الثلاثاء، 11 يونيو 2019

بقلم د.محمد فياض

سيمفونيات كونية (١)
الوسادة الخاليةــــــــــــــــــــــــــ
كم هي الليالي طويلة و مملة جدا بدونك، وكم هي شقية عندما تلاحقني خيالات، واجد رائحة جسدك القوية تملأ غرفتي واجد الوسادة التي كان من المفروض ات تضع عليها رأسك تبكي بحرقة من كثرة غيابك وعدم حضورك اليها، والسرير يتوجع لان جسدك زمن طويل لم يُرمى عليه كطفل مشاكس، السرير يتأوه لانه لم يحضنك كما يحضن الوطن الغريب عنه، قارورات عطرك تتنفس بعمق لانه زمن طويل لم تنثرها على جسدك الفواح ولم اضعها بين يدي كي امررها على وجها بعد حلق كل ذقنك، بيجامتك الحريرية المطوية بركن السرير باردة كشتاء وصقيع قوي ، لم تقدر ان تتحرك من مكانها لانها كل ليلة في انتظارك، كل ما الغرفة يرجمني كي اشتاق لك اكثر كي ارتمي في براثين اللهفة عليك، كم كنت احب كل عمري قبل ان اعرفك لاني كنت اشبه رجل االالاسكا بالقطب المتجمد، لم تكن تغريني قمصان النوم في المحلات ولم اكن ارتب سريري وابخر غرفتي واضع كل زينتي، كنت فقط اسهر كي اشاكس الكتب او اتسكع في صفاحات النت ، كنت حينها ابتسم لكل عشيق واعترافاته، قبل ان اعرفك لم تكن اضلعي ترتعد، وقلبي يرتحف لم اكن اصارع خيالاتك ولم تشدني الرغبة القاتلة للقائك، كنت اشعر اني امرأة معفية من قصص الحب والغرام، وان قلبي لم يخلق كي يرتجف عند سفح اسمك وعند اول بريق منك، لم اكن اختلق كل يوم لغة ورسالة كي ابحر عبرها اليك اجعلها كزورق من ورق الذي يصنعه الاطفال، وتكون غرفتي وكل ما فيها يبوح لي باشواقي اليك ويذكرني دوما بووجد فيّ، اه كم احبك...وكم اتعثر واخاف من تعلثم لساني امامك، كم اخجل من كل ضلوعي التي ترتجف فقط عندما يذكر اسمك، عندما يحل علي الليل اريد ان اسافر ...اجل اسافر لبلد لا يكون فيه الحب ضمن قاموس الخياة احب ان اسكن جزر بعيدة جدا لا تطأها خيلاتك ولا تصلني انفاسك وتقاتلني رائحة جسدك، قل لي انك تحبني ولو كذبا فقط كي يهدأ ليلي...ويفرح سريري وتجف الدموع لي وسادتك القريبة مني، قل لي انك تحتويني وسوف تعود لموطنك عندي كي يتبدد الظلام باعماقي، كي استغيد نضارتي وجمالي، قل لي فقط انك تحبني كي تخمد رائحة جسدك وانسى احتراق لهفاتك، كي اغير شرفات منزلي، قل لي انك تحبني كي اسافر بعيدا عنك، واسكن مواطن اخرى، تأكد لو سهلا عليّ ان اعشق غيرك لهربت لاول رجل صادفته في طريقي فقط كي انساك..كي انسى احراقي كل يوم، كي افر من انفرادك بي كل ليلة، لا اخبك تكسر ضلوعي عندما تعانقني لانك انت ايضا مثلي، لا احبك ان تسكب في شفتاي غل اشواقك التي تسكنك وتضع السنة لهيب لهفتك فيّ كي تجبرني على الرضوخ والانصهار فيك، لا احب ان اذوب بين ذراغيك، لا اريد ان اكون شعلة تتقد فيك، لا احب ان اكون معك ليوم واحد او ساعة واحدة، لا تعانقني بقوة وتجذبني اليك لاني لا اريد ان تنتهي ازماننا بعد ساعة او نصف ساعة وترحل بعدها لكل مهامك وتغيب شهورا واعواما اخرى، اريد ان اتحرر منك لاني كقطعة حرير بين كفيك انزلق وانزلق حيث لا اعلم الي اين اتهاوى...اريدك ان تجمع كل ما لديك في غرفتي وترحل لاني لم اعد احتمل رائحة جسدك ولا بعدك ولا تمرد انوثتي في، اريد ان ارحل عن موطز عينيك وعن تضاريس شفتيك التي جعلت من جسدي جغرافيتها المفضلة، جعلت من تلال وحدود جسدي مسيرتها، اريد ان لا اكون لهفتك واشواقك ما دمت لست وحدي في حياتك، اجمع كل شظايا روحك واوجاه الحب لديك التي تتناثر في وتحولني الى اشواق تحترق كحبات الذرى، احترق كسنابل القمح...احبك ولا ارغب دائرة صمتك التي تحدني وتخفي عني الكثير منك، وتبعدنس عنوة عنك، اخاف عليك ان تشتاق لي ذات يوم حين تتعلق بي وتحبني بجنون لكنك لا تلقاني ..لا تعثر على وجودي...اخاف عليك ان تجوب كل الاماكن ....حين تحركك اللهفات حين تحتاج لنبض قلبي ورقص ايامي، حين تزغرد ارواحك باسمي..حينها تكسر صمتك وتصرخ باعلى صوتك انك تحبني وتريدني وتبحث عني في كل الامكنة .

توقيع الأديبة نادية ابو شامة  (ن.أ.ش) و ا.د. محمد فياض (م.ف) ملوك الابداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق