الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

يحيى محمد سمونة

نحو علاقة طيبة  《 ٨ 》

نصبوا لنا فخا، و بغباء غير مسبوق منا وقعنا فيه، و باعتبارهم من محترفي الصيد فإن مسألة تحررنا من فخهم الذي أوقعونا فيه ليست بالأمر اليسير .. لكنه لا يصح لنا أن نيأس أو نستسلم
قلت:
ثمة أمر سوء قد بيتوه لنا، و الله تعالى بيت لنا أمر خير ! (و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون) [يوسف21]
و المتتبع لسياق الآيات الكريمات من سورة يوسف - عليه السلام - يجد أن الله تعالى قد مكن ليوسف في الأرض بعد كل الضربات التي تلقاها.
و على هذا فإن نمط التفكير الديني يبعث على التفاؤل من جهتين: ففي الأولى يدرك المرء أن أمور الكون كلها بلا استثناء تمضي و تسير بمقتضى أمر الله التكويني الذي تم وفق علم الله و عدله و حكمته - أي: حتى الخسائر التي يخسرها المرء بحسب التفكير الديني، فإن فيها تزكية له و طهرا -
و أما الجهة الثانية التي هي مبعث تفاؤل المرء بحسب تفكيره الديني فإن كل مصيبة يصاب بها تكون سببا لسعادته فيما بعد - أي من رحم المصائب تولد البشرى - ( و الله غالب على امره ) أي أولا و أخيرا فإن أمر الله تعالى وحده يتحقق وجودا.
لكن نمط التفكير السياسي الذي يتبع حسابات البشر، فإنه يكون سببا لتشاؤم المرء و يأسه و مقته و تخبطه و ضياعه و اندحاره، فبموجبه يظن المرء أنه القادر على تحقيق كل أمر يريده ! لكنه فجأة و هو في طريقه لتحقيق ما يريد يقع في شراك الآخرين الذين تتعارض إرادتهم مع إرادته التي يسعى إلى تحقيقها! و باعتباره لا يفقه الآلية التي تمضي من خلالها أمور الكون فإنه عند أول سقوط له يبلس و يخنث 

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق