الأربعاء، 26 يناير 2022

زيتية بن حمو

 مدن ومدن


____________


المدن التي تقتل فينا كل شيء ؛

تقتل الإبداع،

 تقتل الرغبة،

تقتل المواهب..

تلك التي قدر لنا أن نسقط بها من سبع سموات.. تلك التي بها، لا نكبر أو تشيخ أو نشيب..

بل نذبل ونفنى يوما عن يوم.


تلك المدن التي يشار إليك فيها بالبنان، وينظر إليك فيها كملكية عامة، تلك التي فيها تجاوزت الرقابة باب منزلك وصار كل كائن  حي  فيها عليك رقيب.


تلك المدن..

من نجا، من أبنائها، من مصيدتها وفلت من بين براثنها، يعلو في سماء التمييز ويرتقي في سلالم الإبداع، ويغزر عطاءه.


*******


ومدن تنفث الغبار عن بقايا  أحلام الطفولة، عن هوايات ظلت دفينة، وعن مواهب تم وأدها في المهد..


مدن فيها نولد من جديد ونقبل على الحياة و نعرف معنى أن تكون حيا ترزق، تلك التي تعيد  النبض إلى كل ذرة وكل نواة خلية في لواعجنا، تلك التي تعيد تشغيل كل خلايا الدماغ، تحرك المياه الراكدة، وتزعزع النخل والأشجار فتسقط الثمار الناضجة..


مدن نصول بها ونجول دون أن نثير الفضول، دون أن تتتبعنا العيون، دون أن تشعر بثقل الماضي والحاضر ودون أن تتشاءم من المستقبل.

مدن تخف بها الأوزان وتتساقط الأثقال من على كاهلك فتطير كراقصة بالي ترقص على الماء..


مدن أنت بها فرد ولست جماعة.

مدن تصلح بها أن تعيش. 

ومدن لا تعدو أن تكون مقبرة.




هناك تعليق واحد: