضك خلاص شمسك طفت
كونك ماعادش بينسكن لما اختفت
والروح عشان اتهمشت راحت بكت
تستنى طرح الأمكنة بس بحذر
وقت اما قلتى  ها نفترق    لو تفهمى
كان شطرتين العشق توأم     توأمى
يبقى انفصال الروح بيوجع  بالقوى
الحبة جوة الحبة     واحد وانشطر
قلبك   ساعات  بيدق  طلقات الخلاص
طب فين رصاص الرحمة ينزل كالمطر
والطلق يفلق من الحجر قلب الحجر
يملاه  مرار    و الجرح  علم  واتحفر
يالابسة وش العشق  تحته  الف راق
بوشوش مارقت للهوى من يوم ماراق
من يوم ليوم بتعندى
ولألف عذر بتسندى
فإن  كان  هواكى  تبعدى
يالله  ابعدى
واهو برضه هافضل اعشقك
ما انت الحياة
وانت اللى ضلك جوة منى لمنتهاه
اعيد ملامح ضحكتك وارجع وليد
يازرع فارد للسما ف كل اتجاه
**************
هنا يوضح الشاعر كيف يكون شعر العامية فلسفيا مدركا للحقائق ، فهو يرى العالم مجتمعا في المكان والزمان ، فبئر يوسف وسيارة العصر القديم وبحر إيزيس وأوزوريس ، ومحاولات تجميع الاشلاء المتناثرة ، وغربة عنترة وعبلة ، كلها غربة قديمة جديدة ، فغنى العزيز يقابله فقر الفقير ، وعلو همة يوسف يقابلها السعر الزهيد 
( كام لحلوح ) ، والقصة القديمة تحولت لسيناريو ، فإذا كان عنترة وعبلة كلمات قديمة ذهنية ، فإن الشاعر حادثة نشاهدها بأعيننا ، فكل ماكان معلوما سماعيا أصبح مشاهدا عينيا ، هنا قمة الفلسفة ، حين تصبح كل الأماكن مكانا واحدا ، وتصبح كل الأزمنة متداخلة لتصير زمنا واحدا ، كان بودي أن تتاح لي الفرصة كاملة للحديث عن بناء القصيدة العامية ، وكيف تصبح القصيدة العامية مجسدة في المجتمع شأنها شأن أفراد المجتمع ، فهنا قصيدة عادل عبد الموجود ترسم نفس ملامحه ، في الحركة الحثيثة ، والكلمة الرقيقة ، والثورة الصامتة ، نفس الإحجام والإقدام على استحياء في كلتا الحالتين ، لو رسمت القصيدة شخصا دون معرفة شاعرها سوف يكون الرسم وجه عادل عبد الموجود ، كيف يكون ذلك ؟ وكيف رأيت أنا هذا ؟ يمكن أن نوضح هذه النقطة في حديثنا داخل المؤتمر بامر الله تعالى .
**************  
وللشاعر محمد جمعة 

نص بعنوان ( زحمة افكار ) يقول :
********
زحمة  افكار  جوه دماغي
عملالي  دمار  جابت  داغي
منها  عن حالي  الغير عادي
زحمة  افكااااار
راضي  بموالي  و مش راضي
حادي  بادي  ف  حضنك بلادي
نتأخر  نلزق  في  الماضي
دا  بقى استهتااااااار
والمحشي  النحشي  كونحشي
واللي بيفوت  ما بيرجعشي
طب  قولي  الطز   ازاي  تخرج
بره   المضماااااار
ريحة  الأسعار قلبت  مخي
والفته  المطبوخه  بيخني
مع  بصله  وتومها مدوخني
مع فلفل  حاااااااار
والسوق ... السوق  الجواني
و الفاكهه  بتزغلل  عيني
لو  اطولها  اخطفها  و ل ولادي
اديها  فراااااار
وسياسة  الناسه  كواناسه
عنبتنا  وطرحت  قلقاسه
والكل  بيلحس  في الكوسه
ما فيهاش  دي  هزاااار
بمزاجي  ألاعبك  وانهبني
وح اسيبك  دايما  تغلبني
بس  تريحني و على مهلي
وخليني  اختاااااار
مسموح لي  امشي أو  اهرول
واسأل  ليه  بكره  كتير  طول ...؟
وكأن   الطالع    دا   مدهول
يمكن   فشااااار
اديني الشايب  انا  راضي
واسقيني من الكوز  الفاضي
مرمطني  وقولي  انت رياضي
من  غير  إنذااااار
قعدني ف كوشه و جوزني
واسقيني الجوزه  ومزجني
طلع  دخاني  وعذبني
وبلاش إشهاااااار
سخني   و ارجع   بردني
حليني   شويه   ومررني
بعني  أو  اقلك   أجرني
جربني  إيجاااااار
شخلعني و علقني  ب لحمي
على كيفك  صد   و مرجحني
و اتوكل  قبل  ما تدبحني
طلع لي  قرااااار
ادفني  صاحي  بمصباحي
اردم   احزاني   وافراحي
بس  اوعي تمزمز  ف جراحي
بكفايه مرااااار
حرر   افكاري  و حررني
وإعلف  في  حماري  وخدرني
سوقني  ما انا  شايف وبضهري
آخر  المشوااااار
إدعي  ف صلواتك  تعدمني
إرمي  جمراتك  و ارجمني
وإن عشت  ..... بايدك  بهدلني
ماهي  دي  الأقداااار
امنحني بطاقة  ودعمني
تموين بعباطة يشيل همي
و احذفني  وشيل خالتي وعمي
و ارميني ف نااااار
امنح  بيمينك  قبضني
بشمالك خدهم  نفضني
شطب في جيوبي وقرقضني
ما هي قط و فااااار
فرقني  وارجع   قسمني
م انا  عايز ( كومي) يلازمني
رغم  انه  ف  ايدي  بتهزمني
ماهو  دا  استحمااااار
فرفشني  بكورة أو  إنعشني
دوري  مع  كاس  كله بيمشي
مع  اهلي ... زمالك  تناغشني
في  الجون  إبهااااار
مصري .... وبحبك يا بلادي
لكن  غيلانك  أصفادي
انا  عشمي  ف خيرك  يا فؤادي
من  غير  اسراااار
*************
شعر محمد جمعة نوع من الكوميديا السوداء ( شر البلية مايضحك )
يقدم مفردات اجتماعية سياسية اقتصادية رياضية ثقافية ، ويلعب على وتر الخفة والفكاهة ، ويعيد لنا نقدات بديع خيري وفتحي قورة في أسلوب بيرم التونسي ، فالشاعر يقدم نصه على أنه أفكار كثيرة داخل رأسه لاتجد لها مكانا ، فلابد أن يجعل المتلقي يشترك مكانه في البحث عن أماكن لهذه الأفكار ، هو يعلن منذ اللحظة الأولى أن هذه الأفكار مجهدة وليست مغرية ، ومتعبة وليس في سردها لطف ولا رقة ، لكن كثرتها جعلته يبوح بها 
إن العذابَ يُطاقُ غيرَ مُضاعفٍ 
فإذا تضاعفَ صارَ غيرَ مُطاقِ 
نعم الشاعر هو قمر بلاده الذي يعكس ضوء الحياة في مجتمعه على صفحته ، ومحمد جمعة ينقل صوتا اجتماعيا ناصحا أمينا واضحا بلا مواربة لكل من حوله ، فهو يتحدث عن ذات مجتمعية لا عن شخصية شعرية ، وهذا ما يدعو له النقد دوما ، أن الشاعر مسئول أمام الله ، لأن الشاعر ضمير الأمة ولسان ينطق عمن لا يجيدون الكلام ، وعين ترى الطريق لمن عموا ، وأذنا تسمع نيابة عمن صموا ، وقلبا ينبض بالحب للجميع ، هكذا كان شعر محمد جمعة .
**********
ستظل العامية المصرية لسان حال الوطن العربي وبخاصة شعب مصر ، فالعامية المصرية هو صوت الضعفاء إذا ظلموا ، وحاجة الفقراء إذا طلبوا ، ونداء المخلصين إذا نصحوا .
شكرا للشعراء المصريين / درويش السيد وعادل عبدالموجود ومحمد جمعة الذين أمدوني بأشعارهم لأكتب هذا الدرس ، وشكرا للشاعر المصري العظيم محمد البهنساوي رئيس شعبة العامية المصرية بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، فإن وفقت فهذا من فضل ربي ، وإن كان غير ذلك فهو جهد المقلين اجتهدوا وعلى الله السداد .
***********

د.رمضان الحضري