الخميس، 6 يونيو 2019

بقلم مجد الدين سعودي

الكاتبة المغربية فاطمة العبدي : أتركو لي مساحة الحلم والحب والحرية واحتفظوا بالألقاب والمناصب والكراسي ...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ ___ _ _ _ _ _
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

برولوغ

_ _ _ _ _

الشاعرة فاطمة العبدي هادئة ، لا تهتم بالمعارك الوهمية والتافهة التي يدخلها الهامشيون ...

تكتب لأنها خلقت للكتابة ...
تكتب بحب واقتناع ...
تقول فاطمة العبدي عن الكتابة : ( الحروف تراقص بعضها ، تؤلف كلمات البوح ، تنحني في غنج ودلال لتعطيك فرصة أخرى للحياة .
الكلمة امرأة جميلة تمشي بدلال في ممر طويل الى القلب ،فإما أن تحييه إن رمته بقبلاتها الملتهبة ، أو تسقطه صريعا إن اجتاحته كسيف قاطع .)
تقول عنها سهام الناصري في (الحدث 24 ) : (المتألقة فاطمة العبدي سطعت نجمتها في سماء الشعر حبا ، كسبت شاعرتنا الجميلة قلوب الناس أبهرت القارئ بحبها الكبير في كل شطر وفي كل قصيدة سطرها قلبها قبل أن تسطرها أناملها الذهبية و بكل ما تحملها قصائدها من قوة في شعرها واخلاقها) .
تقول فاطمة العبدي في تدوينة فايسبوكية : (( هي جمر بداخلنا ومع ذلك يريدون اقصائنا من هذا الفعل لنموت)) .
كما تقول بثقة : ( أنا أكتب لأقول ... والقول كلام طيب يدق عاليا في وجه الألم والتحقير ...) .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

سيرتها الذاتية

_ _ _ _ _ _ _

تحت عنوان جميل تكتب سهام الناصري :  ((فاطمة العبدي :اصدار أول ديوان لها بعنوان ”خبايا حروف الهجاء” ))

في (جريدة الحدث 24 ) :
(( المتألقة فاطمة العبدي سطعت نجمتها في سماء الشعر حبا ، كسبت شاعرتنا الجميلة قلوب الناس أبهرت القارئ بحبها الكبير في كل شطر وفي كل قصيدة سطرها قلبها قبل أن تسطرها أناملها الذهبية و بكل ما تحملها قصائدها من قوة في شعرها واخلاقها .
والجدير بالذكر ان شاعرتنا المتألقة فاطمة العبدي من مواليد 7 ماي 1966 بمدينة وزان ،تابعت دراستها بمدينة الخميسات ،حاصلة على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ،فاطمة العبدي حريصة كل الحرص على مساهمتها الفعالة والقوية داخل العمل الجمعوي بحيث تعمل كعضوة نشيطة بالجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية كما انها كاتبة العامة لجمعية تنمية الصداقة المغربية الروسية و مستشارة بجمعية الصداقة المغربية الأوكرانية. ))
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

بوح فاطمة العبدي بطعم المرارة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

في نص أدبي معنون ب (الى من ينصبون أنفسهم قيميين على شأن الكتابة )، مفعم بالبوح والحزن والمرارة والتأسف على حال بعض الحساد ، تقول فاطمة العبدي : (الى من ينصبون أنفسهم قيميين على شأن الكتابة ، هؤلاء الذين لا زال يعشعش ((الفقيه )) بوزرواطة في عقولهم ،أولئك الذين يحسبون أنفسهم أوصياء على الناس او اولياء عليهم ،افرنقعوا عن ساحتي .) ...

وتناشدهم قائلة : (أيها القيمون على الفعل الكتابي ،أتركوا لي مساحة الحلم والحب انقضَوا على الألقاب والمناصب والكراسي واتركوا  لي حريتي في أن اخطط بدم القلب لمن يحبونني ويحبون فعلي الكتابي) ...
وتواصل : (( أعفيكم من القراءة أو الاستماع الي وحتى لا داعي أن تذكروا اسمي ، ولكن ارجوكم لا تهاجموني بنثر حمم الحقد والكره علي او على كتابتي ،فهي ملكي ونتائج وجعي لمجرد ، اني قد أزاحمكم في التعبير .))
فاطمة العبدي الهادئة والمتزنة لا تعرف الحقد : ( وبالمناسبة أنا لا احقد حتى على أولئك الذين غرسوا الشوك في قلبي ، لذا فإن توجوك بأعلى الألقاب سأكون اولى المدافعين للاحتفاظ بها لكم ).......
_ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

فاطمة العبدي والمساندة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجموعة من الفاعلين والمثقفين تفاعلوا مع نص فاطمة العبدي ، وننقل بعض الارتسامات الصادقة التي تقف بجانب الشاعرة فاطمة العبدي :

نزهة الذهبي : (الكتابة حمم بركان يغلي بداخلنا، أكتبي ليتصاعد ذاك الدخان حروفا بردا وسلاما لروحك ولا تأبهي..) .
عبدو المجد : (عظيم الشأن قلم ان باح بسره،،، كتب على جدار الزمن انا كنت هنا... فاطمة العبدي اسرار من الحبر الملون على صفحاتنا نتطيب بها عطر الايام ونكحل فيها عيون البحث والحقيقة ... قلم شجاع حده حد السيف اذا قال فعل، واذا كتب، كان ثورة بلا دم... نعم هكذا انت كشعاع مسافر،، انطلق من المغرب ليعبر القارات .)
مجيد ديجام : (معك قلبا و قالبا في ما خطته يدك ، الكتابة حرية ، لا يراد بها إقناع الآخر و إنما هي جمر بداخلنا يحرق الأحشاء الى حين نفثه فنستريح .
اكتبي و لا تبالي و دعي للأصوات صداها يجيبها و توخي الرد ستحتاجينه لكتابات قادمة
لن يقيد أناملك أحد ... أشحذي جميع اقلامك و اكتبي حتى على الحيطان و لا تكتبي الا ما يشفي غليلك انت لا غيرك .)
منيرة خريشف : (اكتبي و اكتبي و اكتبي... لا تتوقفي .. حتى لا تتوقف الأرض عن الدوران)
نعيمة أناروز  : (  الكتابة هي حريتنا الشخصية ) .
عبد الكبير النافوري : (الكتابة بشكل عام بوح بالمكنون .. الكتابة ولادة قيصرية ، تتطلب التوفر على خزان من الحروف لا يأتي عبثا .. هي القراءة والكتابة فعل يومي عند الشعوب المتقدمة ... المتوقدة ... للأسف أحيانا تترصد الشموع المضيئة رياح عاتية ، ان وجدت الشموع داخل فضاء محمي ... فلا خوف عليها ... وان لم تتوفر على الحماية فهي تسير نحو النهاية قبل الأوان ... )
 محمد المودن : ( أهي الكتابة شيء آخر غير بوح بما نكنه من مشاعر وأحاسيس تتحدى أحيانا الخطوط الحمراء في حالة التمرد والمعارضة والصدق في القول ، فما للقيمين من نصيب للتدخل في ميتافيزيقا الكاتب ، متى استعبدتم الأقلام وقد أنجبتها الأمهات حرة لا تنطق على الهوى ... ) .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

فاطمة العبدي وفعل الكتابة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

تقول فاطمة العبدي : ( لم اترك الكتابة يوما فهي ملاذي الوحيد للانفجار والرفض ،هي حائط مبكاي .

الكتابة بالنسبة لي تخطيط بالروح ،بدم القلب وهكذا فعل طبيعي لا يحتاج الى قوالب معينة ليسمى كتابة .
الكتابة مخاض عسير ،لا يسكٍن وجعه الا جرعة مخدر كبير هو الانفجار بالحروف والتخطيط لتشهق شهقة مدهشة أخرى وأخيرة فترتاح ...)...
وبلهجة التحدي تقول : ( سأكتب دائما ولن تخيفني التهديدات ولا الحروب الوهمية المشبعة بالحقد ، أنا حرة على الأقل في منبري  ...).
يقول الشاعر انسي الحاج في قصيدة (ماذا صنعت بالذهب ، ماذا فعلت بالوردة؟):
( قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت.
سوف يكون للجميع وقت، فاصبروا.
اصبروا علي لأجمع نثري
زيارتكم عاجلة وسفري طويل
نظركم خاطف وورقي مبعثر
محبتكم صيف وحبي الأرض.
من أخبر فيلدني ناسيا
الى من أصرخ فيعطيني المحيط؟
صار جسدي كالخزف ونزلت أوديتي
صارت لغتي كالشمع وأشعلت لغتي،
وكنت بالحب ...)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


خاتمة

_ _ _ _

يقول المثل القديم : ( الأشجار المثمرة ترمى بالحجارة) ...

ومحمود درويش يمشي بعيدا ويهتف بحكمة : ( سأحيا كما تشتهي لغتي أن أكون ... سأحيا بقوة هذا التحدي ) ...
أما محمد الماغوط فينتصر لفعل الكتابة ويقول :
(أضحك في الظلام
أبكي في الظلام
أكتب في الظلام
حتى لم أعد أميز قلمي من أصابعي
كلما فرع باب أو تحركت ستارة
سترت أوراقي بيدي ... )

ونحن نساند الكاتبة فاطمة العبدي في فعل الكتابة ...

ونقول لها على الدوام :
أكتبي ...
أكتبي ...
ثم أكتبي ...
وكل كتابة وفاطمة العبدي بألف كتابة واشعاع ...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجدالدين سعودي - المغرب


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


النص الأدبي لفاطمة العبدي

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

(الى من ينصبون أنفسهم قيميين على شأن الكتابة

هؤلاء الذين لا زال يعشعش ((الفقيه )) بوزرواطة في عقولهم
أولئك الذين يحسبون أنفسهم أوصياء على الناس او اولياء عليهم ،افرنقعوا عن ساحتي .
أنا لا ابحث عن القاب رنانة ،ولا منصب يضعني فوق كرسي ابدي لا يفنى ،اومن بأن كل شيء فان لا محالة .وان الأرض تدور .
علاقتي بالكتابة منذ ثمانينات القرن الماضي ولي شهود لهم وزنهم في الفعل الشعري وسط الساحة الثقافية في البلاد .
ولي منشورات في عدة منابر وطنية آنذاك .
صحيح أني غبت عن الساحة بفعل تواجدي خارج البلاد و لتوجه مغاير تماما للأدب وبلغة اخرى حيث اني انصرفت لدراسة القانون الدولي شعبة العلاقات الدولية وبالتحديد تخصص المنظمات الدولية حصلت على ماجستير في العلاقات الدولية ولظروف خاصة لعب فيها الجانب البشري دورا مهما في الإقصاء من الاشتغال في مجال تخصصي ، وكذا بفعل صغر السن ونقص التجربة وغياب الحيلة فلقد ارتكنت بعيدا عن الألقاب . هذا لا يهم .
دخلت معترك الحياة بدون سلاح ، خبرت تجارب عديدة في مجال العلاقات الانسانية من اصغر نواة في المجتمع الى اوسعها . خرجت من أغلبها خاسرة منهزمة ومع ذلك كقط بسبع ارواح أنهض ثانية للركض خارج الهم والجراح هي طبيعتي ، هكذا متمردة ،مشتعلة او كما يقولون ((مافي نفس ))
مرات كثيرة كانت تراودني فكرة لعب دور تلك المرأة المنهزمة المظلومة وأنهزم داخل قوقعتي واضعة قدمي على حافة القبر في انتظار ملك الموت .لكني انتفض ،وأقفز عاليا متمردة رافضة لكل أشكال القيود والأغلال والنمطية .
لم اترك الكتابة يوما فهي ملاذي الوحيد للانفجار والرفض ،هي حائط مبكاي .
الكتابة بالنسبة لي تخطيط بالروح ،بدم القلب وهكذا فعل طبيعي لا يحتاج الى قوالب معينة ليسمى كتابة .
الكتابة مخاض عسير ،لا يسكٍن وجعه الا جرعة مخدر كبير هو الانفجار بالحروف والتخطيط لتشهق شهقة مدهشة أخرى وأخيرة فترتاح .
وعندما يقبل أصدقاء أو أولئك الذين يشهدون هذه الولادة لأول مرة ويباركون لك لأنهم ذرفوا دمعا أو استشاطوا ضحكا وهم يقرئونك، فهذا هو الأجمل وأرقى ال5ولادات ... آنذاك تشعر بجمال الحياة ، هناك أناس يحبونك وهم حتى بدون سابق معرفة بك، يدافعون عنك، انه الحب . شعور انساني لا يوصف ولكنك تشعر بدغدغاته في روحك التي لن تستطيع القبض عليها ودغدغتها .
وأنا انشد الحب لأني اعرف أن عمر الحب قصير ينتهي بمجرد أن تصعد روحك الى السماء ... ما تبقى في الحياة مجرد خرافات واهية .
لذا أيها القيمين على الفعل الكتابي ،أتركوا لي مساحة الحلم والحب انقضَوا على الألقاب والمناصب والكراسي واتركوا  لي حريتي في أن اخطط بدم القلب لمن يحبونني ويحبون فعلي الكتابي .
كتاباتي قد تشوبها أخطاء إملائية او لغوية يصححها لي أصدقاء أعرف أنهم يحبونني ، قد لا تكون في مقاس التفعيلات والقواعد ولكن ابدا لا تخطئ التعبير عن ما يشعل في روحي الحياة وأبدا لا اطعن في صدق مشاعر أصدقائي واحبائي في تفاعلهم مع ما انتجه .
أولئك الذين لا يستطعمون ما أنتجه ،الذين يشعرون بالركاكة والقبح وربما حتى البشاعة فيما أكتبه وقد ينعتونه بالهجين ، أعفيكم من القراءة أو الاستماع الي وحتى لا داعي أن تذكروا اسمي ، ولكن ارجوكم لا تهاجموني بنثر حمم الحقد والكره علي او على كتابتي ،فهي ملكي ونتائج وجعي لمجرد ، اني قد أزاحمكم في التعبير .
وبالمناسبة أنا لا احقد حتى على أولئك الذين غرسوا الشوك في قلبي ، لذا فإن توجوك بأعلى الألقاب سأكون اولى المدافعين للاحتفاظ بها لكم .......
سأكتب دائما ولن تخيفني التهديدات ولا الحروب الوهمية المشبعة بالحقد ، أنا حرة على الأقل في منبري  ...)).
فاطمة العبدي   6 يونيو2019
مراكش
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق