‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرواية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرواية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 1 مارس 2022

الروائية أمل شيخموس

رواية ابنة الشمس*

الصفحة :123

 انصت" لضربات فؤادي يتخبط كأنَّه سيفر من صدري و لساني لا يفتأ مردداً اللهم إني حصنتُ نفسي بك 

يا أرحم

 الراحمين "

و ما زاد في الطين بلةً أنَّ الكهرباء انقطعت مجدداً أو بشكلٍ تام عن المنطقة التي أقطنها فتشبثت بالدعاء و حاولت الزحف على ركبتي و أنا أتحسس الأشياء برفقٍ و أمدُّ يدي أمامي كيلا أرتطم بشيءٍ في العتمة لأن فناء الحجرة مليء ( بالأغراض ) المدرسية ، و بينما أنا هكذا شعرت بقيمة نعمة النظر التي نتمتع بها دون شكر الله عزَّ و جل دفعتُ الدفاتر أمامي و أخيراً انزلقتُ بين أخواتي ممدةً اللحاف على جسدي مغطيةً رأسي مغمضةً عيني بقوةٍ ، لكن عبثاً أحاول النوم فالرعدُ المدوي يقحم الهيبة إلى فؤادي بين الحين و الآخر لا أدري إن كنت غفوت أم إنها أحلام يقظة فالرؤية غير جلية لديَّ حيث أخذت الأحلام و الأفكار تتراقص أمامي ، و خيِّلَ إليَّ أن الحياة برمتها تُذاب في أجران الأحزان لتغدو سراباً و نبيذاً لم تكن الرؤية بينةً لي إذ أني فتاةٌ روحانية أنجرف وراء خيالاتي ، فبدأتُ و كأني أغيب عن الواقع لأدخلَ دوامةً 




 

الصفحة 124 : 

تفضي إلى كوكبٍ آخر و سرعان ما كانت العفاريت تجذبني من جدائلي لتريني عالم المخلوقات الطائرة و الأصوات الثائرة ، يا إلهي ! أين أنا ؟ و سرعان ما كان الرجع يتردد من كل الجهات أنتِ في كوكب العدالة و التعفف عالمٌ لم يره آدميٌّ إلاكِ و اليوم هو حفلُ تتويجكِ ملكةً للعدالة أمام قاضي النزاهة في قبة العدالة الأبدية ، و لا أدرك ما جرى إثرها لأني صحوت على صوت المذياع الملعلع في الحجرة الأخرى حمدتُ الله على انصرام تلك الليلة وثبتُ أستطلع الجو من النافذة الشرقية ، الجوُّ مشمسٌ رغم أن بعض الغيوم تكتلت في السماء ، و تدفق حب حبيبي إلى أوردتي مع أول إطلالةٍ أدخلت النور إلى عيوني أنعشت صحراء الفؤاد القاحلة علمتني أن الحب كبرياءٌ و مسحٌ للعبرات و إنشادٌ لقصائد شركسية و رقصاتٍ رومانسية مع تسبيحات الفؤاد الولهان في أذن الجليد ليذيبه عشقاً و إحياءً ، أيا حبيبي العسلي لن أشكو أنين الحب إلا في هواك الحُر لن أغني إلا في نارك ، لا تقنط ، إني لك ، روحٌ طموح تعدك بالثأر من المستذئبين الذين زجونا كالضحايا ، أناشدك الله أن تكف

 



الروائية أمل شيخموس

الأحد، 22 سبتمبر 2019

بذوق مجد الدين سعودي فقرات من رواية شرق اوسط للاديب عبد الرحمان منيف


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

يحكي رجب: "سألوني عن ماضيّ، ماذا أقول لهم؟ ما أشد سخرية الكلمات (حدثنا عن ماضيك)، لما رؤوا الارتباك في وجهي ولكي لا أضيع قالوا: عندما كنت طفلا، هل أصبتَ بأمراض، أي أمراض، هل أنت متزوج؟ وسألوني عن أمي وأبي.كنت أجيب بارتباك، قلت لهم إن مرض القلب قتل أمي, وأبي مات بسل العظام, وتركت لهم حتى اللحظة الأخيرة المفاجأة التي أردت أن تكون ورقتي الأخيرة".



ينطق رجب فجأة بالسر الذي يفسر مرض هذا الجسد، فلكي يعرف الأطباء, هؤلاء الغرباء، علة هذا الجسد الضعيف، يجب أن يعرفوا قصة ذلك الإنسان الذي بداخله، بل يجب أن يعرفوا قصة ملايين من البشر مثله تئن أجسادهم بذلك الألم, قال رجب فجأة: "الشيء المهم الذي لم أقله بعد والذي يفسر مرضي هو إني كنت سجينا، سُجنت خمس سنين متواصلة، ليس هذا كل شيء، ففي البداية تعرضت لأنواع عديدة من التعذيب" (1).



بدت كلمات رجب باردة وغريبة، فمنذ زمن لم يسمع هؤلاء الغرباء عن سجين سياسي، فبلادهم تنعم بالحرية, كأنه "دمية من عصور سحيقة، هل يعرف هؤلاء الناس معنى أن يكون الإنسان سجينا؟".
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

عبد الرحمان منيف : رواية (شرق المتوسط)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _