الجمعة، 17 يناير 2020

سونيا فرجلتي

أصابعي تؤلمني،
مرض الخبّاز ،فعجنت الدّقيق وحدي.
حين أشعر بالحزن أفعل هذا.
خلطت طويلا،بقوّة تشبه الغضب،فانتفخت ذراعي ،وتمزّقت أصابعي.
أريد أن أكتب،
منذ عام،
تحاصرني زنزانة بيضاء،لا شيء فيها يشبه خبزا طازجا.
لاشيء يُلتقَط كناية عن فرن جاهز.

أريد أن أكتب عن  حِيَل العجن،
وعن درجة دفء الماء في الوعاءْ،
أريد أن أكتب أشياء لا أعرفها.
مات الخباز،
في الخريف مات .
الحيّ جائع.
سوف أنهي كنس الفيراندا،وأصبّ سريعا مكاييل مضاعفة ،
تكفي خبزا لحيّنا.

عَلِقت أصابعي بالخبز، فلا تعافوه،
كلوا بعضه، واعطوا لكلاب المقابر ماتبقّى.
في أصابعي شِعر مريض،يتناقله الحزن ألوانا مذعورة لعظام تسقط
نخالة في الدّقيق.
ما الذي ينزل من المدخنة،؟
شعر محترق؟
أم قطع عثّرها غول الكلام فزمجرت؟
أسوأ الأحلام ،أن ترى النجوم ثابتة ،وأنت تدور.
خبّازنا كان يدور وأحلامه هابطة فوق فطورنا.
مددت صنّارة الوقت،خارج عنقي،
وطرحت الحياة على مناديل الفرن.
كان ينبغي أن أخلط العالم في جمجمتي،بملعقة الخميرة.
كان ينبغي،أن أُنضج جلود المعنى ونباح الخوف ،على نار بلا ألسنة.
بي رغبة أن أَنطق أسمال العالم بصوت غير منطوق،
هل فرقعة العجين تحت أصابعي،تنانين مهرّبة.؟
أريد أن أكتب كلمات لا أعرفها ،
لكن التّنانين أكلت خبزي.

سونيا فرجاني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق