الأربعاء، 30 يناير 2019

بقلم يحيى محمد سمونة

أصل الحكاية

" جهل "

تم اغتيال شخصية مهمة في مجتمع يهود زمن نبي الله موسى عليه السلام.
أراد يهود معرفة القاتل - فما كان لهم ذلك - شكلوا وفدا و توجهوا إلى نبيهم عليه السلام، و سألوه إن كان نبيا بحق فليخبرهم عن القاتل ؟ فكان جواب نبي الله موسى أن قال لهم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، فإن فعلتم ذلك و ضربتم القتيل بضلع البقرة المذبوحة، قام القتيل فقال قتلني فلان، ثم يموت ثانية.. أما يهود فقد رفضوا هذه الإجابة و قالوا ( أتتخذنا هزوا) [ القصة من اﻵية 67- 73 من سورة البقرة] 
لكن نبي الله موسى عليه السلام حين نعته يهود بالمستهزئ! قال ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)[البقرة67]

و إذن أصل الحكاية أن الاستهزاء إنما هو شكل من أشكال الجهل، و أن الأنبياء لا يستهزئون، و كذا "العلماء" في أقوالهم و أفعالهم و سلوكهم لا يستهزئون. و إن المستهزئ كلما عظم استهزاؤه عبر بذلك عن فداحة جهله. و أيما امرئ حمل كلام العلماء على معنى الاستهزاء فقد وقع بما وقع به يهود بحق نبيهم عليه السلام؛ وهو ما أنكره عليهم القرآن الكريم.
و إنما سمي الاستهزاء جهلا لأن المستهزئ لا يدرك حقيقة الأمر فهو إذن جاهل 

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق