الخميس، 19 سبتمبر 2019

شعر الآديب محمد أحمد إسماعيل

الجبل
ــــــــــ
الجبلُ.. 
وسادةُ السماءِ الطريةُ
وحاشيةُ الأرضِ.. 
المطرزةُ بالغموضِ المبهجِ
فيهِ مُتَّكَئِي
وعصافيرُ حِكاياتِي المهاجرة
وأحجارُ قصائدِي الأربعة
وأناشيدُ الروحِ.. 
الهاربةِ من عتمةِ البساتينِ المصطنعةِ
يأويني في كهفِهِ 
المُعمَّدِ بتصاويرِ أيامِ الماءْ
.....
جَدِّي كانَ هُنا
والأحصنةُ التي تُحمحِمُ بالشوقِ المفرودِ 
في صدورِها كظلِّ الشمس
والذئابُ الوديعةُ 
التي تصادقُ الأغنامَ 
وتقتسِمُ معها رغيفَ الناي
وأصابعُ الجِنِّ.. 
تحرثُ شعرَ رَملِهِ 
لِتُنجِبَ الأساطيرْ
.....
الجبلُ.. 
بيتُ المطرودِينَ من خَواءِ الصَّلصالِ
إلى فتنةِ الريحْ
بيتُ المنبوذِينَ من قهقهاتِ الوَجَعِ
إلى ابتسامةِ الجرحِ الوديعِ
بيتُ الوضوحِ المنفلتِ من مَرايا الالتباسْ
كلما ناديتُهُ.. 
جاءني يسعي 
على قدمَينِ من ذاكرةِ الوقتِ
وكلما هتفَ باسمي..
بسطتُ جَناحَينِ 
من لغةٍ بيضاءَ لم تُمَسْ
و أتيتُهُ - طوعًا - بمحبةٍ عارمةٍ
أبُثُّهُ نجوايَ
أُفرغُ أحزاني على كتفِيهِ.. 
وأَمضِي
....
الجبلُ.. 
عجوزٌ يرتِّلُ هيبتَهُ 
ويرقبُ الأيامَ من كُوَّةٍ بعيدةٍ
قديسٌ يبتهلُ 
فتنيرُ خلوتَهُ الأقمارُ الطِّفلةُ
فارسٌ يضربُ الهزيمةَ 
بسيفِهِ
ويجلسُ في صحبةِ الطيرِ
يُغنُّونَ 
لمجدِ الحبيبةِ الآتيةِ،
الرعاةُ يُلملِمونَ النورَ في جيوبِهم
ويَتحاطبونَ في ميدانِ دهشتِهِم الفسيحِ
فيفرحُ اللهُ 
ويبتهجُ بطبيعتِهِ البِكْرِ
قبلَ أن تبدأَ غوايةُ الماءْ

الاديب احمد محمد إسماعيل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق