مناجاة عفو الخاطر
نور الدين ضِرَار
_____________________
كذا هِيَ الحنايا بِسعَةِ الدُّنيا يا رَبِّي
وقلبُ الأرضِ أضيَقُ بما يَرحبُ قلبي
مَن بالصِّدقِ حَبَّبَنِي قلبَهُ صار عزيزاً
أعَزُّ مِنهُ مَن بالخيرِ لِكلِّ النّاسِ يُنْبِي
لَم تَكُ عِلَّتِي كَيداً بِكُرهٍ وسالفِ جُرمِ
تكفيني بِعِزِّ الشِّفاءِ جُرعَةٌ مِنَ الحُبِّ
كَم خَبرتُ المَوتَ في غَيرِ ما سَكرَةٍ
وَما هَدَّني التَّشَفِّي ولا نُدرَةُ الصُّحبِ
بِدارِ ابتلاءٍ مُغتَرٌّ كلُّ مُستَأنِسٍ بها
هَيهاتَ يَمتَدُّ بِيَ العُمرُ، وَيَطولُ دَربي
هِيَ ذِي الدُّنيا دَيدَنُها سُنَّةً وشريعةً
كلٌّ بِها يَفنَى ، حَتَّى المَلائِكُ بِلا ذَنبِ
كَيفَ بِالأسقامِ والمَنايا أعدَلُ قِسمَةً
بَينَ سائِرِ الأنامِ مِن عُجْمٍ ومن عُرْبِ
ما شَفَّتنِي منها غيرُ كأسٍ مِن فَيضِ
الحياةِ أَشرَقُ بها بلا لومٍ ولا عُتْبِ
مُذْ عَهدتُها بالصِّبا، وَهْيَ عِلَّةٌ بَعدَ عِلَّةٍ
وَحَسبِي لَو حُسنُ الخَتمِ آخِرُ حَسبي
كلُّ رَجائي في الرَّحمَنِ رَأفَةً وَرَحمَةً
مَن غَيرُهُ المُنقِدُ مِن كلِّ دَاءٍ وَمَطَبِّ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق