الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

بقلم : مولاي الحسن بنسيدي علي

قراءة عاشقة في شعر الدكتور محمد علي الرباوي 


ــ رافقت مسيرته الأدبية لأربعة عقود من سبعينيات القرن الماضي نهلت من شعره وأدبه وكثيرا ما استمعت إليه بل لاحقته في المجالس والمحافل وكنت مهووسا كجميع الشباب أنذاك بالشعر الجميل والنفحات الإيمانية لكثير من الرواد أمثال الدكتور حسن الأمراني والدكتور عبدالرحمان بوعلي والدكتور الراحل محمد بنعمارة رحمه الله وأسماء أخرى 
وتشاء الأقدار أن يشب الطفل ويكبر في رحاب أمراء الحرف والكلمة المعبرة والقصيدة الراقية فيعترف بفضل الرجال عليه ويدون سيرتهم 
حسبت أنني سأمر مر الكرام على مجموعة من القصائد الشعرية وقد لا تأخذ مني زمنا لقراءتها أو التمعن فيها حتى إذا ما انتهيت منها وضعتها على الرف لأرجع إليها بعد مدة قد تطول أو تقصر ولكن الأمر هاته المرة يختلف عن سابقه ؛ وجدت نفسي أدك برأس سباتي على وسط نظارتي الغليظة لأدقق في الحروف والكلمات وأتلمس موضعي لأجلس متمعنا في بيان المعنى وروعة الأسلوب لم أكن قد انتبهت إلى إسم صاحب هذه الصور الشعرية الجميلة ، فتملكتني نشوة القراءة ولم يعد استعجالي للمرور عابرا خفيف المقام، بل كأنه دفء الموقد في ليلة باردة، وهي مجموعة دواوين الشاعر محمد علي الرباوي ..التي وجدت فيها سمو كبرياء صاحبها وعزة نفس عالية، يقول في قصيدة تحت عنوان "يا غزالا" 
يَا غَزَالاً اِشْتَهَيْنَا مَطْلَعَكْ
 أَيَّ ذَنْبٍ قَدْ جَنَيْنَاهُ مَعَك
ْ لاَ تَقُلْ عَنَّا سَلَوْنَاكَ
 فَمَا فِي الرُّبَا ..
زَهْرٌ تَنَاسَى مَرْتَعَكْ
 حَسْبُنَا أنَّكَ فِي القَلْبِ
 فَلاَ تَحْسِبِ القَلْبَ مُحِبًّا ضَيَّعَك
ْ هُوَ قَلْبٌ مُسْتَهَامٌ فِي الْهَوَى،
 آهِ لَوْ تَلْمَحُ فِيهِ مَوْضِعَك،ْ
 لا يمكن أن تجالسه دون أن تحبه، تقف معه على قصص الأولين ، وشعر البحتري وأبو تمام والمتنبي وبدر شاكر السياب وجبران وإليا أبي ماضي ودرويش ونازك الملائكة وفدوى طوقان ولمارتين وفيكثور هيكو وغيرهم ، ويتجدد أمامك شابا يغازل الجمال في كماله ، والطبيعة في روعتها ، يقف على الربوة ويمشي بين واحات النخيل ، ورجلا يحمل هم الناس وعشيرته وشعبه ووطنه وأمته،  ينشد المحبة، فمن يكون هذا الشاعر ؟ 
يقول فيه من عاشره ورافق مسيرته الأدبية زمنا ليس بالهين وطالت الرحلة بينهما،  فضيلة الدكتور حسن الأمراني : هو متوحد في تراتيله التعبدية، ومتوحد في تحريضه ضد القبح والظلم والجلادين . متوحد في محاريبه الذاتية ، ومتوحد في أشجانه الجماعية. له معجمه الخاص ، ولغته الخاصة وإيقاعه الخاص . وكل ذلك في توحد متناغم بين الإنسان والشاعر.. ويقول الأستاذ مصطفى الشليح في شهادات أوردها الدكتور محمد أبو أسامة دخيسي في مؤلفه قراءات في شعر محمد علي الرباوي الجزء الثاني الصفحة 171 يقول الأستاذ محمد الشليح في قصيدة الاستثناء ؛ محمد علي الرباوي : يحمل نهر الكلمات تاريخا من الأصوات تشتعل في البراري بيعة للمعنى .. محمد علي الرباوي حديقة العطش الأبدي الذي يروي فهلا يرتوي ؟ "انتهى" 
يثير القارئ بحرفه المعبر عن انتمائه ومعتقده متشبعا بالروح الدينية فلا تخلو قصائده من النفحات العطرة فتسمو معانيه الى عالم الفضيلة .
يقول في ذلك: عَارِياً جِئْتُ. رَقَّ لِضَعْفِي حَبِيبِي، فَكَسَانِي. وَحِينَ أَخَذْتُ الطَّرِيقَ إِلَى جَمْرِهِ ﭐشْتَبَكتْ قَدَمِي بِالتُّرَابِ وَلَكِنَّهُ مَا رَمَانِي أَنْتَ ﭐشْتَعَلْتَ وَلَمَّا تَحْتَرِقْ.. وَأَنَــا قَـدِ ﭐحْتَرَقْتُ شَجاً وَالْقَلْبُ مَا ﭐشْتَعَلاَ أَتُرِيدُ ضِيَائِي؟ جَاهِدْ فِي غَابَاتِي، حَتَّى تَأْمَنَ شَرِّي جَاهِدْ.. عَلِّي قَبْلَ لِقَاءِ حَبِيبِي لِمُحَيَّاهُ أَنْتَبِهُ. مُغْمَضَ العَيْنَيْنِ أَمْشِي بَاحِثاً عَنْكَ حَبِيبِي بِخُطًى مُرْتَبِكَهْ. لَيْتَ رِجْلِي يَا حَبِيبَ القَلْبِ تَبْقَى دَائِماً مَشْدُودَةً فِي الشَّبَكَهْ.
قد تتملكه الجذبة فينتفض وكأنه شيخ زاوية في عمارة الحضرة الصوفية يندمج في طقوسها إلى حد اللآوعي، باكيا على نغمات الهجهوج ونستمع إليه بإلقائه المتفرد والمتميز في قصيدته الرائعة والتي يقول فيها بعنوان : عَزْفٌ مُنْفَرِدٌ عَلَى الهَجْهُوجْ دَنْ دَدَدَنْ دَنْ. دَنْ دَدَدَنْ دَنْ.. جُنَّ جُنُونِي لَمَّا عَوَّلْتُ عَلَى مَجْنُونِ دَنْ دَنْ دَنْ دَنْ دَدَدَنْ دَنْ دَنْ دَنْ *** دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُونْ دَنْدِنْ بِالْهَجْهُوجِ الْمَيْمُونْ دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُون إِنِّـي بِالْمُوسِيقَى مَفْتُونْ دَنْدِنْ.. دَنْدِنْ.. جُنَّ جُنُونِي دُلُّونِي يَا أَهْلَ الْحَالِ عَلَى حَالِي..دُلُّونِي.. دُلُّونِي الْيَوْمَ عَلَى مَنْ يَفْتَحُ لِي فِي شَلاَّلِ الدَّهْشَةِ بَابَا.. دُلُّونِي.. "انتهى"
 انه انصهار مع الذات كالذي تضيع منه روحه فيتلمسها مناجيا راجيا ان تعود إليه ليقرأ سر وجوده في آيات حبيبه الذي أتى به من عدم فكساه بعد عري وأطعمه بعد جوع وآمنه من خوف ونجد ما دهب إليه الشاعر نصه في القرآن الكريم وقد استلهم منه معناه إذ يقول الحق سبحانه في سورة الشعراء في الآيات التالية : 
﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)﴾ (سورة الشعراء)
 ويستمر معه البحث فهو لا يكف عنه يشعر باضطراب وانفعال شديدين عينه مشرئبة ترقب رؤية الحبيب يفتحهما ثم يغمضهما عساه يلمس بعضا منه ويمشي بخطوات ثقيلة ومرتبكة يرجو لو شدت إلى طريق الحبيب حتى تبقى دائمة المسير إليه يقول في المقطع الموالي : 
مُغْمَضَ العَيْنَيْنِ أَمْشِي بَاحِثاً عَنْكَ حَبِيبِي بِخُطًى مُرْتَبِكَهْ. لَيْتَ رِجْلِي يَا  حَبِيبَ القَلْبِ تَبْقَ دَائِماً مَشْدُودَةً فِي الشَّبَكَهْ أَعْرِفُ أَنَّ الدَّرْبَ الْمُوصِلَ يَا قَلْبِ لِبُسْتَانِ حَبِيبِي مَفْرُوشٌ بِالْوَرْدِ النَّاعِمِ لَكِنِّي وَأَنَا أَسْلُكُ هَذَا الدَّرْبْ تُدْمِي قَدَمِي أَشْوَاكٌ لاَ أَعْرِفُ كَيْفَ تَجِيءْ أُحْرِقُهَا قَبْلَ مَجِيءِ اللَّيْلِ بِمِصْبَاحِي الْوَهَّاجْ أُحْرِقُهَا فَرِحًا مَا دُمْتُ أُحِسُّ حَبِيبِي تَمْلأُنِي عَيْنَاه.
ْ وككل متميم أضناه البحث عن معشوقة فيفرح بلقائه أو سبيلا يدل عليه فينتشي طربا وينبض فؤاده سعادة لان الطريق إليه حتى وان شقت أو شطت هداية فنستمع اليه :
لَيْتَ جِهَاتِي تَتَوَحَّدْ فَتَصِيرَ حَبِيبِي جِهَةً وَاحِدَةً كَالأَلِفِ الْمَمْدُودَهْ اُذْكُرْ فِي خَلْوَتِكَ ﭐسْمَ حَبِيبِكْ اُذْكُرْ نُورَ حَبِيبِكْ وَعَطَايَاهْ اِمْلأْ أَنْتَ بِذِكْرِ حَبِيبِكَ كَأْسَكْ وَﭐشْرَبْ حِينَ تَرَاهُ جَلِيسَكْ تَكْسُونِي، مُنْذُ ﭐلأَمْسِ ،ٱلْقَزَّ فَأَنْسَى عُرْيِي، وَتُرَابِي . فَإِذَا خَتَمَ ﭐللَّيْلُ كِتَابِي قَدَّتْ مِنْ دُبُرٍ كُلَّ ثِيَابِي لِيَكُونَ حَيَاةً لِعَوَاصِفِهَا عُرْيِي .. هُوْ." انتهى "
إن حب الله تيم العاشقين فانخرطوا في مدحه والثناء عليه لأنه هو هو وفي هذا ناجت سيدة العشق الإلاهي رابعة العدوية مولاها رب السموات والأرض وخالق الإنسان وكل ما في الكون .
وإن كان هناك من يرجع هذه الأبيات - اسفله - إلى أبي فراس الحمداني ، الا أننا نرجح أن تكون العابدة الزاهدة رابعة العدوية صاحبتها إذ تقول: 
 مَا حَلَّ فِي ألكاس وَلاَ غَابَ عَنِ الكأس
 وليت الذي بيني وبينك عامر *** 
وبيني وبين العالمين خراب
 إذا صح منك الود فالكل هين ***
 وكل الذي فوق التراب تراب 
أحبك حبين حب الهوى *** 
وحبا لأنك أهل لذاك
 وحين اشتاق الى حج بيت الله جاءت البشرى تحمل إليه تذكرة السفر من اتحاد كتاب المغرب جر خطواته الثقيلة لمصاب حادثة سير ألم به ومن فرحه بملاقاة الحبيب والسلام عليه ، تزود بالتوكل على الله فلم يتخلف عن التلبية ولا عن القصيدة فأرخ بها صورا جمالية معبرة عن رحلة العشق للديار المقدسة قال في رائعته: عَارِياً جِئْتُ. رَقَّ لِضَعْفِي حَبِيبِي، فَكَسَانِي.
وَحِينَ أَخَذْتُ الطَّرِيقَ إِلَى جَمْرِهِ ﭐشْتَبَكتْ قَدَمِي بِالتُّرَابِ وَلَكِنَّهُ مَا رَمَانِي أَنْتَ ﭐشْتَعَلْتَ وَلَمَّا تَحْتَرِقْ.. وَأَنَــا قَـدِ ﭐحْتَرَقْتُ شَجاً وَالْقَلْبُ مَا ﭐشْتَعَلاَ أَتُرِيدُ ضِيَائِي؟ 
  ذكرت بعضا منها لجمال بيانها وروعة معانيها وقد يقابلها في المعنى والمبنى تناصا لأبي مدين الغوث رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه إذ يقول : 
أهل المحبة بالمحبوب قد شغلــــــــوا 
وفي محبته أرواحهم بذلـــــــــــــــــوا 
وخــربوا كل ما يفنى وقد عمـــــــروا 
ما كان يبقى فيا حُسن الذي عمـــــلوا 
لم تلههم زينة الدنيا وزخرفـــــــــــها
 ولا جناها ولا حلي ولا حُــــــــــــــــلل
 كثير من الشعراء ممن انشغلوا بالشعر الإيماني فتغنوا به ونظموا أشعارهم فنجد أمير الشعراء أحمد شوقي يقول في رائعته إلى عرفات والتي نقتطف ما يلي : 
إِلى عَرَفـاتِ اللهِ يـا ابنَ محمـدٍ * 
عَلَيكَ سَـلامُ اللهِ في عَرَفـاتِ
وَيَومَ تُوَلىِّ وِجهَةَ البَيتِ نـاضِرًا * 
وَسِيمَ مجَالِ البِشرِ وَالقَسَماتِ 
عَلى كُلِّ أُفْقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ *
 تَزُفُّ تَحـايـا اللهِ وَالبَرَكاتِ 
ِ ولا أريد أن أفوت جمال المعنى ولا أذكره , وهو يقارب ما أسلفنا الإشارة إليه عند شاعرنا الدكتور محمد علي الرباوي ،ونقتطف بعضا مما قاله الحلاج : 
لـي حبيـبٌ أزوره فـي الخلـوات 
حاضـر غائـب عـن اللحظـات
 ما ترانـي أصغـي إليـه بسمـع
 كي أعي مـا يقـول مـن كلمـات
 كلمات من غير شكـل ولا نطـق
 و لا مثـل نغـمـة الأصــوات
 فكأنّـي مخاطـب كـنـت إيًّــاه
 علـى خاطـري بذاتـي لـذاتـي
ونطرح السؤال لماذا الشعر الإسلامي أو الديني ؟ ولماذ اختار الشاعر هذا السبيل ؟ 
يرى بعض النقاد  مرد ذلك؛ قد يكون للتراجع عن الكتابة بعمقها الإيماني عند المثقفين العرب وتحولهم إلى ما يعتبرونه حداثة والنظر في أدب الأسطورة والالتجاء إليها في الاغتراف والاقتباس من رموزها واعتبارا للإديولجيات السياسية التي عرفتها المرحلة في كثير من الأنظمة العربية كالاشتراكية والشيوعية وما ذهبتا إليه، و يرى آخرون انفتاح الشباب وبعض المثقفين على الاتجاه العلماني وتسخير أقلامهم وكتابتهم في الشعر والمسرح والقصة والرواية لنشر ما تلقفوه من الضفة الأخرى، كان حريا بمجموعة من الأدباء والشعراء أن يتصدوا لهم خدمة لنصرة الشعر الإسلامي والمقام لا يسع لاستعراض المرحلة بأكملها وذكر أسماء روادها بالمغرب وخارجه ، -ومن بينهم الشاعر محمد علي الرباوي يقول الدكتور محمد ويلالي في مقال منشور بموقع الألوكة مظاهر إسلامية في شعر محمد على الرباوي في قصيدة أوراق مكية : لقد أثَّرت المناهج الغربية في كثير من شعرائنا، فذابت خصوصيَّة الشعر العربي - فضلاً عن خصوصية الشعر المغربي - في زحمة المصطلحات الوافدة، والرُّمُوز الغابرة، والأساطير الغريبة، بما حملته الحداثة الجارفة من ثورة على الثَّوابت، وزيغ على المقدس، وكان هذا الهاجس حاضرًا عند الرباوي، حين انعطف في لحظة من لحظات الإبداع إلى أصالة الأدب العربي، والمنهج الإسلامي في توجيه الفن وجهته السليمة،
ويوضح الشاعر محمد علي الرباوي مسألة بالاهمية بمكان تخص تجربته الشعرية بقوله :
   لم أمارس في أي مرحلة من مراحل حياتي الشعرية الشعر الرومانسي ذلك أن الرومانسية كما ظهرت بالغرب هي صدى لفلسفة محددة وبما أن هذه الفلسفة هي في تحول مستمر فان الرومانسية لم يعد لها محلا من الإعراب في الغرب خاصة، وفي عالمنا الإسلامي عامة ... ولهذا انا لم اكتب شعرا رومانسيا وإنما كتبت شعرا وجدانيا أما الشعر الديني فلم أمارسه قط . الشعر الديني مارسه المسيحيون واليهود . الشعر الديني عند هؤلاء شعر يهتم بالتغني بعلاقة العبد بمعبوده من خلال الابتهالات .او من خلال تمجيد القديسين وما إلى ذلك .انظر مثلا Les breviai res de Paul Claudel. وحضارتنا الاسبانية لم تنتج هذا النوع من الشعر .. ويضيف الشاعر :استغرب ان بعض النقاد يعتبرون أنني اكتب شعرا صوفيا وإذا كان من يكتب فيه فانا أكتب شعرا روحيا لا صوفيا وهذا الشعر الروحي مرتبطا بالذات في علاقتها بعمقها فهي مضطربة ؛ إذ تراها تقبل على الدنيا ثم حين تستيقظ تمتد بخطواتها نحو الدار الأخرى وفي هذا المسلك قد أتقاطع بشعري مع بعض من أشعار الصوفية ."انتهى" 
 وفي دراسة للدكتور نور الدين أعراب الطريسي أعدها حول تحليل النص عند محمد علي الرباوي في مؤلفه الاستعارة في الخطاب الشعري الصوفي المعاصر بالمغرب يرى في الصفحة(6) ان السائد في جل الدراسات النقدية التي اشتغلت على الشعر الصوفي للسعي إبراز العناصر الروحية والدينية في هذه التجارب الشعرية متوهمة أن التجربة الشعرية الصوفية تجربة تشتغل على المعتقد الديني بالدرجة الأولى ...وهو وهم سقط فيه بعض الشعراء أنفسهم فلم يسعوا إلى  التأمل وقراءة الحقائق والقضايا النظرية والنصية من داخل الخطاب الشعري ، الذي يخيل أنهم يكتبون من داخله .فمسألة الغرض _اليوم _ توجد خارج مجال الشعرية La poetique كما يقول جاكبسون Jakbson "انتهى"

 حرر بحمد الله من داخل مصحة العرفان بتاريخ 05 مارس 2017 ......
 بقلم الروائي والشاعر : مولاي الحسن بنسيدي علي
........................
المراجع ضمن النص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق