تقديم سيرة الأديب محمد ابن المليح
الأديب ابن المليح يتحدث عن نفسه.
شذرات من مسيرة حياة الأديب نشرها على صفحته على موقع فايسبوك ..شذرا على حلقات ..تتحدث عن جوانب حياتية وأخرى أدبية ل الأديب..
هذه مجموع تلك الحلقات
الحلقة الأولى
محمد ابن المليح من مواليد مدينة فاس بالمدينة القديمة سنة ١٩٥٩..
من أبوين طيبين ..أب يشتغل في صناعة الأحذية، وأم ربة بيت بامتياز ومكافحة..وكانا رحمهما الله يتيمين طيبين..
لي أختان..دخلت أولا الكتاب كباقي أبناء تلك الحقبة..تعلمنا ماتيسر من القرآن وبعض من كلام العروبة والإسلام..في كتاب بلالاهوارة ومسجد القلقليين ..ثم بعض الوقت بمدرسة النهضة قبل الدخول إلى التعليم العمومي بعد بلوغ السن القانوني آنذاك سبع سنوات اي موسم ١٩٦٦/١٩٦٧..بمدرسة عرصة الشريفات تسمى الان مدرسة موسى بن نصير..بفاس المدينة..
حصلت على الشهادة الابتدائية سنة ١٩٧١..ولاأنسى معلمين وأساتذة أكفاء درسوني بها كالأستاذ العلوي حفظه الله ..والأستاذ الدباغ حسن ..والأستاذ التدلاوي..والأستاذ الشومي والأستاذ عمور وغيرهم..
بعدها التحقت بالإعدادي ..إعدادية باب الريافة المسماة الآن عزيز أمين..حصلت على البروفي الشهادة الإعدادية بها لموسم ١٩٧٥ /١٩٧٦..درسنا خليط من الأساتذة آنذاك مغاربة وأجانب ..بعدها التحقت بالتعليم الثانوي بثانوية مولاي إدريس ..حصلت بها على الباكلوريا تخصص آداب عصرية سنة ١٩٧٩..
ثم التحقت بجامعة محمد بن عبد الله ظهر المهراز قضيت بها سنتان ..ثم لم أكمل لظروف خاصة وعامة ..
توفيت أمي رحمها الله بعد حصولي على أول منحة آنذاك بداية سنة ١٩٨٠.
بعدها دخلت مركز تكوين المعلمين بفاس سنة ١٩٨١..
الحلقة الثانية
التحقت بمركز تكوين المعلمين ابن الخطيب بفاس سنة ١٩٨١ بعدما نجحت في الاختبارات المؤهلة لذلك..
ذكريات جميلة على العموم كانت بهذا المركز تربويا وتعليميا وتأطيرا ورياضيا وغيرها ..وقد آثرت أن أكون داخليا رغم سكني بفاس..
بعد تخرجي وعدونا بأن نحصل على الدبلوم زائد الباكلوريا لمتابعة التكوين الجامعي ..لكن أعطونا الدبلوم فقط..
تم تعييننا بإقليم بولمان ..مجموعة آيت عثمان ..قضيت أربع سنوات ..عانيت كثيرا هناك من حيث السكن والطقس البارد بثلوج ..مشاكل في الطرقات والإنارة والماء وتعسف بعض الاطراف التي لايربطها بالميدان إلا البر والإحسان بين قوسين..طبعا لاينكر وجود أطر أخرى كفأة.
وللحديث بقية.
الحلقة الثالثة
هذه الحلقة حول بعض الذكريات أثناء مسيرتي المهنية وغيرها بإقليم بولمان..
أولا أذكر أن ذلك الإقليم كانت مساحته واسعة بمناطقه المتنوعة ..بولمان..ميسور..اولاط الحاج..موزار مرموشة..سرغينة..ألميس مرموشة..كيكو...
يسمى بإقليم بولمان لكن النيابة التعليمية كمثال توجد آذاك بميسور تبعد حوالي مئة كيلومتر عن بولمان..
الطقس مختلف..قد تجد أحيانا الفصول الاربعة في وقت واحد..ولكن يغلب الطقس البارد على معظمها..
نرجع إلى بداية تعييننا هناك التي بدأت في ١٩٨٢..تم إخبارنا بأن نلتحق بنيابة بولمان .. وكانت المفاجأة الأولى الذهاب إلى النيابة بميسور..تم تسليمنا قرار تعيينا بمجموعة مدارس آيت عثمان طريق موزار مرموشة تبعد حوالي ثلاثين كيلومتر عن بولمان المدينة..عند التحاقنا بالمركز لتوقيع المحضر وبداية عملنا التعليمي التربوي وجدنا بناية متواضعة جدا ..بعد مبيتنا الأول هناك عند احد الأصدقاء في بيت متواضع جدا ..اجتمعنا مع المدير والمعلمين ..تم تعييننا بفرعية تبعد عن المركز بخمس كيلومترات..بها قسم واحد فقط ..لاسكن ولاماء ولاكهرباء ..
فقط بناية للتدريس والدوار يبعد عنها قليلا..
الماء نحصل عليه من سكان الدوار من الآبار التي توجد داخل مقر سكناهم..السكن بالقسم ..الدراسة نهارا والمبيت ليلا مع مايصاحب ذلك من بحث عن تدفئة وكسر لعيدان التدفئة ..
تصور أن تنتقل من مدينة فاس إلى دوار يفتقد معظم الحاجيات ..شروط صعبة لكن كنا آثرنا تدريس أبناء المنطقة بتوفيق من الله وقياما بالواجب المهني..
أضف أن أغلبية سكان المنطقة يتكلمون الأمازيغية ونحن لانعرف إلا العربية..في الاول ندرس أطفال ومتعلمي المنطقة اللغة العربية وهم قد نتعلم منهم بعض الكلمات البيسطة من لغتهم ولهجتهم ليكون التواصل أفضل..
لكن شهادة لله ..عندما تعلمهم يستجيبون لك رغم ظروفهم الصعبة جدا..
أضف الصعوبات التي وجدناها ماديا ومعنوية ..
وللحديث بقية بحول الله.
الحلقة الرابعة
الذكريات بإقليم بولمان كثيرة وممتعة خاصة وأنها دامت هناك أربع سنوات..عرفت فيها الكثير من الأحداث والأشخاص ..
لكن قبل أن أذكر بعضا منها..لابد من القول : أن معظم
الهجرات كانت تتم من البادية إلى المدينة..لكن في حالتي وحالات البعض الآخر كانت رحلة معكوسة..من المدينة إلى البادية ..
تصوروا معي أن إنسانا كان يسكن ويتعلم ويدرس ويقيم في مدينة فاس حيث شروط العيش في معظمها متوفرة..لكن يضطر بعد التخرج من مركز تكوين أن يعين بمنطقة نائية ..يعطى قسما بلاسكن ولاحد أدنى من شروط تحقق المطلوب..
يبدأ في فرعية بها بناية متواضعة كقسم ..يدرس مستوى أول ومستوى ثان في نفس الوقت ..
الماء يوجد عند سكان الدوار بآبارهم ..الكهرباء لاأثر لها..الطقس بارد جدا..في الغالب ثلوج ..يحتاج حطبا للتدفئة قد تأتي أو لاتأتي..ومطلوب منه وهو في قسمه التدريس نهارا وتهييء الوثائق والدروس ليلا على ضوء شموع أو ضوء قنينة غاز إن وجدت..
ومع ذلك يحاول جهده تدريس أطفال صغار في عمر الزهور ظروفهم صعبة..لكن على الأقل هم قرب سكنى آبائهم ..وهو خارج التغطية إن صح الكلام..يبقى وحيدا في قسمه..
طبعا هناك مشاكل أخرى كانت في ذلك الوقت ..تنقل من ذلك المكان إلى مكان آخر حيث البحث وتوفير بعض من ضروريات الحياة..
مرة أو مرتين يتم العودة إلى فاس حيث أبي رحمه الله ينتظرني بشوق ..إذ كنت قد فقدت أمي رحمها الله في بداية الثمانينات..لاأنسى أنه لم تكن هناك هواتف نقالة ..بل كنا نتوصل برسائل كأننا توصلنا بكنز كبير..
لاأنسى كذلك أنه كان يفرض علينا بيع اليانصيب للتلاميذ ..ولكن بعد رفض بيعها لهم تعرضت للكثير من المشاكل قد يأتي وقت لذكرها..
ولكن هناك بعض الأشياء التي تجعلك تنسى الكثير من المعاناة :طيب قلوب البعض..محبة التلاميذ ..
لاأنسى أسرة الليموني التي كانت بدوار إقويرن التي كانت سندا لي ..محبة وسكنا في بعض الأوقات..أتمنى أن يكونوا بخير إن كانوالازالوا أحياء..
كما لاأنسى البعض الذين درسوا معي من المعلمين والمربين..
للحدث بقية بحول الله.
الحلقة الخامسة
بعد قضائي أربع سنوات بإقليم بولمان والتي صورتها باختصار ..أنتقل للحديث عن انتقالي إلى العمل بإقليم تاونات سنة ١٩٨٦ بعد المشاركة في الحركة الوطنية الانتقالية التعليمية..
تم تعييني في منطقة تيسة جماعة سيدي امحمد بلحسن مجموعة مدارس الكعدة طريق عين الكدح..
كانت المجموعة واسعة وممتدة تضم ٤٤ من هيئة التدريس بالإضافة للمدير والحراس والمنظفين..
تم التعيين بفرعية امريحلة بدوار اولاد عزوز ..فتم السكن هناك في بيت متواضع جدا وبسومة كرائية ..ولاداعي لذكر الكثير من المعاناة هناك ..بعدها تم التعيين بفرعية أخرى سجالة هناك من يسميها ظهر الابيض أو اولاد جنا أو الجناتي..و لم يكن هناك سكن بل نضطر للسكن بتيسة المركز ومايتبع ذلك من معاناة مادية ومعنوية ..
طبعا كان هناك الأقسام المشتركة..بداية انطلاق المستوى السادس ١٩٩٠ /١٩٩١ وماأعقب ذلك من تكوين لأيام ..
وللحديث بقية بحول الله..
الحلقة السادسة..
توضيح لابد منه:
هذه بعض شذرات من حياتي..بدأتها بماهو مرتبط بحياتي الشخصية ..ثم بعض من مسيرتي التعليمية ..وسأكمل ماهو مرتبط بماهوتعليمي تربوي ..وأنتقل بعدها لماهو صحفي أو جمعوي أو ماهو من تجربة حياة وغيرها.
بعد هذا التوضيح أذكر أنه بعد ذلك انتقلت للعمل بمدينة فاس ..مدينة مسقط رأسي وسكن آبائي وذكريات جزء كبير من حياتي..
عملت بمدرسة ابن غازي فاس المدينة لمدة ٢٧ سنة كاملة..
عشت بعضا من هذه الفترة قريبا منها سكنا ..وعشت سنوات كثيرة بعيدا عن مقر عملي من حيث السكن لعدة ظروف ..مما جعلني أتحمل الكثير من المعاناة تنقلا وغير ذلك..
العمل بتلك المؤسسة يحمل الكثير من الأحداث والعبر ..لكن معظمها مرت لأننا أحببنا التربية والتعليم ومن ندرس ..
أحسن تربية هي بالحب والصدق..
مدرسة أومؤسسة ابن غازي تأسست سنة ١٩٣٦ الموافق لسنة ١٣٥٥ هجرية من طرف العلامة ابن عبد الله وآخرين..درس بها أطر كبيرة وتعلم بها الكثيرون..
وللحديث بقية بحول الله.
الحلقة السابعة
لابد قبل أن أواصل ذكريات حول المسيرة التربوية والتعليمية ،أن أشير أن مهنة التعليم مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة..
مهنة وفن التدريس وتربية وتحبيب المتعلمين المواد الدراسية يحتاج من المربي والمعلم والأستاذ نفسا طويلا وصبرا وتضحيات..
نرجع إلى فاس والتدريس بها لنقول: أن سبعا وعشرين من السنوات تدريسا بعد تدريس بأقاليم أخرى كان تحديا وحبا ومعاناة..
من حيث العلاقة مع الإدارة والمفتشين ورفاق المهنة والمتعلمين والآباء والأمهات والمتعلمين أنفسهم..
طبعا سنوات بعضها عرف نشاطات رياضية وفنية إضافة إلى التدريس..وبعضها كان للتدريس لما هو مبرمج فقط لضغط الوقت ولظروف أخرى..
قضايا كثيرة مررنا بها من حيث التعامل مع فئات متنوعة من المتعلمين والمتعلمات..
صعوبات وتحديات هناك من استطعنا بتوفيق من الله أن نجد لها حلا بتعاون متدخلين في العملية التربوية..وبعضها لم نتمكن من حلها بالطريقة التي كنا نأمل..
طبعا المعلم والمربي يقوم بتدريس وتعليم وحراسة وتوجيه ضمن الممكن.
على العموم تجربة كانت والحمد لله جد موفقة رغم بعض التعثرات من هنا أو هناك..
فتحية لكل من ساندني ووقف بجانبي..ومسامحة لكل تقصير منا أو منكم..
الحلقة الثامنة
قبل عقود كنا نتعلم بدفتر أو دفترين..بكتاب أوكتابين..بلغة أولغتين..
الوسائل بسيطة : كتاب..دفتر..ريشة..منشفة..قلم رصاص..وأدوات في متناول جميع المتعلمين..
حتى الكتب والدفاتر معظمها تبقى في خزانة القسم..
لم تكن المحافظ كما الآن كتب متنوعة ودفاتر عديدة وأدوات
ثقيلة يعجز الطفل المتعلم عن حملها..
كذلك التعليم جله أو كله عمومي ..الكتب نقتنيها أو نكتريها ونقرأ فيها نحن وأخواتنا وإخواننا وغيرنا..
المعلم والأستاذ نكن له كل الاحترام..لم نكن نسمع قط عن مربي يتعرض لاعتداءما ..
طبعا معظمنا كان يقرأ بجد واجتهاد..لم تكن ساعات إضافية ولادروس خصوصية ولانصب ولاتحايل..
كنا نقرأ ونقطع مسافات ..لكن كانت الرغبة في العلم والتعلم أقوى..
طبعا لاينكر أن فرص الشغل والوظيفة كانت متعددة..
لم يكن هناك هواتف محمولة ..بل كان عقلك يختزن مايملى عليك أومااكتسبته..
كان هناك كذلك في الأغلب مطاعم مدرسية داخلية يلجها الأغلب من المتعلمين والمتعلمات..
كانت أنشطة ودوريات رياضية بجانب مانتلقاه من دروس..
كما كنا نحضر أحيانا بعض المباريات الرياضية في كرة القدم التي تعقد بساحات المؤسسات الدراسية ويشارك فيها معلمو وأطر المؤسسات..
وللحديث بقية..
الحلقة التاسعة
تدريس ونشاطات أخرى..
أثناء مسيرتنا التربوية والتعليمية التي حددنا جزءامنها لابد أن أشير أننا إضافة إلى تدريس المتعلمين والمتعلمات وتعليمهم كل مايتعلق بالبرنامج الدراسي..كنا نمارس معهم أنشطة أخرى داخل الفصل أو فضاء المؤسسات وكذلك في فضاءات تنمي مواهبهم وتطور قدراتهم..
كنا نعرفهم بالمسرح وتقنياته باختصار.. نمارس المسرح المدرسي بين الفينة والأخرى..بل قد ندرس بعض المواد بطريقة محببة لهم كمسرحة بعض النصوص القرائية .. مع محاولة احترام البرنامج الدراسي ضمن الممكن..
لاننسى كذلك طبعا مع تفاوت في سنوات التدريس ..أن التوقيت أحيانا كان يساعدنا على ممارسة أنشطة رياضية وسمعية بصرية وغيرها..وأحيانا الوقت فقط يكون للتدريس ..
فكم من مرة قدمنا مسرحيات حول البيئة والهدر المدرسي وغيرذلك..ويقوم المتعلمون بذلك بطريقة محبوبة في الوقت المناسب لذلك..
لاأنسى مسرحيات كنت ألفتها ودربت المتعلمين والمتعلمات على تأديتها ..كمسرحية حول البيئة وأخرى تحت عنوان "محاكمة" تناولت الهدر المدرسي سنة ٢٠٠١..
كما قام المتعلمون والمتعلمات بأداء مسرحيات من تأليف محمد أفكار مدير مدرسة ابن غازي فاس المدينة ..مثل مسرحية الصرار والنملة وغيرها..
ولاأنسى تأسيس فرق رياضية داخل فضاء بعض المؤسسات التي درسنا بها..
كما تم تأسيس أندية فنية وغيرها..
لكن ضغط العمل والوقت المحدد لإنجاز البرنامج الدراسي قد كان لايسعفنا لتحقيق الكثير والكثير..
كما ساهمنا عندما كان أبناؤنا يدرسون في تأسيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ قبل حوالي عقدين..
ولاننسى أيضا المساهمة في دعم البعض من المتعلمين حسب الاستطاعة ..
حبذا لو كان التخصص في مواد فنية ورياضية كما في مواد أخرى لكان أفضل..
فتحية لكل من كان سندا لنا وكنا سندا له.
الحلقة العاشرة
من الذكريات التي لاأنساها في مسيرتي الدراسية مجموعة من الأساتذة الكرام سواء الذين لازالوا أحياء أو الذين غادروا هذه الدنيا سائلين الله لهم الرحمة وأن يتقبل منهم عملهم وعلمهم.
ومن بينهم أذكر بعض من لازال عالقا في ذهني أسماءهم وأعمالهم..وكذلك من كانوا يدرسون في زماننا ..
بالابتدائي: السيد العلوي حفظه الله ..والسيد حسن الدباغ بارك الله في عمره..والسيد الشومي والسيد التدلاوي والسيد عمور كمثال.
وفي التعليم الثانوي : الاستاذة معط الله بارك الله في عمرها ..والحاج محمد دفال أستاذ الرياضيات..
والسيد لحلو أستاذ العربية والسيد النية أستاذ الفلسفة والسيد برادة أستاذ الفلسفة الذي كنا نحضر بعض دروسه لنستفيد منها رغم أنه لم يكن يدرس فوجنا..
ولاننسى الأستاذ مجبر والاستاذ برادة أستاذ العربية ..والسيد الفحماوي وغيرهم..
كما لاننسى أساتذة كرام درسونا جزءا من حياتنا الجامعية السنة الأولى تاريخ وجغرافيا..الدكتور التازي والدكتور محمود اسماعيل وغيرهما..
كما لاأنسى بعض الذين درسوا معي في مؤسسات متنوعة..الأستاذ عباد..والاستاذ نجيب إدريسي أشرقي..والأستاذ كريط..والأساتذة محسن وأنوار وغيرهم كثير..
كما لاأنسى تلاميذ صاحبناهم وكانوا نعم المتعلمين والاصدقاء كالصديق لحلو والصديق بنجلون وغيرهما..
كما لاأنسى من درسنا معهم في مسيرتنا التعليمية من أساتذة مربين ومديرين وغيرهم ..
تحية تقدير ومحبة لكل من صاحبونا وصاحبناهم في مسيرتنا التعليمية والتربوية..سواء كنا متعلمين أو أساتذة لهم أو معهم.
ولن أنسى تكريمي من طرف أساتذة ومديرين السيد العلوي والسيد محمد أفكار وغيرهماوحراس المؤسسة ومن آباء وتلاميذ وغيرهم..بعدما أمضيت معهم عقودا من العمل..
الحلة ١١
أثناء مسيرتنا الحياتية هاته تعرفنا على نماذج متنوعة من الكتاب ومدارسهم الفكرية والأدبية وغيرها..
منذ الصغر كنا شغوفين بالقراءة والمطالعة ..فكان ذلك دواء لنا من الجهل والفراغ ..
كنا نعشق الكتاب لأنه متعتنا وصديق لايتنكر لك أبدا..
لقد قرأنا لكتاب وشعراء ومفكرين وغيرهم ..أذكر على سبيل المثال لاالحصر..المتنبي والبحتري وأبي تمام..وطه حسين..وشكيب أرسلان ..والمنفلوطي ..وبدر شاكر السياب..وعائشة بنت الشاطئ ..وعلال الفاسي..وتوفيق الحكيم..وحسن الامراني..وجبران خليل جبران..وعلي الصقلي ..وسيد قطب ..وعبد الله العروي ...وكتاب عرب ومن الغرب وغيرهم...واللائحة طويلة..
كان الكتاب له مكانة في قلوبنا وفي وجداننا وفي حياتنا ..بدءا من كتاب الله القرآن الكريم..إلى كتب التفسير والأدب والمسرح والنقد وغيرها..
رغم أمية الوالدين رحمهما الله..لكن كان الوعي يتدفق منهنا ..وحب الدين والوطن والقيم لايفارقهما ..والتجارب قد زادهما صبرا وصمودا..
بدلا جهدهما لنتعلم ونقرأ أنا وإخوتي ..وكل أخذ طريقه ..
كما كنا نستفيد من المذياع والتلفاز وحضور لقاءات من فعاليات كثيرة..كما أن انخراطنا في بعض الجمعيات الرياضية والفنية والثقافية والسينمائية وغيرها كان له الدور في ازدياد الوعي ومحبة الخير ..
كما أن المخيمات الصيفية لعبت دورا في تكويننا سواء ضمن جمعيات أو مع أصدقاء..
كما أن السفر له دور مهم في تعرفنا على وطننا ..
للحديث بقية.
الحلقة ١٢
تميزت فترةالسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات من القرن الماضي بصحافة رصينة ومتنوعة التوجهات والمدارس والتيارات..وماميزها أكثر الملاحق الثقافية والأدبية والفنية وغيرها..إذ في الغالب أصبح لكل جريدة وتوجه ملحقه ..
هذه الملاحق كنا نعتز بها بعد اقتنائها سواء ملاحق "العلم"-الاتحاد الاشتراكي"-"أنوال"-"البيان"-الميثاق الوطني"-"الراية"-"الصحراء المغربية "-"الجسر"وغيرها..
هذه الملاحق تميزت بتعدد الأقلام المشاركة فيها من المغرب والخارج..
مناقشة كانت مفتوحة..وندوات شتى ..وتعريف بأعلام لعبت دورا مهما في حياتنا الثقافية والمجتمعية..
كما تميزت هاته الفترة كذلك بظهور لصحافة حرة وقوية..وحاولت بعض مايسمى بالصحف الصفراء أن تجد لها مكانا في الساحة..
ومن جهتي حاولت أن أنشر بعض المواضيع في صحف محلية وجهوية ووطنية وغيرها في مجالات متعددة مرتبطة بالثقافة والأدب والفكر و السينما التربية والتعليم وغير ذلك..
في صحف "التربية والتعليم"-"منار الشمال"-"الوطن"-"البينة"-"الاسبوع الصحفي"-"المرصد"-"المجلس"-"الاتجاه والاتجاه المعاكس"-"العالم" و"صدى تاونات" وغيرها..
ونلت عدة شهادات في ميدان الصحافة والكتابة الثقافية .كما شاركت في تكوينات وورشات في ميدان الصحافة وغيرها..
كما شاركت بملفات وحاورت الكثير من الشخصيات ..
وللحديث بقية.
شذرات من مسيرة حياتي
الحلقة 13
عرفت سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات ومابعدها نشاطا مكثفا في المجال الثقافي والجمعوي والفني والصحفي وغيرها..
جيل تربى على التضحية وحب الوطن والشغف بالقراءة والتنوع ..
وبدوري ساهمت ضمن الممكن في مجالات مختلفة ثقافية وفنية وصحفية ..بالإضافة إلى عملي التعليمي التربوي..
لم أكن أمارس جانبا على حساب الجانب الآخر ..بل العمل ضمن الممكن ..
من ضمن المجلات والصحف والكتب التي كنت أعتز بها ..
أذكر مجلة "التربية والتعليم"-"الفصول الأربعة"-"العالم"-"الشراع"-"الثقافة العربية"-"المشكاة"-"الزمان المغربي"-"الهدى"-"المقدمة"-"...واللائحة طويلة..
كما أن الملاحق الثقافية كان لها أثرا كبيرا في حياتنا آنذاك..
كما كان للندوات والبرامج دورامهما سواء التلفزية أو الإذاعية..
كنانتمتع بمسلسلات إذاعية من العيار الثقيل..وببرامج "المفاتيح السبعة"-"فواكه للإهداء"-"..
ولاننسى برامج متميزة في إذاعات عربية وغيرها لها تميزها..
وللحديث بقية..
الحلقة 14
معظم جيلنا تأثر بكبار المفكرين والعلماء والمثقفين الغيورين على الأدب الهادف والفن الراقي ..كما شاهد الكثير من البرامج الهادفة والأفلام المتنوعة المشارب..
وبدوري كنت ضمن من تأثر وأثر بطريقة أو بأخرى بمن كان يحمل مشعل العلم والمعرفة والثقافة والأدب وغيرذلك..
طالعنا لكثيرين سواء من داخل المغرب أو خارجه..بحثنا وتابعنا ندوات عقدت هنا أو هناك..
لم تكن في البداية هواتف نقالة ولاأنترنت ولاغيرها..بل كان الاعتماد على النفس ..أما نشر المواضيع والمقالات فكانت تتم عن طريق تقديمها مباشرة للصحف او إرسالها عبر البريد..
فكم من موضوع نشرناه وكم منها ضاع هنا أو هناك..
أذكر أن الصحف والمجلات كانت متنوعة وتنشر لمن في المستوى إلا نادرا..
فرغم الصراعات والتجاذبات فكان الجيد يحظى بالأهمية..
وبدوري ساهمت في كتابة مقالات ودراسات فنية سينمائية وأدبية واجتماعية وغيرها..
كما نشرت ببعض الصحف والمجلات المحلية والجهوية والوطنية وغيرها تحقيقات واستطلاعات وماكنت أعتقده يخدم الإنسان والوطن ..
فتحية لمن كان يعمل بجد وتضحية ..لايهمه مال ولامنصب ولاشهرة..
وللحديث بقية..
الحلقة 15
سأخصص جزءا منها لوالدي رحمهما الله..
أبي هو الحاج المهدي بن التهامي بن عبد الوحد ابن المليح..
من مواليد فاس سنة 1929..
فقد والديه وهو لازال صغيرا..تربى يتيما ..دخل سوق الشغل والمعاناة كما حكى لي وعمره عشر سنوات..صبر وعانى وتحدى ..عاش ظروفا صعبة ورغم ذلك استطاع بفضل الله أن ينشئ أسرة ..تزوج أمي رحمها الله في أواخر الأربعينات من القرن الماضي..خلف ثلاثة أبناء عاشوا له ..أنا وأختي..
ضحى من أجلنا..صبر ..ربى واعتنى..
كان صانع أحذية بامتياز..كم من واحد تعلم على يديه ..خاصة في واندو الفخارين باب الفتوح ..
حكى لنا كثيرا عن أيام عصيبة أيام الاستعمار ..وماعاشه بعد الاستقلال..كان يربينا على حب الدين والوطن والقيم النبيلة..
المهم كان عفيفا ..يكتفي بما يكسبه من قوت عمله وماوفره أحيانا..
الحمد لله أنه حج سنة 1969..وهذه فرصة مهمة في ذلك الزمان..كان يتمنى أن يموت هناك ويدفن..لكن الحمد لله بقي حتى وفاته رحمه الله سنة 2013..
أما عن أمي رحمها الله فهي من مواليد الثلاثينات من القرن الماضي ..السعدية بنت محمد لزرق ...فقدت والديها وهي صغيرة ..تربت يتيمة ورعاها أخوها الأكبر رحمه الله.. ضحت وصابرت وصبرت ..ربت أبناءها بما وفقها الله إليه..كم تألمت ..لكن صبرت وطلبت الأجر من الله..
هي الحب والصدق ..هي ذكرياتي ومحبتي..محبي لها بلانهاية في الحياة وبعد الممات..
توفيت إلى رحمة الله سنة 1980 ميلادية..1399 هجرية..
في جنة الفردوس ملقانا بحول الله مع حبيبنا محمد عليه السلام..
وللحديث بقية..
الحلقة 16
تعرفنا منذ الصغر على كتب دراسية قرأناها وأحببناها..من منا لم يقرأ من جيل الستينات والسبعينات في كتب أحمد بوكماخ رحمه الله..
ومن منا ينسى أن الكتاب كان رفيقنا في شبابنا ..عرفنا كتابا وأدباء ومثقفين وغيرهم أغنوا الساحة الأدبية والثقافية بإبداعاتهم..
نجيب الكيلاني ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعلال الفاسي وشكيب أرسلان والفاخوري وغيرهم كثير..
كما كنا نحضر أنشطة متنوعة فكرية وفنية وسينمائية ورياضية وغيرها..
كما كنا نتابع باهتمام مايبرمج في التلفزة آنذاك من برامج هادفة ومن مسلسلات إذاعية..
لاننسى أن المكتبات كانت زاخرة بكتب وفي عدة أماكن ..
كنا نعتمد على أنفسنا بعد الله في توفير كتب دراسية وغيرها وبإمكانيات من الوالدين وببعض الاعمال المناسباتية التي كنا نقوم بها..
ولاننسى أن بفاس كان المركز الثقافي الفرنسي بصلاج البطحاء به مكتبة وقاعة للمطالعة وعرض لأفلام تعرض ..
كما كانت مكتبة القرويين ومكتبة البطحاء تزودنا بكتب نقرؤها هناك ..
جيل كان الكتاب عشقه..لم يكن أنترنت ولاهاتف نقال ..
كانت السينما نلجها أحيانا ..وبعض النقاشات تعقب عروضا سينمائية وفنية أحيانا أخرى..
وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كانت تستهوينا الملاحق الثقافية والفنية..
طبعا كان هناك وقت الدراسة ..ووقت للرياضة والمتعة..
وكانت الاحياء كأنها عوائل ..والتربية يشارك فيها الجميع..
وهذا لايعني أن كل شيء كان ممتازا ..لكن كانت مظاهر الانحراف والوهن هنا وهناك..لكن ليست بما نراه في كثير من مظاهرنا اليوم..
تحية لكل من بنى وربى وساعد جيلنا على الصبر والتحدي ..
الحلقة 17
لايمكن لأي أحد أن ينسى أياما جميلة وذكريات رائعة بصمت حياته..
ومن هنا أذكر المشاركة في مخيمات صيفية ورحلات وأنشطة مع جمعيات متنوعة ومع أشخاص لهم تقديرهم..
في الستينات من القرن الماضي ولمدة أسبوعين قمنا بالذهاب إلى مخيم عين الشقف من البطحاء ..صباحا وعودة بعد ممارسة أنشطة مساء ..بثمن قدره ثلاثة دراهم في ذلك الوقت..
كما شاركت في مخيم بالسعيدية سنة 1972..كان مخيما متميزا..
وفي عدة خرجات ومخيمات وغيرها في الثمانينات والتسعينات وغيرها.
ولاأنسى رحلة عبر الأقدام لأيام في بداية الثمانينات من القرن الماضي..
كما شاركت في أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وغيرها سواء ضمن ميدان التربية والتعليم أو في ميادين أخرى..
كما أن حضور ملتقيات سينمائية ومسرحية وغيرها بصمت حياتي بمعرفة ورؤى..
ولاأنسى تأسيسي لناد سينمائي بتيسة كان نشاطا متميزا..
وقد ربيت أبنائي كذلك على الانخراط في أنشطة ومخيمات صيفية..
..محمد ابن المليح
بارك الله فيك أديبتنا الغالية وفي كل من يهتم بذلك
ردحذف