لست بالرمز أغني
ربة الشعر أنجديني
فبابك ليس من حديد
وغني معي عن سحر الوجود
بقيثارة رنّت أوتارها بنشيد
عزفتْ لحنا ردّدته دون قيود
لم أرق سلم الألحان بدرج
شده حارس الدعم بالسند
فقد ألفت جميل القول دون إبهام
وطفت في القمم أرجو نسورا
لا تقبع بين الحفر والركام
ما أحببت يوما نعيق غراب
فحولي أغصان زيتون
وأنا أنتشي بهديل حمام
يُلَوّحُ للناسك أنت السلام
وتُغني لعشب بالرّحم
فتهتز الأرض وتربو حُبّا
فارتعاشة العناق ضمة النسيم
في حقول الريّان من البطاح..
ربة الشعر هللي للرياح
فقد تحن وتنقل أحرفا من أنيني
فتنْبِت إكليلا ليس لرهبان
والرايات لا يرفعها خيط البهلوان!
خسوف وكسوف فكيف لي بالضياء
ليفتح الفجوات في فضاء الأفلاك
فيتسلل البصيص عند كل فجر.
كيف تتدحرج الحصيات ولا تختفي
بين فجوات الثنايا بمتلاحمة السدود
لا تُغرقني هلوسات غيبوبة بل أحلق
بين أحلام اليقين فأطفوبين الكوابيس
وأعانق غصن زيتون صنعت منه قيثارة
لأناشيد لا تحتضر في حناجر شُلت
ولن تعتلي كثبانا من رمال الآمال
ومن وراء متاريس خانها الزمان
فتوارت الشارات من خجل ووهن
لا تعلنُ نصرا ولكن تبعث رمزا
لن يحرك السواعد ولكن يهز
بطونا وخاصرات بظلام الخدور
كان العزف في الشاطئ يوما
لأطفال حملوا ورود البراري
ولم تحملها أعناق غير عواطل
ولا ابتسامات نواجذ الشيخ الهرمِ
ولا لمن كشفت جيوبا بالصدر
وتحمل تاجا من ريش نعام
صغرت حواشيه فهو يهتز مع الريح.
لطيفة السليماني الغراس
مكناس في 01/01/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق