الاثنين، 9 سبتمبر 2019

محمد أحمد إسماعيل

كنتُ متكئًا تحتَ ظلِّ القدرْ
ممسكًا بعصايَ الضريرةِ
كنتُ أهشُّ بها ــ يا إلهي ــ على ألَمِي
وأردُّ بها ثورةَ الريحِ
 أُورِدُها مددًا في سماءِ دمي
.....
كان يشطرنُي البحرُ نصفَينِ؛
نصفًا.. يُعلِّقه الموتُ في قبَّةِ الملكوتِ الفراغْ
ونصفًا .. يغني بلا لغةٍ
في مرايا الهزيمْ
حين مرتْ على خيمتي دمدماتُ الجحيمْ
......
نصفُ روحٍ أنا
نصفُ موتٍ أنا
نصفُ بحرٍ أنا 
نصفُ ريحْ
زلزلتْنِي الحُتوفُ
قتلتني مرايا الحروفْ
بين موجِ السيوفِ وموجِ السيوفْ
.....
أيها الشعراءُ الذين ــ على زورقِ الريحِ ــ مرُّوا هنا
من أنا؟
....
سوف أفتحُ بابَ السماء
أمرُّ على بيتِكُمْ.. 
وأردُّ السلامَ
على وَردِكُمْ .. ثم أَمضِي
...
علَّقْتنِي المَرايا
على وترٍ في كمانِ البكاءْ
يَتكَسَّرُ ضوءُ المصابيحُ في شفتي
حين أفتحُ شباكَ هذا الصباحْ..
ثم لا تدخلُ الشمسُ قلبي الذي سكنتهُ الرياحْ
سَرَقَ الليلُ خَيلِي..
ونامَ اللصوصُ..
على نهنهات الجراحْ
من يردُّ إليَّ البراح؟
....
يا إلهي 
أنا نصفُ شيءٍ..
طفوتُ على لُجَّةِ الحزنِ
لا أملكُ الآنَ إلا عَصَايْ
أتهجَّى الشوارعَ مثلَ المجاذيبِ
لا خطوةٌ أوصَلتنِي
ولا خطوةٌ أرجَعتني إليَّ
فأين خطايْ؟
..... 
لا عيونَ لهذي الشوارعِ
حتى تراني!


محمد أحمد إسماعيل 
ـــــــــــ
2007

هناك تعليق واحد: