الأحد، 9 يناير 2022

عقيل طالب

 الجميلة: ليدا 

لا يمكنني كتابة رسالة أخرى في قادم الأيام إنا في قمة البؤس والحزن! لقد أستشهد صديقي حسين علي شنون أثناء تقدمنا، حالتي رثة، جسمي يرتعش ولا أستطيع الكلام أحس بأن روحي تموت من الداخل! عظامي هشةُ وضعفتُ كثيرًا، انا ليس قويًا بما فيه الكفاية يا ليدا لا أستطيع المُقاومة يجرفني الحزن إليه ويسوقني نحوًا المقابر حيث يسحبني إلى جميع أصدقائي الموتى هل هذا نذير شؤم يا ليدا؟! لا أملك أي كلمات مواساة للأصدقاء سجائري مُرة وتنتهي بسرعة الوقت بطيء هنا، الظلام يسكنني يُنام بداخلي وما أخشاه هو أن ينام إلى الأبد! أعتذر عن هذا الكلام يا حبيبتي ولكن أنت من طلب مني قول الحقيقة في كل رسالة وأن أشرح لك أدق التفاصيل ليس لي أحدًا أتكلم معه بالحقيقة غيرك شكرًا لك وللقدر الذي جمعني بك انا لا أشعر بالوحدة عندما اتكلم معك بل على العكس أشعر بروحانية تخرجني من بؤسي، أتمنى أن لا أقسوا عليك أكثر ، أنك ترافقينني أين ما ذهبت في هذه اللحظات التي أمرُ بها أمنيتي هي شيءٍ واحدًا أن تعانقيني ليزول تعبي وحزني ويشفى عقلي ويهدأ قلبي وتُعيدنني مرةً اخرى إلى بغداد وحياتها والآن أطلب منك أن تتأنقي يا ليدا أرتدي أجمل الثياب، ضعي أجمل ما عندك من أحمر الشفاه، أحضري حفلات الرقص الصاخبة وعانقي كُل شيء جميل أنها فرصة أيامك، أنت صغيرة جدا وهذه أجمل أيامك عيشي لحظات السعادة وتميزي برائحة العطور، إنت هُناك ليس مهددة لا توجد خفافيش ظلام تمنعك من التجوال في الشوارع والذهاب للأماكن الجميلة لا شيءٍ ممنوع هُناك لا قتل ولا رجم ولا صلب إما الفتيات هُنا يا ليدا ممنوعات من كُل شيءٍ يدل على أنها فتاة تتأنق الأيام تمرُ قاسية على كُل فتاة هُنا العصابات أنهت تواجد النساء في المدينة لقد رجموا وقتلوا فتيات في مُقتبل العمر .

الآن يا حلمي البعيدُ أمنحي لنفسك بعض الدهشة وكوني متمردة.

أكتبُ لك من داخل ناقلة الأشخاص: (أحبك) 



من مسودة روايتي التي لا تريد أن تكتمل

هناك تعليق واحد:

  1. جميله الرسائل نتمنى لك دوام النجاح والتوفيق

    ردحذف