الأربعاء، 5 يناير 2022

عبد العزيز برعود

 قبس من ذاكرة مدينة وادي زم مابين  1920 إلى أواخر سنة 1960 



تعتصر الذاكرة الما وحنينا وحسرة وهي تستحضر أزمنة وامكنةوشخوصا واحداثا مرت كسحاب صيف عابر  منها ما دون في سجل التاريخ ومنها ما ذهب أدراج الرياح ولم يبق منه إلا ومضات من نوستالجيا لازالت عالقة في مخيلة من عاشوا وعايشوا تلك المرحلة الجميلة بحلوها ومرها وذاقوا ويلات الاستعمار  وما بعده من حلاوة التحرير والكرامة. 

 انها وادي زم الصامدة ذات الأمجاد الشامخة  ، مدفن الشهداء والمجاهدين ايقونة المقاومة والنضال التي استطاعت بفضل رجالاتها الأفذاذ وحرائر نساءها الباسلات ذات الارحام الطاهرات التي ما انجبت مثلهن منجبات ان تدون اسمها بمداد من الفخر  في سجل المدائن الشهيدة .



 حقا انها وادي زم الباسلة التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الحرية والاستقلال  ..حين كانت مدينة ضاجة بالحياة والحضارة  تشبه في تجانس فسيفساءها  المدن الدولية من حيث اختلاف  اعراقها واطيافها   وعدد سكانها لا يتجاوز انداك    7000 نسمة موزعة بين مسيحيين ( 2000 ) و يهود (1000 ) وبعض العائلات  الإيطالية و التونسية والجزائرية والقادمة من مدن مغربية أخرى كفاس والبيضاء واكادير ووو  وغيرها نذكر منهم عائلة الحاج محمد بن جلون تويمي الملقب بشيكولا وهو اب مؤسس نادي الوداد البيضاوي على سبيل الحصر  . 


حيث كانت مركزا استراتيجيا لقيادة العمليات العسكرية الفرنسية... بحكم موقعها الجغرافي بين جهة البيضاء وجهة خنيفرة  هذا مع توفره  الطبيعة لها من  ماء و خضرة ومروج غناءة.  كما كانت قطبا اداريا واقتصاديا مهما يوفر عددا كبيرا من مناصب الشغل عبر إنشاء و تواجد العديد من الشركات والمعامل (التعاونية الفلاحية  CMA -شركة  Arbonour  للفلاحة بشارع bd de lagare   وشركة    gabaye للحبوب وشركة   zamitte -ومطحنة  Linda  والشركة الوطنية للتبغ- ومعمل صنع الخمور dicsar و مستودع الأدوية واللوازم الطبية  التابع للمستشفى الوطني قرب محطة القطار  وعدد من مستودعات الحبوب والقطاني بدرى الهرية  التي كانت تشغل العديد من العمال ناهيك عن جودة  الخدمات والمرافق الترفيهية والأسواق النموذجية ( Au bon marche) .

 

هذا دون ان ننسى الضيعات الفلاحية الكبرى المتواجدة بضواحي المدينة -طريق الرباط كضيعة( mazilla ) المنتجة للخضر وضيعة ( mazda )وكدا  شركة فرتيما لإنتاج الأسمدة التي كانت تشغل  حوالي 100 من العمال  ومنجم ايت  عمار للحديد الذي كان يشغل حوالي 500 عامل  ومنجم سيدي الضاوي لاستخراج الفوسفاط   

مع وجود بنية تحتية لائقة  وجودة في  الخدمات والمرافق  العمومية  من  قطار و بريد المواصلات وحدائق ومركزي للدرك والشرطة .وسينما (كوليزي) ومستشفيات مجهزة ذات تخصصات جراحية مثل (مستشفى لعسكر بالتكنة العسكرية -مستشفى بزنقةالحنصالي - منزل حسونة والزياني حاليا -و  اطباء جراحين متخصصين مثل  الطبيب  via bacher الذي قتل اثناء ثورة 20 غشت -مستشفى بيطري بساحة الشهداء) .وعدد من الفنادق والمطاعم الفخمة (فندق الحبيبbar  spendide بزنقة حمو الزياني -فندق  petite chez soi بزنقة احمد الراشدي وفندق ومطعم -مقهىRue du lac لمالكه  monsieur  Raiy -مقهى ومرقص ومطعم اليهودي  David وكدا مرقص ومطعم القيادة العسكريةالمحليةبالبحيرة -مقهى بار Jean moron )

..


 كما كانت مدينة وادي زم تتمتع في عصرها  بكل مواصفات  الرقي والنماء  من جمالية المعمار ورونق الشوارع  و ثقافة عصرية متقدمة ما يجعل منها مدينة حضارية  بامتياز  قبل أن يتحكم في زمام  أمورها عربان  انتهازيون ومسترزقون ولصوص وظلاميون  ويحولونها  إلى مدينة خراب.


يتبع ..



عبد العزيز برعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق