هذا ما سيكون ضمن كتاب :
"كيف تكتب رواية ناجحة "
للناقد والروائي الأستاذ كاظم الشويلي
وما تناولنا ضمن الجلسة الأديبة التي اشرفت عليها د.سعاد مقداد الأسدي
جدلية الفكرة واهمية طرحها في الرواية
لا شك في كل النتاجات الأدبية نحتاج الى انعطاف وارتباط يجعلنا في انتماء وثيق متأصل مع عمق الفكرة وتركيبتها الواضحة لرؤى الواقع ويمكن القول ان الرواية فن ادبي يمتاز بأسلوبه السردي والنثري وبما ان عنصر الفكرة من اهم عناصر الرواية التي تجعل القارئ في تأملات دلالية يغوص من خلالها الذهن في تجليات وحيثيات تتناسب مع طبيعة الطرح وظروف المرحلة المؤثرة في الواقع الذي نتعايش معه , ينبغي ان يستمد الروائي خلاصة الفكرة ضمن جوهر مثالي يوظف لمعالجة وطرح الآم الواقع في صيرورة اطرها الفكري الانتقالي واستخلاصها من تعقيدات وتحديات الحياة التي يصطدم بها الإنسان كجزء أساسي لجسد الرواية ضمن تصورات حقيقية تلامس شغف القلوب لتجعل القارئ تحت تأثير وجداني مباشر يغرس تأملاته ضمن واقعية الطرح والفكرة لتستفز احاسيسه واندفاعته وانفعالاته بشكل يحاكي ويخاطب الروح والذات من خلال تفاعل متزن يجمع عنصر التشويق والإثارة مع الصراعات المجتمعية , يفرض مستواها من الم الواقع المحيط بالإنسان يحمل افق بعيد بغية الوصول الى مواطن تحفيز القيم الإنسانية في اغوار احداث آلمت بنا من حزن وفرح وغضب وغيرها ضمن حيثيات صحيحة ناضجة تداعب وتغازل مخيلتنا بأساليب السرد الروائي يجعلنا نفتش عن العقد بين دفتي ( الرواية ) ولان عنصر الفكرة يضعنا في اجواء تلائم احداث جمعتنا في حقبة زمنية ولدت ارهاصات لابد من قراءتها بشكل موثق وممتع سلس يعالج القضايا الاجتماعية ضمن معترك الحياة .
ويعد عنصر الفكرة في الرواية منظومة معرفية تخدم الجانب النفسي ذات قيمة خيالية تمتزج بالواقع لتعبر عن مكانة مهمة في عوالم الأدب الاجتماعي الإنساني الذي يحفز مشاعر وانفعالات القارئ في عاطفة جياشة لأن الفكرة التي تطرح من صياغة الواقع تتجلى بصدق شعوري واقعي آني , دائما ما يكون مفعم بالوجدانية التي تضفي جمالا ادبيا باعتباره خطابا ادبيا ينتج عن دلالة لإعادة تركيبة مفاهيم واطر معاناة تناسب معايير الطرح المتزن على ارضية الواقع في كل جنس ادبي كنهج ودعوة ثورية تحاكي العقل الباطني دون تشتت وعبثية ضمن معطيات حقيقية تجعلنا في ثبات بعيدا عن الانفلات العقلي حينما نتناول مضمون يخترق ذهنية القارئ بشكل يدغدغ مشاعره نحو كشف الحقائق ضمن اخلاقيات انسانية تبث روح العطاء المتدفق في جوانبه التنظيمية ولأننا نحتاج الى محطات وعتبات انطلاق متينة ضمن عنصر الفكرة وتداولها لتتوزع مساحاتها على عناوين توسع وتؤهل الذهنية وتوظف الحقائق في توصيفات سردية مطلوبة وناتجة من منظومة فكرية توعوية لبناء تنظيمي وثيق يرتبط جوهريا مع القيم الموضوعية التي ترتقي بالطرح المعتدل ضمن عنصر الفكرة , واعتقد ان المواضيع الرومانسية الروائية و المطروحة و المتداولة سابقا هي ورقة محترقة في الوقت الراهن العصيب ذلك لان حجم الألم والوجع استفحل في تعاطيه بجسد وفكر الانسان ولم تعد التوصيفات الغزلية تستثمر ثوابت الاهداف المرجوة مالم يكن الألم والوجع جزء منها , وبما ان الواقع الراهن مليء بالأحداث الصاخبة والمفجعة فلابد هناك بناء حقيقي للطرح ضمن عنصر فكرة الرواية يجعلها في تماسك ودقة يتناول منهجية الطرح لمعالجة قضايا اكثر اهمية.
《فلا خير لأي جنس ادبي مالم يعالج بطرحه ضراوة ايدولوجية الاحداث بثقل واضح وفعال ومؤثر ومثمر يؤهل الرواية الى خلق تمازج حسي وادراكي وروحي يضع القارئ في خضم الفكرة بخطوات ثابتة وفعالة مرتبطة بالحس الخطابي الروحي والتذوق الشعوري موضحاً معالم ازمات ونكبات الواقع الحياتي المتأزم》
المختلف على اعتبار ان النص الروائي السردي هو وثيقة يدون فيها كل التصورات بشكل جدلي واسع لا يمكن ان يتجاهله احد متناولاً عنصر الزمن واضعاً القارئ في تحليل وتفسير وتفكيك طلسم احداث الواقع المر بشكل صريح وواضح في كل تجلياته تباعاً , ومن هنا نستطيع القول ان اتجاهات الرواية لابد ان تأخذ مساراً صحيحاً يحفز الوعي المعرفي والثقافي البحت .
صورة للناقد والروائي الأستاذ كاظم الشويلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق