خطورة الاعلام
خطر الإعلام الموجه
والإعلام الموجه (بكسر الواو)
و قوته في مدى قدرته على ان يبرمجك و يوجهك كيفما يشاء ..وهو يقدم لك حقيقة ،هو يصنعها بخبرته وخلفيته وحسب قناعته وتوجهه.
واهدافه ومصالحه او مصالح من خلفه .
وتفوقه يكمن في انه يعرفك جيدا ،يعلم نقاط ضعفك ، احلامك ،ثقافتك ،دينك ،طموحك ،امكانياتك ،ازماتك ،ازدواجيتك وفصامك ..ويعلم جيدا الدبدة التي عليها سيضرب ، مستعملا اللغة والصورة والتوقيت والإشارات والمفرذات و حتى الرموز والادلة المادية والتاريخية و بطريقة جد منطقية ومحكمة حتى يجعلك مقتنعا بان ما يقدمه اليك ،تلك هي الحقيقة اليقين، لكن مع ذلك ، المشاهد الذكي والمتلقي المرن ،يجب أن يتوقع ذلك ويشكك في كل ما يقدم له ، لا يكتفي بأن تستقي نفس الخبر من منبر واحد ..عليك ايها المتتبع ،المشاهد او المستمع او القاريء ، عليك بتنويع مصادرك لتحصين نفسك امام شراسة الاعلام المفبرك ،الكاذب والمزيف ،عليك عليك بتثقيف نفسك بما يكفي لقراءة بين السطور وخلفها وفهم مبتغى كل خط تحريري بحسب إديوليوجياته استراتيجياته ..اهذافه القريبة والمتوسطة والبعيدة ..عليك بتحليله وفهمه بالتركيز على زاويا اهتمامه ..لا تكتفي بجزء من الصورة ابحث دائما عن الصورة الكاملة لمن حولك ،لمن خلف الكواليس يصنع لك الطبق الإخباري ،من هو ؟ ما ميوله ؟ من وراه ؟ ..ما وسائله وأدواته ؟
اعرف حقيقته الكاملة ،لاتكتفي بالجز من الكل الذي يبينونه لك قصدا ، بقدر ما تحتاجه المرحلة وغالبا ما يكون مجرد قناع مزيف يغطي ويموه على حقيقتهم .
فهذه الصورة من زاوية ضيقة تريد أن تفهمك ان الكلب يعتدي على الخروف
نفس الأسلوب في التصوير يعمل به .فأثناء الربيع العربى، مثلا بلبيا وطيلة شهور لم تظهر وسائل الإعلام المغرضة اي جانب من المدن الليبية المزدهرة ولا جوانب البلاد المشرقة بل ركزت على افراغ الصورة من اي محتوى ايجابي ..ولم تترك غير نداءات الاستغاثة المفبركة...في أغلب الأحيان..
من هنا فاعلام ماردوخ أصبح قادرا على هدم دول وإقامة انظم ونزع أخرى و افتعال مناطق نزاع و زعزعة استقرار البلدان والبورصات..أصبح في اغلبه إعلانا مغرضا.. وراءه بارونات ومافيات كبيرة .من خلاله تنفذ الكثير من اجنذاتها. حتى انها تفرضها على بعض الحكومات والشخصيات و الشعوب فرضا
لا يكفي ان نبقى متفرجين ،متجرعين الكأس، نبرمج على هواهم ،منساقين انسياقا،
فعلى المتلقي المحصن الواعي المرن ان يساهم في توضيح الصورة وتوعية المفعول به
" الغير مؤهل" وتقويته بالمعلومة الصحيحة و المنهجية الواجب اتباعها في التعامل مع وسائل الاعلام و في ركابها تاتي وسائل التواصل الاجتماعي .
يجب فعلا تمكينه من آليات فهم البروبغندا الاعلامية بكل أشكالها ومحتوياتها وبكل اللغات واللهجات المتاحة والممكنة ..
يجب فك شفرة كل ما يتردد ويدور.. " من اخبار عبارة عن شائعات زائفة لكنها تؤدي الغرض لمن اطلقها ..فهي ترعب وتخيف وتؤثر في الاسواق و الشارع عموما ..
《من هنا يصبح بناء حصانة مقاومة ، ممناعة ،لذى الإفراذ وسائر المجتمع نوع من الحذر الاستباقي الإعلامي لايقاف الهجمات الترهيبية والارهابية الاعلامية ،الثقافية، الأيديولوجية المغرضة ،الموجهة لبلد ما بغرض زعزعته ،ترعيبه و احباط شعوبه او تشويه صورته ،لتهيئته للمرحلة اللاحقة، واجبا"》.
اذ لا يكفي اليوم الحذر الاستباقي الامني و الاقتصادي وحده والحذر الصحي للحفاظ على لحمة السلم الأهلي في غياب حذر استباقي اعلامي ممانع ومتقدم يسطر المشهد بعقلية رصينة ،ذكية تستجيب للمواطن و تخاطب باللغة التي يفهمها من ناحية ومن ناحية اخرى ، منفتح على العالم بنظرة مستقبلية، بعيدة الرؤية تراعي كل المتغييرات الدولية والمحلية و تراعي طموح اللوبيات المتحكمة في العالم وحاجة الدول الكبيرة ومن في فلكها ،الساعون لخلق مناطق توثر ونزاع . لانعاش (اقتصادات بعينها: تجارة السلاح والدواء و مصادر الطاقة )
ازمات بلدانهم الاقتصادية والاجتماعية وحتى الذيموغرافية وعليها وتحتها سطر احمر :"كلمة ديموغرافية "
فخلق توازنات ديموغرافية هو الشغل الشاغل مستقلا
خاصة أن القوة الديموغرافية لها وزن وتعد المعادلة الاصعب حينما تتحكم في دواليب التوازن الاقتصادي والمالي والسياسي (السيادي).. ومن تم ف القضاء على دول بعينها واستعاب لاجئيها و توطينهم ..ليس فعل خير واحسان فقط ..كما يروج لك الاعلام المغرض. بل عمل منظم بحرفية عالية وشديدة ،اخرج اقتصاد دولة مثل المانيا من حافة الانهيار.. الخ
اذن المصالح وراء الكثير من الأحداث..فقط تزين الواجهات و تنمق الكلمات وتوظف بشكل يحفظ ماء وجه اولئك ..واولئك ....الخ...
لكن نفس الصورة من زاوية باروناميك ، شاملة ،وبرؤية اوسع تريك الحقيقة الاخرى : "ان الكلب ينقد الخروف من الغرق"..
اذن الإعلام اليوم يريك ما يريد هو ان تراه من زاويته ، التي تخدم مصالحه وأهدافه..في الزمان والمكان .
خاتمة :
و انا وانت لا نرتفع عن هذا الواقع ولا نتفرد عن الجموع ..نحن جميعا على كف واحدة ، ضمن نفس المشهد ، ا لتي خيوطه تحركها اصابع خفية مختلفة ،ما يمييزنا عن بعضنا البعض فقط هو مستوى وعينا السياسي وادراكنا المعرفي ومدى فهمنا لمحيطنا وفهمنا لحالة العالم الراهنة و التوقعات المستقبلية للكوكب ومدى قدرتنا على الاستعاب ، الصمود والمواجهة ..
من تم "فتفعيل ما نعلم وتعليمه" ..يصبح اقل واجب لدرء الأخطار المحدقة باوطاننا.
جميلة محمدالقنوفي
المملكة المغربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق