الخميس، 12 سبتمبر 2019

محمد اديب السلاوي

الدخول الثقافي الجديد...الممكن المستحيل



في مثل هذا الشهر من كل سنة، ينطلق حديت الصحف والمجلات والملاحق الثقافية ووسائل التواصل الاجتماعي وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الثقافي عن الدخول الثقافي الجديد،وما يصاحبه من اصدارات وعروض مسرحية وموسقية ومعارض تشكيلية جديدة للموسم الثقافي الجديد ،الامر  هنا لا يتعلق بنا، لاننا لانملك دخولا ثقافيا بهذا المعنى وبهذه الصيغة، ولكنه يتعلق بجيراننا الذين يملكون مجالات واسعة للثقافة، يفتحون لها الباب على مصراعيه كل سنة في متل هذا الشهر، حيت يجري استقبال الدخول الثقافي، مع انتهاء العطلة الصيفية، باستقبال المكتبات الاصدارات الجديدة في كل المجالات الثقافية، وتعلن المسارح وقاعات العروض المسرحية والموسيقية وقاعات المعارض التشكيلية عن برامجها للموسم الجديد،.

يعني ذلك في الجارة الاروبية، ان الثقافة التي يحتفل بدخولها الجديد،اعلاميا وسياسيا وجماهيريا في متل هذا الشهر من كل سنة، انها فضاء قيم انسانية ،فضاء للابتكار والابداع ،وانها تاسيسا متواصلا لوعي نقدي تسنده قيم الحرية٠ والفضيلة والاخلاق والمسادلة في برامج الاحزاب والحكومة والمجتمع المدني،وانها  هي من يرسم طريق المعرفة والتنمية والحداتة والعولمة للامة.

مغربيا ،كنا ومازلنا نقتبس من جارتنا الاروبية الدخول الثقافي الجديد في هذه الفترة من كل سنة، ولكن دخولنا يتم بايدي فارغة، في غياب صناعة ثقافية،في غياب استراتيجية ثقافية متكاملة، في تدني صورة المثقف التي تقترن بالبؤس و التهميش والتشكي .

خلال هذه السنة يتم الدخول الثقافي في حالة استتنائية،اذ يلتقى بالدخول المدرسي الساخن على كل الاصعدة، ويلتقي مع الدخول السياسي الذي يشهد ارهاصات ومخاضات قوية تنتظر ميلاد حكومة مرممة ،تشتغل عليها كل الاحزاب وكل منظماتها الموازية ، وهو مازاد في تهميش الدخول الثقافي الجديد الذي لم لم يبق مهتما به الا قلة قليلة من المثقفين المهووسين بالمسالة الثقافية.

امام هذا المشهد الحزين،  تبدو الثقافة في المغرب الراهن يتيمة،  ،شاحبة،بلا حماية، معزولة، مهمشة، حيت اسقطتها السياسة من الرعاية والاهتمام، مقابل اغراق المجتمع ،كل المجتمع  في مستنقع الاوهام السياسية.

لقد كان امل الثقافة المغربية واهلها خلال العقد الاخير ،ان تصحح الحكومات المتعاقبة و المنتخبة دستوريا نظرتها للمسالة الثقافية في مغرب الالفية الثالتة ،وان تجعل منها فضاء للابتكار والابداع والمعرفة،وان تعيد هيكلة المشهد الثقافي وماسسته بإنشاء مجلس اعلى للثقافة والفنون، واحدات هيات عليا للكتاب والمسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية ،وان تمنح الكتاب والباحتين والأدباء تفرغا لدعم المكتبة الوطنية بالانتاجات الفكرية والادبية والابداعية الجديدة،وان تكرم اعلام الثقافة والفنون بما يستحقون من عناية مادية ومعنوية،

كان ذلك هو الامل.
ومازال هذا الامل معلقا على شعرة معاوية.
ومازالت الثقافة تقول لاهلها بمناسبة الدخول الثقافي الجديد، كل عام وانتم في انتظار الدخول الثقافي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق