الأحد، 2 يونيو 2019

بقلم محمد عبد القادر زعرورة

العُربانُ كُثبانٌ مِنَ الرَّملِ  



قَد مَرَرتُ فوقَ كُثبانٍ مِنَ
الرَّملِ المُلَوَّنِ والمُزَخرفِ والعَتيقِ
بَينَ مَهزومٍ وَعَبدٍ آبِقٍ وَجِلٍ
وَخَوَّانٍ وَمَأجورٍ وعَبدٍ ورقيقِ
بَين مَن باعوا الكَرامَةَ لِلعِدى
بَقَليلٍ مَن حُبَيباتِ العَقيقِ
قد مَرَرتُ في طَريقٍ مُظلِمٍ
بَينَ قَومٍ يجهَلون المَجدَ
ويَشهَدُ التَّاريخُ أنَّهم قَومُ النِّفاقِ
قَد سألتُ النَّاسَ ما بالُ عُربانٍ
تُفَرُِقُ ما بين الشَّقيقِ وَالشَّقيقِ
تَحرِقُ الأمجادَ في شامِ العُروبةِ
في العِراقِ وَمِصرَ واليَمَنِ العَتيقِ
ما بالُ عُربانٍ تَبُثُّ السُّمَ بَينَ
المُسلمينَ في دينٍ أضاءَ لي طَريقي
تُفَرِّقُ ما بَينَ المَذاهبِ قَصدُها
تَفتيتَ أمَّةِ أحمَدٍ في مَغربي وَعِراقي
قَد مَرَرتُ في بَلادِ الرَّملَ في
صَحراءٍ يَزحَفُ رملُها لَإغلاقِ الطَّريقِ
فَسَمَعتُ الرَّملَ يُعلِنُ أنَّه لا حَياةَ
لِلعُروبَةِ بَينَ كُثبانٍ تَأَجَّجُ بَالحَريقِ
بَينَ آبارٍ مِنَ النَّفطَ تُقَدَّمُ بالمَجَّانِ
لأمريكا وَأبناءُ الغَريقةِ والغَريقِ
وَنَتاجُهُ يُشعِلُ النَّارَ في بِلادٍ مَجدُها
يَأبى تُباعُ نِساؤُها مِثلَ الرَّقيقِ
أو تَنامُ الحُرَّةُ الغَيداءُ فيهِ
بِلا مَأوى أو على قارِعَةِ الطَّريقِ 
ما بالُ عُربانٍ مَلَكوا الدَّراهِمَ بعدَ
جُوعٍ بَعدَ عِريٍ بِلا جُهدٍ حَقيقي
مَزَّقوا الأمَّةَ أشلاءً وَأشلاءً تُمَزَّقُها
قَذائِفُ غِربانٍ بِتَصويبٍ دَقيقِ
تُطلَق على شعبٍ فقيرٍ أعزَلٍ
تُطلَقُ قَذائِفُهم على اليمَنَ الشَّقيقَ
أحِقدٌ على العُروبَةِ والحَضارةِ والتّاريخِ
أَم حَسَدٌ على عَيشٍ وَمجتَمعِ رَفيقِ
أَم حِقدٌ على حَضاراتٍ وأوابدٍ 
ام غيظٌ من عيشٍ كريمٍ أم عُقوقِ
كم مَرَّةٍ سَقتَ الشَّآمُ دِيارَهم
كَم مَرَّةٍ اطعَمَتهم مِن زَبيبٍ وَدَقيقَ
كَم مَرَّةٍ أرضُ الكنانةِ أطعَمتهم
وَكَسَت الكَعبَةَ بَالثَّوبَ الأنيقِ
رِحلةُ الصَّيفِ في القُرآنِ باقيةٌ
وَالشَّامُ أولى القَبلَتَينِ من زَمنٍ عَتيقِ
عَصَوا الإلهَ تَآمَروا وَتَنَكَّبوا
ثَوبَ الخِيانةَ والنَّذالةَ بِالحَريقِ
يَتَآمرونَ على الارضِ المُقَدَّسَةِ على
الأقصى وَمِعراجِ الرسول والقدُسِ العتيقَ
مَهدُ المَسيِحِ وَمِعراجُ النَّبيَّ مُحَمَّدٍ
نَحوَ السَّماءِ أرضُ الفَرائضِ والنُّورَ الأنيقِ
والتِّينِ والزَّيتونِ فيها آيَةٌ مِنَ
القُرآنِ والزَّيتِ المُقَدَّسِ نُورٌ لِلرَّفيقِ
ما بالُ أمَّةُ العُربانِ نامَت على ضَيمٍ
وَهَوانٍ أفيقي أمَّةُ العُربانِ فيقي

.......................
في  / ٣١ /  ٥ / ٢٠١٩ /
كُتِبَت في  /  ٣ / ١ / ٢٠١٥ / 
.......الشاعر .......
..... محمد عبد القادر زعرورة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق