السبت، 21 نوفمبر 2020

نهاد هلال تكتب

 في الذكرى الخامسه للرحيل ....



لم أعد أذكر تفاصيل ما حدث.. كل ما أذكره أن الشمس لم تشرق في ذلك اليوم.. لكني على ثقة أنها أشرقت في مكان ما.. ربما حيث استقرت عيناك....


ومازالت ذكراك تعبق في حنايا روحي رامي الغالي 

مازلت ألقاك نورا يشفي أنين جروحي


ومن قوة الحي الذي لا يموت تنبثق الحياة فما الموت سوى مفصل عبور لحياة أخرى.فهنيئا لأصحاب القلوب النقيه اللذين يشبهون الصبح بإشراقهم.اللذين ينسابون كالفجر الرقراق علنا نعي سبحات الخلّاق🙏🙏🙏


. 🙏نموت ونحيا لنرتقي من ظلام العصور لعالم كل ما فيه نور🙏

🙏رامي الغالي سلام لروحك التي طالما بعثت بقلبي الحياة وأنارت روحي بنورها🙏💖🙏



الاثنين، 16 نوفمبر 2020

الشاعر عباس شكور

 يُحكى أنْ


من سالفٍ.. والأقوامُ في نصَبِ

يُحكى بأنْ رافدين من عجبِ


يُحكى بأنَّ الترابَ ثروتُهُ

أنَّ الهوا للشفاءِ من عطبِ


أنَّ اليتامى يهدونَ قصعتَهُ

أفواهُهم ما جاعت على سغبِ


وطينهُ والنخيلُ قد  غسلا

أملاحَهُ ...فالزلالُ بالشرِبِ


قد أنفلَ الخيرَ فيه مزدوجاً

توائماً بينَ الإنسِ والحقبِ


طيورهُ  والوحوشُ قد رسمتْ

سهولَه والجبالَ... بالذهبِ 


وقامةُ الريح أفلتت هرباً

لمّا رأت أنساماً بلا هربِ


ماذا جرى  قاداتٌ كإمّعةٍ

قاعدةٌ تنأى صوتَ مغتربِ


والغمد قد صار بيت عزّتنا

والسيف يبكي نصلاً من الخشبِ


لا دجلةً عادت تعرف قاربَـنا

وجرفها الصادي ناءَ بالحَدبِ


فراتنا والإنسان قد غرقا

وطافَ فوقَ الوجدانِ بالخرِبِ


وبلدٍ يُكحى أنَّ نسوتَهُ

أجملُ من حورِ العين بالرتبِ


يُحكى العراقُ الشموخُ ..كانَ هنا

فلتسألوا أذناباً عن السببِ



بقلم الشاعر عباس شكور 

احمد بياض

 من مناجم في حوض الشتاء


أوردة المنفى وطقوس الريح***


كُُنتَ‚ والجدار على الأبواب

فراشة تغازل كفّ الزّهر

ترافق صحوة السّديم 

في امتداد زهوة الأفق‚

        تقرأ‚ سيرة الدخان

 على رماد المدن العارية٠

/ تفك السنابل مخالب الريح/

في سراب الحكاية‚

يتعثر مهد الأشواق

تُسكر الأفواه صيحة الغربة

يرافق‚ شفة الخيام لثام قبلة

على خد ضَّريح ٠ 


كُُنتَ‚ والجدار على الأبواب 

وقْع‚على مخالب الطريق

انتظار‚ في غفلة الأشياء

أيقونة‚ على جسد البحر..................

على جسور الغيث

   يُطعِم السحاب

زهرة المنفى

صمت وبداية

/ على زهرة الأشواك طينا /

حين تدق النواقيس

حبات الرنين

في مجرى السعال المُورِق 

على أوردة الحنين‚

صريع الشمس

ينقش جداول الأشعة‚

سراب التمني:

عشق‚ متصوّفٍ مجْهول 

شاعر‚ أغمي عليه

في طقوس العبارة.


ذ  بياض  أحمد/ المغرب/

بقلم عمر الأشقر

 حين يلبس الجهل ثياب العلم !


 يحدث هذا المسخ في كل زمان ، لكنه في زماننا صار ظاهرة تؤرق ، وواقعا عاما يقلق ، وسلوكا حقيرا له الناس تصفق ...

لبس الجهل ثياب العلم ، ليس بغرض التمثيل المسرحي الفني للتوعية والتحسيس ، وإنما بغرض التمويه والتضليل ووضع الفخاخ للجفلى من الجماهير .

لبس ثياب العلم وخرج يتبهنس في مشيته ، ويتمايل في زهوه ، ويتبختر في غروره ، يأمر وينهى ، ويقبل ويرد ، وينفي ويؤكد ، ويحكم ويقرر ، لا كلام فوق كلامه ، ولا سلطة فوق سلطته .

سحر الجماهير فحسبته علما ساطعا ، ونجما لامعا ، وحسبت أهله علماء وحكماء ونبغاء لا يشق لهم غبار في المنقول والمعقول ، والمحقق والمأمول ، والمنقطع والموصول ، والمرجوح والمقبول ...

خرج هذا الجهل مجسدا في أعيانه يبتغي تطهير المجتمع ، وترقيته ، وتربيته ، وبناء قيمه وتصحيح معارفه ، وهو أولى بالتطهير ، والتنقية ، والتنظيف ، والتقويم ...

كم من جاهل أحمق انخدع لهوى نفسه ، فظن نفسه عالما جامعا ، وجهبذا لامعا ، ونجما ساطعا ، وغرور العالمين ينفخ فيه صبحا وظهرا ، وزوالا وعشيا !

أين تواضع ابن سيناء والخوارزمي وابن طفيل وإخوان الصفاء وابن خلدون وأبي حنيفة ومن على شاكلتهم من نبغاء هذه الأمة وحفاظها ومبدعيها وبناة عزها وحضارتها وصناع مجدها وتاريخها ؟؟؟

لقد أصبحت أربعة أمور ضرورية لمن أراد أن يلبس ثياب العلم والثقافة زورا ، وهي :

الغش ، والكذب ، والمداهنة ، والنفاق !

فمن توفرت له او فيه هذه الأمور الأربعة صار عالما لامعا في زمن العبث والضياع والتيه والهزال .

هزلت حتى بدا من هزالها كلاها ، وسامها كل مفلس !

إن جهل المجتمعات لا يزول بجهل آخر لبس ثياب العلم ، وتنكر في صورته ، إنما يزول بمقاومة العلم الخالص ، المؤسس على قواعد مرصوصة بشكل ثابت متقن ، المحين والمحبوك والمصفى والمعمق ...

إن المجتمعات في حاجة إلى علماء تجريبيين ، وعلماء طبيعيين ، وعلماء مكتشفين ، وعلماء تنويريين ، وعلماء الاجتماع والأخلاق والدين والاقتصاد والسياسات ...

العلم الحقيقي النافع للبشرية هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرا ، والجهل المفتون ، المتنقل في صورة العلم ، هو السبب الكلي في فساد هذا العالم السفلي ...



عمر الاشقر

بقلم عمر الاشقر

 الخوف المجحف ، في حياة ترتجف !


عندما يرتجف الإنسان إذا عطس ، 

ويفر من غيره إذا عطس ،

وعندما يرتعد إذا سعل ، 

ويهرب من غيره إذا سعل ،

وعندما يحسب كل حكة في الحنجرة خطرا محذقا ، 

وهلاكا محققا ، 

وموتا مطبقا ،

وعندما يجرب كل لحظة حواسه إن تعطلت خصوصا منها حاسة الشم ،

وعندما يخشى اللمس والهمس ومحاذاة الجموع ، ويخشى الريح والهواء ومس الأنف وحك العين والدموع ،

وعندما يخشى ما يؤكل وما يشرب وما يمضغ وما يبلع ،

وعندما ينغلق في زاوية مظلمة من زوايا بيته الضيق ، ويخشى أن يتسلل إليه الوباء من وراء الجدر ، أو من ثقب من ثقوب الأبواب والنوافذ والجدر ،

وعندما لا ينشغل فكره إلا بالموت الآتي من الصين ، والهلاك المرتقب كل حين ، 

وعندما لا تصله إلا أخبار السوء والشؤم بموت الأحباب والأصدقاء والأنساب ،

وعندما يقنط من كل مهرب من هذا الوباء الذي سيطر على مشاعره وعلى وعيه ولا وعيه ،

وعندما لا يرى إلا دخان الوباء يحيط به من كل جانب ،

وعندما يعلم أن المشافي لا تشفي ، والأدوية غابرة ومنعدمة ، والجموع الغفيرة تنتظر دورها في التحاليل التي لم تعد متاحة إلا بشق الأنفس ...

فماذا يبقى له من أمل وشعور بالأمن والاستقرار ؟

لقد نجح من جعل مشروعه الجهنمي بث الرعب والهلع في البشرية إلى حد لم يسبق له مثيل في تاريخ البشر ، لأغراض خسيسة وضيعة عدوانية عنصرية وبربرية .

لقد نجح في تعذيب البشرية وتعميم الخوف في الأرض وما حولها و ما فوقها وما جاورها من كواكب ومجرات .

حزنت النجوم والأقمار لحال الأرض ، وأشفقت عليها من الخوف الذي يعتصرها قبل قيام الساعة .

إن أشر أنواع الابتلاء هو الابتلاء بالخوف . قال الله تعالى في سورة البقرة :" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .".

لقد قدم الله تعالى الخوف عن بقية البلايا تقديم الشدة والخطورة والتأثير ، وهو الخبير بالنفوس وما تحمل وتحتمل وتقدر على احتماله .

كل الناس في هذا الخوف سواسية ، فالمصاب مصاب ومن لم يصب ينتظر أن يصاب .

كل خطوة يخطوها الإنسان يحسبها خطوة نحو الوباء فيرتجف ويرتعد ويحوقل ويستعيذ ...

إن الحياة إذا ملأها الخوف صارت موتا في موت ، وعدما في العدم .

إن العقيدة الصحيحة تقتضي مواجهة الخوف بالإيمان ، واليقين بأحكام القضاء والقدر ، واتخاذ أسباب النجاة كلها ، والتوكل على الله في السلامة .

إذا نجحت في إقناع شخص أنه في خطر الموت ، صنعت به كل ما تريد ، وتحكمت في عقله ومشاعره ، وجعلته ينصاع ويستسلم لأوامرك ، وهكذا فعلت مؤسسات الشر والخبث في العالم .

أقنعت البشرية بأنها في خطر الفناء ، فانساقت البشرية لأوامرها ونواهيها ، واستسلمت ، وأطاعت تعليماتها ، وتتبعت بكل حزم أخبارها ...

هكذا يكون الشر إذا استولى على العلم  !!!

يجعل العالم يرتجف ...



بقلم عمر الأشقر 

مقال بقلم الصحفي الشاعر/ عادل تمام الشيمي...

 موت الضمير..


.خلق الله الإنسان ووضع فيه أسس الحق والتوحيد وجعل له شعورا وقلبا وعقلا.اي..

(فطرة الله فطر الناس عليها)..فهي فطرة طبع الله الخلق عليها..

.فاالضمير هو مجموعة المشاعر والمباديء والقيم والأسس والنور الذي يوجد في جبلة الخلق كي يفرق بها بين 

الحق والباطل.النور والظلام .الصدق والكذب .الهداية والضلال .الشر والخير.الخطا والصواب.الحرام والحلال.

.فإذا مات الضمير اختل كل ذلك.فيري صاحبه الحق باطلا.والحرام حلالا.والظلام نورا والظلم عدلا.والنفاق صدقا...؟

.هذا الإنسان أصبح  عبدا ولم يكن سيدا..أصبح 

حقيرا ولم يكن عزيزا أصبح تابعا

ولم يكن متبوعا.

.مات عنده الإنسانية.وفارقت نفسه كل لطائف النور والحق والهداية..

لا يوجد عنده مقاييس ولا موازين ولا اسس.ولا مباديء يحدد بها الأشياء.بل تحكمه مصالحه 

ورغباته وهواه.

ونفسه وشيطانه.

انه خرج من منظومة الإنسان 

إلي فصيلة الشيطان من المكر والدهاء 

والخيانة والكذب 

والنفاق ..

..وما يحكم العالم اليوم هو 

موت الضمير 

وسلاح الأنا.. 

ويستخدمون كل الأسلحة الموجودة في

مخازن موت الضمير..

..ان الضمير اليقظ.الحي .القوي.هو اقوي أسلحة العالم..

..ان ابراهيم علية السلام وقف امام النمرود وما أدراك ما النمرود 

بيقظة الضمير والحق وقوة الإيمان وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين والمصلحين.

وقف موسي عليه السلام امام 

فرعون بما يملك 

من الحق والإيمان والضمير..

..وقف النبي صلي الله علية وسلم امام صناديد الكفر أمثال ابي جهل وابي لهب بما 

يملكه من الحق والإيمان..

.ان عمربن الخطاب وخالد بن الوليد لم يملكان صواريخ عابرة للقارات أو

طائرات.ف.٣٦..

او منظومة اس.٤٤.بل كانوا يملكون قوة الإيمان والحق والضمير فكان 

العالم وقت إذن 

يرتعد من اسم خالد بن الوليد 

وعدل بن الخطاب...

.اذا امتلك الرجل 

ضميرا حيا قويا 

ابيا صادقا امسي 

كانه جبال الهملايا أو جبال الأطلس لا تهزهمه الرياح الشرقية ولا الغربية بل هوثابت راسخ.

قال تعالي.

(ياايها الذين آمنوا أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)س.الانفال..

اي نورا وضميرا.

وهداية تفرقون به.بين الحق والباطل .الغث والثمين.الصدق والكذب..النفاق.

من اليقين..

..احييوا..ضمائركم.. تعيشوا سعداء...

والي لقاء..



مقال بقلم الصحفي الشاعر/

عادل تمام الشيمي...

المفرجي الحسيني

 الصـــبر المـــلاذ

------------------------

بعض الاحيان يصبح ،أن تصيري ملاذا ،آمنا للعهر العلني ،عندها يموت الزهر في المآقي ،تموت زقزقة العصافير ،إذا لا مجال الاّ لانتحار الحلم

يلبس أسمال الحداد المتعفن ،في قريتي، في نهرها ،في أوردتي ،ساحل من الدماء ،في أزقتها في لعب الاطفال ،في صناديق العجائز القديمة ،على كل غصن ماتت العصافير ،على كل حفنة تراب لا توجد ،آثار أقدام ،في تخوم القرية سهلها وجبلها ،نخوض في برك الدم ،وفي المناسبات العامة

صار ما يشبه بالدم ،مذابح أجساد بلا رؤوس ،رؤوس بلا وجوه ،بشكل دائم ويعاد بين فترة واخرى ،مرّة بأمر القضاة ،مرّة بأوامر السادة ،لكن القرية لا تموت ولا مرّة ،الاّ بإرادة الفقراء ،كيف نمزج الفقراء بالشواطئ

وتعود الزوارق الى ساحل الجوعى ،تحمل احلاما وارغفة ،لكن الفوضى هي الفوضى ذات معنى ،العصافير المنتوف الريش تعود الى أغصانها

تعود حركة الازقة ،كيف ترحل الوحشة ونبددها ،مازلنا نموت بيد القناص

ومختلف الاسلحة.. فؤاد عاشق ،حنجرته والشرايين فيهما دماء تطفو ،تخط العذابات والآه ،شيئا فشيئا تسري في الدم ،رؤوس وحيدة ترسم الظلال المهتزة ،يرسم الجوع والصمت والرعب ،ترسم الاحلام المدمرة

حين عشقت لم أعرف كيف كان العالم ،وكم هي حجم الاحلام ،وحين أسقط من سمائي على الارض ،كيف أمسي جثة هامدة؟ ،مرمية تنهش بها الغربان ،وهل ينزف النور من نوافذ بيوتنا؟ ،دون اراقة الدم ،من أجسادنا وغزير الدمع من مآقينا ،صحرائنا واسعة كأهل قريتنا ،نهرك الجميل يظل مختبئا تحت الرمال ،ذاكرتنا كذاكرة الامس ،لا زال نبضنا ينبض ،سهول القرية مملوءة بالأورام ،وللطعنات آثار ،تحسها رغبات الجراح ،دم مراق غزير ،عزف موسيقى الموت والولادة ،بداية الصوت والصدى ،تفجرت سهوب القرية ،بين الفقر والبؤس ،واقفون بين الضحكة والشفاه ،والجوع والخبز ،من الظلمة يخرج الهزيع ،من البرق تنبثق الرؤيا ،منافقون ،يرون جوعنا ،لا يكترثون ،يعرفون طعم دموع الاطفال ،لا يبصرون ،ألا ترون!

غدا لناظره قريب ،حكاية الخنجر والساعد...

***



المفرجي الحسيني

الصبر ملاذ

العراق/ بغداد

15/11/2020


الشـاعـر يوسـف العـصـافرة

 ......لوعــات الإشــتـياق .........




جرعت الصبر حتى طـال صبري

وبــات الصـبر جـزءاً مـن حياتي


أعيـش العـمـر مـحـكوماً لقـهـري

وأبـقـى صــابــراً حــتـى مـمـاتي


وكم حِلْمُ الحلـيـم بَدَى شمـوخاً

علـى السـفهاء في ثوب العظاتِ


كريــم النـفـس مـحـمـود الفـعالِ

شفيف الروح محـبوب الصـفاتِ


وكم من جـاهـل للطيـشٍ أفضى

وفي الساحات مشـهود الـسماتٍ


أعـــانـق كــلَّ فـجــرٍ فــيـه نــورٌ

لـعـل الفــجـر يـأتـي فـي ثــبـاتِ


يـذوب الـحـزن والآهــات تخفى

ولـيـل الـظـلـم يدخل في سُباتِ


أيــا دنــيا المــصــائـب غــادريـنا

سـنرضى في الـسـعادة بالفُــتاتِ


رفـضـت العيـش مـمـزوجـاً بـِـذلٍ

كرهت المـوت فـي أرض الـشتاتِ


لأرضـي بــات يحـمــلـني فــؤادي

لـهـا الخـطــوات تـسـرع بالــرُّفـاةِ 


شـهـيداً في سـبيل الأرض أقضي

أغــيـظ اليــوم يا شـعـبـي عُداتي


جــبـال الـنـار أعـشـق يــا بــلادي

قــباب الـقــدس تـعـرفــه ثــبـاتي


بأرضـك يـا الخليــل بنيت حلمي

وفــي حــيــفا ويـافــا هـا وفـاتي


ضـرام الـنـار في الأحـشـاء يـعلو

سـقـونـي المُـرَّ جرعــات سُـقـاتي


فلـسـطين الحبيبة طـال شـوقـي

حنـيـن الـقـلـب تكـتــبـه دواتــي






الشـاعـر يوسـف العـصـافرة

 البــحــر الــوافــر

  15/11/2020م

محمد جمال فايد

 ........كفر الناس الطيبين........

بحبك يا كفر شبرا زنجي

.......وأفخر إن عنواني عنوانك

وأشاركك كل أفراحك

...........وقلبي يتقطع  لأحزانك

وأتباهى بشبابك الراقي

............إللى عمره مايوم هانك

ولا باعك بجنيه وكرتونه 

...........وفي المواقف كلها زانك

وأخد قراره يواجه

.............الفساد والظلم علشانك

واتربى على أصولك

..............الغالية وأحلى ألحانك

وكل هدفه إنه يرفع من 

.......قدرك وشأنك ويعلي بنيانك

لأن أصوله عريقة نبتت

.......ونشأت في كل تربة بمكانك

وغرست فيه المبادئ

......والقيم ورفض كل من خانك

ومن يومه يشهد بفضلك

...........عليه ياكفر شبرا وحنانك

وبدعي ربي في السحر يدوم

.....عزك وأمنك ياكفرشبراوأمانك

ويبارك لك في أهلك وسكانك 

 ومن حفظ عهدك يابلدي أوصانك





............بقلم الشاعر..................

...........محمد جمال فايد..........

......جمهورية مصر العربية.........

..كفرشبرازنجي الباجورمنوفية..

الشاعر العراقي عبد الجبار الفياض

 اتصل بي العلامة المرحوم الدكتور السفير  محمد حسن كامل من باريس ض ليقول  :

انا متابع لما تنشر من شعر واحب ان اكتب لك مقدمة لاحد مجموعاتك الشعرية مع اني لم اكتب لاحد اطلاقاً. وكم كان سروري كبيرا بذلك.



قلت له دكتور لدي مجموعة شعرية تحت مطابع القاهرة باسم أبناء الشيطان. ثم أرسلتها اليه.

فكتب رحمه الله ( فرات الشعر). 


فرات الشعر 

بقلم سفير دكتور محمد حسن كامل 

رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب 

www.alexandrie3009.com

الأدب العراقي يرفل بمزيد من صور الإبداع الإنساني, هذا الإبداع الذي يصور محاكاة الفكر الإنساني لقيم الحق والخير والجمال من زوايا سقوط البحث عن سر الوجود في إبداع رب الوجود الواحد المعبود

هناك في بلاد الرافدين حيث ولد علم المنطق على لسان إبراهيم الخليل , وحيث سجل لنا القرآن والتاريخ البشري جداريات أدبية من فن المناظرات والحوار , تلك المناظرات التي اتخذت لغة الضاد أداة للتعبير والتقدير وتقرير المصير , بل كانت نفيراً ونذيراً , تخاطب الإدراك والعقل والمنطق لتصل إلى منصة التوحيد لله رب العالمين , ولعل قصة إبراهيم الخليل في مواضع عدة في القرآن الكريم تلقي بحزمة من نور تضئ الحاضر من الزمن البعيد .

ومما لاشك فيه أن الأدب يُعتبر فصيلة دم الشعوب , إذا أردت ان تعرف شعباً , عليك أن تطل عليه من نافذة الأدب , حيث ينقل لنا الأدب خلايا العمل الأدبي كاملة , أحداث وشخصيات ومواقف وتواريخ وعواطف , الادب ينحت على جدار التاريخ أصدق دراسة عن العصر وبكل فراسة .

لقد سجل أهل الرافدين أفراحهم وأتراحهم , أحلامهم وهمومهم , حياتهم وموتهم , كل شيء يخصهم , كان هذا التسجيل شهادة على العصر تعكسها تلك القوالب الطينية التي يرجع تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد أبان الحضارة السومرية , تلك الحضارة التي عكست عراقة شعب وفكر وأدب ساهمت كثيراً في تصحيح مسارات الطريق في العصر الحديث

لقد ظلت بلاد الرافدين في الضمير العربي , قلعة سخية يافعة من قلاع الشعر العربي , تحفظ للعربية حلتها وأناقتها وبلاغتها عبر الملاحم والأساطير التي تروي بفرات الشعر أسطورة شعب , وتاريخ وطن .

ولعل ملحمة جلجامش تعكس روعة الدراما والبحث عن سر الخلود .

إن ذاكرة الثقافة العربية تعي بوضوح تلك الومضات الأدبية التي زينت الحركة الشعرية في الفيحاء الناضرة من العراق .

إن التاريخ يطل علينا من تراث شعري عريق أنيق , أرتع في رياضه , وأتنفس اريجه , واتخذ حلة الفخر من ضفاف دجلة وشفاه الفرات .

وعل درب العطاء الثقافي الزاخر الوافر يواصل الفيض شاعرنا

(( عبد الجبار الفياض ))

عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب 

هذا الشاعر الذي يتنفس الشعر , والشعرُ يتنفسه , بين شهيق التجربة وزفير الإبداع , ليرتقي على منصة الشعر , بمداعبة وملاعبة

بين مد وجز , بين زبد البحر وجزر الشعر , هاهو في هذا الديوان يطل علينا بتلك الومضة الإبداعية :


وطني أيهّا النّبيّ


دعِ القداسةَ تطفو على سطحِ مُحياك . . .

منكَ توهّجَ الطّينُ حروفاً

وبكَ تخطّى الوجودُ مساحةَ العَدَم

واليكَ تُشدُّ الرِّحال . . .

فأنتَ نبيّ . . .

ورسالتُكَ في الحبِّ

حملتْها أمواجُ عشقٍ مُتكسّرةٌ

على شواطئِ الخلود . . .

ولوّنتْها في صحائفُ الألقِ

أجنحةُ الضّياء . . .

رسالة لهذا الوطن الذي ربما اكونُ قد أسرفت في الحديث عنه , الوطن هو القصيدة , والقصيدة هي الوطن , الوطن نبي ولاسيما إن كان الوطن خليلاً وأباً لكل الأنبياء

بهذا المطلع والمقطع ينعش شاعرنا الذاكرة , ذاكرة مقدسة , ذاكرة نبي , تُشد إليه الرحال بعد كل رحلة وترحال , وطن يحج الناس إليه بشعائر الحب السرمدي لله الواحد المعبود .

شاعرنا يؤجج مشاعر الحب في القلوب , لتعبر الحدود والقلاع والجبال والسدود , فوق الألوان والأحلام والقارات واللغات , ينتقل من المحلية الضيقة ذات الأزقة , إلى العالمية الرحبة الواسعة .

نعم كل وطن نبي , النبي هو الوطن ...هو الأمن.... .السلام.... .النور. ..... وهذا ما يحلم به شاعرنا الفياض عبد الجبار الفياض .

الشاعر هنا يسجل شهادته على العصر ولاسيما في الوقت الحاضر

تلك الشهادة تجعل شاعرنا يقفز بنا في :

صحراء الوهم فيقول :


صحراء الوهم


تأكدتُ أنَّ غبائي

كحذائي

لهُ قيمةُ اللؤلؤ في مجاهلِ البحار . . .

سمْسمٌ

يفتحُ الآفاقَ في وجهِ اللّصوصِ . . .

في تسلّقِ البعيد

والطّوافِ حولَ صَنمٍ

ماتَ لتوّهِ

ووضعَ لسانَهُ بلسانِ كلبٍ

وتنفّسَ . . .

إنّهما مَعَاً

يلهثان . . .

مطلع صارخ ساخر مستفز , بفعل ماضي يحمل دمغة التوكيد والتأكيد في لفظه ورسمه (( تأكدتُ )) مسنداً إليه تاء الفاعل , أما مادة التأكيد هي (( غبائي )) وبلاهتي وكأنه يصطحبنا في مغارة (( على بابا )) تلك الأسطورة القديمة التي تعكس خيوط الصراع بين الخير والشر , ببساطة شديدة لتفرج عن حكمة تطفو فوق سطح الأحداث قبل أن تنزل ستارة النهاية في مسرح الحياة .

توقفت كثيراً عند قوله (( كحذائي ))....هناك مشبه ومشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه , تلك الأركان تؤكد التشبيه من الدرجة الأولى وكنت أتمنى ان يحذف الشاعر أداة التشبيه لتصل إلى قمة البلاغة والروعة , وعلى كل حال يفتح سمسم المغارة والعالم السحري , وتنعكس الأضواء اللامعة على كنوز لا حصر لها تحت أقدام اللصوص...... وأي لصوص .....!!

حينما تموت أحلام الشاعر على ظهر سلحفاة عجوز......في هذا البيت :

على ظهْرِ سُلحفاةٍ عجوز

أي بلاغة صارمة تعكسها تلك الرؤية , من أي زاوية تُرى , من أين أتت...؟ وإلى أين تذهب تلك العجوز بأحلام في صحراء الوهم ...؟ يستطيع القارئ والمتذوق للشعر أن يلهث ليلحق بركب تلك القاطرة من سلحفاة حلم .....أم حلم سلحفاة في كثبان الوهم .....!!


صُلِبَ الجوعُ من أُذنيْه

على بواباتِ أحياء

تقتاتُ نهاياتِ الأشياء

لم تمسسْها يدٌ من سُلطانٍ

قط . . .

وما شهدتْ عرباتِ اللّونِ الأسود . . .

الأشياءُ هنا

تولدُ

بلونِ العِشق . . .

ولا تعرفُ رقصاً بأكفانِ الموتى . . . !

بهذا المقطع يرصد شاعرنا الواقع بكل ما فيه من ألم بهذا الفعل المبني للمجهول

(( صًلبَ الجوع ُ من أذنيه ))

استعارة بلاغية جسدت قسوة الواقع ولاسيما من ثورة الجياع الذين ثاروا وصلبوا الجوع , ويتألق الشاعر في نحت جدارية الثورة بفن تشكيلي يعكس ظلال الصلب بمسامير تدق في الأذن ليتدلى منها جسد الجوع على صليب الفقر .....!!!

وتزداد الصورة بؤساً حينما يقول : تقتات نهايات الأشياء......أي اشياء بالية يكون هذا القوت ......؟ صورة صادمة للعقل والخيال

وكأن الشاعر يستفز خيال القارئ بثورة تجسد واقع شعب ينزح تحت ويلات الجوع والفقر . ويزيد استفزازه بقوله : لم تمسسها يدٌ من سلطان قط .. .!!

هنا يحاول الشاعر أن يتماسك وأظن انه لن يتماسك أمام عروس الشرق , (( بغداد )) حينما قال :


لو بكتْ بغدادُ

بكتْ من الملائكةِ عيون. . .

وعصبتِ الشَّمسُ عينيْها . . .

وأطفأَ القمُر شموعَ عُرسِه . . .

وتدلتِ الثـُريا بحبالٍ منْ ألم . . .

ومنعَ دجلةُ أمواجَهُ من صُنعِ أسورةَ حُسنٍ

لضفافِه . . . !

وتكورتِ الحروفُ نقطةً سوداءَ

في أبجديةِ الزّمنِ المُنكسر . . .

رُفعتِ الأقلامُ . . .!

يبدأ قصيدته بهذا الحرف (( لو )) وهو حرف يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط كأنما يريد أن يعايش الحدث قبل وقوعه للتحذير والنذير في الجواب بالأفعال الماضية التي تجسد المأساة (( بكتْ , وعصبتْ وأطفأ وتدلت , ومنع وتكورت وأخيراً رُفعت )) هذا التسلسل يجسد الحدث بكل مفاصله وتفاصيله , الأمر الذي يجعلنا رؤية شريطاً من الأحداث يمر ببطيء شديد على شاشة العقل , ينحت بقسوة تعاريج الزمن على وجه صبية فتية ندية تدعى (( بغداد ))

لقد أفاض شاعرنا (( عبد الجبار الفياض )) بفيض غزير , جمّع فيضه للبحث عن الحرية والحق والخير والمساواة , وهو بهذا المنحى , لحق بقاطرة الأدب العالمي من محلية الزمان والمكان والأحداث واللغة , إلى عالمية اوسع وأرحب حيث الاهتمام بالإنسان

كونه إنسان , بغض النظر عن دينه أو لغته أو عرقه .

لقد تميز الديوان بمواكبة نبضات التاريخ المعاصر الذي ضُبب فيه المشهد , وتداخلت فيه الأحداث , وظهرت فيه بقع الدم الداكنة التي تحصد كل يوم ضحايا وشهداء.....!!

لقد قرأ شاعرنا بدقة كل المعطيات المطروحة على شاشة الحدث ليغذي ذاكرة التاريخ بهذا الديوان .

تميز هذا الديوان بسرعة الايقاع في الانتقال بين صورة وأخرى , دون ان يشعر القارئ بهذا الانتقال , بالإضافة إلى نقاء الصورة في شاشة الخيال من خلال توظيف الألفاظ للغرض المرسوم لها .

دلالة الكلمات في هذا الديوان جعلت القصائد تعبر حدود الزمان والمكان لتلقي بظلالها على واحة الإبداع .

كلمة أخيرة :

الإبداع في نظري هو فن صناعة الدهشة دون تقليد بفن جديد لأطول مدة ممكنة بقيم الجمال والكمال والجلال.......!!!

هل استطاع شاعرنا تحقيق تلك المعادلة الصعبة .....؟

هذا ما ستكتشفه أنت عزيزي القارئ ......!!!



بقلم السفير الدكتور

محمد حسن كامل

رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

باريس 15 نوفمبر 2013

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

جميلة محمد

بعد كورونا
ماذ ا   تغير .......؟

خيوط الشمس  تتلون
بالاخضر
كي لا تحرجنا 

تختبيء ولا تظهر

كان ليلنا بات اطول
ام ان القمر منا يسخر

التف حول الأرض.
لفته الكبرى
فأظلم جانبنا واكفهر...

ماذا بعد ..؟
جولة أولى وثانية وثالتة

ام ان عيوننا لم تعد  تبصر..

ام اننا صرنا فئران تجربة
في قبرها تحفر ..

تهرب من الموت الى الموت

تتناسى كل بؤر  التوتر

لاتموت ولاتحيى
متوارية  .. متحجرة

تصبح ميتة أكثر.. ...

فما عساه ينفعك شعري

وما أخط وما انثر

ونحن بحاجة إلى ثورة

في العقول أكبر ...

  إلى  اهرام  في النانو

يتقنون لغة المستقبل ...

ما عساي بشعري
وان عروضا افعل ..!!

أحسست العجز في زمني

ففي زمني ،

كل شيء بسرعة الضوء يتطور

ففي زمني ،

كل شيء بسرعة يتغير

ومازلت انا ...  كالابله
اخط  بابجديتي ...

بكائيات  حسرة على اطلالي

..........و لا أكثر...

جميلة محمد القنوفي
المملكة المغربية
من
فراشات بعد كورونا

..



الأحد، 8 نوفمبر 2020

بقلم احمد المقراني

 إلى روح الشهيدة الملاك رزان اشرف النجار



يا عزة الـــــنفس والإقــــدام تقترب°°°نحو المعالي وحيث الشهب تلتهب

ياداعي النصرقد وفيت ما عهـــدت°°°به البطولة ثَـــــمّ الكد والنــــصب

شهادة وزنت بالـــوفر ما قــــــدّمت°°°كلتا اليدين وأيـن منــهما الــــذهب

أنت الشهيــــــدة مأواكِ النعــــيم فلا°°°نامت عين الجبان وهُــــوَّ ينسحب

أرض الـــــوغى مُهّدت للحرمكرمة°°°فخاض قسطلها (سبعٌ ولا عجب)

وقُلتِ :لبيــــكِ لما صاحت كرامــتنا°°°:وامسلماه دهاني الضرُّ والعطب

أعددتٍ للعـــادي ما يفنيه من عُـــدد°°°ثم انطلقت فأنتِ الرعب والـرهب

يا من هـــزأتِ بموت كالبعير قضى°°°فوق الرمال وسرب الباز يقترب

فضلتِ ســاح الوغـى للموت مفخرة°°°إلى جوار كريم زانـــــك الطلـب

نامي شهيدتنا فلــــــن تعدمــك مأثرة°°°نـــــورٌ لأجيالنا ما مرَّت الحقـب




بقلم أحمد المقراني

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

سمير شحاتة و اصدار جديد

 صدر كتابي الجديد  :

           جعلونى ملكا

ضمن احتفال مهرجان 


الاسكندرية السينمائى الدولى بمئوية ميلاد الفنان فريد شوقى الذى يستحق لقب فنان الشعب بعد ان فاز بقلوب البسطاء (جمهور الترسو).. شكرا للكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة لكتابته افتتاحية الكتاب .. وشكرا للفنان المبدع عمرو فهمى لتصميمه الغلاف.

ستقام ندوة بهذه المناسبة الساعة ١٢ ظهر الأحد ٨ نوفمبر بفندق شيراتون المنتزة.. سوف أتشرف بإدارتها بحضور السيدة سهير ترك وإبنتيها رانيا وعبير فريد شوقى.



الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020

مجد الدين سعودي

 حسن السوسي في ديوانه الشعري (روح الياسمين) :الشعر بطعم الياسمين

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _


القسم الأول

_ _ _ _ _ _ _ 


برولوغ

_ _ _ _ _


حسن السوسي ...

اعلامي حقيقي زمن البهتان ...

شاعر رأسماله هذه المكاشفات الشعرية والجمال الانساني ... واعلامي يناصر قضايا الوطن ...

عاشق لفلسطين ...

صوت من لا صوت له ...

الشيء الذي دفع الأديبة مليكة الجباري في التظهير الى القول : (( حسن السوسي شاعر كتب منذ نعومة أظفاره شعرا ، ومقالات سياسية ... بقي على العهد ولم يحد عن قيمه ولغته ، رغم المدة التي قضاها في الغربة بلندن وباريس .

عرف كصحفي اعلامي محنك ، ومحلل سياسي فطحل . دافع عن قضايا وطنه باستماتة نادرة ، في العديد من المقالات السياسية التي نشرت له في صحف ومجلات عربية ، وطنية وأجنبية ... )) .

وشاعرنا حسن السوسي يفتح كوة في جدار الأمل ، فيعبر بلغة الشعر عن الياسمين والبياض ، ويعبر عن الشعر بلغة بياض الياسمين ..

سألنا الأديب والإعلامي حسن السوسي هل يجد نفسه في الشعر أو القصة أو الاعلام؟

فكان جوابه : ((الشعر بالنسبة لحظات متميزة تتخلل مسار الحياة ولا تعرف موعداً بعينه ولا تتقيد بإرادة ،إنما هي تأتي هكذا فتنحو نحو تسجيلها بالطريقة المتاحة  وفي لحظتها بالذات. أعتبر نفسي خارج المهنة وأضعها ضمن الهواية الضاغطة أحيانا. القصة بالنسبة لي هي ترجمة لمختلف مراحل الحياة الإنسانية. أحببت في صغري القصص القرآني وظل لهذا الحب قوته في دواخلي ، لذلك أميل أحيانا إلى تسجيل الوقائع ضمن منظومة من التخيل الذي لا يتقيد بالوقائع بل يضفي عليها مسحة من الإبداع الضروري لمنحها حياتها الخاصة ، الإعلام بالنسبة لي كان حلما لازمني منذ الصغر لست أدري لماذا لكن هذا واقع يعود إلى نهاية ستينيات القرن الماضي. ظروف الحياة الفعلية شدتني إلى الإعلام رغم تكويني الجامعي الفلسفي. باختصار حسن السوسي إعلامي مهنةً ، يحب الشعر والآداب بصفة عامة ويقتحم ميادينها من حين لآخر على سبيل المحاولة والمتعة .))

وعن الشعراء والأدباء الذين أثروا في مسيرته الأدبية ، يقول : (( أنتمي إلى جيل قرأ الكثير من النصوص الأدبية والنقدية العربية وغير العربية. قرأت نجيب محفوظ كما قرأت إميل زولا ، أحببت شعر المتنبي والبحتري وأبو تمام وابن الرومي ،كما أحببت فيكتور هوجو وبودلير وابولينير ورامبو، لدي ميل كبير إلى محمود درويش وسميح القاسم وومعين ابسيسو ونزار قباني،  كما أحببت عمرو بن كلثوم وأبو نواس وأبو العتاهية  ... أنا مزيج من كل هذه القراءات التي لم أتوقف قط عن تذوقها  ، أقرأ أكثر مما أكتب ليس لأنني أتهيب الكتابة وإنما لأنني أعتقد أن الكتابة لا ينبغي أن تتجاوز لحظة إنصات لمن يكتبون أو كتبوا عن موهبة ومران ...)) .


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


1 ياسمين السيرة الذاتية 

_ _ _ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ 

 

حسن السوسي...



من منطقة المغرب الشرقي...

حاصل على إجازة في الفلسفة ...

مارس مهنة المتاعب (الصحافة) منذ مطلع الثمانينات...

مسؤول سابق بالقسم العربي لجريدة أنوال الأسبوعية لمدة ست سنوات ...

كتب في عديد من الجرائد والمجلات المغربية والعربية (الاتحاد الاشتراكي ، السفير اللبنانية ، الحياة اللبنانية ، الأهرام القاهرية ... ) .

مدير تحرير سابق لمجلة (الشعب العربي) في باريس.

قدم عدة برامج سياسية في شبكة الأخبار العربية لندن.

محلل سياسي في عدة قنوات فضائية (سكاي نيوز ، الغد ، الحوار ، المغاربية ، الحرة ).

قناته في اليوتوب تعرف التفاعل والانتشار ...

له ديوان شعري بعنوان ( روح الياسمين) .

من مشاريعه القادمة:

( كتاب حول القضية الوطنية .

كتاب حول الثقافة السياسية.

كتاب حول الممارسة السياسية. )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


2 ياسمين الاهداء

_ _ _ _ _ _ _ _ _ 


هو اهداء بطعم المحبة والاعتراف (الزوجة والابناء) بسبب تحملهم غربته عن الوطن والعيش بعيدا :

(( الى زوجتي رقية،

الى أبنائي سميح ، سلمى ، شادي ونزار الذين تحملوا الغربة عن الوطن وغربتي الخاصة ، في الزمان والمكان ...

لكم حبي ، واليكم اعتذاري عن كل ما تسببت فيه من معاناة إضافية لكم ، حقيقة ، ولو دون قصد . الصفحة 3 ) .

وطعم الغربة مرير ، وهذه الشاعرة الفلسطينية (انتصار الدنان) المغتربة في لبنان تشتكي من الغربة وتقول في قصيدة (غرباء نرحل) :

(غرباء نرحل دون عنوان

.... خاوية قبورنا باردة

... ملّت أجسادهم الانتظار

سفينة العمر ترحل

والجسد يشتهي طعم التراب

تراب الوطن.)

والأديب حسن السوسي يحس بوجع الغربة والبعد ، فكان اهداؤه لعائلته الصغيرة التي تحملت بعده وحنينها وشوقها له .

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

3 ياسمين العنوان

_ __ _ _ _ _ _ _


لقد اختار الأستاذ حسن السوسي (روح الياسمين) عنوانا لديوانه للأسباب التالية : (اخترت هذا العنوان لأمرين: أولهما كون هذا النص مركزيا ضمن المجموعة ، لذلك كان ضروريا إبرازه عنوانا دالاً ، الثاني: لأن الياسمين بالنسبة لي أمل دائم لأن عبقه لا يعرف الحدود ويخترق كل تخوم المكان والزمان. ولأن داخل المجموعة نصوصا تنضح بالألم أحيانا فلست أريدها أن تكون دليلي إلى الحياة كما لا أريدها أن تكون كذلك لغيري من الذين يقرأون تلك النصوص ... ) .

وللأستاذ حسن السوسي حكاية مع الياسمين كالتالي : (حكاية إنسان مع الطبيعة ومفاتنها أولا، وحكاية إنسان تلقى كثيرً باقات ياسمين ضمن بيئة تحتفي بالياسمين باعتباره رمز الحب في لونه وفي عبيره على السواء ... ) .

وفي هذا السياق هناك أسطورة يونانية قديمة تدور حول البياض والياسمين ، ملخصها أن عاشقين افترقا ، فهامت العاشقة بين الكواكب تشكي لها لواعجها ، وكان العاشق يتبعها من كوكب لآخر بحثا عنها ، وعندما وصلت العاشقة الغاضبة كوكب الأرض ، بكت ، فكانت تنبت زهرة بيضاء مكان كل دمعة ، حتى امتلأت الأرض بالزهور البيضاء ، ثم غادرت الأرض ، فوصل حبيبها الى الأرض ، ليستنتج بأن حبيبته مرت من الأرض ، فكان يعانق الزهور ، وكلما قبض على زهرة الا وانحنت له ، فيضع عليها علامة  ومن تم يتغير لونها، وهكذا ، ووصل زهرة الياسمين فأبت الانحناء له وحافظت على لونها الأبيض الى الآن ... والعبرة أن من ينحني يسهل تغييرة وتشكيله ، ومن يرفض الانحناء يبقى أبيضا شامخا وعزيزا ...

وتقول الأديبة المغربية مليكة الجباري في ظهر ديوان (روح الياسمين) : ((للياسمين روح تحرر فيه الشاعر (تقصد حسن السوسي) من قيود السياسة ليضيء عوالمنا بلغة مجازية . أحيا فيها الزمن ، وأشعل في دواخلها الحياة ، ليهدينا باقة شعر واكليل عطر ، تطرد الضجيج القابع خلفنا ... )) .

وجاء في موسوعة (ويكيبيديا) في مقال بعنوان ( ياسمين) ما يلي :

(( وقد تغنّى الشعراء بالياسمين وغنوا له، وتدلّى على شرفات المنازل وغطّى أدراج البيوت ومداخلها وعتباتها، وفي مدينة دمشق عطّرت رائحة الياسمين المساءات والأزقة والأفق الواسع حتى عُرفت بمدينة الياسمين، وبدت كما يصفها الشاعر الأندلسي (ابن البار) :

(فتلـك عروش الياسمـين وزهـره  كزهر النجوم وسط أفلاكها تبدو)

ولعل أكثر من تغنى بـياسمين دمشق وبياضه الناصع الشاعر (نزار قباني) الذي أهدته دمشق (أبجدية الياسمين) حسب تعبيره، وحكاية نزار قباني مع الياسمينة الدمشقية بدأت منذ فتح عينيه على هذه الحياة لأول مرة، ترعرع في ظلها لتصبح جزءاً من حياته وتفكيره وشعره ونثره، فالياسمينة الدمشقية موجودة في الكثير من قصائد نزار قباني . وأظهر تعلقه الشديد بها حتى أواخر حياته حينما كان يوصي ويصر على أن يُدفن في التراب نفسه الذي نبتت فيه حبيبته ياسمينة دمشق، حيث قال : (إنني أرغب في أن ينقل جثماني بعد وفاتي إلى دمشق ويدفن فيها في مقبرة الأهل لأن دمشق هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع وأهداني أبجدية الياسمين) ..

أما الشاعر محمود درويش فيقول في قصيدته "في الشام" بمجموعته (لا تعتذر عما فعلت) : (في الشام، أعرف من أنا وسط الزحام، يدلّني قمر تلألأ في يد امرأة عليّ، يدلّني حجر توضأ في دموع الياسمينة ثم نام) .

وفي ما مضى "أبو البقاء عبد الله البدري"، عالم من القرن التاسع الهجري، ذكر في كتابه (نزهة الأنام في محاسن الشام): (أن من محاسن الشام (الحواكير) وهي كالحدائق في سفح جبل قاسيون، زُرعت بالرياحين والياسمين والأزهار المتنوعة ليحمل منها النسيم العابر طيب الريح، ويسري به إلى أماكن أخرى من المدينة... . ويكيبيديا )) .

 وعن أهمية الزهور وضمنها الياسمين ، في مقال له بعنوان (أساطير الزهور .. لغة رمزية ومفردات برائحة الأزل ) ، يقول عبدالقادر طافش :

(( يقول المثل الصيني: «إذا كان لديك رغيفان فبع أحدهما واشتر بثمنه زهرة، فإذا كان الخبز غذاء للجسد فالزهر غذاء للروح» ...

ويواصل : (( علاقة الزهور بالأساطير علاقة قديمة قدم الإنسان نفسه، ففي الثقافات القديمة ارتبطت الأزهار بالرموز ارتباطاً وثيقاً فكان زهر الغار رمزاً للنصر، والزيتون رمزاً للسلام، وزهرة الشوك رمزاً للآلام في أقسى صورها، وزهرة الياسمين غدت رمزاً للطهارة لارتباطها بأم السيد المسيح مريم العذراء عليها السلام. ))

والجدير بالذكر أن لفظ الياسمين جاءت في عدة عناوين لمجموعات شعرية وقصصية وغيرها ، نذكر منها على سبيل الحصر :

(موسم الهجرة الى الياسمين) لمعتز هاني (وهي مجموعة قصصية)

(أبجدية الياسمين لنزار قباني) (وهو ديوان شعري)

(سفر الياسمين) لعلي الشوابكة (وهو ديوان شعري)

(بانتظار الياسمين) لسمير حسين (وهو مسلسل تلفزيوني)

(دموع الياسمين) لمحمد القاطوف (وهو ديوان شعري)

(سيدة الياسمين) لمحمد محضار (وهو ديوان شعري)

(وعد الياسمين) لرابح فيلالي ( وهي رواية)

(فراشات بعطر الياسمين) للقاص محمد أبوناصر (وهي مجموعة قصصية)

(شجرة الياسمين) لغسان سعود (وهي رواية)

(أحلام الياسمين) لأمجاد الأسدي (وهي رواية)

(غصن الياسمين) لمهند التكريتي (وهي مجموعة قصص قصيرة)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


القسم الثاني

_ _ _ _ _ _ 


1 عبق الياسمين

_ _ _ _ _ _ _ _ _


يحضر الياسمين رمزا للوجود والطهارة وتحدي الغربة لدى محمود درويش الذي يقول

في قصيدة (ليل يفيض من الجسد):

(ياسمين على ليل تموز ، أغنية

لغريبين يلتقيان على شارع

لا يؤدى الى هدف ...

من أنا بعد عينين لوزيتين؟ يقول الغريب

من أنا بعد منفاك في؟ تقول الغريبة.

اذن حسنا ، فلنكن حذرين لئلا

نحرك ملح البحار القديمة في جسد يتذكر ... )

ويواصل محمود درويش في نفس القصيدة مخاطبة الياسمين :

(يا سيدي؟ هل لدينا من العدل ما سوف

 يكفينا ليجعلنا عادلين غدا؟

 كيف أشفى من الياسمين غدا؟ ... ) 

ويتابع بوح العاشقين للياسمين :

 ( هكذا يترك العاشقين وداعهما 

فوضويا ، كرائحة الياسمين على ليل تموز ...

في كل تموز يحملني الياسمين الى 

شارع لا يؤدى الى هدف،

 بيد أني أتابع أغنيتي : 

ياسمين على أغنية تموز )

والملاحظ أن الشاعر حسن السوسي وظف الياسمين في عدة قصائد ، ففي قصيدة (للياسمين روح) ، تبتدئ كل المقاطع بالياسمين:

(للياسمين روح

يذكي روح اللواعج

الحرى ... الصفحة 9 )

و :

(بلسم هو 

ياسمين الصباح

لسهاد تملك

ليال

كأبد الدهور ... الصفحة 10 )

و :

(بلسم 

هو الياسمين

لكلام باهت

عن لحظات الاندمال ... الصفحة 11 )

و :

(نور

هو ياسمين الفجر

يخترق عتمة

غيوم الأيام ... الصفحة 12 )

و :

(للياسمين روح

الصباحات ... الصفحة 13 )

و :

(للياسمين طعم

التواطؤ الجميل

بين حقيقة الوجد

وسورة التمنع ... الصفحة 14 )

و :

للياسمين

لحن انقياد الروح ... الصفحة 15 )

و :

(للياسمين

لون تباريح

نهاية تشابك 

الألوان ... الصفحة 16 )

و :

(للياسمين

همسة البوح

الضالع في سويداء

قلب

أثخنته سهام

نافذة الحد ... الصفحة 17 )

و :

(للياسمين لغة

روحها

ختل

الروح آسرة

الأسرار

للياسمين 

فتنة مخضبة ... الصفحة 18 و 19 )

وسار الشاعر حسن السوسي على هذا المنوال في المقاطع السبع المتبقية من القصيدة ...

يناجي ياسمينه في قصيدة (سدول الوهم) ، فيقول :

(أحيى ياسمين الليل

لواعج ياسمين

الفجر ... الصفحة 37 )

بينما يتحول الياسمين الى زنبقة يفوح عبيرها في قصيدة (مقلة السريرة) :

(تتهادى زنبقة

الفجر

في حقل

الورود

يخفرها رحيق

البراعم الندية ... الصفحة 59 ) 

وها هو الياسمين يكتسي عطر المروج ، فيصدح شاعرنا في قصيدة (عطر المروج) :

(عطر ، عطر ، عطر

فاح

ملء السماء.

عطر المروج

فاح ، فجرا

في كبرياء ... الصفحة 126 )


_ _ _ _ _ _ _ _ _  _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


2 عبق الحنين 

_ __ _ _ _ _ _


يقول إبراهيم ناجي في قصيدة (الحنين) :


   (( أمسى يعذبني ويضنيني

 شوقٌ طغى طغيانَ مجنون

 

 أين الشفاء ولمَ يعد بيدي

 إلاَّ أضاليلٌ تداويني

 

 أبغي الهدوء ولا هدوء وفي

 صدري عبابٌ غير مأمون

 

 يهتاج إن لَجَّ الحنين به

 ويئن فيه أنينَ مطعون

 

 ويظل يضرب في أضالعه

 وكأنها قضبان مسجون )

ويواصل إبراهيم ناجي في نفس القصيدة :

 

( ويحَ الحنين وما يجرعني

 من مُرِّه ويبيت يسقيني

 

 ربيتُه طفلاً بذلتُ له

 ما شاء من خفضٍ ومن لينِ

 

 فاليوم لمّا اشتدّ ساعدُه

 وربا كنوارِ البساتينِ

 

 لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي

 زاداً يعيشُ به ويفنيني

 

 كم ليلةٍ ليلاءَ لازمني

 لا يرتضي خلاً له دوني

 

 ألفي له همساً يخاطبني

 وأرى له ظلاً يماشيني

 

 متنفساً لهباً يهبُّ على

 وجهي كأنفاسِ البراكينِ

 

 ويضمُنا الليلُ العظيمُ وما

 كالليلِ مأوى للمساكينِ ))

 وحنين شاعرنا حسن السوسي ذو شجون ، فهو يفتح كتاب الذكريات في قصيدة (ملحمة الذكرى) ، ويقول بحزن :

(من غياهب الذكرى

تخفق اللواعج بالحب الأبدي


من شرايين الذكرى

تحتدم الهواجس

في بؤرة الوجد

جارفة كدر السنين

عن أديم التجلي

وآلام التوغل

في جروح المدى ... الصفحة 44 )

وبلغة التمني والحسرة :

(ود لو تمادى الحنين

في عصيانه العنيد

خدعة السراب

في فيافي العمر

ود لو عادت الذكرى

الى غيبتها الحميمية

تجلو عنها سجف العتمة ... الصفحة 47 )

ويواصل :

(ود لو تخفره السنون

في مسيرة التوجس

عبر مفازات

يعوي في فراغها

أزيز القيظ ولهاث الذئاب

لم يطرقها رحيل الأرق

في ليلة العمر

لم تطمثها

قبل أنفاسه الحرى المتوسلة

سدوم الترحال . الصفحة 48 )

يقول في قصيدة (تألق الصدى) :

(هو الحنين 

الى المرابع

الأولى

هو النهل

من المنابع

الأولى؟ ... الصفحة 54 و 55 )

وكذلك :

(هو الحنين

الى

منبع المرابع

الأولى؟


هو رواية

صبابة

رحلة الصدى


وترانيم التجلي


حفريات الألم

دهاليز اللذات

لهب

شرارة البدء

حرارة الذكرى

وتألق الصدى

في دروب

الحنين ... الصفحة 58 )

يعود لنوستالجيا الوطن في قصيدة (حبلى هذه الديار) :

(أشجار الصنوبر

فيك للنسور

مرافئ

وقلبي

أيتها النسور المحلقة

الريف

الأطلسان

شلال دمنا

المسفوح

بعطر السفوح ...140 و 141 )

ويختم قصيدته قائلا :

(تعالى النشيد :

مرحى بالريف

مرحى بالأطلسيين

مرحى بالهدير . الصفحة 144 )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


3 عبق الجنون والحلم

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _


عبق الجنون

_ _ _ _ _ _ _


يقول نزار قباني في قصيدة (القصيدة تولد من أصابعها) :


 (( 

3

ولدتُ في برج الحمل .

برج المجانين الذين قرروا

أن يسرقوا من السماء النار …

4

خرجتُ من محارتي

مضرجاً كالسمكة ..

وفي يدي طبشورة تبحث عن جدار ..))

ويواصل نزار قباني لعبة الجنون والتمرد في نفس القصيدة :

((

5

هواية التكسير ..

كانت مهنتي .

وشهوة الخروج من

عباءة الأخوال و الأعمام …

6

يوم اشتروا لي قلماً .. ودفتراً

قررت أن أكون من عائلة البروق ..

لا عائلة الأحجار .. )) 

_ _  _ _ _  _ ___ _ _

ويمشي الشاعر حسن السوسي على نفس خط الجنون في قصيدته (عقل الجنون) :

(قيس عاقل ،

لا مجنون سواي.

ليلى تقفو أثر العشق

توقد جذوته

في الأعماق . الصفحة 27 )

وكذلك :

(لا مجنون سواي.

أسامر ليلي طلاسم

بوح ليس مثل البوح

أفك شفرة الصمت،

أقرأ اللاحروف المنقوشة

على شغاف قلب الذكرى

أعيد الكرة

تلو أختها

صبحي وأصيلي ... الصفحة 28 )

ويواصل :

(لا مجنون سواي

لا عقل

يدلني على جنوني ... الصفحة 29 )

ويتساءل :

(فكيف أدرك جنوني كنه الجنون

وكيف أزعم يتم جنوني

وأن لا مجنون سواي .  الصفحة 29 )

ويختم جنونه قائلا :

(ليلى عقل اللواعج

وقيس سادر في لجة عقل الجنون ... الصفحة 29 )

في قصيدة (مناجاة مختلسة) ، يكون الجنون بطعم الرغبات :

(رونق خاص

همس دافئ

عتاب مضمر

عن الغياب الحاضر

تسمو في أفق الضياء

تعامق سورة النجوم

الرافلة في حلل

موشاة بنور

الرغبات المؤجلة

رغبات الجنون

اليقظ

رغبات جنون

الجنون ... الصفحة 71 )

_ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


عبق الحلم

_ _ _ _ _ _


يقول أدونيس في قصيدة (حلم):

 ( غبْتَ ، اختفَيْتَ ؟ عرفتُ أنكَ سائحٌ

شرَراً ولؤلؤةٌ وموجَ غواية

تمضي تعودُ مع الفصولْ

ورأيتُ نارك في الحقولْ

عيناك أجنحةٌ ووجهك طالعٌ

كالأفقِ، يكتنزُ الشموس، ويغسلُ الأرضَ الكئيبه

غبتَ، اختفيتَ؟ رأيتُ وجهكَ في الحقولْ

ماءٌ يسافر في الجذور إلى مدائنه الغريبَهْ

في العشب ، في نَهَرِ الفصولْ.)

في قصيدة (رعشة قوس قزح) ، يأتي الحلم على الشكل التالي:

(داعب نسيم الفجر وجنة البراءة باستحياء

ارتاد الحلم باحة الأفق البلورية

داهمت البسمة

برفق

ثغر الأمل

فانفرجت

بلطف

أسارير الزمن

الآتي مع خيوط النور المتناسلة

تيارا هادرا ... الصفحة 30 )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


4 عبق الحياة

_ _ _ _ _ _ _


الذات الشاعرة متشبثة بالحياة ، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ، وهذا ما نجده في قصيدة (سر الولع بالحياة) :

أذاع سر الولع

بالحياة

منذ أنفاسه

الأولى

صرخ في وجه

الديجور

قبل انكشاف

معالم الوهن

في رحلة عمر ... الصفحة 62 )

يقول الشاعر عبد اللطيف اللعبي في استجواب مع جريدة (القدس العربي) :

(( تعتبر القارة الإنسانية منطقة استكشاف دائم للقصيدة، والأخيرة «سفر غاية مركز الإنسان»، كما كتبت في مكان ما. إذن، نسافر وشعراء آخرين، نحو الأكثر صميمية لهذا «المخلوق الغريب» الذي تحدث عنه أخي الأكبر التركي ناظم حكمت. إننا مدركون، للمخاطر التي تحيط بسفرنا هذا. لذلك تخلى بعضنا عن منطقه بل وجلده. يرتكز عملنا على سهر دائم، وتعبئة مستمرة لما يمتلكه الإنسان قياسا إلى الكائنات والأشياء التي يتقاسم معها هذا العالم: الوعي، ومن ثمة، الذهول، الاستفهام، الإحساس الجمالي، الرغبة، الحب، شيطان المعرفة، الشعور بالتناهي، وأحيانا السخط، والشفقة، باختصار، كل هذه المقومات التي ينبغي التذكير بأنها تقريبا محرك الحياة الصحيحة. إذا اقتضى الأمر صيغة أخرى من أجل اختزال ما تمثله القصيدة بالنسبة إلي، فأقول بأنها تحريض على الحياة!))

والحياة عشق، والذات العاشقة في قصيدة (وتنصهر اللحظات في اللحظات) ، تبوح :

(وميض عينيك

يسرق لبي

يسرح في فضاءات

العشق

وأظل أرشف الرضاب

ولا أرتوي

من المعين الزلال ... الصفحة 90 )

فيكون التشبث بالحلم والحياة رغم أهوال الاعتقال السياسي:

(وكل صباح

نستقبل الأمل المتوجس

نلامس الأفق

نستقبل الحزن المفعم

وتنصهر اللحظات

في اللحظات ... الصفحة 100 )

والحياة أغنية وعشق ، لهذا يقول في قصيدة (زهو أنيق) :

(أقبلت

تشدو لحن النسائم الصباحية .

تمعن

في ذكر صبابات

أفلت في غنائية

مرحة .... الصفحة 132 ) 

ويواصل : 

(لا وقت للحزن ،

لا أمل لليأس .... الصفحة 133 )


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


5 عبق القيم والمبادئ

_ _ _ _ _ _ _ _ _ 


ويمكن تلخيص قصيدته (صرخة موؤودة ) في العنوان التالي : (  فراشات المقاومة والانتصار والابداع تحلق في سماء فلسطين ) ، ولنواصل تحليل هذه القصيدة :

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


صباح مغاير: فراشات الثورة

_ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _  _ _ _ _


يقول محمود درويش :

(أَثرُ الفراشة لا يُرَى

أُثرُ الفراشة لا يزولُ!)

وأثر الصباح عند حسن السوسي لا يزول ، لأنه صباح مختلف ... صباح استثنائي :

(هو صباح ثائر...

هو صباح مغاير...)

هو صباح يبتدئ بالثورة ومواجهة الصهاينة بعزيمة حب الأرض :

(صباح ليس ككل

صباح

صباح صرخة

موؤودة في صخب

النواح )

هو صباح الصرخات من آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات ، حبا في فلسطين وتشبتا بالأرض ...

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __


فلسطين : فراشات الوجود

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


هي فلسطين الأرض ، أرض الأنبياء والصمود والمحبة ، ويصدح حسن السوسي قائلا:

( من عمق أرض النبوءات

فلسطين

فلسطين الشهيدة

تنشد العودة

على جسر فلذات

الأكباد )

رغم الأسلاك الشائكة والحصار والقتل والتهجير ، ففلسطين في قلب الشاعر :

( وأسلاك العار

مغتالة

الخصب في

فلسطين

تروم اجتثاث السنديانة

من جذورها

غدرا )

_ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _  _ _ _ _ _ _ _


مقاومة الحصار : حتما ستطير الفراشات

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


يقول محمود درويش في (حضرة الغياب) :

( الفراشات هي الذكريات

لمن يتقنون الغناء قرب

نبع الماء )

فتصبح الفراشات الباحثة عن التوهج والضوء هي أمل العودة والخروج من الشتات والتشبث بالحياة :

( صرخة فتى مفجوع

يرقب عودة

أب بلا عودة

قضى

بلا رحمة

على حاجز هنا

في نفق هناك

على طريق هنا

في حقل هناك

صرخة الأرض المسلوبة

تنشد الانعتاق من أسر

الحيف وسطوة الحقد

وجدران الضغينة ) 

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


فراشات النصر

_ _ _ _ _ _ _ _


هي فراشات عاشت محن فلسطين ، ولم تمت فلسطين رغم الشهداء والجراح:

( يتساقط الشهداء تلو الشهداء رافعين

شارات الانتصار

وألوية النصر الآتي

تحت أزيز الرصاص)

ورغم كل الآلام والجراح ، فالأمل يبقى حيا عبر صمود الأمهات المقاومات:

(تزغرد الأمهات رغم الجراح

كناية على الأمل المفتوح

على بوابات المستقبل

زغرودة الألم المكظوم

يقض مضاجع الاحتلال

يوقظ في أعماقه رهاب المستقبل

وظلام الغايات والمصير )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


في قصيدة (شغاف القلب) الممتلئة بالحياة ، يلتجئ الشاعر حسن السوسي لتقنية الحوار المسرحي ، فيكون الحوار بين ذاتين تتبادلان وتتقاسمان المعاناة والتمرد وروح الحياة :

(قال : ما أنت

غير قلعة للذوذ

عن قيم

الثريا والسمو

ترفعين الى العلا

أمجاد قوم

في زمن

عزت فيه

الأمجاد

وتنازل عن 

العلا

من كانوا

يرتعون في القمم

الشاهقة

ذات زمان

ما عادوا يأبهون

بالأفق

ما عادوا يقرئون

الكرامات السلام ... الصفحة 150 )

وكذلك :

(قال : فماذا يضير السمو

في شموخه

ان استمرأ الأوضاع

أوحال مستنقعات

الأوضاع؟

في زمن الانكسار

ومقاومة وهدة

الانحدار .

ماذا يضير القمم

في شموخها العنيد

الأبدي؟ ... الصفحة 151 )

فيكون الجواب :

( قالت : أنا شغاف

القلب

لا أعرف الزيف

لا أعشق البدائل

المزيفة

صباح مساء

في قوافل اليأس تنشد

الخلاص ... الصفحة 154 )

وختام الجواب الشافي هو :

(قال : شغاف القلب

أنت منذ الأزل

بريق منك

يرسم صوى

على طريق كل

مسافر

في الزمان والمكان

ما زاغ عن السبيل

سار يقفو أثر صوى

موشومة على أديم

محجة عمدتها

خطواتك

وعطرتها

أنفاسك الموغلة

في الحضور

وفي الحبور.  الصفحة 156 )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

خاتمة بطعم انتصار الياسمين

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


يقول محمود في قصيدة (أثر الفراشات):

(

أثر الفراشة لا يُرى

أثر الفراشة لا يزول

هو جاذبيّة غامض

يستدرج المعنى

ويرحل حين يتّضح السبيل

هو خفّة الأبديّ في اليوميّ

أشواق إلى أعلى

وإشراق جميل

هو شامة في الضوء تومئ

حين يرشدنا إلى الكلمات

باطننا الدليل

هو مثل أغنية تحاول أن تقول

وتكتفي بالاقتباس من الظلال

ولا تقول !)

ومع ديوان الشاعر حسن السوسي (روح الياسمين) ، نقتبس كلام محمود درويش ونقول للإعلامي والأديب حسن السوسي:

أثر قصائدك لا يزول ...

قصائدك جاذبية نحو فلسطين الثورة ...

قصائدك أشواق واشراق جميل...

قصائدك شامة نابعة من القلب ...

وقصائدك مفعمة بالياسمين ...

_ _ _ _ _ _ 

إضافة شرح



مجدالدين سعودي - المغرب

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _