الأربعاء، 31 يوليو 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

الجيل المغربي الراهن.. 
من معركة التحرير إلى معركة 

-1-

إن الجيل الحالي الذي يخوض معارك الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان بالمغرب على كل الواجهات يأتي مباشرة في الترتيب الزمني الجيل الثاني بعد الذي خاض معركة التحرير بكل ضراوتها وعنفها وخطورتها انطلاقا من معركة حمو الزياني إلى معركة عبد الكريم الخطابي، ومنها إلى معارك الاستقلال والحريات العامة.
جيل فتح عينيه على المغرب وقد أنهى صراعه المسلح مع الاستعمار المباشر ليدخل في صراع بناء الاستقلال الذي لا يقل خطورة ولا أهمية عن الصراع السابق. إنه الجيل الذي وقع على وثيقة الاستقلال وآمن بأن حركية الحياة والتاريخ تفرض منطقها الذي يدفع بالحياة إلى الاستمرار بمشاكلها وأزماتها وصراعاتها وإرثها المتواصل.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بحدة على الأجيال المغربية الجديدة: هل استطاع المغرب توظيف مكاسب أجياله السابقة وصراعاتها في بناء المغرب المستقل؟
إن ما تؤكده الوقائع والأحداث أن جيل عهد الاستقلال ركب سفينة التحدي منذ البداية لا فقط لأنه استلم مغربا متعدد المشاكل والأزمات من الإدارة الاستعمارية، ولكن أيضا لأنه استلم مغربا في حاجة ماسة إلى دمجه في العصر الحديث وانخراطه في نادي الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات.
إنه ورث قضايا ومشاكل وأزمات تمتد بجذورها إلى حقبة طويلة من التاريخ حيث كان الكل يجري في غرف مظلمة وكان الرأي والقرار يتخذان بعيدا عن الجماهير وعن اهتماماتها وطموحاتها، إنه كان يطمح لوطنه بعدما استرد استقلاله أن يلعب دوره التاريخي على الساحة وهو في حالة تسمح له أن يوفر الكرامة والعيش الكريم والتربية والصحة والشغل لكافة المواطنين، وأن يعم الازدهار كل القطاعات الوطنية، وأن يلعب دوره بنجاح وإتقان ومسؤولية، وأن يسهم في الصراع الدولي على قدر حجمه التاريخي، وأن ينتزع حقوقه المغتصبة في التراب الوطني بكل قواه، وأن ينتزع حقه من وسائل الازدهار والتقدم الحضاري والتكنولوجي، وبجهده وعرقه وصدقه.
تلك كانت طموحات جيل ما بعد جيل التحرير، فهل تبخرت هذه الطموحات أم أصابها الإحباط والتراجع؟

-2-

نعم، فتح الجيل المغربي الجديد عينيه على مغرب مطوق بالأزمات، ووجد نفسه في عهد الاستقلال يتحمل العديد من المسؤوليات الموروثة عن الأجيال الماضية، ومن ضمنها حماية الاستقلال والوحدة الترابية وتأمين حقوق الإنسان وحرية الرأي ودعم دولة الحق والقانون وتوسيع دائرة الديمقراطية وحماية مكتسباتها ومزجها بالمثل والقيم الذاتية والقومية للمواطن المغربي، ووجد نفسه أيضا يتحمل مسؤوليات أخرى ترتبط بشروط الاستقلال، تدخل ضمن ذلك الإرث العظيم الذي تسلمه من يد الجيل السابق، منها مسؤولية تعميق خطة التربية والتعليم في نفوس العباد لتكون ملائمة أكثر للواقع الثقافي والاجتماعي والحضاري حتى يصبح التعليم مفتاح التقدم والازدهار، ومفتاح تحقيق كل أحلام الاستقلال وحقا من حقوق المواطن من المهد إلى اللحد.
وجد الجيل الجديد نفسه وجها لوجه أمام مسؤوليات مستعجلة تتصل بتأمين الخبز والشغل والصحة لملايين المواطنين في بلد مازالت بنياته الاقتصادية تشتكي من أمراض الماضي بسبب التخلف الذي يطوقه من كل الزوايا وبفعل مخلفات الفترة الاستعمارية، وهي مسؤوليات أغلبها استثنائية، ولكنها حاسمة، وهي المسؤوليات نفسها التي جعلته يركب سفينة محفوظة بالمخاطر، يناضل من داخلها ضد اليأس والإحباط كجيل استثنائي بكل المقاييس والمواصفات.

-3-

إلى منتصف القرن الماضي، كانت "الأزمة" في أوروبا الغربية نتاجا طبيعيا ومباشرا للخلخلة الاقتصادية التي عرفتها هذه القارة بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لم تكن تمس المناحي الأخرى في حياة الناس، لأنها كانت محاصرة بموانع الثقافة والفكر، وبأسس التربية الأولية للأفراد... لكن يبدو أن أزماتنا المغربية تتخذ اليوم منحى آخر، تطورت كمفهوم وكواقع اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي عام، إلى الحد الذي أصبحت شاملة تتحدى كل الموانع الموضوعة في طريقها.
وإلى منتصف القرن الماضي أيضا، كانت "الأزمة" في المغرب ديمغرافية واقتصادية بحثة، لكن بسببها بدأت المقومات الأخلاقية في الانهيار، وبدأت التوازنات الاجتماعية والاقتصادية... وحتى السياسية في الانحدار، وأصبحت الأزمة تأخذ حجم الغول الذي يلتهم كل ما في طريقه.
إن الحالة المغربية لا يواجهها اليوم التحدي الديمغرافي وحده، بل تواجهها تحديات متنوعة ومتداخلة ومرتبطة بسلسلة من المعطيات، منها السياسي والثقافي، ومنها الاجتماعي والاقتصادي، ومنها الأخلاقي. ولأن المغرب كان على أبواب تحوله التاريخي، وبصدد استكمال الشروط الموضوعية لهذا التحول، فإن العراقيل المادية والمعنوية، الاقتصادية والأخلاقية، تظل واقفة في وجه التحول المنشود، وهي العراقيل التي تذوب عادة أمام الإرادة الجماعية لكل انتقال إلى مرحلة جديدة من التاريخ.

العديد من المحللين "للحالة المغربية" يعتبرون أن مسألة التحول والانتقال والخروج من الأزمات، أو من بعضها على الأقل، مسؤولية جماعية، مسؤولية الدولة والحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية، مسؤولية الأبناك ورجال الأعمال والمستثمرين، مسؤولية الأساتذة والمعلمين والخبراء… والمجتمع المدني كافة. وهو ما يعني بصيغة أخرى أن النخبة الواعية بظروف هذه "الحالة" وخلفياتها التاريخية والمادية وأثارها السلبية على الحاضر والمستقبل، هي الأكثر مسؤولية والأكثر وعيا بها، وهي وحدها القادرة على تقريب الانتقال المطلوب إلى وضعه المطلوب.

والسؤال : متى تقوم هذه النخبة بدورها في تعميق وعي الشعب المغربي بمتطلبات الانتقال وبشروط خروجه أو إخراجه من أزمته/أزماته؟ وماذا فعلت هذه النخبة للحد من اليأس الذي يبتلع الحالة المغربية على مرأى ومسمع من أزماته المشتعلة؟.

بقلمالآديب  محمد  أديب السلاوي 

الاثنين، 29 يوليو 2019

بقلم خالد عودة

عيناك والبحر
  

عيناك والبحر 
بالجمال يغرقني 
ان نظرت اليها
 كسهم يأسرني 
فشباك البحر ارحم
 من عيون تسحرني 
إذا بسحر العيون غرق
 قبطان البحر فمن ينقذني 
قد رايت الكتاب
 بغض البصر يأمرني 
ودع الجمال للقدر
 ان كان يصيبني 
فتلك الحياة بحروفها
 لله تغمرني 
فما ارق من حبيب
 لله يامرني ويسحرني 

بقلم خالد عودة 

بقلم محمد اديب السلاوي

متى يلتحق العالم العربي بعصر العولمة... ؟

                                            1

العالم العربي يحتضن اليوم حوالي 300 مليون نسمة، يتربع على 14 مليون كلم مربع، يتوفر على مجموعة هامة من التروات المعدنية والاستراتيجية، منها البترول والغاز والحديد والذهب  والفوسفاط والفلاحة والصيد البحري، مع ذلك يعيش باستمرار ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ،بسبب فشل السياسات المتحكمة في التنمية والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي، والتي تغيب المواطن العربي عن الفعل الديمقراطي وتهمش الطاقات الابداعية والابتكارية والثقافية.

في ظل هذه السياسات  تواجه المجتمعات العربية تحديات كبيرة بسبب الاخفاقات المتوالية في التنمية البشرية والمستدامة.

تقول الدراسات المتوفرة عن هذا الموضوع، ان المنطقة العربية،لم تتمكن من توظيف الاوضاع العالمية الجديدة لتحقيق اهدافها على صعيد التنمية والتصنيع، مع انها مضطرة الى الالتزام بسياسات المجموعات الاقتصادية الكبرى التي تقود الخريطة الدولية.

وحيت  ان المنطقة العربية فشلت في توفير الشروط الملائمة للاندماج الاقتصادي في الاوضاع الدولية، تراجعت ديناميتها الانتاجية  وخسرت جاذبيتها وموقعها في الاقتصاد الدولي.

تقول هذه الدراسات: ان الصادرات العربية لم تعد تمتل مجتمعة سوى 5% من مجمل الصادرات العالمية بعدما كانت تزيد على  12.5%  قبل عقدين من الزمن،اضافة الى تراجع الناتج القومي العربي اكتر من 41% من مجموع الناتج العالمي، وفقدان الاقتصاد العربي قدرته على استيعاب البطالة المتراكمة على كل القطاعات، وهو ما يصيب التنمية بالجمود في ظل العولمة.

                                        2

يقول العديد من الخبراء المختصين، ان الدخول الى عصر العولمة اصبح خيارا لا رجعة فيه، ومن يتخلف عنه يفوته القطار، ويصبح مهمشا وربما يخرج من التاريخ، لان رياح التغييروالاصلاح والتحديت والعولمة ستدخل المجتمعات ليس من ابوابها الخلفية، وانما من اوسع ابوابها.

العولمة لم تعد مفهوما ،بل اصبحت نمط حياة سائدا في اقتصاديات الدول الكبرى والصغرى،تتمتل في النمو المتزايد في العلاقات التجارية بين الدول، في دمج الاقتصاديات المحلية في الاسواق الدولية المختلفة وفي زيادة عمق  العلاقات التي تربط بين الاطراف الدولية، وهو ما ساعد على بناء نظام اقتصادي دولي، اكتر اندماجا مع الحداتة وادواتها ومستجداتها العلمية والرقمية والثقافية.

 في هذا الاطار برزت للعولمة تعريفات فلسفية عديدة. 
*عرفها رونالد روبيرتسون، بانها اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم  وزيادة  وعي افراد ومجتمعات بهذا الانكماش.
*وعرفها انتوني غيدفيز، بانها مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداتة، تتكيف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي ،حيت يحدت تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، يتم فيها ربط المحلي  بالعالمي، بروابط اقتصادية وثقافية وانسانية.
*ويذهب اخرون في تعريفها، بانها القوى التي لا يمكن السيطرة عليها كالاسواق الحرةالعالمية، والشركات المتعددة الجنسيات التي ليس لها ولاء لاية دولة قومية.

وفي نظر علماء الاقتصاد ان تلاتة مجموعات دولية هي التي اوجدت العولمة، وهي التي تقودها
*دول المركز المسيرة لمنظومة العولمة، المسؤولة عن رسم توجهاتها الاساسية.
*الدول القادرة على الاندماج في صنع القرار الاقتصادي الدولي.
*البلدان الغير مهيأة للاندماج، الواقعة على هامش الاقتصاد الدولي.

يعني ذلك ان العولمة اصبحت اطارا يحاكي جملة من التحولات التي يشهدها العالم ،والتي يعاد من خلالها اعادة تشكيل الخريطة العالمية بسائر تضاريسها وابعادها

                                             3

. من خلال هذه التعريفات السريعة تبدو العولمة الية ضخمة تجسد بقيمها والياتها نظام هيمنة اكثر شمولا وقسوة من كل ما عرفته البشرية  في السابق، لذلك تحمل معها في نظر العديد من الخبراء المختصين، مخاطر التركيز الهائل للتروة المادية والعلمية والثقافية في ايدي فئة قليلة من سكان العالم الدين  يتوافر لديهم  القدرات والمواقع و الاليات اللازمة للتحكم والهيمنة.

تسعى العولمة بهذه الصفة، اخضاع جميع المجتمعات لنمط اقتصادي واحد، موحد عالميا، بقيم تفكير واحدة، باسواق واحدة، براسمال عالمي واحد، وهوما يجعل العالم امام مرحلة جديدة  ونوعية مختلفة عما كان في القرن الماضي. 

في راي العديدمن العلماء والمثقفين، ان هذه المرحلة من تاريخ البشرية التي جاءتنا بالعولمة ،لا يمكن فهمها الا انها استمرار للمرحلة الامبريالية السابقة، بما فيها من علاقات هيمنة وصراعات سياسية واقتصادية دولية.، الا انها تتكئ في الزمن الراهن  على التورة العلمية، لذلك يغدو الاعتراف بها شرطا ضروريا واساسيا، بصرف النظر عن المستفيد من هذه التورة وتمارها.

                                       4

في زمن العولمة بات العالم العربي  بما يعانيه من تخلف وفساد وتهميش ، بات ساحة مستجابة للتراجع، وهو ما يعني حاجته الى جهود كبيرة للاصلاح والتحديت، تتجاوز الاطر التقليدية الراكدة،للدخول عصر الحداتة الذي اصبح شرطا اساسيا وضروريا للانخراط في عصر العولمة، العولمة التي لا تعني فقط تحديت بعض العناصر المادية، وانما التقدم في مضمار العلم  والتكنولوجيا وتحديت المجتمع وما يتصل به  من تعليم وصناعة ومعرفة وقيم ثقافية

يعني ذلك بوضوح  ان دخول عصر العولمة، يحتاج من العالم العربي في وضعه الراهن، الى تغيير كلي لنمط الحياة، لطرائق التفكير، ويحتاج الى العمل والسلوك بما ينسجم وروح هذا العصر، اي القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة: تورة المعلومات،تحويل الامكانات المتاحة الى قوة ديناميكية مبدعة.

يعني ذلك ايضا، ان دخول العالم العربي عصر العولمة.
يتطلب منه بداية تطوير قوانينه الاقتصادية حتى يتمكن من مواكبة تطورات الاقتصاد العالمي، ودعم مستويات الانتاج العربي وتحديدا في قطاع الصناعة، خصوصا الرقمية، من حيت مواصفات وجودة المنتجات

السؤال الصعب الذي يواجه حالتنا مع العولمة. :هل تتوفر حكوماتنا العربية على مفاهيم العولمة،والمستويات التي وصلت اليها. وهل تدرك هذه الحكومات  ان العولمة حالة حتمية لا يمكن تجاهلها. وهل تدري كيف تواجه سيول العولمة. وماهو الموقف المطلوب من ظاهرة العولمة... ؟

هي اسئلة عديدة ومتشعبة تطرحها العولمة على حكوماتنا العربية، الا ان هذه الحكومات مازالت تبحت عن نفسها في الصراعات التي اوجدتها خارج المنطق وخارج القيم السياسية.لعصر الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان، وتلك هي الاشكالية التي تجعل العولمة مصطلحا غريبا في بيتنا الحكومي.

افلا تنظرون ؟. 
.
بقلم الآديب محمد أديب ااسلاوي 

الأحد، 28 يوليو 2019

بقلم محمد سعيد بلمقدم

ابتعدي ما شئت ..
فإني في إثرك ما شاءت المسافة ..
ارتحلي على هواك مثل فراشة ..
كوني للشمس للنهار القادم ..
كوني مظلة لغيري ولغيري سحابة ..
وابتعدي ..
ابتعدي ..
حتى لا سكون ولا هدنة ..
أيتها القصيدة التي لا تنتظر أحدا ..
أيتها الخرافية المدى ..
المجنونة الصدى لاتنتظري أحدا ..
بمن فيهم أنا هذا الوحيد ..
سيري على جناح الريح ..
حلقي عانقي الافق البعيد ..
فأنت الآن على تخوم الصحراء ..
وانا في مدن الكآبة ..
اواصل حلم ازعاج الكلام بأي كلام ..
وانظر لكفي الخائف نظرة اتهام ..
الى ما تصافح الأشباح وترضى ..
بحمل مفاتيح ممرات الظلام ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
لم أدرك بعد رضاك الحنون ..
فكل الذي يتبقى لي من إثرك المضيء ..
بعض الغبار المتساقط من غضبي ..
وقصة حب يائسة ستنتهي بجنون ..
ولكم لاحقتك يا سيدتي مني الظنون ..
فلما لم أظفر بقوافيك ..
قلت لانفاسي المتلاحقة فيك ..
حسبك ابتعدي ..
ثم خاطبتك ابتعدي ..
ابتعدي ما شئت يا سراب العمر ..
يا بالغة اللطافة ..
ابتعدي فلربما أنت الحقيقة وأنا ..
بعض الوهم المترنح مثل ظلي بسخافة ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
فمن الوارد في سيرتي ألا أعلم شيئا على الاطلاق ..
ان ارحل عن هذه الدنيا مثل رضيع ..
ألا افرق بين الصدق وبين النفاق ..
أن ارحل منسكبا كشعاع شمس حضر ..
في يوم ماطر جدا واحتضر ..
حاملا في حضنه لهفة العناق ..
وكل خيبات اللهفة والاشواق ..
مثل شاعر انتحر عند اقدام قصيدة ..
بالغة الغموض ..
يهواها ولا تهواه ..
وحين أيقن انه مرفوض ..
غادر في صمت وما انتظر ..
ان تسخر منه قلوب الحجر ..
أن يضحك من بلادته الحضور ..
حين يشبه الحب بالمطر ..
في زمن السقوط ..
فلاشيء سوى السقوط ..
إلى اعماق الحفر ..
الليل يا حبييتي لم ينجلي .. 
والقيد اللعين ما انكسر ..
اف للقيد والليل فابتعدي ..
فلربما تكفي الصور ..
كي اقول انك حاضرة ..
وأن يديك في حضن يدي ..
لا شيء عليك فابتعدي ..
ابتعدي .. 
العمر ليلة ليلاء ..
ومن سمائها غاب القمر ..
ابتعدي ..
من الوارد ألا أضع الاقدام على عتبات اليقين ..
أن أقطع كل هذه السنين ..
أمني النفس باللقاء الأكيد ..
بالجلوس ذات صفو وجها لوجه مع القدر العنيد ..
فأخبره بعض همومي 
واقاسمه في جلستنا الصريحة ..
بعض سجائري ..
وأعد بين يديه خسائري ..
وظفائر صبري وزلاتي ..
وصغائري .. 
وموتي المتجدد عند كل صباح ..
وبكائي على أطلالي ..
وصراخي في عز الأسى يا هاجري ..
من الوارد ألا أحظى بالشرف العظيم ..
ان أموت غريبا في وادي المهمشين ..
وألا اراك من حولي ترفلين ..
بكل اناقتك العجيبة ..
ان نعيش العمر كل العمر ..
غريب يغازل في مدى التيه غريبة ..
أن أفارق هذه الدنيا ذات يوم ..
ولا أقبل جبهتك الحبيبة ..
فابتعدي ..

ابتعدي ..
وحتى ذلك الحين ..
حيث تغرب شمس آخر أيامي الكئيبة ..
ابتعدي كما تشائين ..
يكفي أن ظلك الشارد يؤنسني ..
وبعض أنينيك حين تتعثرين ..
بخفي المارق كالبرق على سُرُج الحنين ..
آه كم عشقتك ..
كم أسكنتك في أمكنة لا تشبهني ..
وفرحت .. 
فرحت مثل أب رائع جدا ..
رآك رويدا رويدا تكبرين ..
تتحولين أمام عينيه من طلفة ..
إلى سيدة خارقة ..
ثم تبتعدين ..
آه عليك .. 
ابتعدي ..
آه أحبك .. 
ابتعدي ..
آه أريدك مثلما يريد النهر مصبه ..
فابتعدي ..
كي يغسل صمته في المدى المالح ..
مثل قلب زوجة عاشقة .. 
يقول اهلها يكفي ..
وتقول لا هذه كفي أمدها كي نصالح ..
آه يا ساكنة الحياة والموت إلى أبد الآبدين ..
ابتعدي ..
هرمت ياسيدتي أمام المرايا ..
وهذا وجهي اخيفه عن الصبايا ..
كأني طفل وصوتك أحلى الهدايا ..
تبعثرت تأثرت ضلت خطايا ..
بكيت .. بكيت ..
نثرت دمي رمادا هنا وهناك ..
وكنت إذا صحوت ذات فزعة ..
يخبرني الليل أنك سوف تحضرين ..
فداويت آلام البعد بالاماني ..
وسكبت اسمك في كل الاغاني ..
وشرعت أبني واهدم آمالي ..
ماهمني ان تسخر مني الليالي ..
ولا اختلافي عن سائر الرجال ..
ولا فكرة ألا تحضرين ..
فقلت بعد الشرود ابتعدي ..
وقلت بعد الشكوك ابتعدي .. 
وقلت قلت قلت ما لا تعلمين ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
ياحبي يا فرحي يا بشراي يا ندمي ..
ماهمني وربك إلى أين تمضي قدمي ..
ما همني صدق الوعد لو تعدي ..
ماهمني وربك ان تبتعدي ..
لكني برغم طول الصبر حزين ..
حزين جدا ..
وهذه المقهى في طنجة تشهد لي ..
و هذه الحدائق تشهد لي ..
وعيون الساهدات تشهد لي ..
وحقائب المهاجرين في الميناء تشهد لي ..
تشهد لي رائحة البحر عند الصباح ..
وكؤوس الراح التي قلبت جراحي ..
ضدي .. 
وهيجت في داخلي صنوف الرعد ..
خوف الصد .. 
خوف البعد ألا ينتهي ..
ان يختنق الذي اشتهي ..
واموت في غربتي وحدي ..
في وطني بين قومي ..
لا قوم لي .. 
لا أهل وذاك المنزل البسيط الذي اعود اليه .. 
ليس لي ..
وتلك النوافذ التي تمنح الدفء ..
تشبه في قرارة شوقي ..
همي المؤبد .. 
لن ينجلي ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
إني حزين حتى النخاع ..
ويعشقني منذ انجبتني امي ..
صوت العفاريت وليل الضياع ..
ويطلبني العيش مرغما دون متاع ..
عبدا كادحا في ارض الخداع ..
وانت حين تقتربين .
تاتين باثواب الوداع ..
تضحكين فاقول في نفسي ابتعدي ..
تقبلين فمي فيقول فمي في سره ابتعدي ..
ولا تبتعدين عني قيد شعرة ..
فلقد أقمت بداخلي ذات يوم ..
سجنا ومكتبة وروض اطفال ..
وجعلتني طفلا يتيما ومنعتني أن أكبر ..
في كل صبح أرى الضاحكين ..
والعابرين من غير سؤال ..
عني ..
فأقول قدر الله ماشاء ..
أصمت طول النهار و أنام عند المساء ..
أحمل هما مثل الجبال ..
فما كل الهموم نبوح بها وما كل مافي القلب يقال ..
امضي .. 
ابتعدي ..
مدي الحبال ..
شدي الرحال ..
وانطلقي ..
فلقد تعبت من السؤال ..
عن الوطن الذي تعشقين ..
عن الوجهة التي تقصدين ..
وكنت اظنني وطنا ..
فلما ابتعدت عرفت اني ..
لست سوى بعض احتمال ..
أو رجلا اتعبه النهار ..
يشرب الوقت فنجان انتظار ..
يضحك يحكي عن السفر القادم ..
يشرح للريح هذيل الحمائم ..
يضحك يحكي وفي سره يبكي ..
بؤس الحال وعيش المرار ..
وذاك أنه يعلم يا سيدتي ..
أن قد فاته القطار ..
.............
.............
جزء من نص بعنوان ( دنيا ) .

محمد سعيد المقدم .

بقلم الشاعر الكبير محمد أحمد إسماعيل

عارف يا مجدي

عارف يا مجدي
وانت شايل أحلامك الصُّغيرة
وقصايدك الفايرة
ف جيوب قلبك الطيب
وعنيك شايفة آخر نقطة في المشوار
واحنا بنجري مع بعض ف نفس السكة
وانت بتجري.. وتنهج.. وتضحك
وكنت تجيني ف بلدي البعيدة

وتطلب حلبة حصى
وتزعَّق معايا علشان القهوة والسجاير والغربة
اللي كنت باشربهم بِنَهَم
لحد ما قلبي تشقّق
ودايما كان بيننا.. أمي وأمك
وشرودنا ف لحظة واحدة
إزاي ح نقدر نسعدهم واحنا تُعَسَا
وازاي هنشوف مصر قبل ما نموت
واحنا فرحانين بالثورة
وقلوبنا كانت أوسع من الميدان
كنت باحسدك
لأنك شايف أكتر مني
وروحك سبقت رجليك
ووصَلت هناك..
من غير حتى ما تْسَلِّم
ولا توصِّيني وصية أخيرة على مصر
أمانة عليك وانت هناك
إبقى انده على روحي
يمكن أتشعلق على صوتك وأجي لك
وارتاح من القهوة والسجاير والغربة

نقعد على دكة بعيدة من خشب الأحلام اللي ما تمتش
فِ ضلة أمي وأمك
اللي أكيد بقوا شجرتين في الجنة
نكَمِّل حكاوينا.. ونضحك
واحنا بنشرب كوبايتين حلبة حصى
..
..
مع السلامة يا صاحبي

بقلم محمد أحمد إسماعيل 

بقلم حسن الشوان

 نزوة جميلة


يا جمالك تحت النقاب
عيونك  بتشرح وتقول
إحساس بيخبط ع الباب
و قلبي  بيكي  مشغول
كحل عيونك نور جذاب
وحواجبك شرحها يطول
إحساسك جالي ف جواب
وحس قلبي بيكي ع طول
من دلالك تحت الجلباب
وسحر نظراتك   الجميل
ونبراتك خلت قلبي طاب
وتسبيلة عينك اكبر دليل
خليتي قلبي  يعود شباب
والإحساس   جواه  يميل
نظراتك  ذادتني   أعجاب
وشغلتني في النهار والليل
المشاعر متعرفش حجاب
والإرتياح ميعرفش تقويل
الخوف من الشعر اللي شاب
ولما  تبعد بعيد عن الأصول
وتعيش  في  وهم  وسراب
نزوة  جميلة  وجعها  يطول
ح تبقي  ذكرة  في  الكتاب
ورنين الذكره عمره ما يزول



...حسن الشوان 

السبت، 27 يوليو 2019

بقلم مصطفى الزين

قل لي بربك:

قل  لي بربك هل مشيت بذي المروج
ورايت زهرا راقصا  يزهو  يموج
فوق الروابي نسمة تجري تعود
بين اآلاف  الخلائق بين آلاف الورد

تبلغ الافاق نشوى يحيا فيها ذا الوجود
تبلغ الدنيا سلاما كسرت كل الحدود
تجري بيننا لاتبالي بالنواهي وبالقيود

هل رايت الكرم يزهو بالبواكير اللذاد
تملا الاشجار حبا  للخلايق و العباد
والشموس الصابحات تعبر الافق المداد
تعطي ضوءا و الظلام  ينجلي يمحى يباد

هل رايت الطير يزهو فوق دوح  في انشراح
يرقص الافنان تخرج كي  يقبلها  الصباح
ثم تنظر.. للبعيد ….ضاحكات للرياح
يبنى حلم فيها يشدو  بلبل شرح صداح

هل رايت النهر يمشي يعطي خيرا للحقول
تزهر الاكمات منه وهو ماش في السهول
يحكي للدنيا حكاوى  عن متاهات السيول
تخلط الطين بطين في المصب وفي الوصول

هل رايت الغاب يوما وهي تزخر بالحياة
قد تبنتها الوحوش في نظام الكاينات
كل وحش يمشي فيها يحترم ذاتا لذات
ليس تمة من تجني ليس تمة من عتاة

هل رايت وهي تخلو من  حواضرنا الكواسر
هل رايت الظلم يطفو فوق ماء وهو سائر
في دماء    لطخته   ايد   غادر  لا تكابر
مارايت أ ياصديقى  غير اغراز المسامر

هل رايت في ذي  الفيافي  يقتل الذئب اخاه
هل رايت الشاة عطشى تسرق الشاة المياه
هل رايت الظلم يعلو يتخد كل اتجاه
كي ينكل كل نفس يبني منها كل  جاه

وهي  صرعى وهو عات  لايحن لمن اتاه
يزرع الانياب  جورا بئس انياب  العتاة
انه الانسان ضار كم   تجنى على   الاله
كي يقول في ذات يوم ان ربي قد اصطفاه

هل سمعت الدين يعطي حور عين للبغاة
والجنان الخالدات خصصوها  للولاة
اهل امر اهل نهي اهل ظلم في الايات
عاشوا قدحا من زمان لما عاثوا فينا عاث.

هل نظرت بذي الحواضر كم حمارا عذبوه
اوثقوا فيه الرسوم و غللوه وقيدوه
حملوه بكل وزر  اثقلوه  فانهكوه
وهو منهم لا اليهم  ساقه  القدر السفوه.

دين غاب  هو ارحم من عقائد  لاتفيد
يستوي فرد بفرد في نظام لا يحيد
عن نظام اسسته ايد رب لا يكيد 
فيه خلق  فيه سر فيه معنى  مانريد

عقل انس قد تهاوى في متاهات الدمار
كل عقل قد تدنى سار خبثا للقرار
وهو ماش كل يوم نحو موت لا يذار
بئس علم فينا جار  بئس سوء الاختيار…..

                      زين المصطفى بلمختار الجديدي

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي

متى يلتحق العالم العربي بعصر العولمة...

                                            1

العالم العربي يحتضن اليوم حوالي 300 مليون نسمة، يتربع على 14 مليون كلم مربع، يتوفر على مجموعة هامة من التروات المعدنية والاستراتيجية، منها البترول والغاز والحديد والذهب  والفوسفاط والفلاحة والصيد البحري، مع ذلك يعيش باستمرار ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ،بسبب فشل السياسات المتحكمة في التنمية والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي، والتي تغيب المواطن العربي عن الفعل الديمقراطي وتهمش الطاقات الابداعية والابتكارية والثقافية.

في ظل هذه السياسات  تواجه المجتمعات العربية تحديات كبيرة بسبب الاخفاقات المتوالية في التنمية البشرية والمستدامة.

تقول الدراسات المتوفرة عن هذا الموضوع، ان المنطقة العربية،لم تتمكن من توظيف الاوضاع العالمية الجديدة لتحقيق اهدافها على صعيد التنمية والتصنيع، مع انها مضطرة الى الالتزام بسياسات المجموعات الاقتصادية الكبرى التي تقود الخريطة الدولية.

وحيت  ان المنطقة العربية فشلت في توفير الشروط الملائمة للاندماج الاقتصادي في الاوضاع الدولية، تراجعت ديناميتها الانتاجية  وخسرت جاذبيتها وموقعها في الاقتصاد الدولي.

تقول هذه الدراسات: ان الصادرات العربية لم تعد تمتل مجتمعة سوى 5% من مجمل الصادرات العالمية بعدما كانت تزيد على  12.5%  قبل عقدين من الزمن،اضافة الى تراجع الناتج القومي العربي اكتر من 41% من مجموع الناتج العالمي، وفقدان الاقتصاد العربي قدرته على استيعاب البطالة المتراكمة على كل القطاعات، وهو ما يصيب التنمية بالجمود في ظل العولمة.

                                        2

يقول العديد من الخبراء المختصين، ان الدخول الى عصر العولمة اصبح خيارا لا رجعة فيه، ومن يتخلف عنه يفوته القطار، ويصبح مهمشا وربما يخرج من التاريخ، لان رياح التغييروالاصلاح والتحديت والعولمة ستدخل المجتمعات ليس من ابوابها الخلفية، وانما من اوسع ابوابها.

العولمة لم تعد مفهوما ،بل اصبحت نمط حياة سائدا في اقتصاديات الدول الكبرى والصغرى،تتمتل في النمو المتزايد في العلاقات التجارية بين الدول، في دمج الاقتصاديات المحلية في الاسواق الدولية المختلفة وفي زيادة عمق  العلاقات التي تربط بين الاطراف الدولية، وهو ما ساعد على بناء نظام اقتصادي دولي، اكتر اندماجا مع الحداتة وادواتها ومستجداتها العلمية والرقمية والثقافية.

 في هذا الاطار برزت للعولمة تعريفات فلسفية عديدة.
*عرفها رونالد روبيرتسون، بانها اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم  وزيادة  وعي افراد ومجتمعات بهذا الانكماش.
*وعرفها انتوني غيدفيز، بانها مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداتة، تتكيف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي ،حيت يحدت تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، يتم فيها ربط المحلي  بالعالمي، بروابط اقتصادية وثقافية وانسانية.
*ويذهب اخرون في تعريفها، بانها القوى التي لا يمكن السيطرة عليها كالاسواق الحرةالعالمية، والشركات المتعددة الجنسيات التي ليس لها ولاء لاية دولة قومية.

وفي نظر علماء الاقتصاد ان تلاتة مجموعات دولية هي التي اوجدت العولمة، وهي التي تقودها
*دول المركز المسيرة لمنظومة العولمة، المسؤولة عن رسم توجهاتها الاساسية.
*الدول القادرة على الاندماج في صنع القرار الاقتصادي الدولي.
*البلدان الغير مهيأة للاندماج، الواقعة على هامش الاقتصاد الدولي.

يعني ذلك ان العولمة اصبحت اطارا يحاكي جملة من التحولات التي يشهدها العالم ،والتي يعاد من خلالها اعادة تشكيل الخريطة العالمية بسائر تضاريسها وابعادها

                                             3

. من خلال هذه التعريفات السريعة تبدو العولمة الية ضخمة تجسد بقيمها والياتها نظام هيمنة اكثر شمولا وقسوة من كل ما عرفته البشرية  في السابق، لذلك تحمل معها في نظر العديد من الخبراء المختصين، مخاطر التركيز الهائل للتروة المادية والعلمية والثقافية في ايدي فئة قليلة من سكان العالم الدين  يتوافر لديهم  القدرات والمواقع و الاليات اللازمة للتحكم والهيمنة.

تسعى العولمة بهذه الصفة، اخضاع جميع المجتمعات لنمط اقتصادي واحد، موحد عالميا، بقيم تفكير واحدة، باسواق واحدة، براسمال عالمي واحد، وهوما يجعل العالم امام مرحلة جديدة  ونوعية مختلفة عما كان في القرن الماضي.

في راي العديدمن العلماء والمثقفين، ان هذه المرحلة من تاريخ البشرية التي جاءتنا بالعولمة ،لا يمكن فهمها الا انها استمرار للمرحلة الامبريالية السابقة، بما فيها من علاقات هيمنة وصراعات سياسية واقتصادية دولية.، الا انها تتكئ في الزمن الراهن  على التورة العلمية، لذلك يغدو الاعتراف بها شرطا ضروريا واساسيا، بصرف النظر عن المستفيد من هذه التورة وتمارها.

                                       4

في زمن العولمة بات العالم العربي  بما يعانيه من تخلف وفساد وتهميش ، بات ساحة مستجابة للتراجع، وهو ما يعني حاجته الى جهود كبيرة للاصلاح والتحديت، تتجاوز الاطر التقليدية الراكدة،للدخول عصر الحداتة الذي اصبح شرطا اساسيا وضروريا للانخراط في عصر العولمة، العولمة التي لا تعني فقط تحديت بعض العناصر المادية، وانما التقدم في مضمار العلم  والتكنولوجيا وتحديت المجتمع وما يتصل به  من تعليم وصناعة ومعرفة وقيم ثقافية

يعني ذلك بوضوح  ان دخول عصر العولمة، يحتاج من العالم العربي في وضعه الراهن، الى تغيير كلي لنمط الحياة، لطرائق التفكير، ويحتاج الى العمل والسلوك بما ينسجم وروح هذا العصر، اي القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة: تورة المعلومات،تحويل الامكانات المتاحة الى قوة ديناميكية مبدعة.

يعني ذلك ايضا، ان دخول العالم العربي عصر العولمة.
يتطلب منه بداية تطوير قوانينه الاقتصادية حتى يتمكن من مواكبة تطورات الاقتصاد العالمي، ودعم مستويات الانتاج العربي وتحديدا في قطاع الصناعة، خصوصا الرقمية، من حيت مواصفات وجودة المنتجات

السؤال الصعب الذي يواجه حالتنا مع العولمة. :هل تتوفر حكوماتنا العربية على مفاهيم العولمة،والمستويات التي وصلت اليها. وهل تدرك هذه الحكومات  ان العولمة حالة حتمية لا يمكن تجاهلها. وهل تدري كيف تواجه سيول العولمة. وماهو الموقف المطلوب من ظاهرة العولمة... ؟

هي اسئلة عديدة ومتشعبة تطرحها العولمة على حكوماتنا العربية، الا ان هذه الحكومات مازالت تبحت عن نفسها في الصراعات التي اوجدتها خارج المنطق وخارج القيم السياسية.لعصر الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان، وتلك هي الاشكالية التي تجعل العولمة مصطلحا غريبا في بيتنا الحكومي.

افلا تنظرون ؟. .


بقلم الآديب محمد آديب السلاوي

بقلم امحمد الاوديي

ذات الحسن والشأن


          كلما رأيتك يا ذات الحسن 
          إلا وغمرت العين جمالا 

          وكلما سمعتك يا عظيمة الشأن 
          إلا وملأت الأذن بيانا 

          أنت رسولة الجمال والبيان 
          أيقونة لهما لا محالا 

          أنت نجمة يسبقك نورها 
          معلنا الموكب والوصالا 

          كلما مررت من هنا 
          إلا والخلائق تنحني لك إجلالا 

          تشعين نورا والنور أنت 
          وشموعك لا تذوب بل تزداد إشتعالا 

                                        امحمد الأوديي 


                              الرباط، في 24 يوليو 2019

بقلم جميلة محمد


  • الله، الله، اذا انتهى الاجل

الله ، الله ،إذا انتهى الأجل 
 جاءت المنية  بلا مقدمات
على صهوة الأقدار 
بكل طريق تستعجل
قد تلونت أثوابها 
واختلفت اسبابها
لكنها آليمة حين  تتسلل
تطمر العمر في جب النسيان
مستبدة  باللؤم تتسربل
 تغتال الاحلام في ثوان 
مأمورة لا تتردد
 كما السيف طائشا 
تقطع اوصال  الوجدان
تاخد معها كل عزيز غذرا 
 به تستاثر بلا س...لوان..
بلا رحمة 
يا الله اليك نتوسل ...


جميلة محمد



رحم الله جميع من لقوا حتفهم بحادث الانهيار الترابي بتارودانت 


بقلم صالح الورداني

وداعا ومرثية رئيسنا


رحلت في عيد جمهوريتنا

لم تكتمل فرحتنا
رحلت عنا دون وداع
إنتظرناك لتوقيع المراسيم
إذا بخبر نعيك يأتينا
يسكت أقلامنا
يبكي بلوعة شعبنا
تقطع البرامج فجأة
مات الرئيس
الفاجعة قوية
كل القنوات توقف برامجها
لتبث قراءة القرآن
في تلك اللحظة إنهمرت الدموع
في العاصمة وفي الربوع
راحت البهجة من القلوب
بعدما كانت تتأهب للإحتفال
بعيد إعلان الجمهورية
تجمدت الفرحة في قلوبنا
لا تسمع غير العويل
في يوم طويل
يوم حزين كئيب
نكس فيه العلم
جف فيه القلم
ازداد فيه الألم
الكل يتساءل ليعلم
كيف المصير
إلى أين نسير
أصوات بصوت عال تنادي
لا للتفرقة لا للرجعية
تونس دولة وطنية
شعارها الوحدة والحرية
الكرامة بغير كراهية
كفوا شجارا في الوطنية
تذكروا قولة زعيمكم
تونس تحتاج أبناءها
لبنائها والذود عنها
يموت الرئيس ويأتي رئيس
تونس باقية بقاء الكون
نقول للرئيس وداعا
نم قرير العين في مثواك
تونس لها الحرائر والرجال
محال أن نتركها محال
هي في قلوبنا وعقولنا
محط أنظارنا
لها أبطال أشاوس
يحرسونها في الحدود والجبال
هم بحق أبطال
لا يعرفون النوم في البرد والحر
نعاهدك رئيسنا بأننا على العهد
لا نخون
تونس لا لن تهون
ستظل شامخة على مدى الزمن
برغم العدا برغم المحن

إبن تونس البار المغوار  الشاعر   صلاح الورتاني

بقلم الآديب محمد اديب السلاوي

لماذا يفضل المغاربة الانجليزية على الفرنسية في مجال التعليم... ؟


-1-

في مغرب اليوم، وضدا في كل الحقائق العلمية والسياسية والثقافية والتاريخية،ما زال للفرنسية أنصارها في الحكومة والبرلمان وفي القطاعات النافدة ،الذين يدفعونها لتتموقع بقوة كلغة في قطاعات التربية والتعليم والبحث العلمي. متجاهلين أن هذه اللغة تصارعت طويلا مع لغة الهوية والدين والدستور/ اللغة العربية.
وبعيدا عن هذا الصراع يتجاهل أنصار الفرنسية، ما تعرفه هذه اللغة في عالم اليوم /عالم الحداثة والتكنولوجية والعولمة من أقوال وتراجع وتخلف وتقهقر بشهادة أهلها وأبناء جلدها، حيت لم تعد قادرة لا على مواكبة قطار التنمية ولا على مواكبة التكنولوجية والبحث العلمي في زمن الألفية الثالثة، بعدما أصبحت اللغة الانجليزية تسيطر على كل المجالات والقطاعات العلمية والاقتصادية والتجارية والدبلوماسية.
إن اللغة الفرنسية التي اعتمدها أنصارها لتكون لغة ثانية أولى بتعليمنا، أصبحت في موطنها تتجه نحو الانكماش، تبتعد يوما بعد يوم عن العالمية، مصيرها المستقبلي أردنا أم لم نرد، يحولها إلى لغة محلية، لا تستخدم إلا في المجتمع الشعبي الفرنسي.
يقول الخبراء في هذا المجال، أن تراجع اللغة الفرنسية، لا يقتصر على ناطقيها خارج فرنسا فحسب، بل يشمل أيضا فرنسا نفسها التي أصبح أجيالها الصاعدة يعانون ضعفا في التعليم والبحث العلمي، وفي التعامل مع الشبكة المعلوماتية التي أصبحت تعتمد اللغة الانجليزية كلغة أساسية.
من اجل أن تربح الفرانكفونية بعض الوقت، أصبحت فرنسا تعمل المستحيل من اجل تغيير سياستها العتيقة مع الشعوب التي كانت مستعمرة لها، وإقناعها بسياسة بديلة تحت مسمى التعدد اللغوي، والانفتاح على الأخر لغويا وثقافيا ومجتمعيا، إلا أن هذه السياسة جاءت متأخرة عن وقتها، وأصبحت لا تفيد لا رؤية الشعوب التي كانت مستعمرة لفرنسا، ولا لتطلعات أجيالها الصاعدة.

-2-
ليس فقط من اجل واقع اللغة الفرنسية في عالم اليوم يريد المغاربة التخلص من الهيمنة الفرنسية في التعليم والبحث العلمي ،ولكن الأمر يتعلق بلا شك بأسباب جوهرية أخرى، يمكن تلخيصها في خمسة نقاط.
1- اللغة الانجليزية هي من اللغات الدولية التي تنتشر في كافة دول العالم بسبب استخدامها في الاقتصاد والتجارة والدراسات العلمية والتواصل السياسي والدبلوماسي.
2- تكتسب اللغة الانجليزية طابعا رسميا عالميا، يمكن الاعتماد عليها كلغة رسمية بمختلف أنحاء العالم،فهي الأكثر استخداما والأوسع انتشارا،فهي الوسيلة المثلى لإمداد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.
3- تمنحك اللغة الانجليزية حق الوصول إلى أفضل الجامعات في العالم، وتفتح عالمك على المعرفة الإنسانية.
4- حسب الإحصاءات، فان واحد من كل خمسة أشخاص في العالم يجيد القراءة والتحدت بالإنجليزية، وهي إضافة إلى دلك لغة رئيسية لخمسين دولة.
5- بالنسبة لطلبة العلم، تعد اللغة الإنجليزية اليوم فرضا لا خيار فيه، حيت أن المراجع العلمية والدراسات البحثية لا تصدر إلا باللغة الانجليزية. 

إضافة إلى دلك،فان تعلم اللغة الإنجليزية لم يعد مقتصرا في العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية والأسيوية على العلم، بل يتعداه إلى المعاملات التجارية والاستثمارية والسياحية، التي تنطق جميعها بهده اللغة.

-3-

السؤال المحير الذي يضع نفسه في هذا الموضوع : قبل عرض القانون الإطار الذي جعل اللغة الفرنسية اللغة الثانية الأساسية بالتعليم العمومي والبحث العلمي على البرلمان للتصويت عليه وإقراره، كان العديد من وزراء حكومة بنكيران وحكومة العثماني مع استبدال اللغة الفرنسية باللغة الانجليزية في التعليم والبحث العلمي، لأهميتها العلمية.ولموقعها في التنمية والاقتصاد والعلوم. لماذا تخلو عن قناعتهم وانقلبوا على أنفسهم... ؟
طبعا لا احد يعرف من وراء تثبيت "مسمار جحا" في قلب بيتنا، وعلى عقلنا، وفي مسارنا الثقافي والحضاري والعلمي، في زمن يتطلع فيه كل المغاربة إلى التحرر من الهيمنة الفرنسية والانخراط بعقل جديد في زمن الألفية الثالثة.

أفلا تنظرون... ؟

بقلم محمد اديب السلاوي 

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي

الانتقال المنتظر .. لماذا وكيف…؟


نتواجد اليوم في قلب الألفية الثالثة، وهي فترة زمنية/تاريخية مطبوعة بكل أصناف الصراع والتجاذب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كما على المستوى العلمي والثقافي والتكنولوجي، أو على المستوى السياسي والعسكري. الكل على ساحتها في صراع وتجاذب... الكل في أزمة... والكل يبحث عن مخرج لها.
وحيث إننا جزء لا يتجزأ من القرية الكونية، ومن تجاذباتها وصراعاتها وأزماتها المتداخلة والمتشابكة، يطوقنا السؤال من عمق هويتنا:
هل استطعنا كأمة عرفت خلال القرن الماضي تحولات وصراعات سياسية وحضارية مواكبة حركة الانتقال من الألفية الثانية إلى الثالثة؟
وهل استطعنا الوقوف على إحساس الاستحقاق الزمني لهذا الانتقال بما يعنيه من صلة بالصراعات والإشكالات والأزمات...؟

في حقيقة الأمر، إن مثل هذا التساؤل العريض يستدعي قبل كل شيء استحضار الوضع المغربي العام خلال القرن الماضي بشعور مغاير، إن لم نقل بشعور الخيبة، وهو ما يحتاج منا إلى زمن طويل/إلى كتب ومجلدات، بل إلى كتبة ومؤلفين ومؤرخين.
ولكن ذلك لا يمنعنا من الملاحظة السريعة، خاصة بعد انصرام عقد ونيف من ميلاد الألفية الجديدة، وظهور علامات وإشارات الاختلاف بيننا وبين العديد من الأمم والشعوب، سواء في هضم السياقات والمراحل أو في طي التراكمات التي حملها القرن الماضي، حيث تغيرت بعض ملامحنا وعاداتنا ورؤانا، وتجددت بعض مفاهيمنا في الدين والسياسة والسلطة، وتغيرت بعض أدواتنا في القراءة والتحليل والنقد والممارسة السياسية، دون أن يطرأ أي تغيير على واقعنا الحضاري الشامل.

بذلك يمكن أن نوجز ملاحظتنا السريعة في أربعة هوامش:
الأول: إن المغرب عاش خلال القرن الماضي في قيمه وسلوكياته بين الرجاء والترنح، بين جبروت الحاكم الاستعماري وجبروت السلطة المخزنية، بين الانجذاب نحو الاستقلال والتحرر والانجذاب نحو التحديث والمثاقفة والتجاوز، بين الانجذاب نحو التراث الماضي والانعتاق وإنتاج النموذج البهي الذي ورثه عن السلطة الأم، والحضارة الأم، واللغة الأم، والوطن الأم.

الثاني: إن المغرب، ورغم تواجده القوي في قلب وعقل عالم القرن العشرين، الذي انطبع بثورات العلم والاتصال والتواصل، فرضت عليه ظروفه المحلية والإقليمية والدولية أن يظل على صلة وثيقة بتاريخه الماضي. لم يقطع مع دولة المخزن ولا مع ثقافة المخزن. لم يقطع مع تراثه الحضاري والثقافي والديني، ولا مع قيمه الاجتماعية العريقة، بل جعلت ظروفه السياسية والتاريخية هذا التراث حيا في وجدانه، وجعلته حيا نابضا في ثقافته وفنونه، ومجتمعه، وجعلته يعيد إنتاج هوية هذا التراث في أحزابه ومؤسساته الحكومية والسياسية ومجتمعه المدني، رغما على الصيحات المتكررة المطالبة بالتجديد والتحديث والقطع مع ما يعتري هذا التراث من فساد وشوائب.

الثالث: بداخل هذا الانصهار مع تراث الماضي، بكل تراكماته وسلبياته، ظهرت على المشهد المغربي خلال القرن الماضي، سواء في الفترة الاستعمارية أو ما بعدها (فترة عهد الاستقلال)، بعض الانفراجات/الانتفاضات، على الساحة السياسية، كما على الساحة الثقافية، تبشر بالتجديد والتحديث والانتقال المعرفي والسياسي والاقتصادي والتكنولوجي، تسعى إلى نقل المغرب إلى مستوى تطلعاته المستقبلية نحو العصر الجديد، لكنها مع شديد الأسف ظلت حتى هذه اللحظة تفجرات محدودة في الزمان والمكان، محاصرة بالعديد من السلبيات المتحكمة في مساراتها، في مقدمتها منابع الفساد متعدد الصفات/السلطة/الفقر/الأمية/التخلف الحضاري، الذي تقوده النخب المخدومة.

الرابع: داخل هذا الانصهار، ظل المغرب بعيدا عن آليات الانتقال، لم يستطع التخلص من مفاهيم دولة المخزن القديم ولا من قيودها القوية. وفي الآن نفسه لم يستطع الانطلاق نحو الآفاق الجديدة، نحو بناء دولة في مستوى العصر الحديث، ولا على هامش هذا العصر. ليس فقط بسبب إشكالات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي سيطرت على أحاسيس ومشاعر السياسيين، ولكن بسبب قصور نظرة هؤلاء السياسيين إلى مفهوم الدولة التي نريد أو التي يجب أن تكون لمغرب يستوفي كل شروط الانتقال الحداثي.

نعم، ظهرت على الساحة المغربية، خلال القرن الماضي، محاولات حداثية في السياسة والمجتمع والثقافة، لكنها ظلت محاولات مواجهة للسلطة، سلطة إدارة الحماية ثم سلطة إدارة الاستقلال، وهو ما دفع بالمغرب إلى الانغلاق على نفسه والتوالد في بوتقته الذاتية، وإلى التوسل إلى الاقتراب أكثر من تراثه الماضي، ومحاولة التصاقه مع تراثه الاجتماعي.

وفي نظرنا، كيفما كان أداء المحاولات الحداثية التي ظهرت على الواجهة الوطنية خلال القرن الماضي، فإنها استطاعت ــ على قلتها وضعفها ــ إحداث ما يشبه التحول في اهتمامات بعض النخب السياسية والاجتماعية والثقافية، حيث أصبح تفكيرها في الألفية الثالثة منصبا حول دورها في الانتقال بالمغرب إلى مرحلة جديدة من تاريخه، تكون في مستوى العصر ومكوناته الإنسانية؛ إذ أدركت أن هذا الانتقال يشترط قبل كل شيء عدم التنكر للعقلانية، ورفض الانغلاق داخل المرجعيات العقائدية والمذهبية والتراثية، وإعطاء المزيد من الاهتمام إلى الآخر وثقافته وتطوراته الحضارية، وهو ما يتطلب من هذه النخب المزيد من المواجهة ومن الاجتهاد والانفتاح والصبر.

أفلا تنظرون...؟

محمد أديب السلاوي 

الاثنين، 1 يوليو 2019

جميلة محمد

وحدي اعود كل مرة 

احيى على الذكرى 
وحدي أمشي على غير  هدى 
اتحسس في كل كتاب كلمات تشبهنا...
بقايا صورنا المأثورة 
تغيب أنت.... أتبعثر أنا 
تبتعد.انت ....أضيع انا .. 
بين خيالات هوانا وهمس  المنى 
وحديث  الأماكن في أذني هناك وهنا
 تدمدم الهنيهات في كل خطوة باسمك
 امواج المحيط مدا وجزرا 
 ترمي شعاعا تعبا 
يلملم سبائك اللحظات
 على ضفاف شاطيء  احزنه غيابنا
 المح على ثراه موقع  قدميك .
قد هوت   عميقا   روحينا   
لم تبرح منذ اخر لقاء 
في كل غصن صورة 
وعلى كل جدار اخرى 
لا لم ترحل ،انت ماتزال ها هنا
وشم  بالحنايا عالقا
لا ترى  العيون إلا طيف ملامحك 
بين كل هؤلاء  الجموع  
في السماء ...محلقا 
أأهذي ...لربما أهذي 
ما ذا فعل بي هواك ؟ 
قلت  ابتعد لم تسمعني
وعدتني ان تسعدني 
 قلت  لا احتمل يوما خذلانك 
قلت ولو خيروني  افذيك بعمري 
 لن اتخلى عنك ... رددتها 
اقنعتني وفي يم هواك اغرقتني 
حتى  بث متيمة.. حمقاءانا
 ... وتركتني
اقتفي  عطرك  من زقاق لزقاق 
انفاس فاس ...ورياح البوغاز 
جفاك سم يسري بعروقي
يكوي ضلوعي  
 تشتعل نيران  الحرائق 
تؤجج لوعتي فيك 
يكبر شقائي 
كاني اراك في كل مكان 
  عهدي لك  صك وفاء 
وفيت انا و خنت هواك 
 أنا اقسمت لن انساك 
حتى اعانق  لحدي والقاك
 لكن باالله قلي كبف هنت عليك 
تعانقني بيمناك  و تخونني عيناك
 .تضمني متلهفا تضنيك  الاشواق 
 . ...تودعني متأففا  كان بك فصام 
لا افهم عشقك  ونجواك
وركضك الى حبيبتك الأخرى
اما قلت انها الجحيم وانني جنة الحياة 
اما كانت شيطانة وكنت انا ملاكك 
ام انك حبيبي منذ البدأ  أكبر كذاب 
ركضت اليها وبقلبي الف عتاب 
والعبرة تطردها العبرة 
ونار الحيرة والغيرة 
 و عيون الأسى ترمقك
لا  مبالاتك تخنقني 
كيف تقول تحبني  
وتنظر الى ساعتك تستعجلني
تعتدر متأسفا
ترحل دون ان تودعني  
ما كنت مضطرا لتخذعني  
كم كان هيينا عليك
ان كسرتني و .

 اعود لوحدتي  بلا امل 
ليأسي وهوسي بك 
وهواجسي ...اوجعتني

جميلة محمد
 2018|06|30

بقلم محمد عبد القادر زعرورة

شَذَراتٌ شِعرِيَّةٌ 


غَيداءُ ما رَأت عَيني وَسَامَتَها
                            وَحُسنُها لا أعجَمِيٌّ ولا هِندي
عَرَبِيَّةُ الأوصَافِ فائِقَةُ البَها
                            جَميلَةٌ وَلَيسَ لَجَمالِها مِن حَدِّ
بَغدادِيَّةُ العَينَينِ مُذ وُجِدَت
                             مَكحولَةُ العَينَينَ شامِيَّةُ القَدِّ
مِصرِيَّةُ الرُّوحِ لا جَفَاءَ بِها
                                عَذبَةُ النَّفسِ عِطرِيَّةُ الشَّهدِ
كَالرِّيمِ إن سَارَت عَلى الرَّملِ
                      حَسناءُ فارَعَةُ القَوامِ مَفتولَةُ الزِّندِ
فِلِسطينِيَّةٌ كَنورِ الشَّمسِ مُشرَقَةٌ
                        تَبدو كَزَمبَقَةٍ بَيضاءَ مُحمَرَّةُ الخَدِّ
شَرِبَت مَياهاً مِن كَوثَرٍ عَطِرٍ
                       يَشتاقُها الوَردُ إن مَرَّت عَلى الوَردِ
.....................
في  / ٣٠  /  ٦  /  ٢٠١٩  /
كُتِبَت في /  ٩  /  ١٠  /  ٢٠١٨  / 
....... الشاعر ......
...... محمد عبد القادر زعرورة .....

بقلم طارق حسن

  عدت يا يوم مولدي   











دارت الايام وعدت يا يوم مولدي 
             و الأيام كالرياح لا تذر ، تأخذ عمري من يدي 

و حياه عشتها ما بين الأمس و اليوم 
              مرت كأغنيه سمعتها و أمل أنتظره في الغدِ 

و تلك الأيام من يهمس لها ، هلا تُبطئي؟
                تقتلي الأعمار  بسيف طليق ليس له مَغمدِ

 لا تغرنك الحياه و ما فيها ما دمت حياً
               و لا تظن أنك تعيش أبداً في كون سرمدي

فكل شئ خلق ليجري كالبرق لحتفه 
              و لن يبقي منك شئ إلا جميل الأثر الأحمدِ 

و العمر ليس بالسنين أو أيام عشتها  
            بل بخير فعلته أو سعاده كان لك معها موعدِ

يا دنيا كوني مهلا فأنا بالحزن كهلا 
              و بالهم شيبا و بالعمل رجلاً يحقق مَقصدي

 و تأخذني الفرحه لصبي يلهو و يلعب
             بالحب  شاباً و بالحنين طفل حديث المولدِ

 هزمت الدنيا بأحلامي و إن مرت أيامي 
        فقد حققت آمالي و لست بشئ مع الدنيا مقيدِ

لا يهم ما مر ، فقد مر ، و ما قد يأتي
            بالرضا جميل و يا نفس لا تلهثي  و تتنهدي  

و بالخير تَمّسكي و بنور الله إهتدي 
          ربي أسألك الرحمه و نور حين يطول مَرقدي 

بقلم طارق_حسن        
        1-7-19