الجمعة، 13 يناير 2023

المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي عن الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي

 كلية الآداب  // جامعة القاضي عياض 


                منارات القاضي عياض



فعل نبيل لا يدرك قيمته إلا من كان سعيدا في حياته


   نشر الزميل الأستاذ السعيد اخي مداخلة علمية رصينة ورزينة في شأن منجزات مختبر   تحليل الخطاب وأنساق المعارف، وضمنها عشرة عناوين للأساتذة الرواد المؤسسين للدرس الأدبي بجامعة القاضي عياض، وهي العناوين المدرجة تحت عنوان عريض: منارات القاضي عياض. وقد شكلت هذه المنارات تحديدا حدثا تاريخيا ومعرفيا وعلميا، محليا ووطنيا وعربيا. وهذه المنارات تحديدا أوجعت الكثير من الكلاب الضالة في الحقل الجامعي... كلاب تحتمي خلف وجار فظيع (الوجار= جحر الضبع) لتضبيع الضباع الذين هم ضباع أصلا أو قادتهم إخفاقاتهم العاطفية والمجتمعية إلى إلى التطبع بطبيعة الضباع.

لكن، لنترك الآن (الوجار الفظيع في تضبيع القطيع)، وهو عنوان يذكرنا بكتاب: الروض المريع في صناعة البديع؛ إذ سنعود لهذا الأمر في منشور لاحق ينشر غسيل الضباع؛ ولننظر بعين العقل ولننصت بأذن القلب إلى ما كتبه الزميل الأستاذ الدكتور يوسف الإدريسي في تعليقه على منشور الأستاذ الدكتور السعيد اخي:


    (كلية الآداب صديقي العزيز الدكتور السعيد اخي كانت فعلا كلية بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكونها لم تنحرف عن مهمتها الأساس بأن تكون منارة للعلم والتحصيل المعرفي، ولم تزغ محاضراتها عن ترسيخ مبدئها الثابت:  الذي يعد التحصيل مدخلا للعلم... والعلم شرطا أساسا للموقف... والموقف ترجمة طبيعية دائما للموقع... فكان ذلك سببا لتميز جيل بأكمله... جيل أحب الحياة حبا جنونيا، فأضحى يتغنى بكل اللغات بالأناشيد المحتفلة بها والمحرضة على الحلم والعمل أيضا على أن نعيشها بما ملك الفؤاد من حب وعزيمة... فكان أن استهوتنا فضاءات الكلية وخلبت خيالاتنا قصص التشرد الجميل في دروب المعرفة والحب والنضال... تلك الدروب التي افتننا بها وتغنينا بها وتجادلنا في ساحاتها وحلقاتها النقاشية... ورسمنا على جدرانها خلال العام المشهود ... عام 1991 كلمتنا التي ظلت توحدنا وقلعتنا الصامدة التي تشربنا منها طعم الحب والحرية والتصدي بصدور عارية وشعارات مزلزلة لعصي وسلائل انهالت علينا في ساحاتنا الحبلى بتباشير فرحنا الطفولي الذي كنا نراه قريبا... وكانوا يرونه مستحيلا... فكان بيننا وبينهم جدران الكلية بعد أن اكتسحنا ساحاتها... فتركنا هناك ورسمنا عليها أولى جدارياتنا التي غالبت إحداها تغير الزمن والأحوال والأهواء وظلت قائمة تعلن على رؤوس الأشهاد... وأمام كل المارين... أننا كنا هناك... نحلم وندرس ونبحث ونحب ونصارع الأواكس... وندين سياسة تلويث الحرم الجامعي به... وأننا الجيل الذي حظي  بفرصة التتلمذ على أيدي رجال حقيقيين وأساتذة مبرزين صنعوا التاريخ... والمجد... فصاروا حقا وصوابا منارات القاضي عياض... لسبب طبيعي، أي ضروري، أنهم جاؤوا من صلب الحركة الوطنية... وصدقوا ماعاهدوا عليه الوطن بكل قراه ومداشره ومدنه الإسمنتية والصفيحية... فكان لصدقهم أعظم الأثر في النفوس والأفئدة... ولذلك تم الاحتفاء بهم... وتخليد كلماتهم على هذا النحو... وفي هذا الوقت بالضبط... تعبيرا عن عميق الامتنان وخالص التقدير لجهودهم... وربطا لمحاضراتهم بجهود واجتهادات الرعيل الأول المؤسس للعلوم العربية الأصيلة الذين انتدبوا أنفسهم لتدوين علوم الأوائل وإتاحتها للناظرين والمتعلمين... وغيرهم... فتحية عالية لهم... أينما كانوا... تحية خلود وشموخ...

وتحية عالية لكل الأحبة والأصدقاء والرفاق الذين جمعتنا معهم سنوات التحصيل والبحث والشغب الطلابي الجميل... والذين مابدلوا تبديلا...

وتحية عالية لك دكتور السعيد أخي على وقوفك الجميل عند هذا الفعل النبيل...الذي لا يدرك قيمته إلا من كان سعيدا بإخوته وبحياته وإنجازاته التي زفت لنا قيمتها ونجاحاتها غير مرة من أرض الكنانة... والسراغنة... والحمراء... وهلم بلدان عظيمة...

     وتحية لعبد الجليل واسطة العقد الذي رافق أولئك الأساتذة الأجلاء وبنى معهم أمجاد كلية وطلبة في زمن استثنائي جميل... واستمر بشموخه وتشرده المعهود في احتضان الباحثين ورعايتهم وتحريضهم على نسج السؤال في دروب التشرد الحكيم...).


المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي عن الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي