الأحد، 2 يونيو 2019

بقلم احمد نعينيعة

مشهد من الحواجز الاخرى

ابتسم... بلا مقالب ولا أهواء....
لا تستلق على ظهرك كسلحفاة باعت خوذتها للرمال.
ولا تركب  أدمغة بلا جماجم...
لا تته في الأرض دليلا...
وإذا عييت ابسط جناحيك للريح كنسر انكسرت مخالبه.
ولا تحمل موتاك في صمت ثقيل على عروش الضمائر الجوفاء.

ابتسم...
واسرق الشمس لتبرد تماسيحك.
لتخرج  من أعماق أنهارك.
لتختفي في تيه ابدي.
تموت بدموع خرساء.
ولا تشكو غلتك إلى نبيد العابرين.

ابتسم ليبتسم صوتك.
لا تخف من أفواه مريضة لهجا.
فقد استحال العذب فيها رهجا.
وكل أشواكك قد انكسرت بزلازلهم الرعناء.
قل ما تريده..
علم جسدك النطق الصحيح
وأمر رجليك بالمسير طويلا لتسمعك الغربان العوجا.

ابتسم... 
هواجسك تؤرقني.
فقد كتبت عليك نفقتي
فلا تصطد لجراء ابن اوى غرباني 
سينتظرونك بصدى الخناجر 
وتنتظرهم في صياح الغثاء

ابتسم.
ستلغط وتسترق منهم الرمق
سيأتيك دورهدك وتتعب
لتنتظر أفق الأزمنة
لتنتظر كنز اسماك الجليد
فلا تجلس أو تقعد
لتعري طحالبك أسماكهم 
ويعلو ملحهم فوق مائك

لا تبتسم... أيها الأنا المفتون
لا تضحك على شاعر سقط في حسه
لا تبتسم لشاعر سقط في خلخلة مشاعره
وحمل قاموسه نعشا لينفخ  في صدور موتاك

ابتسمي أيتها الأنا المسلوبة. 
لم تتوغلين في أقنعتي
لم تخافين الموت وموتك يقتلني
متى يعود ظمؤك إلى كأسي
ويكبر خطو ناقتك في أرجلي 
لتتجاوزي وضعك المهزوم وأنجو معك

للمرة الأخيرة ،أقول لك :ابتسمي.
كم دعوتك للاستشهاد بألوان فاتنة
اتركيني أتكلم عن وحدة أضدادك
لأشرح لك تباريح الجنون في صحراء لغتك
وأدق مسمار الفجر في أسى نعشك

احمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق