الاثنين، 16 نوفمبر 2020

المفرجي الحسيني

 الصـــبر المـــلاذ

------------------------

بعض الاحيان يصبح ،أن تصيري ملاذا ،آمنا للعهر العلني ،عندها يموت الزهر في المآقي ،تموت زقزقة العصافير ،إذا لا مجال الاّ لانتحار الحلم

يلبس أسمال الحداد المتعفن ،في قريتي، في نهرها ،في أوردتي ،ساحل من الدماء ،في أزقتها في لعب الاطفال ،في صناديق العجائز القديمة ،على كل غصن ماتت العصافير ،على كل حفنة تراب لا توجد ،آثار أقدام ،في تخوم القرية سهلها وجبلها ،نخوض في برك الدم ،وفي المناسبات العامة

صار ما يشبه بالدم ،مذابح أجساد بلا رؤوس ،رؤوس بلا وجوه ،بشكل دائم ويعاد بين فترة واخرى ،مرّة بأمر القضاة ،مرّة بأوامر السادة ،لكن القرية لا تموت ولا مرّة ،الاّ بإرادة الفقراء ،كيف نمزج الفقراء بالشواطئ

وتعود الزوارق الى ساحل الجوعى ،تحمل احلاما وارغفة ،لكن الفوضى هي الفوضى ذات معنى ،العصافير المنتوف الريش تعود الى أغصانها

تعود حركة الازقة ،كيف ترحل الوحشة ونبددها ،مازلنا نموت بيد القناص

ومختلف الاسلحة.. فؤاد عاشق ،حنجرته والشرايين فيهما دماء تطفو ،تخط العذابات والآه ،شيئا فشيئا تسري في الدم ،رؤوس وحيدة ترسم الظلال المهتزة ،يرسم الجوع والصمت والرعب ،ترسم الاحلام المدمرة

حين عشقت لم أعرف كيف كان العالم ،وكم هي حجم الاحلام ،وحين أسقط من سمائي على الارض ،كيف أمسي جثة هامدة؟ ،مرمية تنهش بها الغربان ،وهل ينزف النور من نوافذ بيوتنا؟ ،دون اراقة الدم ،من أجسادنا وغزير الدمع من مآقينا ،صحرائنا واسعة كأهل قريتنا ،نهرك الجميل يظل مختبئا تحت الرمال ،ذاكرتنا كذاكرة الامس ،لا زال نبضنا ينبض ،سهول القرية مملوءة بالأورام ،وللطعنات آثار ،تحسها رغبات الجراح ،دم مراق غزير ،عزف موسيقى الموت والولادة ،بداية الصوت والصدى ،تفجرت سهوب القرية ،بين الفقر والبؤس ،واقفون بين الضحكة والشفاه ،والجوع والخبز ،من الظلمة يخرج الهزيع ،من البرق تنبثق الرؤيا ،منافقون ،يرون جوعنا ،لا يكترثون ،يعرفون طعم دموع الاطفال ،لا يبصرون ،ألا ترون!

غدا لناظره قريب ،حكاية الخنجر والساعد...

***



المفرجي الحسيني

الصبر ملاذ

العراق/ بغداد

15/11/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق