الخميس، 10 فبراير 2022

طالب ياسين

 أبو ذُؤَيْبُ الهذليّ

وَمَرثيَّتَهَ الشّهيرةُ 

وقصةٌ غريبةٌ من أنواع عشقِهِ 


كانت هذهِ الأبياتُ الشّعريةُ قد جَذَبَتْني إليها هذهِ النَّفَحاتُ الشّعريّةُ بما فيها من بلاغةٍ وَما بها من معاني وَدلالات..  في موقفٍ غريبٍ من مواقفِ التَّنافس الشّعريّ بينَ صديقيْنِ أو بينَ قريبيْنِ ، هما : الشّاعرُ : أبو ذُؤَيْب الهُذليّ .. وَابنُ أختِهِ خالد بنُ زهير .. حوْلَ حالةِ عشقٍ فيما بيْنهما  لِامرأةٍ ، هي : "أُمُّ عمْرو"..!


         وَلِمَنْ لا يعرفُ عن الشاعر : أبي ذُؤيْب .. فهو شاعرٌ إسلاميٌّ مُخضرَم .. ماتَ في غُزاةِ إفريقيا ، بعد أن التحقَ مع جيشِ : عبداللهِ بنُ أبي السّرح ، في زمن الخليقةِ عثمان بنِ عفّانَ رضيَ اللهُ عنه .

       وَأُمُّ عمروٍ هي في حقيقةِ الأمر كانت معشوقةٌ لِرَجُلٍ يُدعى : عُوَيْمُ بن مالك بنُ عوَيْمِر.. فَدَخَلَ عليهِ أبو ذُؤيْب عاشقاً  لها ـ وَأقصاهُ عنها حينما إئْتَمَنَهُ عُوَيْمُ على أسرارِهِ .. وَبَعثَهُ رسولاً  لها  فَاستَخْلَصَها أبو ذُؤِيْبُ لِنَفسه محبوبةً لهُ وَمَعشوقةً  .. ثُمَّ إنَّ أبا ذُؤَيْبَ هذا ، إئْتَمَنَ ابنَ أختِهِ : خالدُ بنُ زُهيْر لِيكونَ رسولاً لها ، فَما كانَ من خالدَ سوى أنْ عشِقَها وَأقصى أبا ذُؤَيْبَ عنها .. فَعاتَبَها أبو ذُؤَيْبُ وَعاتبَ ابنَ أُختِهِ : خالدَ بن زهير، على خيانتِهِ لهُ مع مَحبوبتِهِ أُمِّ عَمْروٍ .. قائلاً :


تُريديـــنَ  كَيْما  تَجْمَعيني  وَخالـــداً

وَهلْ يُجْمَعُ السَّيْفانِ وَيْحكِ في غِمْدِ


أَخالدُ  ما  راعيْتَ مِنْ  ذي قَرابـةً

فَتَحفظُني بالغيْبِ أو بعضَ ما تُبْدي


دَعاكَ  إليْهــا  مُقْلَتاهــا  وَجيدُهــا

فَمِلْتَ كما مـالَ المُحِبُّ على عَمْـدِ


وَكنتَ كَرَقْراقِ السَّرابِ إذا  بَـدا

لِقَوْمٍ وقد باتَ المَطِيُّ بِهِم يُحدي


وقالَ أيضاَ :

فَقيلَ تَحمَّلْ فوقَ طَوْقِــكَ إنَّهــا

مُطبَّعَةٌ مَنْ يأتها لا يُضيرُهـــا


بِأَعظَمَ مِمَّا  كنتُ  حَمَّلْتُ خالـداً

وَبَعضُ أماناتِ الرِّجالِ غُرورُها

ثمَّ يقول :

فَنَفْسَكَ  فَاحفَظْها  ولا  تُفْشِ للعِـدا

مِنَ السّرِّ ما يَطْوي عليهِ ضَميرُها


رَعا خالدٌ سِرِّي  ليالِيَ  نَفَسـهِ

تَوالى على قصدِ السّبيلِ أُمورُها


فَلمَّا  تَراماهُ  الشّــَبابُ  وَغِيُّـهُ

وفي النّفسِ منهُ فتنةٌ وَفُجورُها


لَوى رأسَهُ  عنِّي  وَمالَ  بِـوُدِّهِ

أغانيجُ  خَوْدٍ كانَ فينا يَزورُها


تَعَلَّقَـهُ  منهـــــا  دلالٌ  وَمُقْلَـةٌ

تَظَلُّ لِأصحابِ الشّقاءِ تديرها 

 

فَأجابهُ  خالدُ ، قائلاً  :


لا  يُبْعِـدَنَّ اللهُ لُبَّـكَ  إذْ  غَـزا


وَسافرَ والأحلامُ جَمٌّ عُثورُها


وَكنتَ  إماماً  للعشيرةِ تنتهي

إليْكَ إذا ضاقتْ بِأمرٍ صُدورُها 


أَلَمْ تَنْتَقِـذْها من عُوَيْمَ بنَ مالكٍ

وَأنتَ صَفِيُّ  نفسِهِ  وَسَجيرُها


فَإنْ كنتَ تَشكو من خليلٍ مَخافةً 

فَتلكَ الجوازي عُقْبُها وَنُصورُها 


وَإنْ كنتَ تبغي لِلظَّلامةِ مَركَباً 

ذَلولاً  فإنِّي ليسَ عندي بعيرُها

 

نَشأْتُ عسيراً  لا تَلينُ عريكَتي

ولم يَعلُ يوماً فوقَ ظهري كورُها


متى ما تَشَأْ أحملْكَ وَالرَّأسُ مائلٌ 

على صَعبَةِ حَرْفٍ وَشيكٍ طُمورُها


فلا  تَـكَ كالثَّوْرِ الذي دُفِنَـتْ لهُ 

حَديدةُ حتْفٍ ثمَّ أمسى  يُثيرُها


فَأقصِر ولم تَأخذْكَ منّي سَحابةٌ 

يُنَفِّرُ شاءُ  المُقْلِعينَ خَريرُهـــا 

 

      وَقصَّةُ الشاعر : أبي ذُؤَيْب ذكرها صاحبُ الأغاني .. أبو فرجُ الأصفهاني أو الأصبهاني .. وأصفهانُ هي من بلادِ إيرانَ اليوم .. ولكنَّهُ كانَ بغداديَّاً عاشَ حياتهُ في العراق .. وعلى ما يبدو فإنَّ العراقَ بقيَ تاريخيَّاً مُرتبطاً بِإيرانَ ــ فارسَ منذُ أقدمِ العصورِ التاريخيَّةِ ، منذُ أيّامِ دولةِ المناذرة في عصرِ الملك : المنذر  بنُ النّعمان وفي زمنِ ابنِهِ : النّعمانُ بنُ المنذر بنُ ماءِ السّماء .. وزوجةُ النّعمانُ حينئذٍ كانت : المُتَجرِّدةُ بنتُ الملكِ  زهير .. ملكُ قبيلةِ بني عبسٍ وَذبيان.. قومِ عنترَ بنَ شدَّاد ..!


وَالمُتَجرِّدَةُ .. هذهِ هيَ التي سُجِنَ الشّاعرُ : النّابغةُ الذُّبيانيِّ بِسبِبها ، حينما كانَ مُقرَّباً من الملكِ النُّعمانُ بنُ المنذرُ بنُ ماءِ السّماء .. فقد صادفَها الشّاعرُ النَّابغةُ يوْمَها وَذاتَ مرَّةٍ وهي تَجولُ حولَ أرجاءِ القصر .. فَظَهرَ النّابغةُ في طريقها فجأةً عندَ زاويةٍ من زوايا ساحةِ القصر .. فَفَزِعتْ منهُ وَسَقطَ  عنها رداؤُها الملفوفُ حولَ جَسَدِها.. فَبانتْ لهُ عوْرَتَها .. فقالَ النّابغةُ قصيدةً يُحاولُ في أحدِ أبياتها ، أنْ يصفَ عفَّتَها ، فقال :

سَقطَ النَّصيفُ وَلَمْ تُرِد إسقاطَهُ 

فَتَنـاوَلتْــهُ  وَاتَّـقَـتْـنــــا  بـاليَــدِ

والنّصيفُ هو القميص .. وَاتَّقتْنا باليَدِ : أيّْ انَّها غطّتْ ما ظَهَرَ عليهِ من عوْرَتِها بِيَدِها .. وَلمَّا علِمَ الملكُ النّعمانُ بِشِعرِ النّابغةِ في زوجتهِ المُتَجَرِّدة ، أمَرَ بِسَجنِهِ .. ولكنَّهُ ما لبثَ أن استعطفَهُ النّابغةُ في قصيدةٍ طويلةٍ شهيرةٍ .. ليسَ هنا مجالُ ذكرِها .. فَعَفا الملكُ النّعمانُ .. ملكُ الحيرةِ عنه ..!


لا أدري : هذا ما أوْرَدناهُ  من عِشقِ أبي ذُؤَيْبَ لِصاحبتِهِ أمّ عمرو .. أمَّا  مَرثِيَّتَـهُ في أبنائهِ الخمْس ، الذينَ أوْدى بهمُ الطّاعون ، فهذهِ  هي حكايةٌ أخرى ..! 

مَرثيَّةُ أبو ذُؤيْبَ الهُذليّ هي شهيرةٌ في الأدب العربيّ .. ذكرَ أبو الفرج الأصفهانيّ عنها أمراً يستحقُّ الوقوفَ عندها ، وذلكَ حينما فَقَدَ الخليفةُ العبّاسيُّ : المنصورُ ..ابنَهُ الأكبر .. فَحزنَ المنصورُ حزناً على فَلْذةِ كبدِهِ وهو يومئذٍ  يقومُ على تأسيسِ الدّولةِ العبّاسيّةِ بعد أخيهِ عبداللهِ السّفَّاح ..!

هذهِ المرثيَّةُ أُحاولُ هنا أنْ أعرضَها على النّاس لأنَّها هي في حقيقتِها قد أصبحتْ تُحاكي كثيراً من واقعِ النّاسِ الذينَ فَقَدوا لهم أحبَّةً في زمنِ هذهِ الفتنةِ وفي زمنِ هذهِ الحروب .. في زمنِ فتنةِ المالِ وَالدّرهَمِ وَالدولار .. هذا المالُ وهذا النّفطُ  الذي تحالفَ مع هذهِ الوحشيَّةِ الأمير.كيَّةِ وَالصّهيو.نيّةِ .. فَغَزا أمْنَ الناس وهم آمِنونَ في قُعورِ بُيوتهم بالقذائفِ والحمَمِ  فوقَ رؤوسهم ..وَبِالبطشِ وبِالفجورِ على أيدي المسلّحينَ في شوارِعِهم .. هكذا حدثَتْ الفتنةُ في سوريا وفي ليبيا .. وهكذا هي فضائيَّاتُ القتلِ قد رَوَّجَتْ وَكذَبَتْ وَخَدَعَتْ .. وهكذا صَدحَ لها شيوخُ الفتنةِ بأسنانهمُ الصّفراءُ تَضُخُّ سُمومَها ، كَسُمومِ الأفاعي النّابيةُ الَّلافحةُ .. وهكذا نطقَ شيخٌ يَقطرُ لعابُهُ سُمَّاً  في إحدى فضائيَّاتِ الكذبِ والفتنةِ وَالتَّخريب ، هتفَ قائلاً :" سوريا يجبُ أنْ تُدَمَّر " وَ" القذّافي يجبُ أنْ يُقتَل ..! " .. إلى أنْ فنى هذا الشيخُ وَفضائيّتُهُ ، خلقاً كثيراً من هذينِ البلديْن .. وَأودى بحياةِ بلادٍ .. ويَتَّمَ أطفالَها .. وَرَمَّلَ نساءِها .. وشتَّتَ أُهلها .. وهكذا فَعَلَ شيخُ الفتنةِ صاحبُ الأنيابِ الصّفراء .. !


       ألا فَلْيعذُرني القرّاءُ على إطالتي وعلى خروجي عن الموضوع .. فنحنُ هنا نحاولُ دَغْدغةَ وَعيِ النّاس .. لعلَّهم ينتبهوا وَيَعـوا ، إلى كلِّ ما يُحاكُ ضدَّ شّرفاءِ بلدانِ هذهِ المنطقةِ  من عربٍ وَمسلمين ..!


     نعود للخليفةِ المنصور الذي فَقَدَ ابنَهُ الأكبرَ : جعفَرُ بنُ المنصور .. فَداهمَهُ حزنٌ شديد .. وَحينما انْصرَفَ إلى قصرِهِ ، قالَ للرَبيع .. وهو حينئذٍ وَزيرُهُ .. أنْظرْ يا ربيعُ .. فيمَن يُنْشدُني من أهلِ بيْتي ، هذا الشّعرُ الذي يقول:

أَمِـنَ  المَنونِ  وَرَيْبِــهِ تَتَوَجَّـعُ  

حتّى أتَسَلَّى بها عن مصيبتي في إبْني  .. فإنّي أريدُ أنْ أسمعها من أهلِ بَيْتي ..!

يقولُ الرّبيعُ : فَخَرَجْتُ إلى بني هاشمَ ، وقلتُ لهم : مَنْ منكم يُنشدُ الخليفةَ المنصورَ : أَمِنَ المنونِ وَريْبهِ تَتَوجَّعُ ..؟ يقولُ الرّبيعُ : فَما هناكَ من أحدٍ من بني هاشمَ يَعرفُ ذلكَ ..! 

يقول الرّبيعُ : فَأخبَرتُ المنصورَ بذلك .. فقالَ المنصور : واللهِ إنَّ مصيبتي في أهلِ بيتي ، لَهِيَ أعظمُ من مصيبتي في إبْني ، لِقلَّةِ معرفتِهِم بألشّعرِ وَالأدب ..!


       ثمَّ قالَ : يا ربيع : إذهبْ , فَأخبرِ الجندَ والقُوَّادَ .. من منهم يحفظُها فإنِّي أحبُّ أنْ أسمعَها من إنسانٍ يُنْشدُها  لي ..! 

يقولُ الرّبيعُ : فَأخبرتُ  الجندَ  وَالقادةَ .. فلم أجدْ من يَحفظُها ..!  ثمَّ اعتَرَضْتُّ عمومَ النّاس : فَلم أجد أحداً إلاَّ مُؤَدِّباً كانَ قد خرجَ لِلتَّوِّ مِنْ مَوضعِ تأديبه .. أيّْ مُعلِّماً  كانَ قد خرجَ من مكانِ مدرسةِ الكُتَّاب .. فَسَاَلتُهُ إنْ كانَ يحفظُ شيْئاً من الشّعر ..؟ فقال : نعم .. شعرَ أبي ذُؤيْب .. فَقُلتُ لهُ : أنت إذاً بُغْيَتي فَاتْبَعني إذاً  إلى المنصور ..! 


 وَحينما أوْصلتُهُ للمنصور .. إستَنْشَدَهُ المنصورُ مَرثيَّةَ أبا ذُؤَيْبٍ في أبنائهِ الخمسة .. فَأنْشدَهُ إيَّاها حتّى وَصلَ إلى قولِهِ :

وَالدَّهْـرُ ليسَ بِمُعتِبٍ مَنْ يَجزَعُ ..!

 قال المنصور : قد صدقَ واللهِ أبو ذُؤَيْب ..! 

فَأنْشِدْني مَصرَعَ هذا البيت مائةَ مرَّة .. قالَ الرّبيع : فَظلَّ المُؤدِّبُ أيّ المُعلِّمُ ، يُرَدِّدُ على مَسامعِ المنصور مصرعَ هذا البيتَ مائةَ مرَّة ..! ثمَّ لَمَّا انتهى إلى قولِهِ :

 وَالدَّهرُ لا  يبقى على حَدَثانِـهِ 

جَوْنُ السَّراةِ  لهُ  جَدائـدُ أربَـعُ

قالَ المنصورُ : سلْ أبا ذُؤَيْبَ عن هذا القول ..! ثمَّ أمَرَهُ بالإنصراف .. يقولُ الربيعُ : فَلَحقْتُ بالمُعلّم ، فقلتُ لهُ : هلْ أعطاكَ شيء .. قالَ : نعم .. ثمَّ أراني صُرَّةً في يَدِهِ فيها مائةُ درهم ..!

   أمَّا مرثيَّةُ أبي ذُؤيْبَ ، فهذهِ هي :


أمِـنَ المَنـونِ وَرَيْبِـهِ  تَتَوَجَّــعُ 

وَالدَّهرُ ليسَ بِمُعتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ

 

قالتْ أُمامةُ ما  لِجِسمكَ شاحبـاً 

منذُ ابْتَذَلتَ وَمِثـلُ مالكَ يَنْفَــعُ


أمْ  ما لِجَنْبِكَ لا يُلائمُ مَضْجعـاً

إلاَّ أَقَضَّ عليكَ ذاكَ المَضْجَــعُ


فَأجبتُهــا  أَمَّا  لِجِسمي أنَّـــــهُ

أوْدى بَنِيَّ مِنَ البلادِ فَوَدَّعـــوا


أوْدى بَنِيَّ  وَأَعقبوني حســرَةً

بعدَ  الرُّقـادِ  وَعَبْـرَةً  لا  تُقْلِـعُ 


وَلقد أرى أنَّ البُكاءَ  سَـفاهــةً

وَلَسَوْفَ يولعُ بالبُكا مَنْ يُفْجَـعُ


سَبَقوا هَـوَيَّ وَأعنَقوا لِهَواهُمُ

فَتُخِرِّمـوا وَلكلِّ جنْـبٍ مَصـرَعُ


فَغَبَرتُ  بعدَهُم  بِعيْـشٍ  ناصبٍ

وَإخالُ  أنِّي  لاحِـــقٌ  مُستَتْبَعُ


ولقد حَرَصتُ بأنْ أُدافعَ  عنهُمُ

فإذا المنيَّـــةُ  أَقْبَلَتْ  لا  تَدفَــعُ


وَإذا  المنيَّةُ  أَنْشَبَتْ أَظفارَهـا

أَلْفَيْـتَ  كـلَّ  تَميمَـةٍ  لا  تَنْفَــعُ


فَالعينُ  بَعدَهُـمُ  كأنَّ  حِذاقَهــا

سُمِلَتْ  بِشَوْلٍ فهيَ عورٌ تَدمَعُ


وَتَجَلُّــدي للشَّامتيــنَ  أُريهُـــمُ

أنِّي لِرَيْـبِ الدَّهرِ لا أَتَضَعضَـعُ


والنَّفـسُ راغبةٌ  إذا  رغَّبْتَهــا

فَإذا  تُـرَدُّ  إلـى  قليـــلٍ تَقْنَـــعُ


وَالدَّهرُ لا يبقى على حَدَثانِـــهِ

جَوْنُ  السَّراة  لهُ  جدائدُ  أربَعُ

      وهذهِ قصيدةٌ طويلة تَتَألَّفُ من 63 بيْتاً من الشّعر نكتفي بما قدَّمناه لكم ..

 

       قالَ الأصمعيُّ : المنونُ هو الموت،  وَسُمِّيَ المنونُ مَنوناً لأنَّهُ يذهبُ بِمِنَّةِ المرءِ : أيّْ بِقُوَّتهِ .. وَقولُ الشّاعر : إبْتَذْلْتَ : أيّ أجْهَدتَّ نفسكَ ، فَأَذْهَبْتَ عن نفسكَ الرّاحةَ وَالدَّعةَ مع أنّكَ تمتلكُ المال ، وما زلتَ تَلزَمُ السّفَرَ وَالعمل .. وَقوْلُهُ : أَقَضَّ عليكَ : أيّْ جَعَلَكَ لا تستطيعُ الإضِّطجاعَ لأنَ ما تحتَكَ خَشِناً .. وَالقَضَضُ هو الرّمل والحصى .. ( هذا في البيتِ الأوّل والثالث ) أمَّا تميمةُ : فهي بمعنى الحرز .. أو هي الخرَزاتُ الزّرقاء التي تَرُدُّ العينَ عن المحسود (في البيتِ العاشر)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق