الثلاثاء، 11 يونيو 2019

بقلم مصطفى لفتيري

تقديم
لا ريب في أن شعر الهايكو يعد من المستجدات المؤثرة في الذائقة الشعرية العربية المعاصرة. ولذلك -ربما- خلق كثيرا من النقاش حوله، خاصة بعد أن احتفى به المبدعون والنقاد من شتى الأقطار العربية، حتى أضحى لكل بلد تقريبا ناد أو نواد تهتم بهذا الوافد الجديد، وهذا ما خلق حالة إبداعية مثيرة للاهتمام.واليوم مع هذه الباقة الشعرية التي تهدينا إياها الأستاذة المبدعة خديجة ناصر، تكون هذه المبدعة قد نضت عنها ثوب الترجمة إلى حين، لترتدي جبة الإبداع مزركشة الألوان..والمطلع على هذه القصائد، التي يضمها الكتاب بين دفتيه، سيشعر -لا محالة- أن الأستاذة خدبجة قد أصغت بكثير من الأناة والتأمل لهذا الجنس الشعري الوافد علينا من الثقافة اليابانية، كيف لا؟  وهي المترجمة التي داعبت النصوص، متنقلة ما بين لغة الجاحظ وأبي حيان ولغة موليير وموبسان. وتعبر القصائد التي أبدعتها الأستاذة خديجة على هذا الثراء الجمالي. تقول الشاعرة:شال حريريعلى الوردة المطرزةتحط الفراشة.إنه المزج الإبداعي ما بين روح الطبيعة وتجلياتها وحساسية المرأة ورقتها. وكأن الفراشة هنا امتداد لكينونة المرأة أو معادل موضوعي لها.في هذه النصوص كانت الشاعرة وفية لكلاسيكيات الهايكو، خاصة فيما يتعلق بعدد السطور في كل قصيدة، وفي الحضور الطاغي لمعجم الطبيعة. تقول الشاعرة:شمس الربيعأزهار  ورياحينلذكراك يعاودني الحنين.وقد عمدت الأستاذة خديجة إلى تقسيم القصائد حسب ثيماتها وهو ما ييسر التعاطي معها.ومن بين ملاحظات المتتبعين على شعر الهايكو العربي حضور الهم القومي في القصائد،  وهي القاعدة التي لم تشذ عنها قصائد خديجة ناصر، إذ استحضرت بعض النصوص قضية فلسطين، ومنها قول الشاعرة:قصيدة رثاءغصن زيتون مكسوروحمامة بيضاء.إنها بحق تجربة إبداعية تستحق الإصغاء إليها بكثير من التأمل، ولعلها تكون إحدى اللبنات في بناء قصيدة الهايكو المغربية والعربية، التي يسعى الجميع  لتشييد صرحها الشامخ إسوة بآداب باقي الأمم والشعوب. وما ذلك على ثقافتنا العربية بعزيز.

بقلم مصطفى لفتيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق