الاثنين، 16 نوفمبر 2020

بقلم عمر الاشقر

 الخوف المجحف ، في حياة ترتجف !


عندما يرتجف الإنسان إذا عطس ، 

ويفر من غيره إذا عطس ،

وعندما يرتعد إذا سعل ، 

ويهرب من غيره إذا سعل ،

وعندما يحسب كل حكة في الحنجرة خطرا محذقا ، 

وهلاكا محققا ، 

وموتا مطبقا ،

وعندما يجرب كل لحظة حواسه إن تعطلت خصوصا منها حاسة الشم ،

وعندما يخشى اللمس والهمس ومحاذاة الجموع ، ويخشى الريح والهواء ومس الأنف وحك العين والدموع ،

وعندما يخشى ما يؤكل وما يشرب وما يمضغ وما يبلع ،

وعندما ينغلق في زاوية مظلمة من زوايا بيته الضيق ، ويخشى أن يتسلل إليه الوباء من وراء الجدر ، أو من ثقب من ثقوب الأبواب والنوافذ والجدر ،

وعندما لا ينشغل فكره إلا بالموت الآتي من الصين ، والهلاك المرتقب كل حين ، 

وعندما لا تصله إلا أخبار السوء والشؤم بموت الأحباب والأصدقاء والأنساب ،

وعندما يقنط من كل مهرب من هذا الوباء الذي سيطر على مشاعره وعلى وعيه ولا وعيه ،

وعندما لا يرى إلا دخان الوباء يحيط به من كل جانب ،

وعندما يعلم أن المشافي لا تشفي ، والأدوية غابرة ومنعدمة ، والجموع الغفيرة تنتظر دورها في التحاليل التي لم تعد متاحة إلا بشق الأنفس ...

فماذا يبقى له من أمل وشعور بالأمن والاستقرار ؟

لقد نجح من جعل مشروعه الجهنمي بث الرعب والهلع في البشرية إلى حد لم يسبق له مثيل في تاريخ البشر ، لأغراض خسيسة وضيعة عدوانية عنصرية وبربرية .

لقد نجح في تعذيب البشرية وتعميم الخوف في الأرض وما حولها و ما فوقها وما جاورها من كواكب ومجرات .

حزنت النجوم والأقمار لحال الأرض ، وأشفقت عليها من الخوف الذي يعتصرها قبل قيام الساعة .

إن أشر أنواع الابتلاء هو الابتلاء بالخوف . قال الله تعالى في سورة البقرة :" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .".

لقد قدم الله تعالى الخوف عن بقية البلايا تقديم الشدة والخطورة والتأثير ، وهو الخبير بالنفوس وما تحمل وتحتمل وتقدر على احتماله .

كل الناس في هذا الخوف سواسية ، فالمصاب مصاب ومن لم يصب ينتظر أن يصاب .

كل خطوة يخطوها الإنسان يحسبها خطوة نحو الوباء فيرتجف ويرتعد ويحوقل ويستعيذ ...

إن الحياة إذا ملأها الخوف صارت موتا في موت ، وعدما في العدم .

إن العقيدة الصحيحة تقتضي مواجهة الخوف بالإيمان ، واليقين بأحكام القضاء والقدر ، واتخاذ أسباب النجاة كلها ، والتوكل على الله في السلامة .

إذا نجحت في إقناع شخص أنه في خطر الموت ، صنعت به كل ما تريد ، وتحكمت في عقله ومشاعره ، وجعلته ينصاع ويستسلم لأوامرك ، وهكذا فعلت مؤسسات الشر والخبث في العالم .

أقنعت البشرية بأنها في خطر الفناء ، فانساقت البشرية لأوامرها ونواهيها ، واستسلمت ، وأطاعت تعليماتها ، وتتبعت بكل حزم أخبارها ...

هكذا يكون الشر إذا استولى على العلم  !!!

يجعل العالم يرتجف ...



بقلم عمر الأشقر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق