رواية ابنة الشمس*
الصفحة :123
انصت" لضربات فؤادي يتخبط كأنَّه سيفر من صدري و لساني لا يفتأ مردداً اللهم إني حصنتُ نفسي بك
يا أرحم
الراحمين "
و ما زاد في الطين بلةً أنَّ الكهرباء انقطعت مجدداً أو بشكلٍ تام عن المنطقة التي أقطنها فتشبثت بالدعاء و حاولت الزحف على ركبتي و أنا أتحسس الأشياء برفقٍ و أمدُّ يدي أمامي كيلا أرتطم بشيءٍ في العتمة لأن فناء الحجرة مليء ( بالأغراض ) المدرسية ، و بينما أنا هكذا شعرت بقيمة نعمة النظر التي نتمتع بها دون شكر الله عزَّ و جل دفعتُ الدفاتر أمامي و أخيراً انزلقتُ بين أخواتي ممدةً اللحاف على جسدي مغطيةً رأسي مغمضةً عيني بقوةٍ ، لكن عبثاً أحاول النوم فالرعدُ المدوي يقحم الهيبة إلى فؤادي بين الحين و الآخر لا أدري إن كنت غفوت أم إنها أحلام يقظة فالرؤية غير جلية لديَّ حيث أخذت الأحلام و الأفكار تتراقص أمامي ، و خيِّلَ إليَّ أن الحياة برمتها تُذاب في أجران الأحزان لتغدو سراباً و نبيذاً لم تكن الرؤية بينةً لي إذ أني فتاةٌ روحانية أنجرف وراء خيالاتي ، فبدأتُ و كأني أغيب عن الواقع لأدخلَ دوامةً
الصفحة 124 :
تفضي إلى كوكبٍ آخر و سرعان ما كانت العفاريت تجذبني من جدائلي لتريني عالم المخلوقات الطائرة و الأصوات الثائرة ، يا إلهي ! أين أنا ؟ و سرعان ما كان الرجع يتردد من كل الجهات أنتِ في كوكب العدالة و التعفف عالمٌ لم يره آدميٌّ إلاكِ و اليوم هو حفلُ تتويجكِ ملكةً للعدالة أمام قاضي النزاهة في قبة العدالة الأبدية ، و لا أدرك ما جرى إثرها لأني صحوت على صوت المذياع الملعلع في الحجرة الأخرى حمدتُ الله على انصرام تلك الليلة وثبتُ أستطلع الجو من النافذة الشرقية ، الجوُّ مشمسٌ رغم أن بعض الغيوم تكتلت في السماء ، و تدفق حب حبيبي إلى أوردتي مع أول إطلالةٍ أدخلت النور إلى عيوني أنعشت صحراء الفؤاد القاحلة علمتني أن الحب كبرياءٌ و مسحٌ للعبرات و إنشادٌ لقصائد شركسية و رقصاتٍ رومانسية مع تسبيحات الفؤاد الولهان في أذن الجليد ليذيبه عشقاً و إحياءً ، أيا حبيبي العسلي لن أشكو أنين الحب إلا في هواك الحُر لن أغني إلا في نارك ، لا تقنط ، إني لك ، روحٌ طموح تعدك بالثأر من المستذئبين الذين زجونا كالضحايا ، أناشدك الله أن تكف
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق