(ناس الغيوان علال)
في أغنية جديدة .
بعنوان : "وا..حياني عليكم ..أ...الناس".
في ذكرى رحيل العربي باطما : لروحه الاستمرارية والوفاء.
---------------------------------------
استهلال
---------------------------------------
تعود الينا مجموعة (ناس الغيوان علال) بأغنية تعيدنا للزمن الجميل وهي بعنوان : ( وا....حياني عليكم ..أ..الناس)
إحياءا لذكرى وفاة العربي باطمة.
أغنية : (وا...حياني عليكم أ..الناس)
الوفية لنهج ناس الغيوان . السبعينات والثمانينات بكلمات موحية وصادقة وموسيقى غيوانية صرفة وأصوات شذية وعذبة وألحان غيوانية مئة في المئة.
1) الموال والغيوان :
---------------------------------------
يعتمد ناس الغيوان في بداية أغانيهم على الموال
وهو كما جاء في موقع الموسيقى العربية الالكتروني :
اصطلاح : 《 " موال" يطلق في الحقيقة على أكثر من شكل من أشكال التعبير الشعبي الغتائي....
...الموال من القوالب الغنائية التقليدية ... 》.
والموال فن غنائي شعبي شائع في أغلب البلاد العربية ... فهو لون من الأدب الشعبي، يظهر قدرات المغني ومساحته الصوتية، وامكانية التطريب والقدرة على الابتكار .
ويؤدى الموال عادة اما بطريقة السرد الالقائي Parlando أو بطريقة السرد الغتائي Recitative وكلاهما يؤدى منفردا ... 1)
والموال عند ناس الغيوان هو فاتحة الأغنية وبدايتها
في هذا الموال الشجي،توجه مجموعة (ناس الغيوان علال) خطابها للناس الذين آلموا القلب بأفعالهم الدنيئة:
(واحياني عليكم الناس
فعايلكم ما درتو لقياس
ضريتوني ف قلبي يا هاد الناس)
والقلب مفعم بالألم والضرر والألم.
ومع هذا فرغم قساوة أفعالهم، فأحوالهم البائسة تبكي :
( حالكم بكاني
وحالي عايش فالوسواس
يا ناس)
ان الذات الشاعرة والغنائية تحمل همومها وهموم الآخرين:
(ما حيلتي لهمي
ما حيلتي ليكوم)
ولهذا تعيش الذات الشاعرة في حيرة :
(ولمن نعطي الراس يا ناس)
لكن الغريب في الأمر:
(واللي نخطو هبال
تلبسوه نتوما بلقياس)
---------------------------------------------------------------------
2) الضر :
-----------------------------------------------------------------------
القلب الغيواني حزين وعليل ويعيش ضررا كبيرا بسبب أفعال الناس التي تتخذ في الأغنية الغيوانية طابعا قدحيا:
(حسيت بضر قلبي
ضرات بيه فعايل الناس)
والذات الشاعرة وحيدة ومذبوحة:
(حسيت بضر قلبي
ضرات بيه فعايل الناس
زماني ما هو جنبي
بفعايلهم مذبوح من الساس)
الزمن عند (ناس الغيوان علال) شبيه بدوران الأيام، وزمن الذات الغيوانية زمن منفلت، هارب من صاحيه بسبب أفعال الناس، لهذا يختتم المقطع الغيواني بالعنوان الصرخة:
(واحياني على الناس
واحياني
حسيت بضر قلبي)
---------------------------------------
3) الشكوى :
أحوال الذات الشاعرة سيئة: هموم، أهوال، أحزان، وأحوال هذه الذات الحزينة مجروحة بالسكاكين:
(وشكيت بحالي ليامي
حالي مجروح بالماس)
والأيام في أغنية (ناس الغيوان علال)، هي تراكم تجارب، فهي مرآة للذات الإنسانية التي تبثها الشكوى.
والشكوى كما يلخصها لنا ابن حزم الأندلسي: (فإن الهمومَ إذا ترادفت في القلب ضاقَ بها، فإن لم يَفِضْ منها شيءٌ باللسان، ولم يُسترَح إلى الشكوى لم يَلبَث أن يهلك غمًّا ويموت أَسَفا.)
كما يختتم هذا المقطع الغنائي بنفس الصرخة العنوان:
(واحياني على الناس
واحياني)
----------------------------------------------------------------------
4 اانواح :
-----------------------------------------------------------------------
يكتب نزار قباني عن النواح والألم قائلا: (وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاء، هنالك فصل اسميه فصل البكاء تكون به النفس أقرب من اي وقت الى السماء.)
تلتجئ الذات المجروحة الى النواح كوسيلة لتفجير كل الأحوال السيئة والأهوال المعاشة:
(نوح يل قلبي نوح
على قلة المحبة ما بقات
غير لجروح)
ولهذا يكتب الفنان المبدع: (على المرء ألا يخجل من البكاء، الدموع هي مطر يسقط على ترابِ الأرض الذي يعلو قلوبَنا القاسية.)
فانتشرت الكراهية عوض المحبة، ولا نجد بالتالي الا بالجراح ولا شيء غير الجراح.
فتأتي صرخة الغيوان على الشكل التالي:
(نوح يا قلبي نوح
لمن تشكي بضرك
لمن غا..... تبوح)
--------------------------------------------------------------------------
خاتمة :
-----------------------------------------------------------------------
(وا ..حياني.. عليكم أ.. الناس)..
انها صرخة مجموعة
(ناس الغيوان علال)،
صرخة مدوية على ناس الكراهية والغدر والنفاق، صرخة ضد الواقع المأزوم، صرخة في وجه الجراح والطعنات.
وتبقى (مجموعة ناس الغيوان علال)،
رغم وفاة بعض أعضائها ومغادرة البعض للمجموعة واغناؤها بعناصر أخرى فعالة وقوية، وفية لخط الغيوان المتميز بأصواتها المبحوحة والقوية وآهاتها وموالاتها وأسلوبها الغنائي الفريد واعتمادها دوما على نفس الآلات الموسيقية البسيطة:
(البانجو والهجهوج والطامطام والبندير ).
وخير ما نختم به ما كتبه يقول الكاتب المغربي عبد الله الحيمر في هذا الصدد: “صرخوا صرخة الاحتفالية الغنائية؛ ليعيدوا التوازن النفسي لمخيلة شعب بأكمله. كسروا حاجز الصوت، بالحكمة والكلمة الموزونة، وبالإيقاع الشجي، كانوا منارات تهتدي بها الطبقة المهمشة والمسحوقة في ظلمات الروح، وتكسر الأفق المسدود، وتزرع بذور الأمل والفرح في جسد الذات المغربية. فتحوا أبواب الاحتفالية الغنائية نحو نداءات المستقبل المؤجلة”. 2
--------------------------------------------------------------------------
مجدالدين سعودي. المغرب
--------------------------------------------------------------------
احالات
--------------------------------------------------------------------
1 الموال في الغناء العربي. موقع الموسيقى العربية الالكتروني
2 صدر حديثاً: كتاب “ناس الغيوان خطاب الاحتفالية الغنائية” للكاتب المغربي عبد الله الحيمر عن موقع العالم الآن الالكتروني
------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق