حول قراءة الجابري للامام الغزالي
قبل ان نعرض لنماذج وصور من قراءة الجابري لفكلر الامام الغزالي في مجال الانساق والنظم المعرفية المشكلة للعقل العربي.. وهي ( البيان والعرفان والبرهان)
علينا بادئ الراي بيان الرؤية المنهجية التي تناولت تحليل الثقافة العربية الاسلامية قصد تحديد اساسياتها المعرفية.. والتي حمت نظرة الجابري وقراءته الابستيمولوجية للنظم المعرفية..
ان ما تقرره القراءات الحديثة للتراث العربي الاسلامي لا يتعلق فقط بالاطروحات وانما بما تكشفه تلك القراءات جميعها من طرايقة التفكير ..ورؤية جديدة ومنهج جديد للنظر في قضايا الفكر والسياسة والاجتماع..
انالقراءات تصدر عن منهج واحد وعن رؤية واحدة وتقدم تاويلا يعطي للمقروء "معنى" بالنسبة لمحيطه ( الفكري -الاجتماعي -السياسي) بيحث تحرص على جعل المقروء معاصرا لنفسه على صعيد الاشاكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الايديولوجي.. كما تحاول القراءة ان تجعل المقروء معاصرا لنا ولكن فقط على صعيد الفهم والمعقولية..ان اضفاء المعقولية على المقروء معناه نقل المقروء الى مجال اهتمامات القارئ الشئ الذي يسمح بتوظيفه في اغناء الذات او في اعادة بنائها..(1)
ومن هذا المنطلق فان البحث في التراث لا يمكن ان يكون بدون دافع ليديولوجي او قراءة ايديولوجية على ضوئها تشكلت حركة اصلاحية تنادي بالتجديد مما يعني بناء فهم جديد للدين عقيدة وشريعة..انطلاقا من الاصول والعمل على جعله معاصرا لنا ..ان القراءة الايديولوجية للتراث لا يمكن ان تنتج سوى ايديولوجيا تعيد بناء الماضي قصد الارتكاز عليه ل"التهوض" واسقلطه على المستقبل المنشود.. كواقع حي يكرر نفسه.. هده قراءة دينية للتاريخ طعلت من العامل الروحي المحرك الوحيد للتاريخ من اجل اثبات الذات وتاكيدها(2)
القراءة اللبرالية للتراث العربي الاسلامي فانها تنظر اليه من منظور مرجعية اوروبية ولذلك فهي لا ترفيه الا ما يراه الاوروبي..
اما القراءة الاستشراقية من الناحية المنهجية فانها تقوم على معارضة الثقافات ومقارنة تراث بتراث والمنهج الفيلولوجي الذي يريد رد كل شئ الى اصله وعندما يتعلق الامر بالتراث العربي الاسلامي فان اصله تعود الى ( اليهودية والمسيحسة والفارسية واليونانيو والهندية ..)وتدعي القراءة الاستشراقية ان ما يهمها هو فقط الفهم والمعرفة ..ولكنها تنسى او تتناسى انه لا يوجد "فهم" دون الاخذ بالرؤية مع المنهج بحيث لا يمكن الفصل بينهما..(3)
ان القراءات السائدة تفتقد الموضوعية كما تعاني من غياب النظرة التاريخية..وكل فكر يئن تحت وطات هذه المعادلة لا يستطيع الاستقلال بنفسه فيلجا الى تعويض هذا النقص بجعل موضوعاته تنوب عنه في الحكم على بعضها ..(4)
اننا في حاجة الى رؤية جديدة شمولية تتجاوز الدوائر الوهمية وتنظر الى الاجزاء في اطار الكل وتربط الحاضر بالماضي في اتجاه المستقبل..رؤية يتحدد بها كل من الموقف والكنهج..(5)
احمد بابانا العلوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق