ما عُدْتُ أشكو
ما عدتُ أشكو مِن حياتي في الدُّنا
فالشّوكُ جاوَرَ يانِعَ الرّيحانِ
ما عُدتُ ساخطةً عليها إنّها
بعدَ الأسى تأتي لنا بأمانِ
هيَ هكذا الدّنيا مدى أحقابِها
خيرٌ وشرٌّ وانبرى الاثنانِ
إنْ مسّني ضُرٌّ بفقدِ أحِبّتي
فالموتُ حقٌّ شِرعةُ الدَّيّانِ
أوْ تاهَ حظّي لم يكن في مَركَبي
كم مرَّةٍ يأسو بكلِّ حنانِ
كَم حالفَ الأولادَ سدَّدَ خَطْوَهمْ
ساروا بِدرْبٍ ثابتِ الأركانِ
إنّي أُعاني مِن تآكُلِ رُكْبَتي
لكنَّ تلكَ طبيعةُ الإنسانِ
يأتي ضعيفاً ثمَّ يغدو يافِعاً
ويشِبُّ مثلَ الطّوْدِ
في البنيانِ
ويسيرُ في دنياهُ يبني حُلْمَهُ
فإذا بِهِ في موجةِ البُرْكانِ
إنَّ المعاناةَ التي وُجِدَتْ لهُ
كبَدٌ كما قد جاءَ في القرآنِ
لا بدَّ تضرِبُ في كيانهِ موضِعاً
وأنا لَوَتْ منّي الخُطا وعِناني
* * * *
ما بِتُّ أشكو غيرَ همٍّ واحِدٍ
وطني السّليبُ يُفيضُ لي أحزاني
والقدسُ واوَجَعي تصيرُ سَبِيَّةً
صهيونُ تسلِبُ زينَةَ البُلْدانِ
لكنَّ أهلي لا تَلينُ قَناتُهُمْ
وسلاحُهُم قبَسٌ مِنَ الإيمانِ
سَيُحَرِّرونَ بلادَنا ونُعيدُها
قُدْساً مُبارَكةً مدى الأزْمانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق