الأحد، 20 أكتوبر 2019

جميلة محمد


استئساد الضباء (التنمر )


اذا  اجتمع حولك الضباء  يكيدون لك كيدا حتى يكسرونك ...ينتظرون  سقوطك  ...  يسرعون موتك   ..يستعجلون  نهايتك...
انهض ...
نعم انهض بقوة الرفض  
انهض بما فيك من ارادة وعزم 
انهض  وقف واثبت ..وانتصر 
حدد أهذافك وطريقك  ومنهجك   وصل 

لا تنهزم 
لا تنكسر 
تاكد عندما تكون منتصرا سياتي نفس الضباء  ليجاملوك وبحبوك ويصفقون لك .
لكن اذا سقطت ..ستكون وجبة سهلة لهم، ودسمة .عليهم ..حتى تعتبر صيدا  ثمينا  اكبر  من توقعاتهم ..وحتى  في خيالهم ..يعلمون انك معادلة يصعب فك شفرتها وتحد كبير يصعب تجاوزه ..
سيتربصون لك ...
يعدون انفاسك ..خطواتك ..اخطاءك  ...حتى زلات لسانك ...و على ما تقع عينيك ...وبما تفكر ... الامس واليوم   وغذا ...
يحاصرونك  بسيناريوهات ليست الا نتاج خيالهم المريض ..
يكذبون عليك الف كذبة ويصدقونها ..بل يدعون الغير لتصديقها ..
سيدعون انك الشيطان وهم الملائكة 
هم الجلادون 
وهم الزبانية والمحكمة ...
لن يستمع القضاة اليك 
..
سيكتفون بسماع كل تلك  الاتهمات الملفقة ...

يعتبرون كلامهم  ايات محكمة 
لن يناقشوه ..لان هؤلاء  ليس مفترضا فيهم الكذب ..
سيحكمون ظلما عليك ..
وانت على اي حال محكوم بغير محكمة 
سيعتزلونك ويهجرونك و يرجمونك  ويقتلونك ..بدون جريرة ...ستموت ..لان من حولك ...ضباع ضباء ..اغبياء ...
كما مات الكثيرون من قبلك ...باحكام همجية ...باحكام الجاهلين والمتطرفين و المتعصبين ...الأغبياء .

سيحاكمونك على حضورك ...يعتبرونه عجرفة وتكبر عليهم 
نسوا انه هبة ربانية يهبها من يشاء وينزعها ممن يشاء ..
سيحاكمونك ..على لحظة ضعفك ....لحظة طأطاة الراس لهم فينقضون عليك ... 
سيحاكمونك على ابتسامتك للناس 
ناسوا انك تؤمن بان ابتسامك في وجه اخيك صدقة 
سبحاكمونك على لياقتك ورقيك وتسامحك وتساميك على سفاسف الامور ..
يعتبرونه تجاهل في حقهم 

هم يريدونها 
شرا.......بشر 
وعينا .....بعين 
وانت تريد ان تدفع بالتي هي احسن 
وهم يريدون استفزازاك لاقصى حد  لاستخراج اسوء ما فيك ...
ثم يضعون عليك الحجة ..فانت رفعت صوتك وانفعلت عليهم 
.اعلم ان محكمتهم لا تقل عن محمكة هيئة الامم وهي كذلك تكيل بمكيالين واكثر.    
فكل افعالهم واخطاءهم وحتى فسادهم   ...خير وبركة 
لكنك انت تناقضهم وتختلف عنهم ولا تندمج في مجموعتهم لانك بالطبع لست منهم ولم تكن ولن تكون ...لان المباديء التي تعتنقها وتدمرك وتجعلك اخرسا امامهم وغير منفعل ولا متفاعل ..هي مباديء خرقاء ..لاتليق  بأبطال الغاب  ، تعثرك وتجعلك في مؤخرة الرعيل، بعيدا عن   القطيع ... 
اهم شيء ان تدرك  مكمن الاختلاف الذي بينكما ...فتستطيع فهم كل ما يترتب على ذلك .فيما بعد ..فتستطيع  السيطرة على تلك المواقف ...والتصرفات وردود الفعل  ...وتصبح كالمتفرج مباشرة في مسرحية يعرف  جيدا ابطالها والنص ...لا تفاجؤك الحبكات ولا حلها ولا المشاهد الدرامية وحزنها ولا ....ارتجالتهم ..كلها خارجة من نفس المعين 
.ستربح نفسك ..لان بمعرفتهم جيدا ستؤمن نفسك الانفعال والغضب والشد العصبي وارتفاع ظغطك .. ستأمن المفاجأت والصدمات ..
ستكون سيد الموقف ..دونما كلمة ..ولاحركة ..ولا اشارة .. 
صمتك وحكمتك ...جواب كبير  ..وعميق  ولادع .. لكن كيف يفهمونه هم ...
..
سيؤولوه الى انه استسلام منهزم ..ومحاباة ضعيف ..ورقي منكسر....
هنا ..تبتعد بنفسك عن طريقهم ...
اعلم ان اكبر خطر عليك هو غبي .. لا يعلم انه غبي ويسهل عليه عمل كل شيء .هو خطر متنقل  غباؤه موقوت يمكن ان يسبب لك الكارثة في اي لحظة ..مستعد لعمل اي شيء من اجل رؤيتك تنهار وتنتهي .....من اول الكذب ..الى تلفيق الزيف واختراع ..مايناسبك من الاتهامات والشائعات .....
مهما برع ذكاؤك وترفعت نفسك و...حاولت احتواء حربهم الباردة و  تفاديهم  ..يصيبونك . ........ابتعد  ...ابتعد ..
لا تحاول تغيير معتقداته ..هو مقتنع  بها ..مهما رايت انه مخطيء ..ستخسر المعركة ..لانه ببساطة لم يتعلم غيرها ولا يعلم من الدنيا سواها ..افقه ضيق وثقافته محدودة والقراءة في التاريخ ..القديم والحديث بعيدة عن اهتماماته ..والتنوع والتعايش والتسامح و حتى مباديء السلام ..غريبة على قاموسه ...
في النهاية ..لا تركز مع الضباء المتنمرة كثيرا ...وتنسى ان هناك بشر ...قلوبهم بيضاء بياض الثلج ..اصدقاء واقرباء وزملاء وجيران وحتى  غرباء ..لكنهم ..اطيب خلق الله ..كالاحجار الكريمة ..نادرة الوجود لكنها اذا وجدت  ..تبرق لتنير العتمة وتطرد اشباح الشر وظلال التنمر  من المتغطرسين في جهلهم ومن المحترفين ..أدية الاخر ..لهم متعة سادية في إلام الناس وإحزانهم ...

لذا لا تمكنهم منك ...لا تمكنهم من إحزانك مهما فعلوا ...

اتخد الله وليا ونصيرا ..اتخد اصدقاءك الطيبين ملاذا 
اتخد  السكينة والحكمة وسيلة 
اتخد التجاهل والتسامي لهم علاجا .
وانظر في مرأتك باستمرار  .اشتغل بنفسك واعمل على تنقيتها باستمرار ..لعله علق بتوبك او ملاحمك شيء من شظايا نيرانهم ...امسح بلطف وامحو اثر  همجيتهم وظلمهم وتعسفهم واهانتهم وقهرهم  ...بابتسامتك وصبرك  ووعيك وادراكك و كل طاقتك الايجابية .. 

قف واثبت وانتصر على ضعفك، على كل نقط ضعفك ..من قلقك الى خوفك .
وانتصر بمحبتك على حقدهم .
وبرقيك على همجيتهم .
وبعدلك على ظلمهم .
واتقي الله فيهم ..وساعدهم اذا استطعت وسمحهم  وتجاوز عنهم  ..
وجد لهم العدر في جهلهم ..في  انفعالهم ..في قلة خبرتهم بالحياة والناس ..في  البيئة التي انتجتهم ..في  المؤثرات التي جعلت منهم تلك الارواح .الشريرة ..التي تشعل النار اينما حلت وارتحلت .. كن كالاطفائي خلفهم ..اطفيء كل فتيلة يحاولون اشعالها ..بمحبتك و عطفك واحتوائك ..
واستفذ من كل ذلك ..بتطهير نفسك باستمرار 
بمراجعتها باستمرار 
بمعالجة اخطائك  ومحو اذرانك باستمرار 
وسر مرفوع الراس واثق الخطو  ..سيد نفسك  ...سند احبائك واصدقائك ومن حولك ..
وتذوق لذة النصر على الشر ..والاشرار ..وانت مستمتع بفنجان قهوتك الصباحية . وبتسبيح الطير عند النافدة يمنة  ..وتغريد الحمائم عند الشرفة يسرة ..جمال   وسلام .. وسكينة ..
شذرات  صباحية جميلة محمد 


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق