الجمعة، 17 يناير 2020

محمد احمد إسماعيل

رسالتي لأمي
.......
ستنتهي غدًا
الحفلة التنكرية
ويسقط الماكياج
حينما
يصيح مخرج العرض
ويعلن انتهاء المسرحية
وحينها..
ستعرفين أنني
مت.. لأنني كنت بلا قناع
حين سقطت - عامدا -
ما بين لهفة اللصوص
ورجفة الجياعْ
..
ستعرفين أنني...
فرَّقني الشعر على الحروف
مثلما يفرقون في كؤوسهم دمي
ستعرفين أنني معلق - مازلت -
في المشيمة
وحبلُك السريُّ
- كان في المسافة
التي تفرقنا -
علامة الرجوع
فحينما تبللين شعري الظمآن بالدموع
وحينما تقبلين جبهتي
سيرفع اللهُ الغطاءَ
عن عيوني
وتعرفين حينها
من كاد لي
وتعرفين..
قاتلي...!
...........................

...........................
من قصيدة (رسائل)
محمد أحمد إسماعيل 2004

الشاعر محمد احمد إسماعيل

اثنانِ في جنازتي
كلاهما مشى خلفي متسعَ الأحداقْ
الموتُ.. والعراق

مُغرَّبًا كنتُ.. عن شمسِ جيكورَ
وعن وجهِ وَفيقة
شباكُها العالي تركته
هناك في الحديقة
معلقٌ به قلبي كعقربِ الأيامْ
يدقُّ..
كلَّما دقَّتْ عظامي صخرةُ الآلامْ
"يهتف بي أن أكتب القصيدة
فأكتبُ ما في دمي وأشطبُ
حتي تلين الفكرة العنيدة"*
فأمضغ الكلام حصرمًا
أنزِعُه من شجرِ الأحلامْ
ـــــ
غادرتُ جسدي
وجئتُ.. يا عراق
متشحًا بالمِلح.. والدموعْ
في كلِّ حلمٍ أركبُ الحصانْ
فيُفتحُ البابُ.. إلى المنفَى
ويحرقُ الطريقُ للرجوعْ
ويستحثُّ المظلمون مقلتَيَّ
لأعصرَ الضياء
فيفلتُ الخليجُ من دمي
وتدخل الغربانُ رئتيَّ
وتأكلُ القمحَ الذي..
تركتُه لصبيتي الذين
لا يجيئونَ..
وترفضُ الطلوعْ
"وكل عام - حين يعشب الثرى – نجوع
ما مر عام...
والعراق ليس فيه جوعْ "*
....
الغرباءُ..
لا يجيئون فُرادَى
وليس لي قلبٌ تعلَّمَ الأسماءَ كلَّها
حتى أردَّهُم بلغةِ المحبينَ
فيحفظوا.. لساني
فكيف أُهرِقُ الماءَ الفُراتيَّ
على أكفِّهم
ولا يَرَونَ فيه روحي
تفورُ كالحِساءِ في قدورِ الفقراءْ
وكيف أُشعلُ القنديلَ في نزوتِهم
ولا يُعاينونَ اللغةَ الصلعاءَ
في فتيلهِ ..
تَذُبُّ عن كِياني
وكيف أبلغُ البصرةَ
والعكازُ قد تركتُه لوطني
ليحرسَ الأشباحَ..
في فجيعةِ البستانْ
ـــــــــــ

من قصيدة (أحزان السَّيَّابِ السبعة)
القاهرة 2008

محمد ابو الفضل العالمي

الكاتب والناقد المغربي محمد اديب السلاوي يتوج بجائزة الاتحاد العربي للثقافة


اعلن  الاتحاد العربي للثقافة بدمشق يوم التلاتاء الماضي
(13 يناير 2020)في بلاغ لأمانته العامة، انه تتمينا للعطاء التري  والمنجزات التي قدمها، واعترافا بدوره الفعال في تحقيق اهذاف الاتحاد العربي للثقافة، مما كان له الاتر  في تطوير الثقافة العربية  ودفعها الى حيت التميز و الابداع، يمنح الاتحاد العربي للثقافة بدمشق، بناء على توصيات هيئة التحكيم، واعتماد مجلس الامناء جائزة الاتحاد العربي للثقافة، الى الكاتب المغربي الاستاذ محمد اديب السلاوي.

xxx

ويحظى الكاتب والاعلامي محمد أديب السلاوي في الساحة الثقافية والابداعية العربية الراهنة، بموقع متميز، اذ يعتبر من بين اكتر الكتاب المغاربة/العرب غزارة في التاليف والانتاج الثقافي والاعلامي والسياسي، نقدا وتنظيرا، فهوذو تجربة موسوعية موسومة بالتعدد، اذ راكم تجربته مند بداية ستينيات القرن الماضي الى الان، بين التحرير الاعلامي والمقالة السياسية والنقد الفني/المسرحي والتشكيلي، والنقد الادبي والثقافي، وهو ما ساعده ليكون رصيده من الكتب  يتجاوز الخمسين كتابا، وما يزال في جعبته الكتير.

xxx

ازداد الكاتب والاعلامي محمد أديب السلاوي بالعاصمة العلمية فاس سنة 1939.
بعد ان انهى دراسته الاكاديمية، قام بعدة تداريب في الاعلام والصحافة بمصر ولبنان والمانيا.
عمل محررا وسكرتيرا للتحرير ومديرا للتحرير بعدة صحف مغربية، كما اصدر عدة صحف اسبوعية تعنى بالسياسة والثقافة والفنون.
وعلى مستوى الاعلام الدولي، عمل ملحقا اعلاميا بالمكتب الدائم للتعريب، ورئيسا للتحرير بالمنظمة البريطانية للفضاء بمركزها في الرياض/المملكة العربية السعودية.
ساهم في تحرير العديد من المجلات الثقافية العربية، منها دعوة الحق، الفكر، الاقلام، الاداب، المعرفة، الفيصل، اليمامة،
حتى الان اصدر خمسين كتابا، منها كتب في النقد والثقافة والسياسة والاعلام. والقضايا الاجتماعية.

   محمد ابو الفضل العلمي

فاطمة مندي

وفاة أخي

ثمة نهران التقيا ، فأوردا جدولين جميلين يصبان في أرض لم تكن مؤهلة لمصبهما، كان احداهما يكبر بمصب أخيه بسنوات قليلة .
قبل أن يموتا والديهما، لم يكونا نهرين، كانا بعينين يسودهما كحل ضفافهما بأبوية أكبر من ان تكن رائعة، كانا يحلمان بولديهما كما تحلم النوق بفصيلها.
ما كان لفوارغ الصمت أن تحيك لقلبه المزيد من الفجا ئع بعد أن أصمه خبر وفاة والديه فى حادث مروع حد التحجر .
ودعهما بقلب هزيل ودموع حارقة ، الصدمة غيرت خارطة حياته، وألف الاعتكاف بذكراهما كل مساء ليعتصر الصبر شوقا؛ أملا أن يدفع عن قلبه برد فقد انهما بقبص من الماضى، وهو يعلم أن بتر القلب هو بتر الوجع ، وأن كبرياء مفارقة الوجع كعصاة سليمان.مهما صمد فالليل أكله.
بقى الصغيران بلا أهل ،بلا دخل، قرر الصبى الآكبر بتر دراسته والنزوح إلى سوق العمل .
عكف الصبى على تربية أخاه وتكملة مشوار والده ، وافنى مشوار دراسته مؤقتا ليكمل مشوار اخاه.
عمل فى الورش الميكانيكية ، وأظهر رجولة متقدمة، وأد احلامه دفنها مع والديه، من أجل تربية اخاه الذى يصغره بأ ربعة أعوام، كان الأخ الصغير مازال فى الصف الرابع الآبتدائى .
تتركز فى أعماق ذاكرته كلمة والده: خلى بالك من أخوك، أهتم به، لا تتركه وحيداً، كما لو أن والده كان يعلم أن العمر قصير .

كان يعلم أنه مهما صبر فالليل طويل، ومشواره مع أخاه يحتاج اميالا من الصبر.

ظل يحمل على عاتقه حسن تربية الأخ الأصغر، سنوات طويلة.
عانى كثيرا بين عمله ومراعاة الصغير، كان بعد عناء عمله الطويل يسهر اوقات اضافيه فى المنزل بين التنظيف واعداد الوجبات والمذاكرة مع الصغير ثم يذهب إلى فراشة منهك القوى يقتله الاجهاد.

مرت الأيام والسنون ، وكبر الأخوان معا، بعد طول جهاد، وعناء ، وصبر، وتخرج الصغير من كلية الطب، ،سر به اخاه، و الشقيق الأكبر أكمل هو الاخر دراسته فى المنزل ولكنه درس فى كلية نظرية.

وأحس بعد عناء طويل أنه أدى رسالته ، ونفذ وصية والده.

وتمضى الآيام بعجلات مسرعة ، يتكرر غياب الصغير عن المنزل بحجة العمل ،عندما يتملك الشوق من خافق الاخ الآكبر لرؤية الصغير يقرر الذهاب له فى مقر عمله، ينظر إليه عن بعد، يرأه وقف مع زملاءه يرتدى ما يميز الأطباء ،سروال أبيض، يخفق قلبه منتشياً ؛ بنجاح زراعته وازدهارها، يقف بعيداً ينظر إلى الصغير فى إنبهار، يرسل إليه بعض نظرات الفخر والآعجاب تحتضنه وتنعش اساريره.

فجاءه ينتبه الصغير لوجود أخاه ، فتتغير ملامحه، ويملئ العبوس محياه ، مشيرا إلى الأخ الأكبر بزاوية عينه بالآنصراف.

يمضى الأخ الكبير يعتصره الألم، لأنه لم يستطع سماع صوت الصغير، ولم يثلج صدره بضمة تثلج صدره وتطفئ لهيب شوقه و بعده .

يبقى الأخ الأ كبر وحيداً يشتاق إلى رؤية الصغير وحيائه يمنعه من الذهاب لرؤيته أو إحراجه .

زهدت نفسه كل شئ وتلونت الأشياء أمامه بألوان باهته، يتسلل إلى قلبه شئ من حزن، وأتشحت الدنيا بلون اليأس، وارتسمت على خارطة وجهه علامات حزينه، قام من مرقده وقرر الخروج إلى الهواء الطلق، وتغير روتين أيامه، وتناول الطعام فى خارج المنزل، في أحد المطاعم، لكسر الملل والحزن الذى تسلل إلى حياته .

دلف إلى المطعم، تقدم أقرب طاولة، جلس يتصفح قائمة الطعام ،
وعندما استقر على طعام، نظر إلى الشيف ليخبره بالآختيار، على مرمرى بصره رأى اخوه يجلس مع فتاة التي كانت قف بجواره في المستشفى.
وقف من ثبات ونظر إلى اخاه نظرات عتاب، واستنكار، أشاح الصغير بوجهه فى الإتجاه الآخر، خرج من المطعم يعتصره الألم، والندم على عمره وأحلامه من أجل الصغير.

فى الطريق تنزلق الدموع مواسية وعاتبة، والنفس تهدهد اساريره وتهدئها ،والعقل يعنف ويعاتب قلبه، والقلب يرفض اللوم أو الحزن.

يقف قبالة النيل يعاتبه، شاخص النظر إلى زرقة مياهه قائلا : لماذا يانيل طعم مياهك صار مر؟ وطعامنا الذى ترويه بمائك صار ماسخ كأيامك ؟ حتى صارت نفوسنا مريضة، وتشتت معانينا، وتاهت معها سعادتنا .

انتبه من شروده إلى يد تربت على كتفه، فأستدار فوجده صديق عمره وطفولته
تعانق الصديقان، وفهم أنه رجع من الخارج كان يكمل دراسته هناك وبعد السلام الحار و مزيد من القبل الحارة لفراق السنين، سأله صديقه ماذا بك اراك باكيا
لماذا ؟

أجاب الأخ الأكبر: أخى الصغير مريض بمرض خطير.
أردف الصديق : إن شاء الله ربنا يشفيه، وحشتنى جدا، لن أقبل أعتذارك لى.

سأله : عن ماذا؟
أجاب الصديق : أن تقضى اليوم معى أريد أن أعوض ما فا تنى فى الغربة، أقضى معى اليوم، سري عني واسري عنك.

ركبا الأثنان عربة الصديق ومضى معا يوما ممتعا، تجولا فى معظم شوارع القاهرة، وتناولا الطعام أكثر من مرة، ومع ظهور أول خيط من ضوء النهار، قرر الصديقان العوده إلى منازلهم ، وأمام منزل الأخ الأكبر وقفت عربة الصديق ونزل لتوديع صديقه قائلا: يوم الخميس زفاف شقيقتي هستناك.

قال الأخ الأكبر : حاضر .

فى حفل الزفاف لمح الصديق الأخ الأكبر دالفا إلى القاعة، هرول عليه معانقا.
قال الاخ الاكبر: الف الف مبروك عقبالك، فقال الصديق : لا عقبالك اولا أقبل كى تهنئ شقيقتى .
وتقدم الصديقان من بدج العروسان وهنئ الأخ الأكبر العروس متمنيا لها مزيد من الفرحة والحياة الهانئة، ومن خلفه أقبل العريس كان يسلم على بعض زملائه ،
فأستدار لتهنئته ومد يده للمصافحة، وهنا الجمت المفاجاءة فاه.
وقفت الكلمات فى حلقه ، إنه أخاه ونزلت دموعه مسترسلة تباعا،
تقدم صديقه وقال للشقيق الأكبر : أعرفك دكتور أحمد زوج شقيقتى ، واستدار بوجه إلى الشقيق الآكبر وقال موجها

حديثه للعريس: أعرفك يا عريس هذا اروع صديق لى واحسن صديق لى إنه يعلوا مرتبة الأخ والحبيب إنه صديق طفولتى وصديق عمرى، أحبه واحترمه جدا ولو أننى عندى شقيقة أخرى ما بخلت بها عليه وأنا مطمئن، لأننى اهديها بأروع هديه .
هرول الأخ الأكبر مسرعا.
هرول فى أثره الصديق وامسك به من دبر فوجده يبكي بكاءا صامتا.
سأله فى ذهول ودهشة: ماذا بك أنت تبكي.. لماذا ؟
هل شقيقك بخير؟ فعلى صوت بكاءه قائلا : لقد تلقيت الأن خبر وفاة أخى.

فاطمه مندى

فاطمة مندي

الشبح

صرخات تخترق أذن الليل، يتناهي إلي أذن الدالفين إلي القرية ، خبر مازال مبهما
تأوهات بأشتعال الألم ، في صدور الأهل .
اتشحت القرية كلها بعباءة الحزن على فقيدها، غادر الرجال إلي مكان الحادث لأستلام رفاته.
أتشحت النسوة بالسواد، وأفترشن الطريق في إنتظار الرفاة .ا

تلقت القرية خبر وفاة أحد أبناءها تحت عجلات القطار بمزيد من الأسى على فقدانه؛ فمازل عريس بضعة أشهر، وهو الأخ الأصغر لسبعة أشقاء.
ا
في المستشفي تسلم الأشقا ء هاتفه ، حافظة نقوده، ثيابه التي طرزتها عجلات القطار.
تخرج تأوهات بأشتعال الالم مدوية من الاخوات على فقدانهم صغيرهم، الذي سافر كي يحضر أخشاب يقوم بتصنيعها في ورشته الصغيرة .
تمتلئ طرقات المستشفى بحشود متظاهرة من أهل البلدة؛ كي تسرع إدارة المستشفي بإنهاء الإجراءات الروتينية لتصريح الدفن .
وتتسرب الشجاعة والصمود من أبدان الأاخوه ، وتخور قوى صمودهم أمام عنفوان الحدث ،
ألماً على فقيدهم، تهرول مجموعة من الرجال نحو الأطباء؛ كي يرحموا
الفقيد .
قبيل الفجر ، تستقبل القريقة الرفاة بمصابيح كأنها تستقبل عرساً تتقدمه المصابيح .
وتروض خطوات الرجال أمامه ظلاً طويلاً، ترسمه أشعة مبهرة ترسمها مصابيحهم في عتمة الليل،
تبعثر خطواتهم هدوء كان يغشي المكان .
تقفز النساء من ثبات عند مشاهدة الموكب ، تتعالي الصرخات تشج قلب السكون الرصين .
تعفر الأخوات وجوهها فى الثرى ، وتنشب الأم راحتيها في الثرى وتضعه على رأسها .
في نهاية القرية المدافن ترقد جثة الفتى الصغير فى مثواه الأخير، وسط حشود كل أهل البلدة الصغيرة، تشيعها الدموع المحرقة، وبقلوب حزينة وصدور انهكها االخبر ونفوس مزقها الألم .
بعد إنتهاء مراسم الدفن ، ذهب بعض المشيعين إلى منازلهم، والبعض الآخر ذهب مع أهل الفقيد لمساندتهم .
جلس الجميع أمام المنزل على المقاعد، وأفترشن النسوة الحصير، في حزن وأسي وعويل مازال ينسج عبارات الفراق .
علي غير توقع تناهى إلي سمع أهل القرية صوت استغاثة ، رأى الجميع اكثر من رجل مهرولين قبالتهم ، معللين أن شبح القتيل يهرول خلفهم علي الطريق .

بعد برهة من الوقت شاهد الرجال خيال تنسجه عتمة الليل علي جدران المنازل، ويفترش الطرقات، وصرير الرياح يحمل الثرى ويرسم به نوات أفقية تحمل معها كل ما هو في الطريق ، ظهر لهم خيال شبح من بعيد يروض خطواته؛ كأنه طفل مازل يتعلم خطواته الاولى، ظل الخيال يقترب إلى أن ظهر الشبح، وكان مدرج في دمائه .
وقف الجميع من ثباتهم وهرول كلاً إلى منزله .
هرول أخواته عند رؤيته، كما هرولت جميع النسوة .
خرج والده على عجل لمشاهدته هو وأمه يريدان رؤيته حتى ولو كان شبحاً .

بدا الظل من بعيد يغزل سجادة الطريق وتتصاعد مع إقترابه انفاسهما اللاهثة.
أقترب الشبح من والده دون النطق بكلمة.
قالت الأم : الف سلامه عليك يا حبيبي بعد الشر عنك من القطار، وأرادت عناق الشبح، منعها الأب
معقباً في همس : كلميه من بعيد .
جلس الشبح باكياً :
لقد قابلني في طريق عودتي أناسي كثيرة، وعند أقترابي منهم يهربون لماذا؟ حتي قابلت صديق لي عندما رأني فر مسرعا لماذا؟ً!!
والان تمنع أمى من عناقي يا أبى لماذا؟
حتي أخواتي يهربون منى لماذا ؟ هل عندك تفسير ؟ وأين زوجتي ؟ الم تعلم بوجودي ؟ نادها يا أبي.
علل الآب : لان ثيابك مليئة بالدماء ، فالناس خائفة منك.
ولان وجهك مليئ بالجروح فالناس تخافك.
أما زوجتك فهي ليست هنا . لقد سافرت إلى أهلها .
أه لو تعلم يا أبي ماذا حدث لي؟ لن تصدق!! .
لقد اخذ اللصوص ثيابي، ومحفظتي، بل ونقودي ، وحذائي واوسعوني ضرباً وتركوني مغشيًا علي اعتقدوا اننى قد فارقت الحياة.

فاطمة مندي

سونيا فرجلتي

أصابعي تؤلمني،
مرض الخبّاز ،فعجنت الدّقيق وحدي.
حين أشعر بالحزن أفعل هذا.
خلطت طويلا،بقوّة تشبه الغضب،فانتفخت ذراعي ،وتمزّقت أصابعي.
أريد أن أكتب،
منذ عام،
تحاصرني زنزانة بيضاء،لا شيء فيها يشبه خبزا طازجا.
لاشيء يُلتقَط كناية عن فرن جاهز.

أريد أن أكتب عن  حِيَل العجن،
وعن درجة دفء الماء في الوعاءْ،
أريد أن أكتب أشياء لا أعرفها.
مات الخباز،
في الخريف مات .
الحيّ جائع.
سوف أنهي كنس الفيراندا،وأصبّ سريعا مكاييل مضاعفة ،
تكفي خبزا لحيّنا.

عَلِقت أصابعي بالخبز، فلا تعافوه،
كلوا بعضه، واعطوا لكلاب المقابر ماتبقّى.
في أصابعي شِعر مريض،يتناقله الحزن ألوانا مذعورة لعظام تسقط
نخالة في الدّقيق.
ما الذي ينزل من المدخنة،؟
شعر محترق؟
أم قطع عثّرها غول الكلام فزمجرت؟
أسوأ الأحلام ،أن ترى النجوم ثابتة ،وأنت تدور.
خبّازنا كان يدور وأحلامه هابطة فوق فطورنا.
مددت صنّارة الوقت،خارج عنقي،
وطرحت الحياة على مناديل الفرن.
كان ينبغي أن أخلط العالم في جمجمتي،بملعقة الخميرة.
كان ينبغي،أن أُنضج جلود المعنى ونباح الخوف ،على نار بلا ألسنة.
بي رغبة أن أَنطق أسمال العالم بصوت غير منطوق،
هل فرقعة العجين تحت أصابعي،تنانين مهرّبة.؟
أريد أن أكتب كلمات لا أعرفها ،
لكن التّنانين أكلت خبزي.

سونيا فرجاني 

صدام الزيدي

Rita Alhakim
Fathi Gumri
Hassona Fathey

التشذيب وإعادة الكتابة.. تجارب وشهادات (2)
                      --------------------------

* عبد السلام الربيدي (كاتب وباحث أكاديمي/اليمن): الكاتب أو الباحث الذي يعدل ويزيد وينقح عمله بصورة أصيلة وحقيقية يحترم القراء

* ريتا الحكيم (شاعرة/سورية): علينا أن نحترم تجاربنا الأولى وأحياناً تُعاد الطباعة لأسباب فنية كسوء الطباعة كما حدث معي

* فتحي قمري (شاعر/تونس): من المعيب أن يتبرّأ الشاعر من إرثه القديم

* حسونة فتحي (شاعر/مصر): التشذيب إعادة تدوير لفكرة النص وفق رؤية آنيّة للشاعر وهذا أمرٌ سيّء
                          -----------------------
لماذا يُعيد الأدباء والكتّاب النظر في أعمال ونصوص منجزة لتصدر ثانيةً إما في "طبعاتٍ منقّحة" أو في مجلات وصحف ومواقع للنشر الإلكتروني، تحت استدراك/تنويه: "كتابة ثانية"؟!. عربياً وعالمياً هناك أسماء وتجارب لافتة، اتسمت مسيراتها بالعودة إلى تشطيب شبه جذري لكتب وأعمال منجزة، كما أن البعض منهم (في غير مناسبة) تمنّى لو أنه عاد لتنقيح وغربلة كتاب ما.
عندما تُنجز دراسات وبحوث حول تجارب وإصدارات، ثم بعد حين يتغير شكل ومضمون تلك الإصدارات والنصوص بسبب أنها خضعت لكتابة ثانية، هل يفضي هذا بالضرورة إلى متغيرات جديدة في سياق القراءة والتحليل والدراسة والتقييم؟ هل البدايات هي من يفرض الأمر (بدايات تجربة ابداعية ما ليست بالطبع كمراحل لاحقة تصل فيها التجربة إلى النضج)؟ كيف أن أمر إعادة النظر في نتاج إبداعيّ مرّت عليه فترة من الزمن يكون وارداً لدى البعض وغير وارد لدى آخرين؟ كيف ينظر الأدباء والكتّاب إلى ظاهرة التشطيب وغربلة النصوص والمؤلفات من جديد أو ما عرف قديما بـ"التحكيك"؟ وما هي شهاداتهم من زاوية التجربة الشخصية حول "إعادة الكتابة"؟  
هذه الأسئلة نطرحها في هذا الملف على أدباء وكتّاب وباحثين أكاديميين. هنا الجزء الثاني منه:

فتحي غومري

نصّ " حديث اليد " في الشارع المغاربي 
1
عن طائر حجل أحدّثكم
وصفوفٍ من الأشجار والغيوم
والحكايات التي لا تنتهي. 
والذكرياتُ مازالت جمرتها تلتهب
كلّما حرّك الطائر منقاره 
أو رفّ جناحه للسعة البرد
ودفءِ كفّ احتضنت رعشته.
2
أحدّثكم
وأعرف أنّ الأمر لا يعنيكم بتاتا
فالطيور كالنساء
كالمقاعد الشّاغرة
كالريح التي تمشّط الطرقات  
كالمدن البعيدة
تحتاج من يضمّ اسمها إلى صدره
ويجمع الزقزقة في قبضة لا تؤذيها 
يحدّثها عن خوفه من نظرة السماء
وحين يضيق صدره بالآهة الخرساء 
تنطق راحة يده 
وتحدّثها.
3
عن طائر حلّق في اتجاه لم يعده بالوصول
أحدّثكم
وشرفة ظلّت شاغرة كأنّ الشتاء جمّدها.
أنا 
وصولي متأخّر كعادته
وكلّما أبكتني الليالي شرّدتُ في السماء عينّي
وانتظرت جناحا يأويني
ويجفّف ماء اليد.

4- 
أنا المتأخّر دائما حتى في ندائي
مازلت أرتّب التفاصيل القديمة
وتقاليدَ الطّائر كلّما حدّثته 
أو سقته أصابعي.
مازلت أحدّث ركني 
عن الطّائر الذي كان يجعل الليل مثمرا
والصّباح انتظارا لذيذا لجلسة تحت الشمس.
مازلت أبحث عن نفس عميق 
يفصل الروح  عن جرحها
ويفكّ عزلة اليد.

فتحي غومري

أنور الخطيب

أحبّكَ ثم ماذا بعد

قالت: أحبكَ 
قلت: ماذا بعدُ!
قالت: سنذهب نحو الجحيم معا 
على فرسين بوذيين 
نجمع ورد الفضيلة 
أو نتصدق بالقبلات علينا
ونمضي إلى فانتازيا الحياة؛ 
تقطف أنت تفاحة لي 
أفتح قمحي أنا لك
ستشتهي رغيفاً ساخناً 
تقلّبه على نار الهدوء
ونصنع أرجوحة على سرير النشوء
قلت: ماذا بعدُ
قالت: تأخذنا الكوابيس إلى جنة العشق في هودج الأبالسة
نجر عصا الكمنجة فوق ظهور النجوم
تصير أنت مذنّباً مذنباً
وأنا غزالةَ العري والحنين
نمضي إلى الطين؛ 
أزرع فيك هشاشتي
تنبت أنت من حشاشتي
ونكتب فيهما شعرا للميتين
يقرؤه الراحلون إلى الأرض اليباب
ولا يقولون.. آمين
قلت: ماذا بعد
قالت: نصير لا شيء في الأشياء
لا أحد في الجموع
تصلي أنت على موجة مطلّقةٍ
أصلي أنا على لا أحد
قلت: ماذا بعدُ
قالت: سنذهب في اللاجهاتِ
أنا لن أعودَ
أنتَ تواصل البحث عني في أوتار عود
كلما وجدتني، عاندتني في المقامِ
ثم تعود
تعد الجهات على أصابع قلبكَ
ثم تغنّي لكْ
فأنا حيث أنت تكون 
وأعني، في زرقة العدم
يا أيها الملعون
....

بقلم الشاعر انور الخطيب 

الأربعاء، 15 يناير 2020

زهير الحامد

توفي نابليون وسط البلد 
 إثر تعرضه لجلطة حادة، 

وهو رمضان خليل....(نابليون وسط البلد")
ان 'اصل' رمضان خليل هو مدينة غزة، وقد جاء الى عمان للدراسة في الجامعة الاردنية مطلع السبعينيات، لكن من شدة التعذيب الذي تلقاه من قبل قوات الاحتلال، ادت الى اختلال عقلي لديه، ما جعله يتجول في شوارع عمان معتقداً نفسه 'نابليون'.

رمضان لديه أخ في إسبانيا وآخر في غزة، حيث قام الأخير بأخذه الى غزة للعيش هنالك، إلا انه بعد مرور فترة قصيرة جاء الى عمان ليجعلها 'المدينة الأم'.

وعُرف (نابليون وسط البلد") بما بلي 

1... وكان يرتدي ملابس وقبعة شبيهة بملابس نابليون بونوبارت العسكرية 

2...وكان شديد الأناقة. وكان يسير بشموخ في وسط عمان، ليبدو وكأنه السيد الذي يدير معزوفة مدينة كاملة، بتلك الملابس النظيفة، وقامته المنتصبة بشموخ عجيب.

3...كان عضواً بالحزب الشيوعي في عمان، وكان اسمه الحركي في الحزب لينين'.

4...كان يتحاشى الحوار مع المارة من حوله، أو محادثتهم، فيختار هو الشخص الذي يريد أن يحاوره

5... كان منظره يُثير السياح الذين كانوا يندهشون من اطلالته بزيه النابليوني، واحياناً كانوا يتقربون منه، فيضطر لمحادثتهم.
ويناقش السواح في الامور السياسية، وعن القضية الفلسطينية. 

6...كان يجيد أكثر من لغة وهو قارىء مواظب على امهات الكتب،

7...كان يشرب الشاي بـ"اتيكيت" خاص به.

8... كان يغضب بشدة ممن يصفونه بـ 'هتلر'.

انه نابليون عمان ، ولعل طريقته هذه في اختيار هذا النوع من الجنون، تؤكد انه اختيار الجنون الاروستقراطي الذي لا يحتمل الاستهتار او المخاتلة. فهو صديقي وكان يحترمني كل الأحترام كنت أعرف كل شيئ عنه وهو من روى قصته لي كاملة .  

عشت حياتك امبراطوراً ومتً امبراطوراً رحمة الله عليه

         زهير ألحامد
.

النبلاوي لحسن

أيا أنا يوم لم أكن هنا..
كنت  شرنقة 
ثم فراشة تزين صدر الغنا
ما أجمل ما سمعت وأنا
ارضع من ثدي أمي لبنا
آيا أنا اليوم أعشش وحدي
 ركنا
رحل الرعيل الأخير 
من البسمة
يوم توفيت أمي..توفيت أنا
واستحالت لذة الجلسات محنة.
لا حياة بعد الجمال...
لا حياة بعد كمال القمر
تنهار الأمنيات والذكريات تفنى
 وتفقد الاغنيات معنى ووزنا.

شعر النبلاوي الحسن 

الشاعر د.عبدالخالق العطار الموسوي العراق


        
       سلاماً    يا عراق  


      قَلبي  يَتَوجّعُ  مِن  سَقَمِ

     قَلَمي   يَتَلوّى    في   أَلَمِ

     ه ه ه 

      أسَفاً   يا شَعبَ  الخيراتِ 

     يرتادُكَ     جَورُ      الآهاتِ

    ه ه ه 

     أسَفاً    ينتابُكَ     إعصارُ

     وَ يَمورُ  بِخَطوِكَ     إدبارُ

     ه ه ه 

     وَطَني    يارَبعَ    الإيمانِ

     بُعدَاً      بُعدَاً    لِلْأَشجانِ

     ه ه ه 


     بقلم _ د. عبدالخالق العطار

جميلة محمد

عاشقة 
تختال هذا المساء ...خلسة اميرة على ضفاف ساحل  العاج...تمشي  بين سطور الحكايا القديمة ..تطأ  مناجم  الماس ...وتتنفس  اوكسير الحياة ...على خصرها خط الاستواء ...تسمع  حفيف اوراق الشجر  بوتسوانا وزيير  وزئير اسد عجوز .يطوف في الارجاء .....وقطعان حمير مخطط بالابيض والاسود ....وفيلة ...تغبط عشواء ...تملأ ضجة ذاك الفلا...الصحراء الكبر ى ...تمتليء بالغرباء ....
قد نام الافريقي الصغير ...جائعا ...ينصت لدوي بطنه  يسمع له صفير ا...بيده قطعة من قصب سكر  جافة ...هي كل قوته ..
غادر الكثير من الرجال مهاحرين .. الى المجهول 
بعض الرجال عائدون من الميناء ، ضلوا  يحملون  العاج والذهب وما لا يعلمون . على سفن الغريب   ....يعودون ببعض  فرنكات ..لاتكفي لتلبية حاجاتهم. للخبزوالارز ...والحليب ..
خيم واعشاش ...يململها ريح القادمين في خفاء ...يتربصون  ..ومطر خفيف ...
الاميرة  ياتيها المخاض ..تحت فيء  شجرة ....تتشبت بالاغصان ..تتالم بصمت ..مخاضها  عسير ...
الطفل حرارته مرتفعة 
.لا طبيب ولا دواء ......
مات  .من  انعدام كل شيء ..
على فضائية اروبية تقول المديعة متاثرة .:."مسكينة افريقيا "...تحتاج المساعدات...السخية ..والقلوب  الرحيمة ..
باسم اطفال افريقيا الجوعى .تفتتح  حفل   جمع التبرعات ....لدعم ...افريقيا الفقيرة ...!!!!
ضحكت  شمس ذاك المساء  ساخرة ... فقيرة ام غنية ...تجمع خيوطها الثائرة ...افريقيا  جالسة القرفصاء مطئطئة الرأس ...في الخلفية ..تتفرج....
ممثلة حسناء  تجري خلفها الصبية ..وكاميرات ..سترمي بعض حلوى بيدي الصغار وتنتشر صور الاحسان ..في دقائق ..لتجمع الكثير من العطف والشفقة ..والمال ...

الى متى تبقي   غزالة  تائهة ....نورسا حائرة .... نعامة مترددة ...لبوؤة اسيرة ...عدراء مغتصبة ليلة زفافها ...قد سرقت  مرتين ...بواضحة النهار . و جهارا ..على الابيض المتوسط ..سفن  وبوارج ..من كل الجنسيات ..تضع على ارضك السلاح  والموت وتغادر محملة بالنفط والغاز والخيرات  ....تمر من بين جثثت  شباب افريقي ...سرقت منه عمدا فرصة  الحياة .. ...
قومي.... اميرة  الدنيا 
فعلى  ابوابك  وقف  قراصنة  شداد ..غلاض . داسوا  العشق الاخضر  .فكوا ضفائر الوقت ...لهم انياب...عيونهم نبيذ احمر ...قد ادمنوا دماء الابرياء ...
قومي الأن وليس غذا 
 سيدة العزة والكبرياء ...
فالحقوق  تؤخد غلابا ..


جميلة  محمد 
شذرات مسائية ..بنكهة  افريقية 


الثلاثاء، 14 يناير 2020

يوسف عصافرة


همسات الفجر


الفجر يشـرق والأصـباح ترفِـده
والصـبح أشـرق بالأنـوار يـرويهِ
الحب أحمل بالأحـشـاء موطـنه
حبّ الإله على الإنـسان يحـميهِ
الورد أعـشـق للأحــباب أهــديه
ماء العيون على الأيـام أسـقيهِ
اللـــه يعـلـم أن الــروح عاشــقة
للورد يبـسـم والنحــلات تبـغـيهِ
الـشـهد يُذهِــبُ للإنـسـان علـته
هذا العليل رضاب النحل يُشفيهِ
كل الـدواء بغـير الـشـهد مهزلة
ماء الحياة بشهد النحـل أُعطيهِ
طِـبُّ الإلـٰه وهٰـذا الطـبُُ أعـرفهُ
اللــه أكـبر ميت الجـسـم يُحييهِ
هذا الجمال جمال الروح أعشقه
القلـب يخـفـق للـخـــلاق بـاريـهِ
الحــبُّ أحــمـل للآنــام أُُظـْـهِـرُه
والحـقـد أكره والإيـمان يُخـفيهِ
حب وحقدٌ فكـيف القلب يحمله
بالكُرْهِ أَحسَبُ رب الكون تعصيهِ
الــروح تـشـكر للرحـمـن بـارئــها
والصــدر يسـأل للـسـتار يُنجـيهِ
بقلم الشاعر يوسف عصافرة
12/1/2020ميلادي
البحر البسيط

كلمات زينب سالم

____ الرحلة الأخيرة ____
                         
إرحل ما دام نويت الرحيل
تتركني اعاني طول السهر
تركتني ايام في ليل طويل
فأنا مثلي لم يتعود ينتظر
ذكراك أن طالت و أتى الميل
كسرت خاطري اريد السفر
أردتك أن تمهلني بال طويل
لم لاو إن تحملتني الدهر
حبك سيظل كاسر لي الحيل
ذكر قلبك انك سألت الضجر
قصدك هو كان عني ترحيل
لم يتحمل قلبك عافاه الصبر
وحدي دموع عيني تسيل
غدرت بذكرياتي حتى الصور
عيوني و قلبي نادوا السبيل
لكن قلبك آسن ملأه الغبر
هذه ذكرى لقلب كسره الميل
ذكرى توجعني طول العمر
                       _____كلماتي/ زينب سالم_____
                    2020/1/14 

صبري كامل

====== شاعرا مخبول ======

قالوا شاعري كل الأفعال عنده مقصورة

و الأسماء عنده كلها بالغصب منصوبة

مبتدأه متأخر أخباره للسجن مجرورة

حاله مرفوع لقضاة نظراتها مجبورة

صفته في الزمان كرامته باتت مقهورة

وظرف مكانته بصناديق قمامة مقبورة

و ظرف زمانه تحت الطغاة متغوطة

لسان حاله كل الحروف عنده مكبوتة

فاعل مستتر من الأمن كي لا يقتلونه

مستثني من فرح وإلا للحزن يجرونه

قلت أنا مبدلا ببدل في وطن يسرقونه

مصري أنا مفعول به للموت يجرونه


صبري كامل

يونس عيسىٰ منصور


  • ✳️ تغريبة العرب الثانية ✳️

طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ

تُسائلُكَ الهوىٰ ... وهوىً تُجيبُ ...

إذا رَبُعَتْ فمزهرةٌ عشوبٌ

وإنْ مَحُلَتْ فشاحبةٌ جَديبُ ...

تُريني جاهلياتِ القوافي

وكيفَ عُكاظُها وّدْقٌ صَبوبُ

تُريني أنَّ هذا العصرَ هَمْزٌ

وشيطانٌ يُصيبُ ولايَخيبُ

تُساجلُني مُعَلَّقَتي وتبكي

كما تبكي شبابَ العمرِ شيبُ :

بلاءُ العُرْبِ قاموسٌ مُشيبُ

تَوَلّدَ منهُ حرفٌ لا يَشيبُ !!!

يسيبُ مع الزمانِ كطيفِ رعْبٍ

بقافلةِ العمىٰ ... وعمىً يسيبُ !!!

بلاءُ العُرْبِ تأريخٌ ودينٌ

سِفاحاً منهما وُلِدَتْ ( شَعوبُ ) !!!

فلا التأريخُ يسترُ خُصْيَتَيْهِ

ولا الدينُ الذي يُخصي يتوبُ !!!

ولا من غابرٍ أفتى رشيدٌ

بأنَّ عواقبَ الفُتْيا حروبُ !!!

رؤوسٌ قد عَفَتْ كديارِ هندٍ

عشيةَ ربعِها طَلَلٌ كئيبُ ...

جِمالٌ سُرِّبَتْ في كلِّ وادٍ

دهوراً ... فهي هائمةٌ سَروبُ ...

فغرباً أيها العربيُّ غرباً

فقرصُ الشمسِ يحضنُهُ الغروبُ ...

ولا تخشَ الفناءَ بجوفِ بحرٍ

فإنَّ بلادَك الذبحُ الطلوبُ !!!

وطلِّقْ دينَكَ الأعمى ثلاثاً 

فدينُ القومِ إسلامٌ كذوبُ ...

رواياتٌ مُزَيَّفَةُ المعاني

لها في كلِّ مجزرةٍ نصيبُ

رواياتٌ مُسَرْطَنَةُ الخفايا

بألفٍ قد مَضَتْ هَدَراً تؤوبُ !!!

رواياتٌ مُفَخَّخَةُ الزوايا

يُفَجِّرُها متىٰ شاءَ الخطيبُ ...

بإسمِ الله كم سُفِكَتْ دماءٌ !

وكم أخْنَتْ علىٰ بَشَرٍ ( شَعُوبُ ) !

شقاءٌ عاثَ في شرقٍ بليدٍ

قروناً ... فهو مُنْحَدَرٌ جَبوبُ ...

فهلّا نرتقي سبعاً شداداً

فهٰذي الأرضُ قاحِلَةٌ جديبُ !؟!؟!؟

فقلتُ لها : سماواتي ثمانٍ

وثامنةُ السَّمَاوَاتِ الحبيبُ ...


✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
شعر :  .يونس عيسىٰ منصور.

ليلى عريقات

ما عُدْتُ أشكو

ما عدتُ أشكو مِن حياتي في الدُّنا
فالشّوكُ جاوَرَ يانِعَ الرّيحانِ

ما عُدتُ ساخطةً عليها إنّها
بعدَ الأسى تأتي لنا بأمانِ

هيَ هكذا الدّنيا مدى أحقابِها
 خيرٌ وشرٌّ وانبرى الاثنانِ

 إنْ مسّني ضُرٌّ بفقدِ أحِبّتي
فالموتُ حقٌّ شِرعةُ الدَّيّانِ

أوْ تاهَ حظّي لم يكن في مَركَبي
كم مرَّةٍ يأسو بكلِّ حنانِ

كَم حالفَ الأولادَ سدَّدَ خَطْوَهمْ
ساروا بِدرْبٍ ثابتِ الأركانِ

إنّي أُعاني مِن تآكُلِ رُكْبَتي
لكنَّ تلكَ طبيعةُ الإنسانِ

يأتي ضعيفاً ثمَّ يغدو يافِعاً
 ويشِبُّ مثلَ الطّوْدِ
في البنيانِ

ويسيرُ في دنياهُ يبني حُلْمَهُ
 فإذا بِهِ في موجةِ البُرْكانِ

إنَّ المعاناةَ التي وُجِدَتْ لهُ
كبَدٌ كما قد جاءَ في القرآنِ

لا بدَّ تضرِبُ في كيانهِ موضِعاً
 وأنا لَوَتْ منّي الخُطا وعِناني
*   *   *   *
 ما بِتُّ أشكو غيرَ همٍّ واحِدٍ
وطني السّليبُ يُفيضُ لي أحزاني

 والقدسُ واوَجَعي  تصيرُ سَبِيَّةً
صهيونُ تسلِبُ زينَةَ البُلْدانِ

لكنَّ أهلي لا تَلينُ قَناتُهُمْ
 وسلاحُهُم قبَسٌ مِنَ الإيمانِ

سَيُحَرِّرونَ بلادَنا ونُعيدُها
قُدْساً مُبارَكةً مدى الأزْمانِ

السبت، 11 يناير 2020

الهادي العكرمـــــي

متـــــى أغــــــزوك ؟ 

-- متى تُراني أغـــزُوك يا قمري = ويَعْتَـلي فـــوق أرضــكم عـَــلَـمي 
-- ويَعْجَبُ القَاصي كيف فُزْتُ بِكِ = ويَــــعْلـمُ الـــدَّاني انّـــكِ حَــَرمـِي  
  -- يا مُــنْيَـتِي لـْو حـقّـقْتِ لِي أمَلِي = سَــتُـْنـقِــذِي حُـبَّنـــا مــن الــــعَـدَمِ
-- وتُـطْفِـئِي مــا بالصّدْر مِـن مِحَنٍ = قــــد تركْتِ لي كَــمًّا مــنَ الألــم
-- حبيبتي أحلامي تكادُ إلى الــــــــــجُنُونِ تَــدْفَـعُنـــي , فــــلا تَــلُـمِي
-- وَحُسْنكِ الجَــذّابِ يُــراودُنـــي = إلــى مَعَـاصِيَ الـــشّـرْعِ والْـقِـيَمِ 
-- فَــكمْ أنـــا مُــشْـتاقٌ لِلَــثْمِ فَـــمٍ = قـــدْ حازَ كــلَّ الــــجَمَالِ والـنِّــعَـمِ
-- وَضَـمِّ أبْـــهَى قــدٍّ عــلَى مَـهَلٍ = حتّى انْـتـَشِي مِنْ رَاسِي إلى قدَمِي
-- هَـــلْ يا تُـرى يَـنْفَعُ ألمتيم وصـــــلا خَـــاطِفًا يُـــشْفِيهِ مِــنَ الّلَـــمَـمِ
-- في هـَـذِه الحياةِ الــقَـصيرةِ كَـمْ = مِـــنْ عَمَلٍ يُــغْـنِــينَا عَــنِ الــتُّهَمِ
-- الفَـضْلُ يَبْقَى وإنْ مَضَى الـَّزمَنِ = والْـــبُخْـلُ داءٌ يَـــزُولُ بِالْـكَــرَمِ 
ـــــــــــــــــــــــــ
* الهادي العكرمـــــي

المصطفى الصغوسي

قراءة في ومضة المبدع المغربي عبد اللطيف ديدوش # عرب، الفائزة بالمرتبة الأولى.
عقدوا القمة؛ رابطوا في السفح.
**********
قد تبدو الومضة جنساً أدبيا سهل التعاطي بسيط التناول، تكفيك بضع كلمات لتصنع ومضة، لكن واقع التجربة يؤكد أن الومضة في صيغتها النهائية ليست سوى ذلك الجزء الطافي من جبل الجليد الضخم. الومضة نتاج ميكانيزمات متعددة يتجاور فيها الذهني والنفسي، الثقافي والمعرفي، الفكري والايديولوجي، الشعوري اللحظي وتجربة الحياة. ذلك أنه عندما نضع أمام المبدعين موضوعا معينا أو صورة محددة، ونطلب منهم كتابة ومضة حولها، يتكشف لنا اختلاف ومضاتهم ومستوى جودتها، بل ونلمس بجلاء اختلاف المعاني التي عكستها ومضاتهم أو الجوانب التي تناولتها من الموضوع أو من الصورة.
كما أن تجاور المكونات تلك وانصهارها وفق كيمياء إبداعية خاصة هي ما يميز ومضة عن ومضة وإبداعا عن إبداع. فولادة الومضة تبدأ باختراق فكرة لمجال إدارك المبدع( والذي أسميه وامضا)، فتحدث له انفعالا معينا(تعاطفا، تقززا، رفضا، فرحا، حزنا...)، يستتبعه رد فعل طبيعي من ذات كاتبة تعبر باللفظة وتتفاعل بالكلمة، حيث تقوم بحصر المعنى والبحث له عن اللفظ المناسب من بين مفردات معجم اللغة ومن الرصيد اللغوي الشخصي الذي ي
تتباين كثافته طبعا من وامض لآخر، ليأتي بعد ذلك، تكييف المستوى اللفظي مع شروط الجنس الأدبي ومميزاته الفنية، ومع ما يتطلبه من مفارقة وتكثيف وإدهاش.
كل هذه المعطيات الإبداعية والتمازج المجالي كان حاضرا بلا ريب في وعي الوامض اللبيب عبد اللطيف ديدوش، وفي لا وعيه أيضا وهو يشتغل على ومضته.
وإذا كانت عملية صوغ الومضة معقدة، بالنظر إلى العوامل المذكورة أعلاه، فإن عملية قراءتها ونقدها هي بلا شك، أكثر تعقيدا، خصوصا وأن الومضة ، هذا الجنس الوليد، لا يمنحك مجالا نصيا أكبر( الاختزال الشديد)، ويأتيك بلا مقدمات وبعتباتٍ أقل.
ولتعويض هذا الغياب، لا بد لكل قراءة أو تحليل نقدي يروم الاشتغال على هذا الجنس، من استحضار سياقين فاعليْن:
السياق العام: ونقصد به سياق الومضة الخارجي الذي حفز خلقها وصوغها. 
السياق الداخلي: وهو تلك المؤثثات التي وضعها الوامض في المتن كي تحدث ذلك التواصل المفترض مع القارئ .
بالعودة إلى ومضة: عرب، فإن سياقها الخارجي تمثَّل في دعوة من مجموعة فن الومضة_ المغرب، في النسخة السابعة من مسابقتها في أدب الومضة، والتي جعلت منطلقا لاستمطار وميض المشاركات نصا قصصيا قصيرا جدا للقاص المغربي المصطفى الصغوسي، بعنوان: تلميع، والذي تناول تيمة راهن العرب وواقعهم بين التمسك بالماضي والتخلي عن الحاضر. وفي هذا الإطار يمكن القول: إن الوامض عبد اللطيف ديدوش قد أفلح بدرجة كبيرة في تلمس هذا الواقع، وفي التعبير الجميل عنه، وهذا يعكس مدى انخراطه كمبدع  كبير في راهن عصره ومجتمعه، ومدى امتلاكه لتلك الرؤية التي تسجل موقفا من قضايا المعيش .
على مستوى السياق الداخلي: يمكن الحديث عن جسور التواصل التي وضعها الوامض وضمَّنها ومضته كي توصل الرسالة إلى قارئها. وفي هذا المستوى نتناول:
١_ الجانب الفني والمعماري للومضة: حيث جاءت مكتملة البناء، منضبطة لشروط جنسها:   _قدمتْ عنوانا ممتدا يحيل على واقع أكثر مما يحيل على عرق.
_ مصراعيْن توحي نقطتهما الفاصلة بالانفصام لكن يعود الضمير (واو الجماعة) لينسج الصلة بينهما من جهة، ومع العنوان من جهة أخرى، في تواشج جميل يخدم المعنى العام للومضة.
٢_ الجانب اللغوي: تفلتاً من قيد الاختزال الشديد الذي يستدعيه جنس الومضة، عمل الوامض عبد اللطيف ديدوش إلى اللعب الذكي بمفردات قليلةٍ،  لكن كل واحدة منها تملك قدرة كبيرة على خلق دوائر معنى واسعة في ذهن القارئ، تماما مثل دوائر تنداح على صفحة بحيرة ألقينا فيها بحجر. وكلما كانت الدوائر أكثر وأكبر كان نجاح الومضة أكيدا.
إن هذا التوظيف الذكي للكلمات جعل منها أحجار صوى تهدي القارئ وتقوده بخيوط ناعمة نحو مروج المعنى.
الكلمة الأولى: عرب بالإضافة إلى نهوضها  بمهمة العنوان، عملت على توجيه انتباهنا نحو منطقة جغرافية تحوي شعوبا يظهر على السطح أن ما يوحدها أكثر مما يفرقها: دين ولغة وعرق ومصير وتاريخ...
الكلمة الثانية: عقدوا، فعل متعد يدل على تجاوز الذات الفاعلة للتأثير في آخر(في مفعول/القمة)، أي أنه فعل يدل على سيادةٍ وامتلاك زمام الأمور، مع واو جماعة تصبح الإرادة جماعيةً، ويصبح التعدد يداً واحدة.
الكلمة الثالثة: القمة، وجاءت بصيغة التعريف، وكأنها نار على علمِ عربٍ لا تخفى قممُهم، وكأن الوامض يذكرنا بذلك التشابه الذي يطبع كل تلك القمم التي عُقدتْ والتي أصبحت نسخا كاربونية يكاد لا يتغير فيها شيئ سوى التواريخ والأمكنة وبعض الوجوه .قمة معروفة قراراتها وتوصياتها قبل أن تنعقد. صيغة التعريف تحيل كذلك على تلك الضجة الإعلانية والصخب الإعلامي والتحركات الديبلوماسية التي تسبق العقد وتليه.. وكأن بالوامض اللبيب يريد إن يقول:" القمة وما أدراك مالقمة".
الكلمة الرابعة: رابطوا، معها مايزال المعنى الذي رسمته الكلمات  السابقة ينداح ايجابيا، رابط فعل عى وزن فاعَل، يدل على المشاركة في فعل الفعل، مثل فعل صافح الذي لا يتم إلا بوجود طرفين على الأقل يتشاركان فيه.فالمرابطة والرّباط فعل جماعي ينبثق من إرادة مشتركة. ومن حيث المعنى فرابَط: يدل على اليقين والتمسك بالموقف وبالحق، كما يحيل على الجهاد،  وعلى التخلي عما عداه حتى تحقيق الغاية.
الكلمة الخامسة: السفح، أعتبرها سر نجاح هذه الومضة، ليس لأنها المعادل الطبيعي المنتظر لكلمة القمة، ولكن لكونها تحدث لدينا تلك الرجة الجميلة التي يخلقها أدب الومضة: المفارقة والإدهاش، حين يتم تكسير المعنى الذي جهدت الكلمات السابقة في بنائه،  ومعه تكسير أفق الانتظار والتلقي. إن السفح هنا يتخلى عن دلالته الجغرافية ليصبح مجازا للقعر والحضيض والتدني. ونصبح أمام صورة من بنى قصرا وسكن في كوخ البستاني! أو صورة جبل يتمخض ليلد فأرا كسيحا.
خلاصة:
استطاع الوامض عبد اللطيف ديدوش أن يدير العناصر الفنية لومضته باقتدار ليوصل إلينا صورة عن واقع مجتمعنا العربي الراهن حيث يتجافى الواقع والشعارات، وحيث تحت صورة الوحدة تتصارع المواقف وتتناحر المصالح وحيث القمة دائما تفضي إلى السفح. لكن ومضة عرب حملتنا إلى قمة من قمم الإبداع الوامض.
هنيئا لك مبدعنا بهذا النص الجميل.وألف شكر وتقدير لمجموعة فن الومضة_ المغرب، على هذا المحفل الأدبي الراقي، والشكر طبعا موصول للأستاذ البهي أديب الفاسي على طيب الجهد ونبل القصد.
**********

المصطفى الصغوسي
 المغرب

السبت، 4 يناير 2020

أحمد الناصري

هجرت خيمتي والدوار
وهجرت الطبيعة والنوار
وللمدينة كان مشايا.....
......
خليت زريبتنا وركوب لحمار
والبغل والجوجة مع الكيدار
وارضي بالحرث نوجد غذايا....
.......
خرف جناني لي  عامر ثمار
ووكح بيرنا وتم سقيان الجرار
وقلت للمدينة يكون هنايا.....
.......
نسيت البراكة والخيمة والجار
وخليت جيراني، جميعة والمختار
والمنول من لخشب  فيه سدايا....
......
بعت عودي لي معمر الدار
وهجرت حبابي مالين الشوار
ورشى الحايك لي  بيه غطايا....
.......
يبست الشكوة و سعدها حرار
وربعت الرحبة لا دراس ولاعشار
وصفارت الشجرة لي كانت حدايا....
........
عييت نتفكر مانفعني تفكار
حتى الشعبة وكحت ياحضار
والجامع لي بصحابي كانت صلايا......
......
اليوم رجعت بكاني لوكار
لقيت دواري ولى شباك ومسمار
تباع وتشرا والدلال مور كفايا.....
......
فداننا الكبير ولى يصغار
ضياق الحال بين ليلة ونهار
وقرايتي فيه ما بقات قرايا.....
......
بلادي بكات وطابو لشفار
ملي جاها مول الشكارة والسمسار
خلاو اولادها بفلوسهم شفايا...
.......
............أحمد الناصري........

شعر المرحومة كوزال ابراهيم خدر ترجمة اوات حسن امين

شذرات العشق



1

عندما تعرفت اليك بدون نار اشتعلت،

وأمام قدميك ذبت عاجلاً

علمت مصدر العشق والحب

وبعشق جنوني سكنت في أعماقك .

2

أنني قبل أن أعرفك أبصرتك،

وفي أحلامي المنتظرة

أنني قبل أن أعرفك

كنت ملهوفةً بشوقٍ لرقصاتِ أصابعك،

وعاشقة لوجهك البهيج

وعيناك الممتلئتان بالعشق .

3

عندما عرفتك

كنت تلاً، و أصبحتَ جبلا

كنت عيناً، وأصبحت بحراً

كنت ليلةً دامغة الظلام

أصبحت غسقَ الصباح

كنت طائراً في القفص

رجعت الى أغصان الأشجار

لأغرّدَ بجمال الأغاني .

4

في أول اللقاء

كنت زائرا من غير موعد،

وكنت ضريح أئمة

آتيت لك

الصق حصوتين في جيبك

المبارك

لكي أجرّبَ

قدر أيامي الآتية

في مرق

مرقد قامتك .

5

منذ اليوم الذي تعرفت إلى

يديك

لم أقبل يدي أي أمام

وحدك

وأكون أنا

تكية للذكر والتراتيل .

6

منذ اللقاء الأول معك

مدينة أنا للغيمة والأرض

أتت غيمة وأرشدتني

إلى طريق حبك

والأرض عزمتني

على رائحة

ترابك المصلوب .

7

عندما كتبت كلمة أسمك

تخاصمت معي جميع الكلمات

لأن بينها

كنت أبحث عن أجدرهم .

8

قطعت وعداً على نفسي

أن لا أشمَّ رائحة وردة

لاتشبه أنفاسك

أن لا أشرب من أي ماء

لا يكون لذيذا مثل دمك

أن لا أستريح

في ظل الصفصاف،

ولا أحبّذ ضوء الشمس بتاتاً

إلا أن يكون ضوؤها

بمثابة جمال عينيك

وصفاء وجهك .

9

تعال ولا تتركيني

أفتح لي باب قلبك

لكي أذوب في أعماقك

تعلم عندما أجفُّ

فقط برائحة أنفاسك

أنبعث .

عمار حافظ

1- ما للمجروح القلبِ بالطرائقِ

2- يشكو نواحاً حَسرةَ المُفارِقِ

3- يَنْزِفُ من جرحٍ باغي آبقِ

4- أقام فيه الحزنُ كالمُرَافِقِ

5- لو فارقَ الحزن من المشارقِ

6- جاء الى الحزن مَجيء السّابقِ

7- مشياً و إنْ يَعْدُ فكالحرائقِ

~~~

متنبي مارع .... عمار حافظ 27 / 12 / 2019