الخميس، 10 فبراير 2022

طالب ياسين

 حَزِنَ العالَمُ العربيُّ وَحزِنَ باقي العالَمِ أجمع ، على فُقْدانِ الطّفلِ المغربيِّ "رَيَّان" وَحَزِنَ المغاربةُ والمشارقةُ في شَتّى عالمنا العربيّ

.. وَكَما لا بُدَّ وَأنْ حَزِنَ الغربُ الإستعماريُّ الأوروبيُّ وَالأمير.كيّ .. ولا نَدري : هل حَزِنَ كذلكَ اليهودُ ـ الصّها.ينةُ .. قاتلو الأطفالِ في فلسطينَ وفي لبنانَ وفي كثيرٍ من أصقاعِ عالمِنا .. وهنا : لا بُدَّ أنْ يتبادرَ إلى أذهاننا سؤال : هل يَحقُّ لليهودِ ـ الصّهاينةِ أنْ يَجتمعوا مع هذا العالَمِ في شأنٍ إنسانيٍّ هُم في حقيقةِ الأمر ضِدَّ الإنسانيَّةِ في عالمنا .. كما هُو شأنُ حلفائِهم من الأميركيينَ والفرنسيينَ والبريطانيين .. الذينَ هم أوْغلوا ليسَ في قتلِ اطفالنا فَحسب .. بلَ اوْغلوا في اغتيالِ اوْطاننا وَنَصَّبوا عليها مَنْ يَرتِهنُ بِأمرِهِم وَيَخضعَ خانعاً بالذلِّ تحتَ أقدامهم وتنفيذِ أوامرِهِم ..


كلُّ الّذينَ يتباكونَ اليومَ وَيَذرفونَ دُموعَهم على الطفلِ : "ريَّان" يَنْقُصُهُمُ أمرٌ واحد .. يَنْقُصُهُم أمرُ إحياءِ ضمائرِهِمُ الميْتَةَ وَكَما إحياءُ عواطفِهم المفقودة تِجاهَ أطفالِ فلسطينَ  .. الّذينَ يُقَتَّلوا وَيُذَبَّحوا كلَّ يومٍ على يَدِ عصابةٍ مُجرِمةً ، أغرقَتِ الإنسانيَّةَ وَذَبحتْها على موائدِ النّفاقِ وَطُرُقِ التَّنْكيل ..!


 فالطفلُ :رَيَّان " وَجَدَ في هذا العالَمِ من يبكيهِ .. وَأمَّا أطفالُ فلسط.ينَ فلا بَواكيَ لهم .. تَراهُم يُقْتَلوا في كلِّ يومٍ أمامَ أمَّهاتهم أو أنْ تُذبَحُ أمَّهاتُهم أو آباؤُهُم على مَرأىً منهم أمامَ الحواجزَ العسكريَّةِ اليهو.ديَّةِ ـ الصّهيو.نيّة .. وَتلكَ هذه هي الآفةُ الكبرى المُبْتَلى بها شعبُ فلسط.ين طوالَ أكثرَمن قرن وقبلَ قيامَ كيانِ العدو ..!


          وَنحنُ نُراهنُ هنا أنَّ أكثرَ مَنْ بَكى الطفلَ " ريّان" بِحُزنٍ عميق هو نحنُ الفلسط.ينيّونَ أصحابُ الخبرةِ وَالتّجربةِ .. فَنَحنُ الذينَ دَمينا وَأُدمِيَتْ قلوبُنا ، على طولِ نوازعِ هذا الدّهرِ وَآهاتِهِ وَأفاتهِ من بني صهيونَ وَمِمَّنْ قد لحقَ بهم من العربِ والعربان .. على طولِ هذا الزَّمَنِ البَشعِ مِنَ الإجرامِ اليهو.ديِّ ـ الصّهيو.نيِّ على ثَرى وطننا .. وَمِمَّا قد زادَ من الطّينَ بَلَّتَهُ وَوَحلَهُ .. وَحوَّلَهَ الطينُ الصّهيو.نيُّ إلى مستنقعاتٍ آسنَةٍ ، هو هذا الإجرامُ وهذا الإحتلالُ الذي يجثمُ على صُدورنا ..ثمَّ إنَّ مِمَّا يزيدُ هذهِ المستنقعاتِ الصّهيو.نيَّةِ كَدَراً ، هو حينما يأتينا هؤلاءِ المُطبّعونَ الذينَ يَرفُلونَ ثراءً وتَكبُّراً وَبَطَراً ،  فَيَحتضنونَهُ وَيُهيْرِقونَ  فوقَ رؤوسهِ الأموالَ الطّائلةَ .. وَيُذَرُّونَ على أنحاءِ جسمِهِ كلَّ ما قد يُنْعشُهُ من أسبابِ الحياةِ والبقاء .. يُهَيْرقونَ الأموال وَيُذرُّونَها  كيّ ينتعشَ الجَسَدَ الصّهيو.نيَّ وَيبقى يسفكَ الدّماءَ دِماءَنا .. وَتَراهم يَنتحبونَ وَيُبَلِّلونَ ثَرى الأرضِ دموعاً ، إذا ما وَخَزَتْ شوكةٌ بسيطةٌ جَسدَ طفلٍ يهو.ديٍّ أوأصابَ جسدَ أمرأةٍ يهوديّةٍ شقراءَ ناعمةٍ هبَّةُ ريحٍ ساخنةٍ أوْ قد أصابَ رجلاً  صهيو.نيّاً عارضاً من عوارضِ الصُّداعٍ أو تَلَكُّعاتِ البَطن .. وَيعقدونَ من أجلِهِ المآتِمَ ..ويفتحونَ بيوتَ الأحزان حزناً عليهِ وَكمَداً ..!


يا لها من مُراهناتٍ وَيا لها من غَراباتٍ قد طرَأتْ على تاريخِ منطقتنا حينما عَمَّ الثّراءُ وَازْدادَ البطرُ رِياء  .. يا لها من مراهَناتٍ تاريخيَّةٍ قد مَزَّقَتْ تاريخنا وَأسكنَتْهُ في قاعٍ بئرٍ يتجاوزٌ عمقُهُ بئرَ الطفلِ " ريان" بآلافِ الأمتار .. فَمَن هو الذي يستطيعُ أنْ ينتشلَ تاريخَنا هذا .. من قاعٍ هذا البئرِ المظلم الذي حَفَرَهُ وَعمَّقَهُ عربانُ هذا العصر ، من أجلِ انْ يَئِدوا في عُمقِهِ المظلم : فلسطينَ كاملةً مع قُدسِها وَمعَ أقصاها وَمع أطفالها ومع رجالها وَنسائها وذلكَ من بعدِ انْ زَجّوا  بهؤلاءِ جميعاً في قعرِ هذا البئرِ العربيِّ المظلم ..!

يا لها من مراهناتٍ زائفةٍ قد طَرَأَتْ على تاريخنا الإسلاميّ وَالعربيِّ والفلسطينيّ التي قامتْ على مُخالفةِ سُنَّةِ نَبيِّنا الكريم صلى اللهُ عليهِ وسلم .. حينما قد تَأَذّى من فتنةِ اليهو.دِ وَعانى من فسادهم ومن مؤامَراتِهم على الإسلامِ في المدينةِ المنوّرة ..!

 وَيا  لها من أكاذيبَ وَمِنْ خِدَعٍ مُضَلِّلَةٍ حينما يَنبري هؤلاء المطبّعونَ وَيَدخلونَ في تحالُفاتٍ سياسيّةٍ وَعسكريّةٍ واقتصاديَّةِ مع كيانِ العدوّ ضدَّ المقاومةِ .. وضِدَ كلّ من يفكّرُ في الجهادِ من أجلِ فلسط.ينَ ومن أجلِ تحريرِ القدس والأقصى .. وَيَضعونَ أمامَهُ العراقيلَ مُتكاتفينَ مع "بينت" وهو يَرمُقُهُم بِحقدٍ وَاستخفافٍ .. يَرمُقُهُم بِاستِرسالٍ بِعيْنَيْهِ العَبَثِيَّتَيْنِ المَمْدودَتَيْن ، أمامَ طاقيَّتِهِ اليهو.ديَّةِ الصّغيرةِ المُدَوَّرَةِ على مؤخّرَةِ رأسهِ ..!  


       فَهَلْ  هذه هي السّنّة التي تَتَحدّثونَ عنها ..؟! فَيا للعجب .. ! يبدو أنَّ كلمةَ السّنَّةَ لم يستطع أنْ يَفْهَمَها الكثيرون ..!  فَهَلْ هذهِ هي خُطَى نبيّنا تِجاهَ اليهو.دِ في المدينةِ وَهلْ هيَ هذهِ سُنَّتَهُ التي تَنتسبونَ إليها ..؟


         لا بأسَ : فهذهِ هي ليستْ سنّتَهُ صلى اللهُ عليهِ وسلم .. بلْ أنَّ السُّنّيَّ هو من تَبِعَ أفعالَهُ وَاستأْنَسَ بِخُطاه .. وليسَ السّنّيَّ هو من عاداهُ .. وخرجَ عن سُنَّتِهِ .. وَخالفَ عمَّا أَمَرَنا بهِ وَنَهانا عنه .. هو قد أمَرَنا  في آخرِ خُطَبِهِ : " .. لا ترجعوا بعدي كفَّاراً يضربُ بعضُكُم رقابَ بعض .." وَأنتم ها أنتم تضربونَ رقابَ من لا يَلتَئمُ مع أوامر وَتعاليمِ بني صهيو.نَ .. أما رأيتم أنكم بِتَحالفكُم مع كيانِ العدو .. تُخالفونَ سنّةَ نبيّنا الكريم وَتَطَبّقونَ مقولةَ هذا العدوّ ، الذي يقول : " ألا فَلْيَضْرِبْ مُحمَّدٌ مُحمَّداً " ..!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق