الخميس، 20 يناير 2022

بولحيا محمد

 رهانات_القراءة_وبناء_مجتمع_المعرفة.

...............................


احتفظ_بهدوئك. 


  هل تعلم كيف تهرب الأسماك الصغيرة من براثن السمك المتوحش الذي يريد افتراسها ؟؟


  إنها تقوم بحيلة بسيطة ، تعكر الماء بذيلها وزعانفها ، حتى تصبح الرؤية فيها صعبة ،

فيصاب السمك الكبير بالهياج فيسهل على السمك الصغير الهرب والاختباء .


 ولقد تعلم البحارة طريقة تعكير الماء هذه ، واستخدموها كحيلة لصيد السمك، فهم يقومون بتعكير الماء حتى يغضب السمك ويفقد هدوءه وتضيع الرؤية من أمامه وتضطرب حركته ،

ويتخبط يمنة ويسرة إلى أن يجد نفسه فجأة في براثن الشباك .


 من هذا المشهد نتعلم أمر بالغ الأهمية ، وهو أن نحتفظ بثباتنا وهدوئنا إذا ما تعكر ماء الحياة

وتشوشت الرؤية لفترة أمام أعيننا ، سواء كان هذا التعكير بفعل عدو ، أو بسبب تصاريف القدر ، ودوائر الأيام .


 فردود الفعل السريعة غير منضبطة أو التي لم يتم دراستها سلفاً بروية وعقلانية قد تلقينا في شباك الفشل ، وربما نجد أنفسنا وقد ضللنا الدرب وخرجنا عن جادة الطريق المستقيم .


سهل أن يحتفظ المرء منا بثبات جنانه في الظروف العادية ، لكن الثبات وقت الشدة والنوازل يحتاج ليقين حي ، وتمرس مستمر ،

وهدوء أعصاب مستمد من روح متزنة .


نرى هذا الأمر جليا في موقعة أحد ، فبعدما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصبحت الدائرة على المسلمين من بعد نصر لاح في أفقهم وبدا قريبا ، اختل توازن جند الإسلام ، وتشتتوا يمنة ويسرة بعدما عكر جند قريش الماء من حولهم. 

هنا قام القائد الحبيب صلى الله عليه وسلم، ووقف في وسط المعركة جامعا شتات أصحابه

صارخا فيهم : إليّ عباد الله. 

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أحد أعظم فرسان صدر الإسلام الأول :

" كنا إذا حمي البأس (اشتدت المعركة) واحمرت الحُدُق ( جمع حدقة وهي بياض العين)

نتقي برسول صلى الله عليه وسلم ونحتمي به .


 + إن الغضب والتخبط وفقدان الاتزان يضيع من أمامنا الرؤية. 

ويجعلنا أسرى لردود الأفعال العشوائية ، بينما الهدوء وانتظار انقشاع الغيوم بثبات وتيقظ

يجعلنا دائما في الموقف الأقوى .


 + فلا تسمح لخصمك أن يستفزك إذا ما عكر الماء وشوش الرؤية أمامك. 

 + كن هادئاً وامتلك أنت زمام المبادرة دائما .. حتى في وقت الشدة والأزمات . 


 + قلب القائد كالبحر لا يمكن اكتشاف شواطئه البعيدة .



لمميزون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق