الخميس، 17 يناير 2019

بقلم الشاعر الكبير عاطف حجازي

~~ نَبْضُ النَّسائمُ ~~


نَبضُ النّسائمُ يَعتلي تِلكَ الذُّرى
وَرَحيقُ نُورِ الوَجدِ تِذكارٌ سَرى

مُذ نَبضَتينِ رَأيْتُ رُوحي تَعتَلي
آلاءَ وَجدِ الرّوحِ حَتّى أزهرَا

سافرتُ نَحوَ الشّمسِ اَطلبُ عِطرَها
ومَضيتُ في الأحقابِ يَحمِلنُي كَرى

حَتّى تَناهَى صَوتُها في مَسمعي
فَنسَجتُ ثَوبَ الوَجدِ فيِها اَدهُرا

لا سِرَّ  أََرنو في لَياليِنا وَلا 
أَرنو سُهاداّ جابَ أودَاجَ الثَّرى

كُلُّ المَقاصِدِ في الحَياةِ رَويتُها
ورَويتُ للأيامِ عَن أهلِ الوَرى

ما كنتُ بالأحقابِ عبداً أغبراً
قَد كُنتُ قيثاراً وعُشباً أخضرا

ما قُلتُ للإشراقِ هَبني صَبوةً
أوْ قُلتُ لِلّحنِ المُعتَّقِ  ما جَرى

كلُّ القَضيةِ أنَّ أصداءَ الجَّوى
جالتْ عُيوني وَالرََحيقُ تَجذَّرا

أثرٌ مِنَ النَّبضِ القديمِ رَجوتهُ
اِجتاحَ أَفيائِي وَسالَ واَمطَرا

في الموسمِ الآتي سَتُروى رُوحُنا
وسَيعرِفُ التّاريخُ فينا جَوهَرا

وسَترتدي الأجفانُ قُبلةَ عِشقِنا
ويَرومُ قَلبينا وَميضاً أحمَرا

يا نِقلةَ التاريخِ عن أخبَارِهِم
هلْ كانَ فَرقَدُهم يخافُهُ عَنترَا

قامتْ رَحايانا وشاخَ وِشاحُها
وتَعَمْلقَ البوحُ الشّجي لِيثأَرا

مِنْ غيمةٍ سوداءَ تقتاتُ الهَوى
وتقولُ للأيامِ قَولاً مُنكرَا

فَيضٌ مِن الأشواقِ اَعلَنَ نُصرَتي
جاءَ الحياةَ يَفيضُ مِسكاً عَنبرَا

~ كَلِمات الشَّاعِر عاطِف حِجازي ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق