‏إظهار الرسائل ذات التسميات الراوي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الراوي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

المستشار د.سليم علي موسى ..الاردن

قـــــال الــــــرّاوي.. [ 5 ]

**********************************

"الــراوي "، شخصية شعبية يتذكّرها الكبــار، ويتذكرون معها زمنًـا جميــــلا،
أكثر يـُسرًا وراحة بـال ٍ من زمانـنا، كان الراوي يسرد قديما حكايات / أبو زيد الهلالي / عنترة / الزير سـالم.
أما اليوم فيكتب الـراوي عن هزائمنا، وخيباتنا، وفسـادنا، وسـود أيـامنـا..
********
مذ بدأ حراكُ الشـّعـب ِالعربيّ .. بربيع ِالوطن ِالعـربيّ ..
أدمنـتُ سـماعَ الأخبارْ . سماعَ الندوات ِالتليفزيونية ْ..
وحضور ِالندوات ِ التحليليةْ.أدمنتُ دخولَ نقاشات ٍحامية ٍ،
غاضبة ٍ، عاصفة ٍ .. أخرج منها الخاسـرْ ..
ذلك أنـّي أتقاطعُ مع خط ِالطرف ِالآخـر ..
وأرى عكسَ الرؤيـا ..فالأملُ الساطعُ يملأ دنيانا العربية ْ..
وأنا الخائفُ .. والمتشائمُ .. والمترددُ ..
ألمح نقطة َ ضوء ٍفي آخـر نفـق ِالحرية ْ.
وأنا من عاشَ الحدثَ بعين ِالمبصر ِوالواعي..
وبكلّ تلافيف ِالعقل ِالبشرية ْ!!
***
أدمنتُ نزولَ الشارع في أيام الجمعة ِ..إذ تنطلقُ جموعُ الشّـعـبِ ..
تـُنادي بالعـدل ِ.. وبالخير ِ.. وبالحريةْ .
أسمعُ، أفرحُ .. أعـودُ فأبكي، أتألـّمُ ..حين أرى الثورةَ تـُسرقُ ..
من بلطجة ِنظام ٍ.. أو أحزاب ٍ .. أو أصحاب ِمصالح َشخصية ْ..
كنت أرى قـوّات ِالأمـْن ِ، وقـوّات ِالجيشِ..
تواجه من خرجوا بصدور ٍعاريةٍ .. وقلوب ٍصافية ٍ..
والصوتُ الواحدُ يهتفُ " ثورتــُنا سـِلمية " !
فـتواجههم بالغازاتِ، بإطلاق ِرصاص ِالمطـّاط ِ، وبالأسلحة ِالحربيةْ!
ورأيتُ دماء َالشهداء ِالأبرار ِ، دماءَ الطهـر ِ..
تسيلَ بتونسَ، في ميدان ِالتحرير ِ، بـبـنغازي في صنعاءَ وفي سـوريا .
* * *
أبكي، أنفجرُ لأن شبابَ الأمـّة ِ خرجوا ..يجمعُهـُم هــدفٌ واحــد ..
لكنْ، من غير ِنظــام ٍ يحكمهـُم ..أو قادة ِصـف ٍ تـُرشدهـُم وتـُوجههـُم ..
كانوا نورَ الفتحِ القادمِ للآمـال ِالعربيةْ .
سقط الحكام ُ وأنظمة ُالقبح ِ.. ولأنّ الثـّوارَ الأحرارَ بلا أطماع ورديـّة ْ..
سكتوا .. فـتقدّمَ من سـرقَ الثورة كاملة ً ..
وفلولُ الحكم ِ السابق ِ .. راحـت تتقاسمُ تلك الكعكة ِ، خالصة ًوشهية ْ .
* * *
سألت الرواي : ـ مـاذا بعـدُ فقالَ .. ـ  كأنك لم تسمعْ قـولَ الشاعر ِ
والعـبرة ُ والحكـمـة ُ فيما قـالَ .. وصــارَ من الأمثــلة ِ المحــكيـّة .
" دعوتُ على عمرو ٍ فماتَ فسـرّني .. فعاشـرتُ أقـوامًا بكيتُ عـلى عمـرو ِ . "
* * * * * * * * ** *

د.سبيم علي موسى 


الجمعة، 20 سبتمبر 2019

د.سليم احمد حسن ..الاردن

قـــال الراوي ... [ 7 ]
.
*******************************
الفرقُ كبير ٌ بينَ الـدّينِ ..ومن أسـْمـَوا أنفسهم بـ " رجـال ِالدين " !
وأنا ـ سـلفـًا ـ لا تعميمَ لديّ .. فالله ُالعالم ُما تـُخفي نفسُ الإنسانْ .
لكني أعلم أن الدينَ .. التقوى، الحــقُّ، الإيمانُ .                                  والـــديـــــن الـــخـــلــقُ، الــعـــــدلُ، الإحـســانْ.
والدين مبادىءُ راسخة ٌ،لا يأيتها الباطلُ أبــدًا.. إذ هي تنزيلُ الرحمـن .
***
وليس الدينُ بقـِصـَر ِالثـوب ِ ..وحمـْلِ السُّـبحةِ، أو طولِ اللحيةِ ..
أو تأدية ِصلاة ٍ دون خشوع ٍ مَعَ كلِّ أذانْ !
ليس الدين كلامـًا وفتـاوى،تـُطلقُ للإرضاءِ وللإقصاءِ،
وللترغيب ِ، وللترهيب ِ، وليس خطابـًا أو إعـلانْ .
وليس الـّدينُ نفاقــًا للحاكم ِ.. والسلطة ِ، والفاسد ِ والمتنـفـّذ  والحيتانْ.!
زيدٌ يــَرثُ .. وزيـــدَ لا يــرثُ، بوسْع ِالذمــّةِ.. دون دليل ٍ أو برهـانْ؟
***
رجلُ الدين ِالمؤمنُ، لا يكذبُ ..لا يهمزُ، أو يلمزُ، أو يفسقُ .. أو يجهلُ ..
أو يجمعُ مالا من بهتانُ !
رجلُ الدين ِالمؤمنُ.. قــدوة ُ كلِّ الناسْ. وهو النابضُ بالحبِّ وبالإحساسْ.
ويكرّسُ كلَّ الفكر .. وكلَّ العلم ِ، وكلَّ الجهـد ِ.. لنشر تعاليمِ وهـَدْي الـّدين .
ويكونُ الفاعلُ في مجتمعٍ .. يدعو فيهِ إلى البذل ِبكلّ الهمّة ْ.
يـبـني لا يهـــدمُ ..يُـقـرنُ صـــدقَ القــول ِ بصــدق ِالفعــــلْ
ُويُــنــادي بالحــبّ وبالخـير ِوبـالعـــدلْ .وتـســـــــاوي الكلّ .
لا يَـفْــضُــلُ أحـــدٌ أحـدًا إلا بالتقوى .
والمؤمنُ يعملُ بالحقِّ لخـير ِ الناس ِ.. و قوّة ِهـذي الأمـّة ْ..
ويذكرُ من آيــاتِ كتـــاب ِالله ْ.. ما فيــه الدعــوة ُوالحكمـة ْ.
" واعتصموا .. وأعـدّوا .."والله ُسـيـنجـز ُوعَـــــدهْ .. ويـنـصـرُ عــبــده ْ..
والمؤمنُ لا ينكأ جرحـًا، أو ينبشُ فـتـنة ْ.. فالفتنة ُفي الدين أشد من القتلْ .
***
رجلُ الدين ِالمؤمنُ لا تأخذه ُفي الحقِّ الواضح ِ .. لـومة ُمن لامَ،                       و ســــطـوة ُمــــن يـــقـــــدرُ ..أو طـلـــبُ أمـــير ٍ أو ســلـطـــانْ..
رجــلُ الـديـن ِالمؤمنُ يُـؤتى لا يأتـي.. لا يحملُ " كندرةَ" الحاكم ِ                        ويـبـــــوسُ يــــديــــهِ .. أو يـــتزلّـــــفُ بالقــول ِلـه يـا مـــــولاي                                        إذ لا مــــــولى غـــــير الـــرحـمـن.
* * * * * * * * * * * * *