السبت، 5 فبراير 2022

د.كاظم المقدادي تأبين الخبير القانوني طارق حرب

 كتب د.  كاظم المقدادي

Kadhim Almikdadi 

عن الراحل وخالد الذكر 

الخبير القانوني طارق حرب

مشيعا كنز المعرفة بكلمات يستحقها

هذا الكبير 

تتوالى الخسارات منها العظيم

ولذكر موتك وقع اليم



جنابك.. هل رحلت..؟

يومان وانا في مأتم.. بعد ان فقدت ماتبقى من اشقائي .. لكني وفي اليوم الثالث عشت مأتما اخر .. وحيدا متعثرا بخطواتي ، سائرا  في ازقة وشوارع  الكرادة ، بعد ان عرفت بوفاة صديقي طارق حرب .

زميلي "الكاريكاتيرست " خضير الحميري .. لمحني من بعيد ، قفز من


مقعده في المقهى وهرول من ورائي ، بعد ان هاله ثقل مشيتي ، وكثافة الحزن في خطوط وجهي .

قبل اقل من اسبوع .. كان طارق حرب جليسي بمقهى العلوان من دون موعد ، كأنه اراد ان  يسجل الوداع الاخير .. وبدأنا بثرثرة اعلامية قانونية .. تراثية  بغدادية .. بين الجد والهزل ، وبين الاحباط  والامل .. الى ان وصلنا الى ملحمة "الكتلة الاكبر" التي احلناها الى علم الابراج  لصعوبة تفسيرها ..  وتجادلنا بمعنى الاغلبية الوطنية والتوافقية ، و بورصة وجدل  وعهر السياسة اليومية .. دخل على الخط الممثل الكوميدي زهير محمد رشيد .. ليزيد الجلسة متعة وفكاهة ، ضحكة وسماحة ، ثم انتقل الحديث عن رئيس الوزراء "المنتظر " في الاختبار و المختبر .. وعن قصة الجذب ، والتجاذب ، والكر والفر والتدافع بالمناكب .. بين الطواويس الايرانية ، والحمير الامريكية ، والبعران الخليجية .. الى ان اصابنا الملل ، فتركنا  جحورها ، وغادرنا  السياسة والسياسيين والناس اجمعين .

ثم ذكرته بسخرية  الكاتب الفكه ، وحكاية الفيديوهات مع  بعض الاعلاميات والمحاميات الجميلات .. التي اشتعلت بها المواقع والموانع واحاديث النخب ، ومن لا يعجبه العجب .

حاولوا  النيل منك ..  وهم يعرفون فطرتك التي فطرت عليها ، وصدق نواياك ، فلا ينال من( جنابك) احد .. وانت  البريء الوديع الذي ترتسم براءة الاطفال في عينيه .

هناك مشهد حزين .. لا يفارقني ، دال  على نبلك وعفويتك ، وطيبة قلبك .. يوم وصلنا  الى نقابة الصحفيين في الصرافية  لتشييع المرحوم شهاب التميمي .. غير اني افتقدتك فجأة  ، وصرت ابحث عنك .. فوجدتك منزويا .. وانت تبكي مثل الاطفال على المرحوم شهاب الذي اغتيل غيلة وجبنا وخسة ونذالة .

طارق حرب .. كان برنامجك على الدوام "قل / وقل ".. وليس قل / ولا تقل .. حتى صرت مكتبة قانونية متجولة ناطقة .. وخبرة  دستورية متراكمة ، وبها اجتاح صوتك معظم الفضائيات مؤتلفة ومختلفة  ، كنت لوحدك سلطة معرفية متفردة .. وكانت السلطات الاربع تسمعك وتراك  وتتكلم عنك ، وتصغي اليك ، وتتطلع لحضورك .. حتى المايكرفون ، كان يستأنس بك ويطلب إذن الاستراحة ، وهو يراقب اوتار حنجرتك ، وصوتك وحركات يديك ، وتلك المسبحة التي كانت تتراقص بين اناملك ، وعلى زخات معلوماتك وبياناتك .

هالني.. .. ما ذكرته لي عن ( داء النقرس) داء الملوك الذي اثقل خطاك ، وسرق النوم من عينك .

يا صديقي ..  عشت ملكا  للمعلومة القانونية ، والمعرفة الدستورية .. والموسوعة التراثية ..  وهذا الموت المفاحيء ، سوف لم ولن ينل من غزارة حضورك واجتهادك .

لكنه الفراغ الذي تركته يا صديقي .. لا اظن ان هناك من يستطيع ان يشغله .. وهو بحق فراغ بمساحة وحجم  المكتبات القانونية في العراق .

لترقد بسلام .. و وئام



 بقلن د كاظم المقدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق