محاكمة ذاتية!
(قصة قصيرة جداً)
اليوم سنحضر جميعا، محاكمة من نوع خاص..
محاكمة ذاتية تختلف عن باقي المحاكمات التي اعتدناها في حياتنا..
فلتبدأ إذن هذه الأخيرة، وبها تبدأ قصتي..
قال المساعد بالقاعة بصوت عالي:
محكمة..
فوقف الحضور كلهم، إحتراما للعدالة.
وبعد تناول(الرئيس: أنا) ملف القضية..
قال:
فتحت الجلسة، الملف كذا.. وكذا..
والمتعلق:
ب(المشتكي أنا الآخر)، الساكن بعنوان كذا.. وكذا..
وب(المشتكى به أنا الآخر) الساكن بنفس العنوان.
وقال أيضا:
لتتقدم هيئة دفاع الأول، وهيئة دفاع الثاني..
قدم كل من الهيئات ملفاتهم إلى رئيس هذه المحكمة..
وبعد قراءة النص المترافع عنه..
قال الرئيس:
يشتكي المسمى كذا..يقصدني هنا (المدعي)، أن المشتكى به في أنا الآخر(المدعى به)، قد ألحق بالأول مجموعة من الأضرار، دون أن يراعي حسن الجوار..
بحيث أقدم على فعل بعض الأشياء، يوم كذا.. وكذا..لا تقبلها شريعتنا السمحاء ولا ثقافتنا العريقة، أشياء خارجة عن القانون الداخلي لهذا الكيان المشترك!
ثم بعد ذلك أمر الرئيس، هيئة دفاع الثاني بالترافع..
وقف الدفاع من أجل المرافعة ثم قال:
إليك سيدي الرئيس، بعد الإستئذان طبعا.
إن موكلي كان يومها غاضبا، يائسا من محنة الحياة وصعوبة التحمل، فقام بالشيء المذكور، دون نية مبيتة من جراء ذلك، لقد فعل المنسوب إليه من أجل التنفيس عن حاله، لا أقل ولا أكثر..
ثم قال أيضا:
واطلب، من محكمتكم الذاتية الموقرة، براءة موكلي..
وأضاف:
ولمحكمتكم الموقرة واسع النظر.
وبعد سماع دفاع الثاني، أمر الرئيس، هيئة دفاع الأول بالمرافعة.
وقف هو الآخر من أجل المرافعة ثم قال:
إليك سيدي الرئيس أترافع، بعد السماح لي طبعا..
إن الماثل أمامكم، قد قام بأعماله المشينة، والتي لا تليق بصفته ينتمي إلينا، ومواطنا في هذا الكيان المشترك. طغت عنه أنانيته، فجعلته يتعدى الخطوط الحمراء. والتي يعاقب عليها القانون الذاتي..
رقم كذا..وكذا.. والذي يقول: كل من اعتدى على..الخ.
وقال أيضا:
وأطلب من محكمتكم الموقرة، ردع كل من سولت له نفسه أن يجرم بمثل ما قام به هذا الماثل أمامكم، بأقصى العقوبات.
وأضاف بدوره هو الآخر:
ولمحكمتكم الذاتية الموقرة، واسع النظر.
وبعد الاستشارة قام الرئيس.
فقال المساعد بالقاعة ثانية:
محكمة..
خرج الرئيس من أجل المداولة..
وما هي إلا بضعة دقائق حتى دخل ثانية للقاعة.
فقال مساعد القاعة، بنفس الطريقة:
محكمة..
جلس الرئيس ثانية، وفتح ملف القضية من أجل نطق الحكم.
ثم قال:
بعد دراسة الملف عدد كذا.. وكذا، والإلمام بحيثيات القضية، وبعد المداولة، نحكم على المشتكى به بتقديم اعتذار كتابي، للرفع من معنويات المشتكي..
وأردف قائلا:
رفعت الجلسة..
-بقلم: محمد دومو
-مراكش/ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق