بلاد الجمال والوحدة
بلادي بلاد السنا والجمـــــال°°°بلاد السهول الربى والجبال
البحر يكـــــلل هام بـــلادي°°°وتغمـــس أقدامها في الرمال
وثوب الغابات يكسو بفخــــر°°°بأنواع شتى بهـــاء وجمـال
هو الغاب مثل مجدا أثيــــــلا°°°بناء المفاخر حصن النضال
فمنه الرواسي لصد الأعادي°°°ومنه الغـــــذاء ومنه المــآل
وفيه النخيل بطلـــع النضار°°°نضيد الذهب ولا في الخيـال
بأعذاقها تتحلى بها باسقات°°°يبز النضار في هـذا المجــال
وللزرع حب بنفس المزايا°°°التبر يغـــار مــن ذاك المثــال
وحسب المناخ العديـد أتى°°°بمختلــف أذواقـــــه في كمــال بصحرائنا التبر بلونيه سح°°°بجانــب رونق طيف الغــزال
حياة الكفاح حملنا لضاها°°°وعبر السنيـــن بفــــــن النضال
أذقنا الأعادي عبرالعقـود°°°مرار الحياة ولــم يهنـــأوا بــال
بلاد الإباء والفخـــار بها°°°الضــاد ربـــــاط لهــا بالجــلال
ودين الإسلام لها مــوئل°°°تعوذ به من مهـــاوي الضــلال
شعوبنا تسعى تريد الوئام°°°وبعض اللئاـــم بــذا لا يبـــــالي
ويسعون دومــــــا لتفرقة°°°بامر الأعـادي وضـــد الآمــال
فيارب قيض لنا صفــوة °°°تماز بخير النســــــاء والرجـال
وأحبط مساعي الذي فرط °°° في حق الشعوب سعى للوبـال
ذكرت من الخير في أرضنا°°°الكفيــــل بتحقيق أغلى المنال
الحمامة والأمة والمقاومة (المطوقات)
ونعود لذكريات الطفولة ،وبالضبط لآثار بيدبا الفيلسوف الهندي، لما ضرب لنا مثلا بالحمامة المطوقة ،ومجمله بتصرف أن حمامة كانت تقود سربا من الحمام هي مسؤولة عنه .اعتادت التردد على سهل قرب ترعة فيه غذاء ورواء، نصب لها الصياد شركا، ونثر فوقه حبا،ومن حسن الصدف أن الشرك نصب فوق جحر أحد القوارض،وهو ما أقلق القارض وشغل باله. اختبأ الصياد في أجمة غير بعيد .وقعت الحمامة وصويحباتها على الشبكة تلتقط الحب،ولم تستفق إلا بعد أن علق الجمع ورأين الصياد مقبلا.حاولت كل واحدة النجاة بنفسها ،ساد الاضطراب والفوضى ،واحدة تصعد والأخرى تنزل ،وواحدة أخرى تتجه يمنة في حين غيرها تتجه يسرة ،كل واحدة تبذل جهدا قد يكون ضد جهد الأخرى.وفجأة ظهر القارض من الجحر وراى بأن الفرصة سانحة للتخلص من الشرك وصاحبه. صاح فيهم: وحدوا الجهد وأقلعوا مع بعضكن متعاونات ،لقد أهدرتن وقتا ثمينا .حينها توقفن لتوجه لهن المطوقة كلمة الوحدة والجهد المشترك ،وأعطت الإشارة بالانطلاق معا ،استطعن الارتفاع بالشبكة وكان القارض صاحب النصيحة معلقا معهن يواصل النصح والتوجيه ،قال عليكن الآن أن تطرن بانخفاض حتى لا يتسنى للصياد رؤيتكن وييأس فيوقف المتابعة وهكذا كان .وبعيدا عن المكان وقعن وتمكن القارض من تخليصهن .
هذه القصة الخيالية تعود بنا إلى وضع الأمة العربية التي تعاني التشرذم والتشظي والفرقة والبغضاء والعداء في بعض الأحيان، والعدو الذي دبر لها وضعها، لها بالمرصاد ينتظر متى تنهك تماما لينقض ويزيلها ،ليجعلها أثرا بعد عين.ألا يحق لنا النواح والرثاء،ونحن نرى أمما تتجمع رغم اختلاف لغاتها ولهجاتها وتوجهاتها لتشكل قوة ، وأمتنا رغم أن عوامل وحدتها تفوق عوامل تفرقها، وعوامل قوتها أضعاف عوامل ضعفها، نراها تمعن في التباعد والتناحر والتباغض ،والأنكى أنها تستعين بالأعداء على الأشقاء،وكأنها تسعى لاستعجال ساعة الفناء.
المقاومة التي رشحت نفسها لتكون درعا للأمة ، تعيد لها هيبتها وتصد عنها أعداءها هي الأخرى تعاني من الشقاق والتنافر، وفي بعض الأحيان من التقاتل ،وقد استغل أعداؤها وضعها ليؤججوا سعير نارها ويضاعفوا وقودها وهو الأمر الذي عرقل جهودها، وقد يؤدي إلى وأد طموحها،إذا لم تستفق وتوحد جهادها ،وتنسى خلافاتها .ومع أن دليلها أقوى وأنبل وأشرف وأقدس من دليل المطوقة ، فإن القوم لم ينصتوا ولم يفهموا بعد النداء، ولم يتعظوا بتعاليم رب الأرض والسماوات العلا.الذي نبه وقال وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)آل عمران103 – 104.وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .(46 ) الأنفال
وأخيرا قل لي متى تزول الغمة ، ويلتئم شمل الأمة ؟سأقول :عند ما نتبع سنة خير الأنام و يسود التعاون والوئام ويحكّم فينا شرع الإسلام.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق