الاثنين، 10 يونيو 2019

بقلم حسن السلموني

شدي على غصن اللسان ببنان الفؤاد ، تنطلق التهاليل ، من مضجع كل أنثى عنوس ، تنثرها بشائر في روضة الخيال فتحيي من الكبت أحلامي ، و تزف النداء إلى خليل عزب ، يفترش عاريا مسطبة العشق المرهل ، و هو يعزف على سكون الصقيع أغرودة الانتظار ، و أنت ... ، ترابطين على هودج الجنوب ، عروسا بلون الحداد تنثرين قبلات السلام ، تحت نشيش الحزن و من خلف نافذة الوجع يلاطمني بريق نسيمك الزاهد المتصوف ، فتهم بي زخة حزن من سويد الصلاة تنهمر ، كأنها دمعة عجي تلفظها حلمة عانس، فيحوم من حولي سرب نظرات غسقية ، ، تعزف لغياب البدر لحن بكاء رخيم ، في مشتل الروح أتخذ قلبك مزهرية أبذر فيها ولادتي ، إنه مزهرية فخارها من رميم طيني الذي لا يكسر ، حيثما أشاهدك على مرآة مقلتي ، أعانق جسدك العاري في محراب عقيدتي ، فتفيض غضون وجنتي بما تسكبين من تقاسيم الملح ، و من موسيقى الغيوم ، أنشودة المطر التي لا يتغنى بلغتها غير تلك الزهور التي تخرج نباتها من بين شروخ الأكواخ ، و أنت ... ، من ثرى الجنوب إله عفيف ، ترفضين في المحراب صلاة العبيد ، و هم بأغاني المكاء يغازلون أضرحة الأكبال ، فأقيم لها على فلكي معراجا إلى السماء ، هناك أشيد لها نزلا من روحي ، على غرفه اللامتناهية ، تنشرين على ذراع من لجين ، غسيل كفني ، و على ربوة صدرك المكلل بزهرة الأركيد ، تنتظرين قدوم ولادتي ، ولادة شمس أقدمها هدية إليك على مشكاة روحي ، و عند رفات الصلاة و أنقاض المآذن و الكنائس تحترق جثتي ، و يمضي رمادها في دروب الناس كالاحتلام ، فأسبي داخل الأسجان كل النساء و كل جاريات العهود القديمة ، و أنت ... ، على مسطبة وجودي قائمة قد الكون ، تخيطين تحت دوحة الأرز تساقط الثلج ، لتقدمينه رداء للجبال المتسكعة في العراء و التي أضناها تشرد الثورات ، و بالقرب من لحدي الذي يضم جسدك المفحم بسوط أعراف الحكام ترفض النجوم التي أوقدها من زيت مدادي ان تتجلس الشمعدان ، و انت .. ، على قارعة طريقي تضمدين بفروي المسطر ببزوغ الفجر آلام الأرض و الجراح ، و بوجنتك الوضاءة تلاطمين بمنذيل القبلات نذوب الثكالى ، و هن قبالة جسدي الذي يستأجر منهن الطين يصدرن الأحزان تهاليل ، و أنت ياسيدة الجنوب ، معبد يجمع كل الأنبياء ، في محرابك أر الأرض معبدا فيها ينضد المسيح محمدا و انت تمشي على استحياء بينهما ، ثم برفق تشدين على جذع السماء تنادين على موسى و بقية الأنبياء ، ثم تلاطمين بنمل السبحة نهدك القدس فيفجر منه شلال السلام ، الذي يكون شراب كل من شردته الحروب .

الآديب حسن السلموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق